أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد مقصيدي - هزيمة الدونكيشوت الصهيوني وفضيحة السانشوبانسا














المزيد.....

هزيمة الدونكيشوت الصهيوني وفضيحة السانشوبانسا


محمد مقصيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:36
المحور: القضية الفلسطينية
    


ربما قرأ أحدهم في النظام الإسرائيلي رواية دونكيشوت لسيرفانتيس , وقرأ روايات فروسية كثيرة أخرى حتى جف دماغه , فركب دباباته كما ركب السيد ديلامنشا حصانه الهزيل وأخد يتوجه شمالا وجنوبا . الغريب , أن الأنظمة العربية وافقت أن تكون سانشوبانسا رغم أنها لا تملك حتى حمارا هزيلا , لعلها ينالها من غنائمه الوهمية بعض الثروة . لقد صدقت خرافاته , فهي لم تقرأ نهاية رواية سيرفانتس لحفلاتها الكثيرة . في الفصل 18 من الرواية تحت عنوان المغامرة مع فارس المرايا : كلما كثر الموتى , قل الأعداء . وربما فهمها القارئ الإسرائيلي المتحادق على شاكلته ولم يأخدها في سياق أن من قالها هو مجنون وسوف يموت منهزما في نهاية الرواية بعد اعتراف أن كل ما قاله وفعله سالفا هو من تاتير وهلوسات الجنون . القارئ السادج بعد قراءتها , وقبل أن يتجه إلى غزة , كان بالأحرى أن يتوجه إلى الأدباء أولا ليشرحوا له الرواية جيدا . إن استفاقة دونكيشوت المتأخرة من الجنون بعد أن أهلك نفسه بحروبه الوهمية لم تشفع له لتجنب الموت , كنتيجة طبيعية وحتمية لجنونه .

إن ما جناه النظام الإسرائيلي من العدوان ضد الإنسان وضد الأخلاق وضد شعب فلسطين , هو الكراهية التي نبتت في العالم بجدور سميكة ضد الكيان الصهيوني بعدما سقاها بالدماء . ما جناه هو تقارب وتحالف الأقطاب الممانعة في العالم من كل المرجعيات والإيديولوجيات والأديان . ما جناه هو شحن بطاريات المقاومة وتجديد حيويتها , حيث كل طفل قتله خلق به عائلة مقاومة وجيرانا لتلك العائلة مقاومين أيضا . ما جناه بقتله للقيادات هو إثبات أن الحركة هي نظيفة ولا تمانع رغبة في المال , بل من أجل مواقف , وأنها لا تختبئ في المستشفيات والملاجئ , بل تدفع شهداء أيضا كالشعب لأنها تنتمي إليه ...وإن كان يعتقد أنه بقتل القيادات هو نصر فهو أغبى من ديلامنشا . إن قتل القيادات يخلق منها مرجعيات أسطورية وبطولية ويخلق أضعافها من القيادات , بل إنه حتى لو اغتال كل المكاتب الساسية لكل الأحزاب المقاومة وكل لجانها المركزية بدون استتناء , وليس فقط الشهيدين ريان وصيام , فإنه سيجد نفسه بعد شهر أو أقل أمام المئات من أعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية الأكثر شراسة وشرعية ...

وسوف أشير على من حاول تطبيق الدونكيشوت والسانشوبانسا , أن يقرؤوا كتاب فن الحرب للجندي القائد سان تزو مند أكثر من 25 قرنا بإمعان رغم أنهم ربما حاولوا تطبيق مقولته : " التفوق الأعظم هو كسر مقاومة العدو دون أي قتال " قبل أن يتهور ديلامنشا ويدهب إلى حتفه . يقول سان تزو : "مسؤولية حماية أنفسنا من تلقي الهزيمة تقع على عاتقنا , لكن فرصة هزيمة العدو يوفرها لنا العدو نفسه" . لقد حافظت القوى الممانعة على مواقعها وتفادت الهزيمة . وإسرائيل وفرت بحربها الخاسرة فرصة تاريخية لحقوق الشعب الفلسطيني . وشحدت كل الدعم العالمي الدي يحترم الأخلاق ويحترم حرية الإنسان ويحترم نفسه . ويقول سان أيضا : قد تعرف السبيل إلى قهر عدوك , دون أن تكون قادرا بالضرورة على تحقيق دلك , فإن كانت إسرائيل بالسانشوبانسا وباستخباراتها قد عرفت الكثير عن المقاومة فكان من الخطأ الإعتقاد أن المعرفة بكيفية النصر سوف يسمح لهم بالإنتصار عليها . ويقول أيضا : من لا يستطيع قهر عدوه , عليه اتخاد الوضع الدفاعي . وإسرائيل باعترافاتها هي لم تقهر المقاومة , إدن فلتنتظر دائما الضربات من المقاومة ولو حاولت تسويق فكرة النصر المضحكة للشعب الإسرائيلي . ويقول سان تزو أيضا الدي لم يدرس في أكاديميات بل درس من الميدان : القائد الإستراتيجي هو من يدهب للقتال بعدما ضمن النصر . ويقول أيضا : الطرف الدي يصل إلى ميدان القتال أولا وينتظر قدوم عدوه إليه سيكون أكثر استعدادا . وهدا ما تتبته المقاومة على أرضها في كل أنحاء العالم مند فجر التاريخ إلى اليوم . والخطأ الإسترتيجي الدي وقعت فيه المخططات الإسرائيلية هو بتعبير سان تزو : "عندما تحاصر شيئا اترك له منفدا ليهرب منه ... ولا تضغط بقوة على عدو يائس " ...فالضغط بقوة يبني مقاومة أقوى , وإسرائيل بتصرفاتها المجنونة والهمجية خلقت وضعية في غزة لا تسمح إلا بالمقاومة حتى النهاية ...

المشاريع الإسرائيلية تسقط الواحدة تلو الأخرى .

وتحية صمود للمقاومة الشجاعة بكل فصائلها التي واجهت الآليات الثقيلة بصدورها , وأضحكني أحد الناطقين الدي ربما قرأ أيضا الدونكيشوت ,ويقول أنه شجاع ,وهو في الميدان , والمقاومة جبناء ويختبؤون , وينتظر مواجهتهم . في حين هو يأتي بالطائرات وطلقات المدافع المتطورة وأجهزة الرادارات التي تتعقب وملايير الدولارات من الأسلحة الأمريكية , وهم يواجهونه فقط بأجسادهم وبعض المفرقعات المصنوعة في المنازل في انتظار وجبة الغداء . إنه فقط بقاءهم أحياء أعتبره أكثر من نصر بل معجزة , يجب تدريسها في المعاهد والأكاديميات الحربية العالمية .

المقاومة انتصرت لفلسطين , وانتصرت لأحرار العالم . وإن كانت تعتبر إسرائيل أن ما حققته نصرا وأنها حققت هدفها الدي هو الأمن القومي من حربها الهمجية , فدلك خرافة , فمن تعريفات الأمن البديهية ما أورده سبينوزا حين يقول : "الأمن فرح يتولد عن فكرة شيء مقبل أو ماضي لم يعد هناك مجال للشك فيه " . وأظن أن إسرائيل تعرف انها فتحت بيديها فوهة الغول الدي سوف يبتلعها , بتوسيع شعبية حماس وتحالف غالبية اليسار العالمي معها ومع حقوقها . إنها تعرف أنها تتوجه نحو المجهول الأسود في المستقبل .

وليأكل شانسوباسا في الأيام المقبلة لحم الأطفال الدي تركه له الدونكيشوت قبل موته ....



#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد الداروينية
- تكريم الإسلامويين للمرأة بالجلد والإغتصاب وأشياء أخرى
- المرأة بين مطرقة الإسلام وسندان التاريخ- 2-
- المرأة بين مطرقة الإسلام وسندان التاريخ
- الإعلان المغربي لحقوق الإنسان والحكام
- في مديح الفقر:محمد السادس ملك الفقراء فضيحة أم فضيلة؟
- المغرب الكافكوي أو مستوطنة العقاب
- خرافة الإصلاح السياسي بالمغرب
- لماذا لا نستعمل الباب : ملاحظات حول الدستور المغربي الذي يكر ...
- حقوق الملك وواجباته
- الديموقراطيون المغاربة الجدد
- الحياة كمفهوم قدحي : نقد ذاتي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد مقصيدي - هزيمة الدونكيشوت الصهيوني وفضيحة السانشوبانسا