|
اسطورة أوباما ..هل ستنتهي بانتصار الوطن ام بموت البطل ؟!
قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رئيس الجمعية النفسية العراقية
في قراءتنا السيكولوجية التي تنبئنا فيها بفوز أوباما ونشرت قبل اعلان فوزه ، كنا ختمناها بالعبارة الآتية :( والمفاجأة الأكثر ادهاشا هي أن في 20-1-2009 سيدخل البيت الأبيض رجل اسود بدم هجين ، أمريكي - أفريقي ، يتيم ، أسمه باراك حسين اوباما). ولقد احتفل السود في العالم (بمن فيهم سود العراق !) بفوز اوباما لسبب سيكولوجي هو أن البيض يدركون السود على أنهم غير كفوئين في الأمور العقلية ولا يصلحون للقيادة السياسية تحديدا ، فنجم عن ذلك شعور السود بالنقص حيثما كانوا في بلدان العالم ، فجاء احتفالهم بفوز " أخيهم في اللون "رئيسا لأقوى دولة في العالم ، مهرجانا عالميا يعلنون فيه التخلص من هذه العقدة المزمنة " الشعور بالنقص " ، وانتزاع اعتراف كل البيض في العالم بأن كفاءتهم في الأمور العقلية لا تقل عن كفاءتهم في الأمور الجسمية التي حصلوا فيها على بطولات عالمية ، توجوها بأرقى بطولة في الذكاء والدهاء في أقوى مباراة يشهدها العالم ، بكى فيها البيض بدموع الحزن على خسارة رمزهم الأبيض ، وبكى السود بدموع الفرح لفوز رمزهم الأسود ، فيما صفق العالم للفائز الأكبر فيها ..الديمقراطية الأمريكية . أوباما ..سيكولوجيا في قراءتنا السيكولوجية الثانية هذه بعد تنبؤي وآخر تحليلي لأوباما بعد أن تولى قيادة أقوى دولة في العالم ، ولنبدأ بالحالة النفسية لأوباما لحظة جلوسه على كرسي الرئاسة . ان أول انفعال سيغمره هو الشعور بالزهو والفخار الناجمين عن يقين أن حلمه الاستثنائي وغير المتوقع في الحسابات السياسية قد أصبح حقيقة واقعة.. لرجل عصامي مكافح ، حكى في كتابه الأول عن شعور طفل مهجّن مزدوج الأصول والديانة ، وأب لم يعش معه أكثر من عامين ..وها هو الآن يجلس على كرسي رئاسة الدولة الأولى في العالم . والأهم سيكولوجيا هو أنه ما أن يبدأ عمله الرسمي حتى يدخل في صراع نفسي بين أوباما " المبشّر " وأوباما " الرئيس " . فقبل الثلاثاء المدهش ( 4 نوفمبر2008 ) كان اوباما يقوم بدور الداعية " المبشّر " الذي يعد الأمريكيين باحداث التغيير الذي سيجعل حياتهم أمتع ويعيد لأمريكا هيبتها ويقلل من كره الشعوب لادارتها . وفي يوم ( 20 يناير 2009 ) سيمارس اوباما دور الرئيس الذي عليه أن يفي بتحقيق ما وعد به . والمأزق النفسي الذي سيجد أوباما نفسه فيه ، من الآن ، هو استحالة أو صعوبة التوفيق بين دوره التبشيري ودوره التنفيذي . فالرجل يريد فعلا أن يفي بما وعد به ، لكنه لن يستطيع لأسباب في مقدمها : ان امريكا دولة مؤسسات ، بمعنى أن القرارت السياسية الكبيرة التي يتخذها الرئيس الأمريكي تخضع لموافقة المؤسسات الرسمية ، وتحديدا : الكونغرس ووكالتا المخابرات المركزية والفيدرالية ووزارتا الدفاع والخارجية . .فضلا عن مؤسسات غير رسمية مثل شركات النفط الكبرى وأخرى خفية تمارس في حالات معينة ضغوطا قد تكون أقوى من ضغوط المؤسسات الرسمية . وهنا سيضطر أوباما الى أن يمارس سيكولوجيا " التبرير " ..أعني أنه سيعمل على طرح المشاريع التي وعد بها ، وفي حالة رفضها سيظهر للناس بلسان حال يقول : لقد عملت على تنفيذ ما وعدت به ..فما ذنبي أذا رفضته المؤسسة التي بيدها القرار. وما يخشى على أوباما أنه سيقع في سنته الأولى بما نسميه " فخ التبرير " وهي آلية أو حيلة نفسية تعني تحديدا : نزعة الفرد الى أن يبرر أفعاله أو فشله من أجل المحافظة على احترام الذات . انتصار الوطن ثمة مؤشرات في الحياة السياسية الأمريكية تمكّن المحلل السيكولوجي السياسي من الوصول الى استنتاجات مهمة ،أهمها نسب التصويت المتدنية في انتخابات الرئاسة الأمريكية ، فلماذا؟. سنلتقط سببين هما : الأول : الاغتراب السياسي . ويعني شعور الأمريكيين بخيبة الأمل والعجز السياسيين . فكثير منهم يعتقدون أن العملية السياسية في امريكا تافهة ولا معنى لها ، وأن النظام السياسي بكامله " مختل " فنأوا بأنفسهم عن السياسة وصاروا بالمفهوم السيكولوجي " مغتربين سياسيا ". ويشير علماء النفس الاجتماعي الأمريكيون الى أنه بالرغم من زيادة مستوى التعليم في المجتمع الأمريكي ، وزيادة في كمية المعلومات عبر وسائل الاعلام ، فان المعرفة السياسية على مستوى الأفراد ظلت على نفس مستواها منذ العام 1940 . والذي حصل في الانتخابات الأخيرة أن نسبة الناخبين وصلت في بعض الولايات الامريكية الى 80%، والسبب الرئيسي هو: ضمير الناخب الامريكي الذي دفعه الى أن ينصر الوطن بعد أن استغاث به واسمعه صرخته..بنصرة رجل توسموا فيه أنه سيكون البديل المنقذ. والثاني : فشل الثقة . فالمعروف عن الأمريكيين أنهم يثقون بمؤسساتهم وبحكوماتهم المحلية أكثر من ثقتهم بحكومتهم الاتحادية في البيت الأبيض ، لأن الذين يأتون اليها ( الحكومة الاتحادية ) لا يفون بوعودهم الانتخابية ، فضلا عن الفضائح والفساد المالي والاداري التي رافقت الحياة السياسية في امريكا لاسيما فضيحة ووترغيت التي كان لها الأثر الأقوى في الانحدار الدراماتيكي لثقة الناس بالحكومة . ولقد خلق أوباما انطباعا سيكولوجيا لدى الأمريكيين على أنه "محل ثقة " . فالرجل كان عصاميا مكافحا ونصيرا لحقوق الانسان ..هذا يعني- سيكولوجيا – أنه لا يحمل ميولا عدوانية وليست لديه نزعة لشن الحروب الا اذا استنفد كل وسائل التفاوض ، وفي هذا انتصار للوطن ..أمريكا ..ولكن هل يستطيع اوباما ان يحقق هذا الانتصار؟. لقد احاط الرجل نفسه بثلاثة اشخاص يختلفون عنه سيكولوجيا ويشغلون أهم المسؤوليات هم : نائبه ومدير البيت الأبيض ووزيرة خارجيته ، فالثلاثة لديهم ميول عدوانية واستعلائية وأسلوب تعامل مع الاحداث يختلف عن اسلوب اوباما وتركيبته النفسية ..فضلا عن ثوابت أخرى في السياسة الأمريكية . لقد انتصر الوطن ..امريكا ..بانتصار الديمقراطية فيها ، والأمر مشكوك به في ديمومة هذا الانتصار ، بل أنه سيتعرض الى كبوات بسبب ما خلفته سياسة بوش، والأزمة المالية ، وضغوط الشركات الكبرى ، وتواصل اسعار الطاقة التهام المزيد من الدخل . وقد يحدث لاوباما أن ينصاع لسيكولوجية البطل الذي لا يقهر التي يتصف بها قادة البيت الأبيض ..وتساير المزاج الأمريكي ايضا . موت البطل سيتعرض أوباما الى أكثر من محاولة اغتيال خلال فترة رئاسته ، وتوقعنا هذا نبنيه على حيثيات نوجز أهمها بالآتي : * ان أهم أربعة أشخاص الذين حملوا شعار التغيير في امريكا انتهت حياتهم بتراجيديا الاغتيال ، هم : جون كيندي ، ومارتن لوثر كنج ، والزعيم الأسود مالكولم أكس . وعليه فان " منطق " الاحداث يفضي الى أن تنتهي حياة أوباما بتراجيديا مشابهة ( بالمناسبة : ان عمر أوباما الآن بعمر الأربعة الذين اغتيلوا! ). وقد بدأت محاولات اغتيال اوباما خلال حملته الانتخابية ، وقال أحد الموقوفين للشرطة ( أنه كان سيطلق النار على اوباما من نقطة مرتفعة من بندقية ..) ( مشابهة لخطة اغتيال كيندي! ) . وفي خبر نقلته شبكة اخبارية أن شابين خططا للقيام بمجزرة في مدرسة طلابها من السود . لقد أحدث جون كيندي تغييرا في السياسة الخارجية الأمريكية وعمل على تحجيم دور وكالة الاستخبارات المركزية فدفع حياته ثمنا لها ..وقد يدفعها أوباما ايضا ان عمد الى اجراء تغييرات جذرية في هذه الوكالة .
* ان ابناء وأحفاد السود الذين علقهم البيض على جذوع الأشجار في الجنوب الأمريكي وتركوهم يموتون وهم يتلذذون بموتهم ، سيغلب على العنصريين المتطرفين منهم الشعور بالزهو الذي سيستفز المتطرفين من البيض ، وقد يفضي الأمرالى مصادمات تبدأ على صعيد ضيق ( ناد أو ملهى ليلي ، أو طلبة بمرحلة المراهقة ..) يتسع ليتحول الى صدام بين جماعات من البيض والسود
* ان سيكولوجية المجتمع الأمريكي تشجع المغامرة والبطولة الفردية ، وأن كثيرا من البيض سيعدّون من يقدم على اغتيال اوباما " بطلا " وستعمل له هوليود" أو للحدث" يحقق ربحا وشهرة ..الأمر الذي يغري مصابا بحب المغامرة من البيض المتطرفين أو السيكوباثيين على اغتيال أول رئيس أمريكي أسود ، لتسجل ما يعدّها " بطولة " باسمه. والذي نتوقعه أن محاولات الاغتيال هذه ستكون في السنة الأولى من رئاسة أوباما ..لأن " صدمة الانفعال " ما تزال في أوجها ، ولكن هذا لا يعني أنها ستتوقف بعدها . وما نتمناه : أن تنتصر أمريكا على نفسها ..وأن ينتصر أوباما في رئاسة ثانية اذا استطاع ان يحدث التغيير وينجو من محاولات اغتيال ..قد تكون احداها فاجعة تراجيدية !.
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثقافتا الفرد والدور ..واشكاليه السلوك
-
في سيكولوجيا تصرّف منتظر الزيدي - ثقافة التعليق
-
في سيكولوجيا تصّرف منتظر الزيدي
-
تهنئة ,,وملاحظات واقتراح
-
أمسية ..في شارع أبي نؤاس
-
مخطوطة للدكتور علي الوردي معروضة للبيع
-
تنبؤ سيكولوجي بفوز أوباما
-
الارهابيون بعيون أكاديمية - ايضاح ..واقتراح-
-
الارهابيون .. بعيون أكاديمية
-
سيكولجيا الصراع في المجتمع العراقي
-
كنت في الجولان
-
في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 3-3
-
الى الشاعرة لميعه عباس عماره
-
في سيكولوجيا مسلسل الباشا
-
أمسية دمشقية مع ..مظفر النواب
-
حملة الحوار المتمدن - البديل المنقذ ..مرّة أخرى
-
في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 2-3
-
في سيكولوجيا الفساد المالي والاداري 1-3
-
دور وسائل الاعلام في اشاعة ثقافة تأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة
-
هيئة النزاهة تستخدم جهاز كشف الكذب
المزيد.....
-
-لا توجد تفاصيل واضحة-.. رئيس وزراء قطر يعلق على مفاوضات الم
...
-
فيديو وصور استقبال محمد بن سلمان لأحمد الشرع في الرياض بأول
...
-
الهند تختبر بنجاح نظاما للدفاع الجوي قصير المدى
-
الشرع يبدأ زيارة للسعودية هي الأولى للخارج منذ تسلمه الرئاسة
...
-
ولي العهد السعودي يستقبل الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر الي
...
-
توافد اللبنانيين إلى مداخل ميس الجبل وحولا في جنوب لبنان وسط
...
-
وكالة الصحة الأفريقية: غوما الكونغو بؤرة انتشار جدري القردة
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: مصابون برصاص الاحتلال الإسرائيلي خلال
...
-
لحّن إحدى أغانيه الأيقونية.. محمد عبده يرثي ناصر الصالح بحفل
...
-
فرنسا: بايرو يعلن أنه سيلجأ للمادة 49.3 من الدستور لتمرير مش
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|