|
اصول الفلسفة الماركسية ...الدرس التاسع عشر
جورج بوليتزر وجي بيس وموريس كافين
الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:10
المحور:
الارشيف الماركسي
الدرس التاسع عشر البناء الفوقي
1 – ما هو البناء الفوقي درسنا في الدرس الثاني عشر والثالث عشر مصدر الأفكار ومهمتها في الحياة الاجتماعية: ولقد رأينا أن حياة المجتمع الفكرية انعكاس لحياته المادية. فهل من الصواب إذن أن نطلق كلمة البناء الفوقي (Superstructure) على جميع الأفكار والمؤسسات التي توجد في مجتمع معين؟ نستطيع الإجابة على هذا السؤال بدقة الآن، وقد عرفنا نظريات المادية التاريخية الأساسية. يوجد في كل مرحلة من مراحل التاريخ، في جميع المجتمعات، جنبا إلى جنب، أفكار مختلفة متناقضة لأنها انعكاس لتناقضات المجتمع الموضوعية. ومع ذلك فلا تتساوى هذه الأفكار في القيمة. منها ما يصبو إلى الإبقاء على المجتمع في أوضاعه القديمة، ومنها ما يسعى إلى تجديد هذا المجتمع، وتكون حركة الأفكار المتعارضة انعكاساً لنضال الطبقات في المجتمعات التي يوجد فيها نضال الطبقات المتعارضة. كما يمكن لنزاع الأفكار أن يتخذ شكلا قاسياً زجريا. وتخلو الاشتراكية من تعارض الطبقات، غير أن النضال بين القديم والحديث موجود وهو ينعكس في النزاع الفكري. يدرك الناس المشاكل التي تنشأ في زمنهم من خلال نزاع الأفكار الذي يفتح الطريق لاكتشاف حلول يعرضها الواقع نفسه. ولهذا يعتقد المثاليون، كهيجل، أن جدلية الفكرة هي التي تولد الحركة التاريخية. ولهذا من الخطأ القول بأنه وجدت عصور مباركة، لم تعرف نزاع الأفكار، وحل فيها الانسجام بين الأفكار والقلوب، كما اعتاد بعض المؤرخين تصوير الماضي بصورة ميتافيزيقية. فلقد وجدت أفكار معارضة قضت عليها الطبقات المسيطرة ولم يذكرها التاريخ الرسمي، فلقد هاجم العصر الوسيط، بعنف، الأكليروس والإقطاعيين في مؤلفاته الشعبية اللاذعة سواء كانت خرافات أم أغاني. أما اضطهاد الأفكار الجديدة، ونزاع الطبقة المسيطرة الفكري المنظم، فهما من ميزات المجتمعات التي يوجد فيها استغلال الإنسان على يد أخيه الإنسان. ولقد خيل للبرجوازية أنها تشتهر إذا ما أعلنت عن حرية النزاع الفكري، أما الواقع فهو أن الأمر لم يتعد حرية الرأي، ضمن نطاق الفلسفة الفكرية البرجوازية. وهذه حقيقة ستزداد وضوحا مع انحطاط هذه الطبقة. ولا تستطيع سوى الطبقة القادرة على إزالة التناقضات الطبقية أن تكون رائدة النزاع الفكري الحر. ولهذا يستحيل، في المجتمع الذي يسرع في تقدمه، أي في الاشتراكية، أن لا ينمو النزاع الفكري بشدة. والمادية التاريخية هي الوحيدة التي تعلم المناضل، كما تعلم العالم أن لا يضيع في معركة الأفكار، وأن يساوي بينها في القيمة، وأن يميز المصالح الطبقية التي تخفيها. لا شك أن سلطات النظام الرأسمالي تقدم فكرة على أخرى عن طريق الصحافة مثلا. فإذا ما قرأنا في صحيفة أن عدد صغار التجار الكبير هو سبب الصعوبات الاقتصادية، يجب علينا أن نكتشف وراء هذه "النظرية" مصلحة رأس المال الكبير، فهو يسعى، مدفوعا بقانون الربح الأكبر، ميزة الرأسمالية الحالية، إلى تخفيض نصيب بائعي المفرق من فائض القيمة إلى أقصى حد. وإذا ما قرأنا أن أفضل نظام للضرائب هي الضرائب الغير المباشرة، لأن جميع الناس يدفعونها، فأن هذا القول يخفي أيضاً المصالح الرأسمالية، لأن الضريبة الغير المباشرة، التي تفرض على الاستهلاك، تمس أصحاب الأجور والفلاحين والطبقات المتوسطة بصورة اشد مما تمس الرأسمالي. غير أن هذه الأفكار لا تكتفي بفلسفة النظام الموجود. بل هي وسائل للنضال، فيسعى رأس المال بإذاعتها إلى المحافظة على الوضع المواتي له، كما أنه يهيء الأذهان لتقبل المقررات الجديدة من قوانين وإجراءات سياسية توطد أركان الرأسمالية. وهكذا تعكس هذه الأفكار، التي تنشرها الطبقة المسيطرة، مصالحها كما أنها تخدم هذه المصالح. ابتدأنا ندرك ما نعنيه بالبناء الفوقي (Superstucture) وما يصح على فكرة معينة تنشرها الصحافة يوميا، يصح أيضاً على النظريات الفلسفية.كتب انجلز يقول بصدد نظرية كلفن عن القضاء والقدر كانت العقيدة الكلفانية تتفق وحاجات البرجوازية في ذلك العصر. فقد كانت عقيدة القضاء والقدر تعبيرا دينيا إذ كان النجاح والفشل، في عالم المضاربة التجاري لا يتعلقان بنشاط الإنسان أو مهارته بل بظروف خارجة عن أرادته. لم تكن هذه الظروف تتعلق بإرادة الإنسان أو بعمله، بل هي تخضع لقوى اقتصادية عليا مجهولة. وكان هذا حقا، لا سيما في عصر ثورة اقتصادية حل فيه محل مراكز التجارة القديمة والطرق مراكز وطرق أخرى، كما فتحت الهند وأميركا أبوابها للعالم، بينما أخذت أكثر سلع الثقة الاقتصادية احتراما، بسبب قدمها – كقيمة كل من الذهب والفضة - تنهار . وهكذا أصبحت مجرد ظاهرة اقتصادية عمل الحكمة الإلهية التي تكتنفها الأسرار. ولقد عانت البرجوازية تجربة المضاربة، غير أن روح العصر الديني كان يخفي عنهم طبيعتها الاقتصادية الصرفة، كما أن فكرة "القضاء" نقلت إلى مستوى النظرة إلى العالم، وأخذت تتسرب إلى الديانة. وأخذ التجار يشكون من آثار المضاربة، وإن عاشوا بفضلها وأثروا. إذ كانوا يريدون المضاربة بدون أثارها. ولكنهم تعزوا عنها بالفكرة القائلة أن الناس يجب أن يعانوا قضاء مقدار عليهم من قبل. وهكذا وطدت فكرة "القضاء والقدر" الإنتاج التجاري، بعملها على قبول أثار المضاربة في الفئة التي تعيش منها. كان من الطبيعي أن لا يرضى الإقطاعيون، الذين كانت التجارة البرجوازية تحمل الخراب إليهم، بهذه العقيدة، ولهذا حرمتها الكنيسة الكاثوليكية، سيف الإقطاعية الروحي. غير أن الاقتصاد التجاري، بتنميته لقوى الإنتاج، كان تقدماً على الاقتصاد الاقطاعي. ولهذا قامت النظرية الكلفانية بدور تقدمي بالنسبة إلى عقيدة القرون الوسطى. بينما أصبحت هذه العقيدة، في أيامنا هذه، بالية، لأن نزعتها للإيمان بالقضاء والقدر تتعارض مع الفكرة الثورية القائلة بأن الإنسان سيد مصيره. ولما كانت فكرة كبار أصحاب المصارف البروتستنت فهي لا تسعى إلا لقبول "القضاء والقدر" في الأزمات الاقتصادية والاضطرابات الاقتصادية في الرأسمالية. يظهر هذه المثال، بصورة بديهية، أنه يمكن لنفس الفكرة أن تحتل، حسب الظروف الاقتصادية، موضعين مختلفين: فهي تستطيع الإساءة، إلى صورة الاقتصادي السائد، وذلك شأن عقيدة "القضاء والقدر" في النظام الأقطاعي، كما تستطيع خدمة علاقات الإنتاج السائدة، وهذا شأن نفس العقيدة في النظام الرأسمالي، ولا نقول عن هذه العقيدة بأنها عنصر من عناصر البناء الفوقي (Ia Superstructure) إلا في الحالة الثانية. وهكذا لا ينطبق لفظ البناء الفوقي على أية فكرة أو مؤسسة، بل هو يتحدد بالنسبة إلى أساس المجتمع الاقتصادي. وهكذا يشمل البناء الفوقي الأفكار والمؤسسات التي تعكس علاقات الإنتاج السائدة فتسود هي أيضاً. الأساس هو نظام المجتمع الاقتصادي في مرحلة معينة من نموه. أما البناء الفوقي فهو النظرات السياسية والقانونية، والمؤسسات السياسية والقانونية، وغيرها التي تتعلق بهذا النظام. ولكل أساس البناء الفوقي، الذي يتعلق به ولهذا كان للنظام الرأسمالي بناءه الفوقي ونظراته السياسية والقانونية وغيرها مع المؤسسات المتعلقة به، كما كان للأساس الرأسمالي البناء الفوقي الخاص به، وكذلك للأساس الاشتراكي بناؤه الفوقي الخاص به. حتى إذا ما تغير الأساس أو زال تغير معه البناء الفوقي أو زال، وإذا تولد أساس جديد تولد على أثره بناء فوقي يناسبه . ولنلاحظ أن المؤسسات السياسية، أي الدولة. هي جزء من البناء الفوقي. وذلك لأن الدولة "تتعلق"، حسب قول ستالين، بالنظرات السياسية والأفكار السياسية السائدة، وهي تنظم حسب المبادىء التي تعكس المصانع الطبقية. الدولة هي صورة تنظيم لسلطة الطبقة الأقوى، تلك التي تشخص علاقات الإنتاج السائدة. فالأساس الاقتصادي هو الأولى ثم تأتي الدولة. وهكذا يتولد التنظيم السياسي عن الأفكار السياسية وهي القوة المنظمة. وليست قوى الدولة، في آخر الأمر، سوى قوة الأفكار التي هي بدورها انعكاس لحيوية الأساس الاقتصادي. وتكمن القوة السياسية في السند الطبقي الذي توفره الأفكار السائدة الدولة، ويمكن تبرير هذا السند الطبقي أو لا يمكن: إذ يمكن للجماهير أن تخدع إلى حد ما من التطور التاريخي، فتكمن قوة سلطة الطبقات المستغلة في الكذب، حتى إذا ما ضعف هذا السند الطبقي ضعفت الدولة: وأصبح استخدام القوة الصريحة على يد الطبقة الحاكمة الدليل على ضعفها ونهايتها القريبة. لأن الأفكار التي تتملك الجماهير هي العامل الفعال
2 – يتولد البناء الفوقي بواسطة الأساس يتولد البناء الفوقي عن الأساس. ويزول معه ويكون مصيره مصيره. إذ تتولد الأفكار السائدة، في مجتمع معين من نموذج ملكية وسائل الإنتاج، التي تسيطر فيه. ليس البناء الفوقي، إذن، مجرد تراكم أفكار سياسية، تشريعية، فلسفية، دينية، الخ.. ذلك لأن لهذه الأفكار رابطاً داخلياً: فهي تعكس نفس الأساس. وهكذا يكون الأساس والبناء الفوقي كلا عضوياً. ولهذا فأن البناء الفوقي الأقطاعي مرتبط ارتباطاً وثيقاً في جميع أجزائه بالأساس الإقطاعي. وتكون وحدة الأساس والبناء الفوقي الجدلية محتوى المفهوم الماركسي لتكوين الاجتماعي. وهكذا يكون البناء الفوقي كلا.وليس هذا الكل أبديا ولكنه كل حي، يولد مع أساسه ينمو معه ويزول أثره. يطبع وجود الدولة, في المجتمعات الطبقية. جميع حياة البناء الفوقي بطابع خاص. فهو عنصرها المنظم، فهو، مثلا، الذي ينظم التعليم الطبقي. ويزول البناء الفوقي، ككل عضوي بعد زوال نظام اقتصادي معين. لا يجب إذن أن نخلط بين البناء الفوقي، كفكرة أساسية للمادية التاريخية، وبين أية فكرة أو مؤسسة في نفسها مفصولة عن بناء فوقي معين. لأن كل فكرة حين تدخل في نطاق بناء فوقي جديد، تتحول بعمق، ويصبح لها معنى جديد من الكل الذي أصبحت جزءاً منه. ونسيان ذلك يؤدي بنا إلى النزعة الشكلية (formalisme) نجد مثالاً ذا مغزى على ذلك في المدرسة الطائفية. زالت عن مسرح التاريخ مدرسة القرون الوسطى، في الوقت الذي زال فيه البناء الفوقي الإقطاعي، على يد البرجوازية الثورية، بعد زوال الأساس الاقتصادي الإقطاعي. ومن ثم شجعت البرجوازية الفرنسية، في القرن التاسع عشر، المدرسة الطائفية، خوفاً من تقدم البروليتاريا الثوري، ولأنها لم تعد تخشى عودة الإقطاعية، وذلك كي تستخدم هذه المدرسة في أغراضها المناوئة للديمقراطية. غير أنها أعادت إليها الحياة، كعنصر من البناء الفوقي البرجوازي ولهذا حولتها لتجعلها ملائمة لظروف المجتمع البرجوازي . لا يعني هذا قط أن البناء الفوقي الإقطاعي قد استمر بعد زوال أساسه، بل أن البناء الفوقي الإقطاعي البرجوازي قد تحول باتجاه رجعي، في زمن كانت فيه علاقات الإنتاج الرأسمالية تقدمية فأصبحت رجعية. ولهذا كانت المدرسة العلمانية، التي ورثت السنة الديمقراطية البرجوازية، في مثل هذه الظروف، أحد العناصر التي يمكنها أن تناضل الاتجاه الجديد لهذا البناء الفوقي. وعلى البروليتاريا أن تساندها في هذا النضال . وهكذا لا يبدو الترابط بين البناء الفوقي وأساسه، في عصور انقلاب طريقة الإنتاج فقط، بل خلال مختلف مراحل النمو ودرجاته في فئة اجتماعية واحدة. ترتبط الأفكار "التحررية" في السياسة والديمقراطية البرلمانية البرجوازية ) Iiberales) في نظام الرأسمالي، بمرحلة التنافس الحر، بينما ترتبط الرجعية على طول الخط، بمرحلة الاحتكار: فتعلن البرجوازية المحتكرة ضرورة "الدولة القوية" كما تعتدي على شرعيتها الخاصة، وتلقى بالحريات الديموقراطية البرجوازية جانباً. ويلاحظ, في الميدان الثقافي، حركة مزدوجة تتعلق جوانبها المتناقضة بمرحلتي الازدهار والانحطاط في الرأسمالية. إذ نرى في المرحلة الأولى – منذ عصر النهضة حتى أواسط القرن التاسع عشر – الثقافة البرجوازية تنمو وتزداد غنى، بواسطة تمثل نقدي لكل تراث الفكر الإنساني ولا سيما الثقافة القديمة. كما أنها تصبو لاتخاذ طابع الثقافة الشاملة النهائية. ونرى في المرحلة الثانية الثقافة البرجوازية تلفظ، شيئاً فشيئاً، جميع العناصر التقدمية العقلانية الإنسانية التي كانت تحتوي عليها، ثم تأخذ بالتحلل سريعا. فلا تعود تستطيع احترام ماضيها الخاص. يتلو إذن عملية التمثل النقدي عملية لفظ كل ما تمثلته (discrimination) فتتخلى عن مطامحها في الشمول وعن تراثها الخاص. وتخرج ديدرو من بين الفلاسفة، كما تخرج ميشليه من صفوف المؤرخين، وفيكتور هوجو من زمرة الشعراء "المحض". نخلص إلى القول في هذا الصدد، أنه لا يجب ، كي نفهم بصورة صحيحة فكرة أو مؤسسة، نعرض لها في ذاتها مجرد عن بنائها الفوقي الذي تنتسب إليه والذي يعكس أساسا معينا. وهذا ضروري، ولا سيما، فيما يتعلق بالدولة، ولهذا كانت فكرة الاشتراكية الديمقراطية المثالية عن الدولة "الوسيط" التي "تعلو الطبقات"، وتجسد "الصالح العام" أكذوبة. كما يصور الديمقراطيون المسيحيون الدولة على أنها تجسيد " للخير المشترك". بينما تظل الدول في الحقيقة – وهي ظاهرة ضرورية تاريخيا، ظهرت مع تقسيم المجتمع إلى طبقات متناحرة – في أصلها وطبيعتها دولة طبقة من الطبقات. ولهذا لا نستطيع التكلم عن ديمقراطية" على العموم وبصورة مجردة، دون أن نتردى في النزعة الشكلية، وهي خطأ علمي. ولهذا كان من الضروري أن نطرح هذا السؤال: ديمقراطية من أجل من؟ من أجل الرأسماليين أم من أجل الشعب؟ ملاحظة: الفوضوية (I’anarchisme) التي لا تزال تؤثر بعض التأثير في الحركة العمالية الفرنسية – هي عقيدة مثالية تجهل طبيعة البناء الفوقي ومهمته. فهي بهذا تجهل أصل الدولة الطبقي وعلاقتها الموضوعية مع الأساس الاقتصادي. بل هي ترى في الدولة ثمرة " لغريزة" السيطرة والقوة التي تكمن في أعماق الإنسان، بينما هي في الواقع ثمرة نضال الطبقات. ولهذا تنكر الفوضوية، في الميدان العملي، ضرورة عمل الطبقات السياسي والفكري لأنها لا ترى أن قوة الدولة الحقيقة هي دعم الشعب لها. وهكذا تؤدي الفوضوية، بتشجيعها عمل الفرد والأقليات، إلى المقامرة، وتصبح أداة للتحدي.
3 – البناء الفوقي قوة فعالة يتولد البناء الفوقي عن الأساس. ولا يعني هذا أنه يكتفي بعكس هذا الأساس، وأنه سلبي محايد، لا يهمه مصير الأساس، ومصير الطبقات، وطابع النظام الذي يوجد فيه. بل هو، على العكس، لا يكاد يظهر إلى الوجود حتى يصبح قوة هائلة نشيطة، تساعد أساسها على التبلور والتوطد، فتتخذ جميع الإجراءات لمساعدة النظام الجديد للقضاء على الأساس القديم، والطبقات القديمة وتصفيتها. ولا يمكن أن يكون الأمر غير ذلك. ذلك لأن البناء الفوقي يتولد عن الأساس لكي يقوم بخدمة هذا الأساس ومساعدته بنشاط كي يتبلور ويتوطد،و يناضل من أجل تصفية الأساس القديم البالي وبناءه الفوقي القديم. ويكفي أن يمتنع البناء الفوقي عن أن يقوم بدور الاداة, كما يكفي أن ينتقل من موقف الدفاع النشيط عن أساسه ليتخذ موقف اللامبالي بإزائه، كما يتخذ موقفا مماثلا نحو الطبقات حتى يفقد ميزته فلا يعود بناء فوقيا . نعلم الآن أن الأفكار هي قوى نشيطة عاملة. غير أن ستالين يلح هنا على القول بأن البناء الفوقي يتولد كي يخدم أساسه ويدافع عنه. حتى إذا ما كف عن خدمة أساسه فقد صفته كبناء فوقي. البناء الفوقي هو أداة، وثمرة مخطط، ونشاط واع تقوم به الطبقة السائدة. لا تبدع هذه الطبقة الأفكار من العدم. بالأفكار هي انعكاسات. غير أن كل طبقة تستخدم، عن قصد، الأفكار التي تفيدها. وصفنا البناء الفوقي ككل منسجم. فما الذي يحدد انتماء فكرة أو مؤسسة إلى هذا الكل؟ فائدتها الطبقية ودورها في خدمة الأساس. ليس هناك من صدفة في حياة البناء الفوقي، وفي نضال الأفكار، وفي تطور المؤسسات. إذ تنظم البرجوازية بناءها الفوقي حسب مخطط. وهاك مثالا: خطاب الكونت مونتلمبير Montalembert من على منصة المجلس إثناء مناقشة قانون فللو (Falloux) بعد مضي بضعة أشهر على حزيران 1848 قال: "سأضيف كلمة واحدة كملاك يتحدث إلى ملاكين بصراحة تامة، لأننا اجتمعنا ها هنا، كما اعتقد، كي يقول كل منا الحقيقة للأخر بدون تورية. ما هي المشكلة اليوم؟ أنها مشكلة بعث احترام الملكية في نفوس الذين ليسوا ملاكين. وأنا لاأعرف إلا علاجاً لبعث هذا الاحترام، وجعل الذين ليسوا ملاكين يؤمنون بالملكية. ألا وهو جعلهم يعتقدون بالله! وليس هذا الإيمان باله مبهم كما تقول النزعة التلفيقية (électisme) أو أي مذهب آخر، بل الإيمان باله كتاب الصلوات (catéchisme)، الآله الذي أوحى بالتوراة، والذي يعاقب السارقين إلى الابد. تلك هي العقيدة الشعبية حقاً التي يمكنها أن تحمي بشكل فعال الملكية.. " ندرك هنا، على الفور، تكوين البناء الفوقي الواعي، وإضطرار البرجوازية إلى أن تضم مؤسسة قديمة إلى بنائها الفوقي الذي يزداد رجعية. لم تحرم الكنيسة الكاثوليكية الرق. ولذلك وجد رقيق في أوروبا في القرن الوسيط، في المستعمرات حتى عام 1848، وفي الولايات المتحدة حتى عام 1864. ولقد علمت الكنيسة الأرقاء أن يطيعوا سيدهم.واضطرت الأسياد المحاربين، حقا، إلى احترام "هدنة الله" وهددنهم بالنار الأبدية. ولكنها باتخاذها هذا الأجراء قد إنقذت. قبل كل شيء، المزروعات الضرورية لحياة المجتمع، كما حفظت الإنتاج وأمنت تفشي المجاعة، واندلاع نار الثورة. وهكذا تحمي، في النهاية، الإقطاعية ضد تصرفات الإقطاعيين "المغالية"، غير أن مطران ريمس كان ينادي قائلا: "أيها الأرقاء! أطيعوا، في كل وقت، أسيادكم . ولا تحتجوا بقسوتهم أو بخلهم. أطيعوا، ليس فقط الصالحين المعتدلين، بل الذين لا يعرفون الصلاح أو الاعتدال". تقول تعليم الكنيسة بلغة أولئك الذين يدفعون الرقيق إلى العصيان, ولا سيما أولئك الذين يعلمونهن المقاومة الصريحة . يضاف إلى ذلك أن الكنيسة حاولت، بواسطة النشرات (Eneyclique) التي أصدرتها في نهاية القرن التاسع عشر، أن تحمي الرأسمالية من "مغالاة" الرأسماليين كانت في الماضي تدعو إلى ضرورة وجود الأسياد والأرقاء في المجتمع، فأصبحت اليوم تنادي بضرورة وجود الرأسماليين والبروليتاريا. وهكذا لا يكون وجود الكنيسة، في عهد الرأسمالية، أثرا باقيا، بل يعني ذلك أن النظام البرجوازي المستغل المضطهد يستفيد من أفكار ومن مؤسسة تتعلق بتكوين اجتماعي أقدم منها كان يسوده الاستغلال والاضطهاد. ولهذا رأينا البرجوازية، حينما شعرت بالتهديد، أعادت الدين عن قصد وتبنته، بعد أن سخرته لخدمة حاجاتها فقوته ودعمته وجعلته جزءاً لا يتجزأ من البناء الفوقي الرأسمالي ثم أعلنت أن التعليم الديني والتعليم العلماني يتمم كل منهما الآخر. إذ تنص التعليمات الرسمية عام 1887، فيما يتعلق بالمدرسة الابتدائية، على ما يلي: يتميز التعليم العلماني عن الدين دون أن يناقضه فلا يحل المدرس محل الراهب، بل يضيف جهوده إلى جهوده ليجعل من كل طفل إنسانا شريفا. فإذا كانت البرجوازية لا تضع جميع بوضعها في نفس السلة فأنها، مع ذلك، تعرف كيف توفق بين كما ناتها! يجب الإشارة هنا إلى ملاحظة أبداها ستالين: في الوقت الذي يستنكف فيه البناء الفوقي عن القيام بدور الأداة يفقد صفته فلا يعود بناء فوقيا. ولهذا حينما يستنكف أساتذة التعليم العام عن مقاومة أهداف البرجوازية الاستعمارية، تطرد هذه البرجوازية المدرسين الديمقراطيين. وحين لا نعود الشرعية البرجوازية تنطبق على متطلبات الاحتكارات السياسية ولا تعود أداة صالحة بين أيديها لتحقيق مصالحها، تسعى البرجوازية إلى التخلي عن الحريات الديمقراطية البرجوازية ولهذا كان على البروليتاري, عندئذ, أن يحمل لواء الحريات البرجوازية , وأن يتقدم به, لأنه يجد في الديموقراطية البرجوازية أفضل الظروف الممكنة، في النظام الرأسمالي, لنشر أراءه السياسية في الأمة ،. لا يجب إذن أن نقدر المؤسسات والأفكار بصورة ميتافيزيقية، وإذا كان حقاً أن أصل هذه الأفكار والمؤسسات يحدد طابعها، فأن تغير الظروف التاريخية يحول دورها، بل يجب البحث دائما، بصورة جدلية: في خدمة أية طبقة يمكن لهذه الأفكار والمؤسسات أن تستخدم في وقت معين بسبب تغير الظروف الموضوعية؟ تبدو قوة البناء الفوقي الفعالة، ولا سيما قو ة الدولة، في مرحلة الرمق الأخير للرأسمالية. إذ لا تعود علاقات الإنتاج، في هذه المرحلة، تتفق وطابع قوى الإنتاج. فتقوم الدولة الرأسمالية باتخاذ جميع الإجراءات المفيدة لتثبيتها والوقوف في وجه تطبيق قانون الترابط الضروري بين علاقات الإنتاج وقوى الإنتاج، ولمحاولة أطالة أمد وجود الرأسمالية إلى ما لا نهاية، تصبح الدولة البرجوازية، تساندها الأفكار المناسبة،العثرة الرئيسية لتقدم المجتمع. ولا يمكن إزالة هذه العثرة من الطريق ألا بنشاط القوى الجديدة الواعي. نعلم من الدرس السابق "الدرس الثاني عشر. المسألة 3" أن هذه القوى الاجتماعية والسياسية تتكون بتحالف البروليتاريا مع الطبقات الكادحة في القرية والمدينة. ونرى الآن أن مثل هذا النضال يهدف إلى تحطيم هذه العثرة، وهي الدولة البرجوازية وإقامة سلطة جديدة سياسية، هي سلطة البروليتاريا التي سيعمل دورها الفعال على تصفية الأساس القديم، والبناء الفوقي القديم. وإيجاد أساس جديد، وبناء فوقي جديد. وهكذا تقوم الأفكار والمؤسسات، في بعض الظروف التاريخية، بدور فعال. تؤدي المادية الساذجة إلى "النظرية"الخاطئة القائلة بنمو المجتمع الآلي، "التلقائي" وهي بذلك تبرر، عملياً، السلبية أمام العمل الذي تقوم به الدولة الرأسمالية لتمديد أجل أساسها. بينما الماركسية، على العكس، لا تهمل قط الدور الرئيسي الذي تقوم به مبادرة الجماهير الثورية، والواعي الاشتراكي. كما أنها لا تهمل قط النضال لتنمية النشاط السياسي ورفع مستوى الجماهير الفكري.
4 – ليس البناء الفوقي مرتبطاً مباشرة بالإنتاج ليس البناء الفوقي مرتبطا مباشرة بالإنتاج ونشاط الإنسان الإنتاجي. فهو لا يرتبط بالإنتاج إلا بصورة غير مباشرة بواسطة الأساس. ولهذا لا يعكس البناء الفوقي التغيرات التي تحدث على مستوى نمو قوى الإنتاج بصورة مباشرة، بل أثر تغيرات الأساس، وبعد انعكاس تغيرات الإنتاج في تغيرات الأساس. يعني ذلك أن دائرة عمل البناء الفوقي ضيقة محدودة . تحذرنا هذه الفرضية الماركسية من جميع الذين يهملون علاقات الإنتاج ونضال الطبقات، ويدعون أن "تطور التقنيات" يؤدي رأساً إلى تقدم الأفكار والمؤسسات. ولقد اعتاد الفكر البرجوازي على ترديد القول بأن تقدم" المدينة الحديثة" المادي يجب أن يتبعه تقدم في الميدان الثقافي والفكري والأخلاقي. ويتيح التكذيب المستمر، الذي يقدمه الاستعمار، لهذا القول، الفرصة لشكوى المثاليين الذين ينتهزون الفرصة لمهاجمة تقدم التقنيات والعلوم. أن ما يحدد المستوى الثقافي والفكري و الأخلاقي لمجتمع ما هو أساسه الاقتصادي. ولا يستطيع تقدم المعارف التقنية والعلمية أن يغير شيئاً في هذا الأمر. فهو لا ينعكس في البناء الفوقي ألا بواسطة الأساس. وكما أن قوى الإنتاج تنمو في حدود علاقات الإنتاج الكائنة فكذلك يقدر التقدم التقني والعلمي حسب معايير النظرية الفكرية التي تعكس هذا الأساس، فتقدره كل طبقة حسب مصلحتها الطبقية. مر زمن أعلنت فيه البرجوازية الصناعية أن تقدم العلوم يفضي إلى التقدم المادي والثقافي للإنسانية. وهي في هذا الإعلان إنما تعبر عن إمكانيات نمو الرأسمالية الصناعية في هذه الفترة. غير أن هذه الفرضية – التي كانت فرضية النزعة الموضوعية – في ذاتها خاطئة. ليس العلم والتقدم التقني، في عهد الرأسمالية المنحطة في خدمة الحاجات الاجتماعية قط، لأنهما في خدمة الربح الرأسمالي، بل أن الأفكار العلمية لا يمكنها أيضاً أن تتسرب كفاية إلى الجماهير فتعمل على رفع مستواها الثقافي، فتسيطر الأفكار البرجوازية الرجعية على الجماهير، كما يحدد البناء الفوقي مستواها الثقافي، فيظل هذا المستوى. حتما، متأخرا عن تقدم المعرفة العلمية. ولهذا كانت نظرية "أ. كومت" التي تعتقد بأن تقدم المجتمع والمؤسسات يتعلق فقط بنشر المعرفة بين الجماهير، نظرية خيالية جاءت بها البرجوازية التقدمية: ولقد دلل تطور الرأسمالية فيما بعد على هلهلتها. تدلل الماركسية، على عكس النزعة الموضوعية، على أن نضال الطبقات وتغير الأساس الاقتصادي هما اللذان يتيحان للبناء الفوقي الجديد عكس التقدم التقني والعلمي. والطريق الوحيد لرفع مستوى المجتمع الثقافي والفكري والسير نحو تقدم الأفكار والمؤسسات هو نضال الطبقات والثورة الاشتراكية. إذ ليس للإلة ولا للعلم، في ذاتهما، القدرة على الانحطاط بالإنسان، كما أنهما لا يستطيعان الارتفاع به. وهما لا يكفيان لتحديد "المدينة" ولهذا فأن التقدم التقني في الولايات المتحدة لا يمنع من أن تكون الأفكار السائدة، في هذه البلاد، بدلا من أن تعبر عن درجة عالية من المدينة فإنها تقدم كل الدلائل على البربرية الرأسمالية. إما الاشتراكية، فهي ليست "مدنية تقنية"، ولا هي انتصار النزعة العلمية المغالية. وما سموها الأخلاقي إلا انعكاس للأساس الاشتراكية الذي يولد نزعة إنسانية سامية.ولا يحرم الإنسان الحق النضال الطبقي، بل هو يشارك فيه لأنه يعلم أن هذا النضال هو الوحيد الذي يؤدي إلى نظام اقتصادي واجتماعي يمكن أن تطبق فيه الانتصارات الجريئة التي فاز بها العمل والذهن والإنساني. 5 – الخلاصة لا يمكن لمجتمع يمزقه تناحر الطبقات أن يعرف حقاً الوحدة الأخلاقية والثقافية. يمكن للطبق السائدة، ولا شك، أن تفرض أفكارها، وأن تتوصل إلى كتم أصوات المضطهدين. وتنعم "بالسلام" ولكنه سلام القبور الذي يضع حداً للحرب بعد أن يكون أحد الفريقين المتحاربين قد فني وزال! فالمجتمع الوحيدة الخالي من تناحر الطبقات هو الذي يعرف حقاً الوحدة الأخلاقية والروحية، فهو لا ينكر قط نضال الأفكار الضروري لتقدم المعرفة. يوجد في مجتمع كمجتمعنا نوعان فقط من الأفكار متناحران: الأفكار التي تخدم مصالح البرجوازية، وهي جزء لا يتجزأ من البناء الفوقي، ومن جهة ثانية أفكار البروليتاريا التي لا تجد التعبير العلمي عنها إلا في الماركسية. لا يمكن أن يضاف إلى هذين الضربين ضرب من "الأفكار المحايدة". غير أن هناك أفكاراً برجوازية متأخرة عن متطلبات الاستعمار الأثيم الفكرية، ذلك الاستعمار، عدو الشعب، والأمم، والإنسان، تلك هي الأفكار البرجوازية العقلانية، المعادية للفاشية، ذات النزعة الإنسانية. حتى إذا ما تناقضت هذه الأفكار مع متطلبات الاستعمار، أعلنت البرجوازية الحرب عليها. فيتضح عندئذ أنه على الطبقة العاملة والقوى التقدمية، أن تحتضنها، وأن تبعث فيه القوة والنشاط، وأن تدفع بها إلى الأمام بتنمية محتواها الديمقراطي. وهكذا ليس هذان النوعان من الأفكار جامدين ثابتين. بل أحدهما في طريق الإنحطاط، يزداد رجعية يوماً بعد يوم وهو أقل شمولا. بينما يقوى الآخر في نضاله من أجل نزعة إنسانية جديدة. تقتبس البروليتاريا من الثقافة القومية في الماضي، حسب مصلحتها الطبقية التي لا تنفصل من المصلحة القومية، العناصر التقدمية التي تعكس بصدق الحياة وتكون تراثا من الفن لا يفنى. كما تصد البرجوازية، حسب مصلحتها الطبقية التي تعارض مصلحة الأمة، عن التراث القومي، وعن تراثها الديمقراطي وعن الإنسان نفسه. وليس هناك، ولا يمكن أن يكون، نظرية فكرية محايدة، بل هناك أفكار صنعتها البرجوازية خلال تاريخها الطويل، والأفكار التي تنتج عن النقد العلمي للأفكار الأولى والتي تدفع بها الماركسية إلى الأمام وتتبناها البروليتاريا. إما أن تستطيع هذه الفكرة أو تلك الانتقال من معسكر إلى آخر حسب تطورات نضال الطبقات التاريخي، فأن هذا يدل على أنها ليست محايدة، بل لها محتوى معين ولهذا ترفضها البرجوازية حين تتحول مصلحتها. أما المهمة التي تقع على عاتق قوى الطليعة، في المجتمع، فهي إعادة تقييم كل التراث الفكري والثقافي. لأن الماركسية هي، في الأساس، نقد لا يترك حجرا على حجر في بناء الماركسية الفكرية. ولهذا لا يمكن أن يكون ماركسيا حقا من لم يتمثل، بصورة نقدية، حضارة الماضي.
تعريب .. شعبان بركات المكتبة العصرية ... صيدا . بيروت
#جورج_بوليتزر_وجي_بيس_وموريس_كافين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الثامن عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس السابع عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية .. الدرس السادس عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية .. الدرس الخامس عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية..الدّرس الرابع عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدّرس الثالث عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الثاني عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية .. الدرس الحادي عشر
-
اصول الفلسفة الماركسية..الدرس العاشر
-
اصول الفلسفة الماركسية . الدرس التاسع
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الثامن
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس السابع
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس السادس
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الخامس
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الرابع
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الثالث
-
اصول الفلسفة الماركسية ..الدرس الثاني
-
اصول الفلسفة الماركسية
المزيد.....
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
-
تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل
...
-
في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو
...
-
التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل
...
-
السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي
...
-
الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو
...
-
بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
-
محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان
...
-
المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
-
القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟
...
المزيد.....
-
مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس
/ حسين علوان حسين
-
العصبوية والوسطية والأممية الرابعة
/ ليون تروتسكي
-
تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)*
/ رشيد غويلب
-
مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق
...
/ علي أسعد وطفة
-
من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين
/ عبدالرحيم قروي
-
علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري
...
/ علي أسعد وطفة
-
إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك
...
/ دلير زنكنة
-
عاشت غرّة ماي
/ جوزيف ستالين
-
ثلاثة مفاهيم للثورة
/ ليون تروتسكي
-
النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج
/ محمد عادل زكى
المزيد.....
|