|
السياب والنخلة
شكري كريدي
الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 07:51
المحور:
الادب والفن
السيَّابُ والنخلة ... (ذلك السر الذي يغرينا وسيغري الاجيال القادمة بالبحث والتقول والتأويل في أتجاهات كثيرة انه السر الذي يجمع بين أناس عدو بعد موتهم أشبه بالأساطير) جبرا ابراهيم جبرا
هو السياب ... ولد في قرية جيكور التابعة للواء البصرة وفي القرية نهر بويب وجيكورتعني بالفارسية (النهرالاعمى ), قمة في فضاءالشعرالذي يستقر جسده في مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبير في البصرة وعلى شاهدة قبره دون اسمه وتاريخ ولادته وتاريخ نجاته من الحياة . .. لابل ان يدون بدل تاريخ وفاته (أن الفناء غاية الحياة ) وهو بيت من قصيدة قالها وهو في أخر ايام حياته , ولم يشيعه الا ستة اشخاص من معارفه وصديقه المطر ويا لصدف التاريخ ... ان صاحب أنشودة المطر ... أن يكون ذلك اليوم ممطرا رافقه في رحلته من الكويت الى البصرة , حيث كان مشيعه السابع هو المطر , ولكن غابة نخلته في ذلك اليوم الذي أعطاها جل عصارته الشعرية حيث تناول تمرها ورطبها وسعفها وكربها وعرجونها وجمارها ... الى حد أنها تدخل في نسبه ( السياب ) .. الخلال : , بالفتح : البَلح , واحدته خلالة قال شمر: وهي بلغة أهل البصرة وأختلت النخلة : أطلعت الخلال , وأخلت أيضاً أساءت الحمل , حكاه أبوعبيدة , قال الجوهري : وأنا أظنه من الخلال كما يقال أبلح النخل وأرطب وفي حديث سنان بن سلمة : إنا نلتقط الخلال , يعني البسر أول إدراكه . البَلح : الخلال , وهو حمل النخل , ما دام أخضر صغارا كحصرم العنب , واحدته بَلحة , الأصمعي : البلح هوالسيَّابُ , وقد أبلحت النخلة إذا صار ما عليها بلحاً , وفي حديث أبن الزبير: أرجعوا فقد طاب البلح , أبن الأثير: هوأول ما يرطب البسر , والبلح قبل البسر لأن أول التمر طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسرثم تمر. البسر: أوله طلع ثم خلال ثم بسرثم رطب ثم تمر , الواحدة بسرة وبَسرة وجمعها بُسْرات وبَسرات وبُسْرُ وبُسرُ . الجَدالة : البلحة إذا أصفرت واستدارت , والجمع جدالُ , قال : بعض أهل البادية ونسبه أبن بري للخبل السعدي : وسارت يبرين خمساً , فأصبحت يَحزَّ على أيدي السقَّاة جدالها قال أبو الحسن : قال أبو الوفاء الأعرابي جدالها هنا أولادها , وإنما هو للبلح فاستعاره . قال أبن الأعرابي : الجَدالة فوق البلحة , وذلك إذا جدلت نواتها أي أشتدت وقيل سمينا البُسرة جَدَالة لأنها تشتد نواتها وتستقيم قبل أن تزهي , شبهت بالجَدالة وهي الأرض . السَّيابَ , مثل السّحاب : البلح , قال أبو حنيفة : هوالًبُسر الأخضر, واحدته سَيابة وبها سمي الرجل , قال أحيحة : أقسمت لاأعطيك , في كعب ومقتله سيابه فإذا شددته ضخمته ، فقلت : سيَّاب وسُيابه قال أبوزيد : أيام تجلو لنا عن بارد رتل تخالُ نكهتها, باللَّيل , سَّيابا أراد نكهة سُيَّاب وسيَّابة أيضاً . الأصمعي : إذا تعقد الطلع حتى يصير بلحا , فهوالسيَّاب مخفف , واحدته سًيابة , وقال شمر: هوالسَّدى والسَّداء ممدود بلغة أهل المدينة , وهي السَّيابة, بلغة أهل القرى وأنشد للبيد : سَيابةُ ما بها عيب ُ ولا أثر قال : وسمعت البحرانيين تقول : سُيَّاب وسًيَّابة وفي حديث أسيد بن حضير: لوسألتنا سيابة ما أعطيناكها , هي بفتح السين والتخفيف : البَلحة وجمعها سَيابُ . ................................................................ هامش : السّيب : التفاح , فارسي .. قال أبوالعلاء : وبه سمي سيبويه : سيب تفاح وَويه رائحته , فكأنه رائحة التفاح . وسائب : اسم من ساب يسيب إذا مشى مسرعاً أو من سابَ الماء إذا جرى .. والمُسَيَّبَ : من شعرائهم والسَّوبان : اسم واد . شمر: السَّدا والسَّداء ممدودة بلغة أهل المدينة , وهو السَّياب بلغة وادي القرى , وهو الرَّمخ بلغة طي , واحدته رمخة , والخلال : بلغة أهل البصرة .. قال الطائي : الرَّمخُ الشجر المجتمع والرّمَخُ والرّمخ : البلح واحدته رمخة لغة طائية ومنه أرمخ النخل وهو ما سقط من البسر أخضر فنضج . ..................... ــ النخلة في شعر بدرشاكرالسياب ــ .. النخل العراقي يشبه الى حد كبير قامات النساء خصوصاَ نخيل البصرة الذي تغنى به بدربعد ما ترعرع وشب في ظلاله , وغابات النخيل العراقي ايضا تشبه الى حد جامح أعين النساء الحور وهذا ما نتلمسه في طيات قصائده ... أزهار وأساطير * أهواء " إلى المنتظرة " مقتطع : هو الريف ، هل تبصرين النخيل ؟ وهذي أغانيه ؛ هل تسمعين ؟ وبقول : وأوفى على العاشقين الشتاء ويوم دجا في صحاه السحب خلا الغاب ما فيه الاالنَّخيل والاالعصافير، فهو أرتقاب وبين الحبيبين في جانبيه من السَّعف في كل ممشى ، حجاب فما كان الاوميض أضاءَ ذُرى النخل ، وأنخل غيم وذاب …………………………….. على الجذع يستدفئان الصدور على مَوعد ، كل أه بأه سلي الجذع كيف التصاق الصدور بهزاتها وابتعاد الشفاه ؟ ويقول : على الشط، بين أرتجاف القلوع "1" وهمس النخيل ،وصمت السماء ويقول : أنمسي ، ومازال غاب النخيل خضيلا"2" ومازال فيه الرعاه حديثاً على موقد الساحرين : أحّبا ، وخابا ، فوا حسرتاه ؟!
في السوق القديم مقتطع : ـ3ـ ناءٍ يذكرّ بالليالي المقمرات وبالنخيل وأنا الغريب .. أظلَّ أسمعه وأحلم بالرحيل في ذلك السوق القديم
ـ 5 ـ في ليلة قمراء سكرى بالأغاني ، في الجنوب ، نقر [ الدرابك ] من بعيد يتهامس السعف الثقيل ، به ، ويصمت من جديد !
ـ 6ـ والحب ظله الخلود .. فلا لقاء ولاوداع لكنه الحلم الطويل بين التمطي والتثاؤب تحت أفياء النخيل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • الأعمال الشعرية الكاملة ـ الجزء الأول . 1/2/ 1947
رئة تتمزق مقتطع : واليوم حببت الحياة الي ، وابتسم الزمان في ثغرها ، وطف على أهدابها الغد والحنان سمراء .. فتافت النخيل الساهمات"2" إلى الرمال في لونها … وتفر ورقاء .. ويأرج أقحوان .. 1948 لاتزيديه لوعة مقتطع : حدثي .. حديثه عن ذلك الكوخ وراء النخيل … بين الروابي 8/ 4/ 1948 لقاء ولقاء مقتطع : الخطى واللحون ؛ من فجوة الباب تسللن والضياءِ الضئيلا والأزهار تشرب النور في بطء ويعكسه ابتساماً ذليلاً كابتساماتي الحيارى وإطراقي برأسِ وقد ذكرت الخنولا ، والغناء الطروب ، والمعبرالمغموربالنوروالشذى ؛ والنخيلا 14/12/1948 نهرالعذارى مقتطع : التوت فوق الشلطىء الغري ، والسَّعف الصموت لايجهلان تنهداتي ، وهي بينهما تموت . 28/ 4/1946 المَعبدُ الغريق شباك وفيقة مقتطع : تترقبَّ زهرة تفاح وبَوَيب نشيد والريح تُعيد أنغام الماء على السَّعف ويقول : والريح تُعيد أنغام الماء ( هوالمَطرُ ) والشمس تكركر في السعف شباك يضحك في الألقِ ؟ جيكور 29/4/ 1961 حدائق وفيقة مقتطع : لم تزل تثقل جيكور رؤاها آه لودوّى نخيلاتِ الحديقة من بويب كركرات ! لوسقاها منه ماء المد في صبح الخريف 13/8/ 1961 أمام باب الله مقتطع : ومن لياليّ مع النخيل ، والسراج والظنون أتابع القوافي في ظلمة البحار الفيافي وفي متاهة الشكوك والجنون . 26/8/1961 دار جدي مقتطع : وأبصر الله على هيئة نخلةٍ ، كتاج نخلة يبيض في الظلامُ ، أحسه يقول : " يابني ، ياغلام ، وهبتك الحياة والحنان والنجوم ذهبت تعرَّت الكروم والجداول انطفأت ، والحفيف يموت في ذرى النخيل ، والدروب ، بصمتها ، أنتظار 30/ 1/1963 صياح البط البري مقتطع : وهزّ الصدى سَعفاتِ النخيل وأشرق شبّاكنا المطفأ 18/3/1963 أفياء جيكور مقتطع : جيكورمسّي جبيني فهوملتهب مسِّيه بالسَعفِ والسنبل الِترفِ ويقول : ظل النخل ، أفياء من الشَّجر أندى من السِّحر جيكور17/3/ 1963
فرار عام 1953 مقتطع : أواه لوسيكارة في فمي لوغنوة .. لوظَّمة ، لو عناق لسعفةٍ خضراء أوبرعم في أرضي السكري برؤيا غدِ أنا مع الصبح على موعد رغم الدجى …. يا عراق ريف وراء الشطِّ بين النخيل يغفو على حُلمٍ طويل طويل ، ويقول : هَمس كشوكٍ مس من جبهتي يُنذربالسارين فوقَ الجياد البصرة 31/3/1963 جيكور شابت مقتطع : أين أيْن الصبايا يوسْوسنَ بين النخيل عن هوى كالتماع النجوم الغريبة جيكور 2/ 4/ 1963 منزل الاقنان خذيني مقتطع : أترثين لي أم ترى تشفقين على قلبك ، نهدّ تحت الصليب المعَّلق في صخرة الكبرياء ؟ نباح الكلاب المبعثر في وشوشات النخيل ينبَّه في قلبي الذكريات العتاق ويربط دقات قلبي بأرض العراق … بيروت 3/ 7/ 1962 سفر أيوب 4 ياربّ أرجع على أيَّوبَ ما كانا : جيكور والشمس والأطفال راكضة بين النّخيلات وزوجَه تتمر وهي تتتسم أو ترقب الباب ، تعدو كلما قُرعِا : لعله رجعا لندن 29/12/1962
وصية من محتضر في ماء دجلةَ أوبويب ؟ وأين أصداء الغناءِ خفقت كأجنحة الحمام على السنابل والنخيلِ من كل بيت في العراء ؟ 3/1/ 1963 هرم الغني مقتطع : بالأمسِ كنتُ اذا كتبت قصيدة فرحَ الدمُ فأغمغمَ وأهيم ما بين الجداول والأزاهروالنخيل أشدو بها ، أترنْمَ : زاد لروحي منذ سَقسقةِ الصباح الى الأصيل ويقول : واليوم يهتف ألف آهٍ لايهزّ مع المساء سَعَف النخيل ولايرجَّح زورق العرس المحلَّى بعيون أرامٍ ودفْلى ودرابكَ ارتعدت حناجرها فأرعدت الهواء . درم 5/ / 1963 أنشودة المطر غريب على الخليج مقتطع : هي وجه أمي الظلام وصوتها ، يتزلَّقان مع الرؤى حتى أنام ؛ وهي النخيل أخاف منه إذا أدلهمَّ مع الغروب فا كتظّ بالأشباح تخطف كلّ طفلٍ لا يؤوب من الدروب ؛ الكويت ــ 1953 مرحى غيلان أنا في قراربويبَ ارقد ، في فراشٍ من رماله ، من طينه المعطور، والدم من عروقي في زلاله ينثال كي يهبُ الحياة لكل أعراق النخيلِِ .
عرس في القرية مقتطع : كان نَقرُ الدَّرابكِ منذ الأصيل يتساقط ، مثل الثمار، من رياح تهوّم بين النخيل يتساقط مثل الدموع .. ويقول : انهم يعرفونك منذ الصغر مثلما يعرفون القمر… مثلما يعرفون حفيف النخيل وضفاف النهر والمطر والهوى ، يانوار ….
مرثية الألهة مقتطع : وكم الَّه التمرَ التهامي معشر لما ليس يحيا دونه الناس راكعُ
تموز جيكور 3 مقتطع : والقرية داراً عن دار تتماوج أنغاماً حلوه ، والشيخ ينامُ على الربوه ؟ والنخل يوسوس أسراري جيكوروالمدينة
مقتطع : وجيكور خضراء مسّ الأصيل ذرى النخل فيها بشمسٍ حزينة
العودة لجيكور هذا حرائي حاكت العنكبوت خيطاً الى بابه يهدي الي الناس اني أموت والنورفي غابة يُلقي دنانيرالزمان البخيل من شرفةٍ في سعفات النخيل
المسيح بعد الصلب مقتطع : بعدما أنزلوني ، سمعت الرياح في نواحٍ طويل تسف"2" النخيل والخطى وهي تنأى اذن فالجراح ويقول : فاجأوني كما فاجأ النخلة المثمره سربُ جَوعى من الطير في قريةٍ مقفرة .
مدينة السندباد مقتطع : عشتارعطشى ، ليس في جبينها زَهرْ ، وفي يديها سلَّة ثمارها حَجر تُرجمَ كل زوجة به وللنخيل في شطهِّا عويل
أنشودة المطر مقتطع : عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعة السَحر ، أوشرفتان راح ينأى عنهما القمر ……………. الخ . مدينة بلا مطر مقتطع : ولكن مّرتِ الأعوام ، كثراً ما حسبناها ، بلا مطرٍ ….. ولو قطَره ولازهرٍ ….. ولوزهره بلاثمر.. كأنّ نخيلنا الجرداء أنصاب أقمناها لنذبل تحتها ونموت . ويقول : وفي أبدٍ من الاصغاء بين الرعد والرعد سمعنا ، لاخفيف النخل تحت العارض"5" السّحاح"6" أو ما وشوشته الريح حيث ابتلت الادواح ولكن خفقة الأقدام والأيدي
المومس العمياء مقتطع : وكأن وسوسة السنابل والجداول والنخيل أصداء موتى يهمسون : " رآه يسرق " في الحقول حيث البيادر تفصد"7" الموتى فتزداد أتساعاً ويقول : ويعود والغبش الحزين يرش بالطل المضاء سعف النخيل … يعود من سهرِ يئن ومن عياءِ
حفارالقبور مقتطع : وتخضهَّنَّ الى القراروكالنيازكِ والرَّعودِ تهوي بهنَّ على النخيل ، على الرجال ؛ على المهودِ! حتى لا تحدق أعين الموتى ، كألاف الللاّلي ،
شناشيل أبنة الجلبي مقتطع : وأرعدتَّ السماء فرنَّ قاع النهروأرتعشت ذُرى السعف وأشعلهنَّ ومضُ البرق أزرق ثم أخضرثم تنطفئ . ويقول : وتحت النخل حيث تظلَّ تمطر كل ما سعفه تراقصت الفقائع وهي تُفجرـ انه الرطبُ تساقط في يد العذراء وهي تهزَّ في لهفه بجذع النخلة الفرعاء (تاجُ وليدكِ الأنوارُ ) " الخ ….. من القصيدة " ويقول : تقطعتِ الدروب ؛ مقص هذا الهاطل المدرار قطعَّها ووراها ، وطوقت المعابرُ من جذوع النخل في الأمطار لندن 24/2/1963
في أنتظاررسالة مقتطع : وكأن جسمك زورق الحبِّ المحملُ بالطيوبُ والِّدفء ، والمجدافُ همس في المياه يرن آها فآهاً والنعَّاس يسيل منك على الجنوب فينامُ فيه النخل تلتمع السطوحُ بنومهنَّ الى الصباح يقول : وهفَّ شراع لأضلاعه في الهواء اصطفاقْ ، وغنىَّ مغنِ وراء النخيل يغمغم : " ياليل اطال السّهر وطال الفراق ! " لندن 9/3/1963
الباب تقرعه الرياح مقتطع : ناءٍ ؟ بحار بيننا ، مدن ، صحارى من ظلام الريح تحمل لي صدى القبلات منها كالحريق من نخلةٍ يعدوالى أخرى ويزهو في الغمام لندن 13/3/1963 من ليالي السهاد 1ـ ليلة في لندن مقتطع : تضيء لحى الشيوخ تحدثون ، وأعين النسوة تحدق في الطعام وترقب الأطفال في نشوة أعدني يا اله الشَّرق والصحراء والنخلِ الى أيامي الحلوة، الى داري الى غيلان ألثمهُ ، الى أهلي ! لندن 3/2/ 1963 2ـ ليلة في باريس مقتطع : فامشي عليه كأنما هبطت عليه من السماء عشتارفانفجرالربيع لها وبر عممت الغضون : توت ودفلى والنخيل بطلعه عبق الهواء ، وهو الأصيل وتلك دجلة باريس 18/3/1963
3ـ ليلة في العراق مقتطع : غريق في عباب الموج تنحبُ عند الغاقة"8" تئن الريح في سعف النخيل ، وعليه ـ ترثيه قصائده الحزينة بين أوراقٍ من الدفلى أو الصفصاف تبكيه ! البصرة 8/4/ 1963 خلا البيت مقتطع : وفي قبره أهتز، كالبرعم إذا الصّبح نّور ، دفين .. وأصغى : أنين الرمال وتهويدة النخل ينعسِّ والليل أقمر البصرة 26/7/1964 ها …. ها …. هوه مقتطع : كما يشعر الأعمى اذ النور يظهر، يناديك : " ها … ها ….. هوه " ماء يقطر من السَّعفة النَّشوى بما شربت من غيمةٍ نثها نجوى وأصداء أقدامٍ الى الله تعبرُ لندن 29/2/ 1963 احبيني … ! مقتطع : سفائن من عطورنهودهن ، أغوص في بحر من الأوهام والوجد فالتقط المحار أظن المحار فيه الدرَّ ، ثم تظلني وحدي جدائل نخلة فرعاء ويقول : وسار بنا يوسوس زورق في مائه البلَّور ؟ وأقرأ وهي تُصغي والربى والنخل والأعناب تحلم في دوايها باريس 19/3/1963
وغداً سألقاها مقتطع : وتشب عند مفارق الشعَّر نار تدغدها : هو السَّعف من قريتي رعشتْ لدى النهَّر خوصاته ، وتلين لاتدري ايّان تنقذف لندن 27/3/1963 باغربة الروح مقتطع : نار تضيء الخواء البرد ، تحترقُ فيها المسافات ، تدنيني ، بلا سفر من نخل جيكور أجني الثَّمرَ . لندن 26/2/ 1963 سلوى ظلام الليل أوتار يدندن صوتك الوسنان فيها وهي ترتجف ، يرجع همسها السعّفَ وترتعش النجوم على صداه : يرن قيثار بأعماق السماء ظلام هذا الليل أوتار ! ويقول : ويزرع ألف غابٍ للنخيل غناؤك المكسالْ ترقرت الجداول بينهن وأزهر الليمون .. البصرة 9/9/1963
أظل من بشر مقتطع : لعله يحلم أن يسيردونما عصا ولاعماد ويذرع الدروب في السحر حتى تلوحَ غابةُ النخيل كنوء بالثمرُ لندن 25/2/ 1963 رسالة مقتطع : جاء رسالتكِ الخضراء كالسَّعفِ بل الحيا منه والأنسام والمَطر ويقول : عن صوت أغربة تبكي ، وأصداءِ تذر ذر الظلمة الصفراء في السَّعف الكويت 3/8/1963
أقبال وألليل مقتطع : ياليل ضمّخك العراق بعبير تربته وهدأةِ مائه بين النخيل اني أحسّك في الكويت وأنت تُثقل بالأغاني والهويل أغصانك الكسلى و" ياليل " طويل ليلى مقتطع : وترن في الأبعاد غنوة للرمل همس تحت أرجلنا بها، للرمل قلب يهتز منها أوينام وللنخيل بها أنين
ــ المجلد الثاني ــ البواكير ذكريات الريف مقتطع : وتلك الحقول الزَّهر تنسل بينهما جداول ماء بين وانٍ وفائر
عليها جسور من جذوع نخيلها تئن وتشكو تحت أقدام عابر تنهدات " كنت أهصر"9" سعف النخيل حذار أن يمنع عينيَّ من رؤيتها إذا أقبلت ! أما الأن فليتهدل السعف فهي لن تأتي مقتطع : سَعف النخيل على الممرِّ تهدّل واحجب بظلك ما يراه المجتلي ويقول : سعف النخيل : سواك خان مودتي وبقيت تحفظها لمن لاينسلي 6/12/1943 تحية القرية مقتطع : شفني من ربوعكِ النفرات فتنة تستعيدها نظراتي في رياض النخيل يجمع فبها الفجر شمل الضياء بعد شتاتِ ويقول : وعن الشطِّ والنخيل السكارى في الليالي القمراء والمظلمات 22/ 12/1943 ……………………… المساء الأخير " أخرمساء قبل مغادرة الريف " مقتطع : كأنَّ السَّنا اذ فارق الأرض واعتلى رؤوس الروابي والنخيل المسبَّل
…………
شعاع الذكرى مقتطع : ينشر الظلَّ فوقنا سعف النخل ويُلقي الهدوءَ صمت المساء جدول جف ماؤه " الى روح وورد زورث " مقتطع : تهدّل السّعف الفينان "10" وافترشت أفياؤه الضفة الظمأى الى الماءِ ويقول : ياهل رأيت جذوع النخل عارية من أئتلاق "سرابي "*ولألاء من كل دائرة في الماء قد رسمت أخرى على الجذع من نور وأضواء ويقول : ومعبر من جذوع النخل غيره فر الليالي باء يحاش وابلاء 12/8/1944 أبوالخصيب العش المهجور " الى روح وورد زورث " مقتطع : وفي ظُللِ النخيل ، حطام عش تلفَّع بالأزاهر والغصون ويقول : أذا مَتع النهارأوت اليه ظلال النخل ناعسة الجفون أمير شط العرب " الى روح وورد زورث " مقتطع : الماء غادر جانبي ــه وراح يحدده الرحيل فتجرْدا من صفحة زرقاء زينّها النخيل ويقول : وبدا نخيل الضفة ال أخرى تحركه القبول كم تحته من منزل لا يستريح به التريل سَعَف وجذع قام في جنباته تعب شغول ويقول : يا موج ، ياملاح ، يا بيضُ الزوراق ، يا نخيل 30/8/1944 أبو الخصيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) لم أجد خيراً من هذه الكلمات لوصف ذلك التموج الشعاعي الذي تعكسه حركات الماء على جذوع النخيل ، ولايدرك جمال هذا الوصف ألا من لاحظ تلك الانعكاسات . " الشاعر "
4ـ لقاء بين شاعرين مقتطع : في الريف ، بين نخيله المتعانق وعلى جوانب كلِّ نهر دافق مجموعة أعاصير غادة الريف مقتطع : أيبسَ الداء والطوى ثديي المرضع فالطفل ساغب كلَّ أن صارح ترجف النجوم الشكوة ويبكي النخيل مما يُعاني ………………. الى حسناء الكوخ مقتطع : والمنشدون الهاربون الى ضفاف المستحيل القانعون من الحياة بكوخةٍ بين النخيل ويقول : فازدان ، ما أخذ الشقاء بجانبيه ولاتداعا ناداكِ من بين النخيل أب تعَّود أن يطاعا لقد تنبأت يا أبا غيلان . أحد نبوءات السياب قبل ان يموت أن القدر يخبئ للعراق الكثير من الدم والجوع والعنف والاوبئة وأنه موسم حفاري القبور ذاك الذي سيتلوه وصدقت النبوءة الاولى , لكنه أخبرنا أيضا أن العراق يزخر بالرعود والبروق وان خلف هذه الغيوم السوداء مطررحمة لابد أن يأتي ... مطر... مطر .... مطر ... العراق صدق شاعرنا وما زال في أيام الميلاد ينتظر بشارة القيامة . أبا غيلان .. عهدا مني لو قدر لي أن تطأ قدماي أرض البصرة لازرعنة نخلتين أحدهما عند الرأس واخرى عند القدمين !!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ الهوامش ـ "1" القَلعْة ، سكون اللام : النخلة التي تجتث من أصلها قَلعاً أو قطعاً عن أبي حنيفة . "2" الخضَل والخاضل : كل شيء نَد يترشَّش من نداه فهو خضل ، وبنات خضل بالندى وأخضلت الشيء فهومخضل اذا بلله ، وشيء خضل أي رطب والخضل : النبات الناعم واخضألت الشجرة أخضئلالاً : لغة في أخضالت اذا كثرأغصانها وأورقها . "3" الساهمة : الناقة الضامرة . والسَّهام والسهَّام ، الضَمروتغييراللون وذبول الشفتين سَهمَه "4" السَّفة ما يسف من الخوص كالزبيل ونحو أي ينسج ، وسففت الخوص أسفه ،بالضم سفاً ، أسففته اسفافاً أي نسجته بعضه في بعض وكل شيء ينسج بالأصابع فهوالأسفاف .
"5" عرض : يقال أخصبت ذلك العرض ، وأخصبت أعراض المدينة وهي قُراها التي في أوديتها ،وقيل : هي بُطون سوادها حيث الزرع والنخيل ، قال أبو زيد العارض : السحابة تراها في ناحية السماء ، وهو مثل الجُلب الا أن العارض يكون أبيض والجُلب الى السواد . "6" السَّحَّ والسَّحُّ : التمر الذي لم ينضج بماء ، ولم يجمع في وعاء ، ولم يكنز وهومنثورعلى وجه الأرض ؛ قال أبن دريد : السَّحَّ تمر يابس لا يكنز ، لغة يمانية . "7" الفصدُ : شَق العرق فصده يفصده فَصداً وفصاداً ، فهو مفصود وفصيد وفصد الناقة : شقّ عرقها ليستخرج دمه فيشربه وقال الليث : الفصد قطع العروق . "8" الغاقة : النورس ، طائر بحري ( الشاعر) . ( الغويق : الصوت من كل شيء والعين أعلى والغَاقُ والغاقة من طبر الماء ) "9" الهَصر : الكسر هَصرالشيء يهصره هصراً : جذبه وأماله وأهتصره ، أبوعبيدة : هصرت الشيء ووقصته اذا كسرته . والهَصرُ : عطف الشيء الرطب كالغصن ونحوه وكسره من غير بينونته ، وقيل : هو عطفك أي شيء كان . الجوهري : هَصرتُ الغصُن وبالغصن إذا أخذت برأسه فأملته إليك وأصل الهَصر : أن تأخذ بأس عود فتثنيه اليك وتعطفه . التهذيب : اهتصرت النخلة إذا ذللت عُذوقها وتسوَّيتها . "10" الغضَنُ : الغَضُ المستقيم طولاً وعرَضاً . ( المصدر الذي أعتمد عليه في الهوامش ( لسان العرب لأبن منظور ) .
شكري كريدي 17/1/2009
#شكري_كريدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نذراَ عليً
-
رسالة مفتوحة الى الانصار الشيوعيين
-
نذراَ عليّ................
-
ذكرى نجاة السياب من الحياة
-
رسالة مفتوحة الى الأنصارالشوعيين العراقيين
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|