صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 08:56
المحور:
الادب والفن
25
..... .... ... ....
آهٍ ..
عَبَرْنَا الضَّبابَ ..
ضَبَابَ المسافاتِ
إيّاكم أنْ تُضيّعوا منجلي إيّاكم
أنْ تعفِّروا وجْهَهُ الزَّاهي
اِتركوه مسنوناً
مسنوناً للغايةِ ..
إنْ جئتُ يوماً
ولم أرَهُ مسنوناً
سأرفعُ عليكم فردةَ الرُّحى ..
كم مرّةٍ عَبَرْتُ
تلكَ الرَّوابي
أسوقُ دابّتي
قاصداً فرداتِ الرُّحى
كم مرّة جَفَلَتْ دَابّتي مِنَ الطِّيورِ
وهي تعبُرُ أخاديدَ الزَّمنِ
أسمعُ هديرَ الرُّحى
تدورُ كما يدورُ الزَّمن
في لجّةِ الانتظار
انتظارُ حبّات القمحِ
بعدَ أنْ تصبحَ طحيناً
يغفو الطَّحّانُ
على إيقاعاتِ حجرِ الرُّحى
أتْرُكُهُ ينامُ ..
يأخذُ غفوةً
يستيقظُ حالما تتوقّفُ الرُّحى
عنِ الدَّورانِ
يتواصلُ معَ هدوءِ المكانِ
ويغفو على إيقاعِ الهديرِ
البارحة زارني قمرٌ
فيما كنتُ أرتمي
بينَ ضيائهِ
تلمَّستُ عبقَ السَّنابلِ
منجلي آهٍ يا منجلي
يعانقُ دائماً جبهةَ القمرِ
له شكلُ الهلالِ
وردةُ اللَّيلِ نامَتْ ..
نقيقُ الضَّفادعِ
تصدحُ بإيقاعٍ رخيمٍ ..
من هنا
أسمعُ نقيقَهَا الموزون
فكّرْتُ أكثرَ من مرّةٍ
أن أصيغَ لحناً
على إيقاعاتِ رتمها ..
لكنّي نحّيتُ فكرتي جانباً
إيقَاعاتُها جاهِزة
في كلِّ حين
حالما يهبطُ الظَّلامُ
ينبعثُ بهدوءٍ
صداحُ اللَّيلِ الطَّويلِ
لم أسمعْ عبر شواطئِ غربتي
ضفادعاً تصدحُ أو تغنّي
هل كانت ضفادعُنا
تناجينا ولا ندري؟!
..... ... ... .....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟