أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناجي الغزي - ثلاث قمم بائسة وغزة تنزف دما !!















المزيد.....

ثلاث قمم بائسة وغزة تنزف دما !!


ناجي الغزي

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



لقد بات العرب أمة لاتضمد الجراح العربية ولا تسعف المستغيث !! ولا تهش ولاتنش لاعن بعيد ولا عن قريب عن أي شئ يعني العرب بالذات, وقد شهدت الاحداث المتسارعة صحة ما نقوله أبتداء من غزو الكويت في القرن الماضي الى غزو العراق من امريكا التي ساهمت به الامة العربية بجدارة فائقة الى الاحتراب الطائفي في العراق ولبنان ومرورا بالحروب التي شنها العدو الصهيوني على لبنان وفلسطين في أوقات مختلفة. بينما سارعت بعض الدول المتخومة الى تلبية النداء الامريكي والاوربي بانقاذ الاقتصاد العالمي من " كبوته الكبرى " وتسخير كل الامكانات المادية والمعنوية لنصرة العم سام من أجل ابقاءهم على عروشهم والحفاض على كروشهم دون الاكترث لشعوبهم.

وبالامس كانت أحداث لبنان عام 2006 صورة طبق الاصل لما يحدث الان مع غزة فالعدو هو الصهيوني والضحية هم المقاومة المسلمة الشريفة , والصمت والانقسام والشد والجذب والمناورات وغض النظر عن الأحداث الساخنة ومدارات العم سام والحفاظ على نوعية العلاقة مع بني صهيون . ان الامة العربية اليوم مهزومة مازومة تعيش أوج حالات الانكسار والانحدار بكل انواعه . وعجبا كل العجب لهذا الخذلان . أمة لم تنتفض ولا يشتعل في ضميرها شرارة الغضب ولاغيرة على ابناءها .

دول بعيدة كل البعد عن تاريخ وجغرافية العرب ولا أي ارتباط سوى بالانسانية مثل ( بوليفيا وفنزولا ) تسارع على مقاطعة اسرائيل مقاطعة شاملة وتطرد جميع العاملين في السفارة الإسرائيلية وينتفض حكامها وشعوبها لنصرة غزة واهلها وتدين تلك الممارسات الوحشية , وأن تصريح الرئيس البوليفي إيفو موراليس في كلمته له أمام الدبلوماسيين في قصر الحكم "أود أن أعلن أن بوليفيا تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل, ونظرا لهذه الجرائم الخطيرة ضد الحياة والإنسانية, فإن بوليفيا تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل" هذا الموقف لايمكن أن نراه من حاكم عربي . وايران التي الجموها العرب بشتى الشتائم واتهموها بالتدخل في شؤون العرب بمساعدتها لحزب الله في 2006 , هي الاخرى تنتفض لنصرة غزة وحماس , في حين نرى ان السفارات الاسرائيلية في الدول العربية محمية بقوة من قبل الانظمة الدكتاتورية.

والعرب كل العرب يأبو ان ينفض عنهم غبار النفاق والشقاق , بل عمقو الهوة بينهم وساعدو في نسف جسور العلاقات العربية العربية . العرب وهنا أقصد الزعماء ووعاظ السلاطين الذين يعيشون اليوم في غيبوبة الصم والبكم والعمى , وكانهم يعيشون في عالم لاتوجد فيه دماء غزة ولاجراحاتها .سجال ونفاق وتصريحات مشوهَ وهزيلة ترشق عبر الفضائيات المسيسة , وأتهامات تبرر الخذلان والجبن وتفصح عن صراعاتهم العلنية العقيمة .

تسابق ودعوات الى عقد قمم لاتجدي نفعا ولاتضمد جرحا, ولاتبرر غير الانقسام والندية التي تعيشها الدول العربية في زمن غابت صفاة الحكمة والاقتدار للمعالجة والتحكم في امور الرعية , والقمم كلها مجتمعة لاتستطيع ان توقف حمام الدم الذي فتحته اسرائيل المارقة والوحشية على اهل غزة واطفالها وشيوخها ونسائها, وقد خلفت تلك الانشقاقات والتمحورات تصدعا في الصف الفلسطيني الفلسطيني وتناحرا على مكاسب سياسية ومادية ضيقة, أدت الى حصار غزة وتعطيل الحياة فيها وشل حركتها اليومية , وخلقت عجز في المؤسسات السياسية الخاضعة تحت سلطة حماس المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني , وذلك يعود بسبب أيديولوجية حماس في النضال عن حقوقهم عكس ما تحمله أيديولوجية فتح والمعروف في مصافحة ومداهنة ومجاملة اولمرت وبنيامين وشمعون وليفني والبيت الابيض. ولكن من يدفع فاتورة التناحر والتنازع والانقسام؟ هل الساسة المحصنين ام الساسة المداهنين ؟, وبالتأكيد دافع الفاتورة واضح جدا هو من " يفترش الارض ويتلحف السماء من الابرياء العزل " الذين ليس لهم ناقة ولا جمل بتلك الصراعات .

لقد بات العالم كله عاجز بالوقوف أمام الالة الاسرائيلية المدمرة والمساندة العلنية من أمريكا بكل وقاحة , دون الاعتراف بكل المواثيق الدولية فهي لاتلتزم بقرار مجلس الامن مجلس الأمن رقم 1860 الذي يلزمها بوقف اطلاق النار ’ ولكنها غير مبالية بكل المبادرات العالمية فقد بادرت كل من " تركيا وفرنسا وامريكا والعربية ومبادرة الامين العام للامم المتحدة "وعلى الرغم من ان المبادرات لم تلزم العدو الصهيوني الانسحاب من غزة فقط وقف اطلاق النار ولكنها كالهواء في شبك.

اليوم عقدت الكويت اجتماعا لوزراء الخارجية تحضيرا لمؤتمرها الاقتصادي في 19/1/2009 وعلى هامشه سوف يناقشت الوضع في غزة وكان الوضع في غزة هي ازمة سياسية عابرة , وليس حمام دم نازف اجرف الاخضر واليابس على حد سوى . وقد دعت قطر الى قمة طارئة اليوم 16/1/2009 وقد حضر عدد غير قليل من الزعماء العرب وبعض الدول الاسلامية كإيران وتركيا والسنغال وأندنوسيا واعضاء المكتب السياسي لمحاس والفصائل الفلسطينية المقاومة.

وتخلف عنها محمود عباس رئيس فلسطين و بعض الزعماء الغير شرعيين , " ودعت قمة غزة الطارئة في الدوحة الدول العربية إلى تعليق المبادرة العربية للسلام ووقف كافة أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة. وأدانت القمة في بيانها الختامي إسرائيل لعدوانها على غزة وطالبتها بالوقف الفوري لجميع أشكال العدوان والانسحاب الفوري من قطاع غزة، ورفع الحصار غير المشروط عن القطاع بما فيها المعابر والميناء البحري.

كما أكد البيان على السعي لملاحقة إسرائيل قضائياً لتحميلها مسؤولية ارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة، ومطالبتها بدفع التعويضات للمتضررين. مشدداً على ضرورة الفتح الفوري والدائم للمعابر والسماح بدخول كافة المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية داخل القطاع ". وعلى المنصف ان يضع صوته مع قطر كحد ادنى من التوجهات الحالية رغم علاقتها بالدولة الاسرائيلية الغير مجدية .

وقد جاء مقاطعة قمة قطر الى إجهاض فكرتها والحلول التي ستنبثق عنها والابتعاد عن الاحراجات وكذلك فشل القرار العربي في إصدار صوت موحد , وفي مصر شنت الصحف الحكومية هجوماً على قمة الدوحة واعتبرتها محاولة لشق الصف العربي "المشقوق أصلاً" وأن تبرير تلك الدول لمقاطعة القمة مبررات بائسة, وكما هو معروف ان السيد عمر موسى الأمين العام للجامعة العربية إنه متحيز للموقف السعودي والمصري ولم يقم بواجبه في حشد التأييد العربي للقمة. وقد شكل معارضين قمة الدوحة محور معارض يتمثل بالسعودية ومصر في حين اعلنت السعودية بعقد قمة في الرياض , والهدف منها هو الند والضد مع قطر, ولتكريس المزيد من النحر والانقسام والانشطار في تلك الظروف البائسة التي تحتاجها الامة العربية.

لقد بطل الرهان منذ زمن بعيد على الانظمة المتعكزة على بقايا عمرها , والرهان على أنظمة لاتفقه بالوطنية ولا بالقومية ولابأحكام الدين شيئا رهان عقيم الجدوى والقيمة. وقد تعلم الشعوب مسبقا بنتائج القمم قبل انعقادها بسبب الاخفاق والتراجع التي تعانيه الانظمة المفروضة ورموزها , وأن تلك القمم نتاج طبيعي للحالة العربية الراهنة ولا تصلح للتسويق ولا للاستهلاك المحلي وحتى الدعائي . لقد فقدت الشعوب العربية ثقتها بحكامها الغير شرعيين على المستوى السياسي والقانوني .

تبريرات عربية مذلة لاطائل لها تكشر عن نواياها السيئة, وعلى الرغم من مبادرة التهدئة المصرية المذلة لسلطة حماس والفاقدة من اهم شرط اساسي هو الانسحاب من أراضي غزة , إلا ان إسرائيل رفضتها بقوة وتستهين بها, وتلك المبادرة الفذة يطبل لها الاعلاميين الحاذقين ووعاظ السلاطين يصفونها "دبلوماسية العصر المصرية " وهي أسمى من صواريخ حماس , في الوقت نفسه تغلق مصر معابر رفح وتعطل المساعدات الى غزة خوفا وطمعا بالعم سام القوي والسخي .



#ناجي_الغزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يستطيع الساسة التخلي عن المشروع الطائفي والعرقي في العراق
- دور الاعلام في الاتصال السياسي وأثره على الجمهور
- الدعاية السياسية بين ثقافة التمزيق وسوء الاستخدام
- هل توجد استراتيجية وطنية لمكافحة الفساد في العراق ؟
- مارثون المرشحين في انتخابات المحافظات العراقية
- ظاهرة الفساد : مسبباتها وتحليلها واثارها على المجتمع العراقي
- تجاوز الاعلام المهنية والمواثيق في القضايا الساخنة قناة العر ...
- وقفة في أفكار وعقلية الأمن الشخصي للمسئولين العراقيين
- مهرجان ألحبوبي بذرة أمل في فضاء الإبداع
- انسحاب حزب الفضيلة – خطوة جريئة وقرار شجاع
- لماذا يراهن المغرضون على فشل خطة إنقاذ بغداد ؟
- مؤتمر القوى السياسية للحوار والمصالحة بصيص أمل لحقن دماء الع ...
- المواطن العراقي بين مطرقة الإرهاب وسندان لقمة العيش
- المصالحة الوطنية – قارب النجاة الامثل لوحدة العراق
- ابجدية الحوار - في الحوار المتمدن
- دور الإعلام في تنمية الحس الوطني
- نوري المالكي نموذج للتسامح
- هل سيفعّل المالكي سلطته الدستورية في الاتجاه الصحيح ؟
- أثر رجالات الدين ودورهم في استقرار وبناء الدولة العراقية الج ...
- تأثير الظاهرة الحزبية على مؤسسات الدولة العراقية


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ناجي الغزي - ثلاث قمم بائسة وغزة تنزف دما !!