|
أخفاق التمرد القطري
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 07:41
المحور:
القضية الفلسطينية
اولا لابد من توضيح عدة أمور أساسية وهى : 1 اننى ضد الاعتداء الوحشي الذي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية على السكان الفلسطينيين فى قطاع غزة ومع حق الفلسطينيين فى تكوين دولتهم والعيش بسلام داخلها . 2 اننى أيضا ضد حركة حماس وضد ممارساتها قلبا وقالبا فهذه الحركة الانقلابية( وأقول انها انقلابية لانها انقلبت على الشرعية الفلسطينية )الاستئصالية (واقول انها استئصاليه لانها استأصلت وقضت على حركة فتح وعلى كوادرها فى قطاع غزة) أقول اننى ضد هذه الحركة وضد أفكارها لأنها اذا كانت قد انقلبت على السلطة الفلسطينية واستأصلت حركة فتح المختلفة معها سياسيا فكيف سيكون الحال لو ان هذه الحركة وشبيهاتها فى الدول العربية المجاورة قد تمكنت من الانفراد بالحكم فى يوم من الايام فإنها لن تكتفي باستئصال المختلف مع سياسيا فقط بل ستقضى على كل المختلف معها فكريا وسياسيا ودينيا . 3 انا مع حق إسرائيل فى العيش بسلام داخل حدود أمنة ومعترف بها من الجميع ومع حقها ايضا فى الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها داخل هذه الحدود. ثانيا ان حركة حماس كان يمكنها ان تصنع من قطاع غزة هونج كونج الشرق الأوسط لو انها اهتمت بتطوير القطاع والنهوض به اقتصاديا واجتماعيا مثل اهتمامها بتكديس السلاح وإعداد العتاد والعدة والمقاتلين لمواجهة إسرائيل ورشقها بالصواريخ بين الفينة والأخرى فى حركات استفزازية لهذا الوحش الاسرائيلى الذي صبر كثيرا على كل هذه الاستفزازات ولكن عندما نفذ صبره انطلق محطما كل شئ فى قطاع غزة وبذلك وقع سكان غزة الأبرياء بين مطرقة هذا الوحش وبين سندان حماس الذي اتخذت من هذا الشعب الأعزل رهينة لها تحاول الاحتماء به والتمترس خلفه متوقعة إن كثرة الاصابات بين المدنيين ستجعل العالم وشعوبه قادر على أرغام إسرائيل عن التوقف عن هذا الامر ولكن هاهو رهان حماس قد فشل وهاهي الة التحطيم الاسرائيلى سائرة بدون توقف . ثالثا ان هذه الحرب الإسرائيلية على غزة لاقت تأييد كبيرا داخل إسرائيل ولاقت مباركة صامتة من معظم الدول العربية كذلك فان جميع القادة والسياسيين داخل إسرائيل وخارجها يحاولون استخدام هذه الحرب خدمة لإغراضهم الخاصة ففي داخل إسرائيل فان يهود اولمرت ورغم استقالته من رئاسة الوزراء إلا انه يريد استخدام هذه الحرب كرافعة لمحاولة محو ماعلق باسمه من فضائح رشاوى كي يذكره التاريخ في إسرائيل على انه هو الذي قضى على حماس وعلى تهديدها أما تسيبي ليفنى خليفته على رأس حزب كاد يما والمرشحة فى الانتخابات القادمة لمنصب رئيس الوزراء فإنها اكثر تشددا منه وذلك كى تثبت للجمهور الاسرائيلى انها لاتقل شراسة وقوة عن اعتي الرجال مما قد بساهم فى فوزها برئاسة الوزراء فى الانتخابات القادمة وهكذا هو حال وزير الدفاع يهود باراك الذى يريد ان يستخدم هذه الحرب وسيلة لإعادة حزب العمل الذي يمثله إلى رئاسة الوزراء. إما فى مصر فمبارك الذي لا يريد دولة للإخوان المسلمون على حدود مصر الشرقية تكون نموذج ومثل للإخوان المتربصين به في مصر كان يريد من إسرائيل إن تقضى على حركة حماس فى أيام معدودة وتعيد حكم ابو مازن لقطاع غزة. بينما السعودية تخاف أيضا من حكم حماس وتخاف ان يشجع نجاحها فى القطاع المتطرفين داخل السعودية للحذو حذوها ومنازعة ال سعود الحكم وأخيرا سوريا ترى إن نجاح حماس واستمرارها يعتبر بمثابة شوكة فى حلق إسرائيل ويظهر مدى قدرة دمشق على إيذاء تل أبيب مما يحسن من وضع سوريا التفاوضي فى اى مفاوضات قادمة بين اسرائيل وسوريا وهكذا يحاول الجميع الاستفادة من هذه الازمة دون ادنى اهتمام بالمواطن الغزاوى بل ان من يدعى حرصه على هذا المواطن فانه يبحث عن مصالحه أولا قبل مصلحة هذا المواطن . رابعا إن هذه الحرب الإسرائيلية على غزة أعادت العالم العربي إلى أجواء الغزو العراقي للكويت فى بداية التسعينات بل إن التشرذم والتمزق هذه المرة اشد واقسي من تلك الأجواء السابقة فرأينا هذه المرة مجموعة من الدول العربية وغير العربية تتمترس حول حماس مثل سوريا وقطر وإيران وغيرها وهناك مجموعة أخرى أو مايسمى بدول الاعتدال تتمترس خلف الرئيس الفلسطيني ابو مازن. خامسا إن هذا التنافس قاد قطر إلى الإعلان عن عقدها لقمة عربية لمناقشة قضية هذه الحرب رغم إن قطر ليست هى دولة المقر لجامعة العربية وهى ليست الرئيسة الدورية للقمة ولكن الحلف المصري السعودي نجح فى إفشال هذا المسعى القطري ونجح في الضغط على العديد من الدول العربية حتى لا تحضر هذه القمة ولا يكتمل النصاب لها حتى لا تعقد ورغم ذلك عقدت القمة بمن حضر. وهذا المسعى المصري لا فشال القمة القطرية سببه مهاجمة قناة الجزيرة لمصر وسياستها طوال الوقت ومصر تعتبر الجزيرة هى قطر وقطر هي الجزيرة. وكذلك تهديد الدوحة لنفوذ مصر في السودان ومحاولة قطر الافتئات على الدور المصري هناك ودعوة الفصائل المتناحرة بدارفور لقمة فى قطر هدفها حل الأزمة هناك .أما السعودية فإنها لا تستطع ان تنسى ما تفعله بها هذه الإمارة الصغيرة (المتمردة على الأخ السعودي الأكبر) من خلافات حدودية ومن تدخل فى مناطق النفوذ السعودي في لبنان بل ونجاح قطر في لم شمل الفقراء اللبنانيين وتوقيعهم لاتفاق الدوحة . سادسا إن المسعى السعودي لتفشيل الدوحة قاد السعودية أيضا إلى الدعوة الى قمة خليجية عقدت الخميس 15 يناير كي تسبق القمة القطرية التي حدد لها الجمعة 16 يناير كي تسبقها وتسحب البساط من تحتها وهذا ماحدث إلى حد ما ورأينا الملك السعودي والأمير القطري يغرقان غزة والفلسطينيين بكرمهما الطائي الذي حرم منه فقراء العالم العربي عموما والفلسطينيون عموما لوقت طويل فهذا يتبرع بعشرات الملايين وذالك يتبرع بربع مليار دولار ولكن المزاد لازال مفتوح وهناك قمة اقتصادية عربية ستعقد بالكويت وأعلن وزراء الخارجية المجتمعون هناك اليوم الجمعة عن تبرعهم بنصف مليار دولار. سابعا نتوقع إن تتوقف الحرب في الأيام القليلة القادمة ليس لانتصار إسرائيل وقضائها على حماس لا ولكن لان إسرائيل لا تحارب فى هذه الحرب إلا أشباح تتخفى بعتادتها وعديدها بين السكان المدنيين العزل ولكن الحرب ستتوقف لان آلة الحرب الإسرائيلية مهما أوتيت من قوة فان هناك حدود أخلاقية وسياسية وقانونية لا تستطيع إسرائيل التغاطى عنها والافتئات عليها طول الوقت لذا نتوقع توقف الحرب قريبا كي يصيح الوضع قريب الشبه للوضع في جنوب لبنان حيث لن تجازف حماس والحركات المسلحة الأخرى فى القطاع بتهديد إسرائيل بالصواريخ لأنها ستخاف هذه المرة من رد الفعل الاسرائلى على ذلك.
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زمن منتظر الزيدى وزمن بوش
-
خواطر في المسالة القبطية
-
اتحاد المنظمات القبطية الأوربية (المغالطات والأكاذيب المثارة
...
-
بارك اوباما رئيسا للولايات المتحدة
-
الإفراج عن السياح الأوربيين وفضائح مصرية بالجملة
-
حمدي رزق ورواية تيس عزازيل
-
القبض على هشام طلعت مصطفى إمبراطور العقارات في مصر
-
الاعتذار الايطالي لليبيا ملاحظات ودروس مستفادة
-
مبارك وسياسة الهاء الشعب ونتائج بعثة بكين استقيلوا يرحمكم ال
...
-
بشار الأسد والاصطياد في الماء العكر
-
دولة فسادستان ومحافظ مطروح الهمام
-
هنيبعل القذافى الاسم والفعل والأزمة
-
التظاهرة القبطية بباريس
-
التغييرفى أمريكا والتغيير في مصر
-
الرشاوى الانتخابية واستقالة اولمرت الوشيكة
-
الاتفاق اللبناني وأسباب نجاح المبادرة القطرية
-
في انقلاب حزب الله :جفت الأقلام وطويت الصحف
-
نظام فقد عقله ونواب مجلس شعب يمثلون النظام ولا يمثلون الشعب
-
إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأ
...
-
من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر
المزيد.....
-
الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا
...
-
شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
-
استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر
...
-
لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ
...
-
ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
-
قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط
...
-
رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج
...
-
-حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
-
قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
-
استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|