أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بشير صقر - عن التفجرات الاحتجاجية فى مصر: النخب السياسية المعارضة.. والعمل المشترك.. وخلط الأوراق















المزيد.....

عن التفجرات الاحتجاجية فى مصر: النخب السياسية المعارضة.. والعمل المشترك.. وخلط الأوراق


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 08:04
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تدور فى السنوات الأخيرة بين أفراد النخب السياسية المصرية المعارضة أحاديث شتى- خافتة وعالية الصوت- حول ما أصاب الحركة السياسية المعارضة من تشرذم وتبعثر، وازدادت تلك الأحاديث حدة واتساعا بعد اندلاع سلسلة التفجرات الاحتجاجية المتتالية فى صفوف الفقراء عمال وفلاحين ومهنيين وفئات أخرى .. والتى تمنى الكثيرون فى تلك النخب أن تكون الاحتجاجات رافعة حقيقية واداة فعالة لربطهم بها بغرض بعث نهضة سياسية واجتماعية جديدة.
ولأن ذلك لم يتحقق فقد بدا معظم تلك الأحاديث مكرورا عديم الجدوى، بل وقارب- فى كثير من أبعاده – من الوصول إلى حد العقدة النفسية مستعصية الحل، وأفضى إلى إشاعة حالة من الإحباط والقنوط المكتوم حتى وإن اعترضها بين الحين والآخر حدث جلل.. ( كارثة أو عدوان أو محرقة) ورد فعل شعبى.
ويزيد الطين بلة .. والعقدة استعصاء على الحل والأحاديث علوا وجلبة.. ذلك المستوى المحدود لردود الأفعال الجماهيرية إزاء أحداث كبرى كالتى تحدث فى فلسطين- منذ نهايات ديسمبر 2008 وحتى الآن- مقارنا بما اندلع من حركة احتجاجية عالمية ضد ذلك العدوان البربرى وبردود أفعال لبعض أنظمة الحكم فى أمريكا اللاتينية بطرد سفراء إسرائيل وقطع العلاقات الديبلوماسية معها.

ولنضرب مثلا لتوضيح القضية أكثر :
• يبدأ السياسيون المصريون المعارضون – أحزاب ومجموعات ومنظمات مجتمع مدنى وأفراد- تضامنهم مع التفجرات الشعبية الاحتجاجية بإصدار بيان يدين السلطة الحاكمة فى قمعها لها سواء كانت تتعلق بأوضاع اجتماعية محلية أو بقضايا قومية أو سياسية أخرى ( أو بتشكيل هيئة أو لجنة تتسمى باسم ذلك الاحتجاج ) ويبدو الأمر لكثير من المراقبين – للوهلة الأولى- موقفا سياسيا موحدا.
• ولأن الأمر لا يجب أن يتوقف عند حد إصدار البيان ( أو تشكيل الهيئة أو اللجنة) ويتطلب متابعة عملية ممن اتخذوا ذلك الموقف المشترك بهدف دفعه للأمام وتحويله من مجرد تسجيل موقف ( واحتجاج على القمع السلطوى وتأييد للاحتجاج الشعبى) إلى مسار عملى ضد الاستبداد أو ضد التفريط فى الثوابت الوطنية أو ضد تواطؤ على إبادة شعب شقيق أوضد تبرئة لمتنفذ فاسد إلخ .. بما يعنى حفر مجرى لذلك المسار يتسع ويتعمّق ليستوعب العديد من الاحتجاجات التالية ويحولها لقوة متصاعدة التأثير تزيح أمامها الكثير من السياسات القمعية أو تضعف مفعولها بالتالى.
• كما يتطلب أن يسعى هؤلاء السياسيون بدأب للحم الجهود التى يبذلونها لتبلغ مستوى يصنع من هذا المسار أداة جاذبة لمزيد من المحتجين .. تقوّيهم وتحميهم من ناحية.. وتكتسب فى نفس الوقت منهم عناصر الحيوية والاستمرار والتطورمن ناحية أخرى .
هذا ما يبدو للوهلة الأولى فور إصدار البيان - أو تشكيل الهيئة أو اللجنة- وما يتم توقعه من متابعة لتحقيق تأثيره المرجو وأيضا لاستمرار ذلك التأثير.

لكن ما يبدو ويُتَوقع شىء .. وواقع الحال اللاحق شئ آخر.. كيف؟!
من المعروف أن قوى المعارضة السياسية فى أى مجتمع تتوزع على أكثر من اتجاه وتيار سواء من حيث التوجه السياسى أو المنابع الفكرية أو الممارسة العملية، وفى حالتنا هذه فإن السياسيين المعارضين مصدرى البيان ( أو مؤسسى الهيئة أو اللجنة) لا يتمسكون حتى النهاية – كما هو مفترض- بتطوير موقفهم المشترك الذى اتخذوه والذى تمثل فى إدانة القمع وتأييد الاحتجاج الشعبى بل عادة ما تقوم الأغلبية الساحقة منهم بالآتى:
1- العودة الفورية لمنطلقاتهم السياسية والفكرية وتفسير الموقف المشترك الذى تم اتخاذه تفسيرات ضيقة تبتعد به عن وجهته أو عن مساره الذى قطعته أولى خطواتهم نحوه علاوة على رغبتهم فى فرض توجهاتهم وأساليب عملهم عليه.
2- واستنادا إلى مواقفهم السياسية والفكرية المسبقة يغلّبون الصلة التى تشدهم إلى هيئاتهم - الحزبية أو السياسية أو الفكرية- على الهدف الذى أنشأه ذلك الموقف المشترك وعلى الصلات العملية أو الكفاحية الجديدة التى تنتظر تطويرها وعلى التوافق المفترض بين المشاركين لتسييردولاب العمل اليومى فيه .
3- كما لا يبحثون إلا عن ذواتهم وأدوارهم فى قيادة ذلك الموقف المشترك أكثر من بحثهم عن الوجهة والمآل الذين يستهدفهما ذلك الموقف، كما تحدد كل مجموعة ( أو حزب أو فرد) تقديرها وتقييمها ومن ثم دعمها - لاستمرار ذلك العمل المشترك من عدمه - على ضوء تثمينها لمن وضعتهم الظروف فى صدارة هذا العمل المشترك حتى لو كانت تلك الصدارة مؤقتة.. ومهما ألمح زخم النشاط إلى منطقية تصدُّر من تصدروا أو إلى إمكانية تغيير قوام هذه الصدارة بعد حين.
4- وانطلاقا من الدوافع والأسباب التى قادت هؤلاء جميعا إلى ممارسة العمل العام واستنادا إلى تكوينهم الكفاحى والثقافى فإنهم لا يقومون بتطوير ذلك الموقف بمزيد من الأعمال الكفاحية ، بل يقتصر دورهم عادة على مجرد الاستغراق فى الحديث عن ذلك الموقف وإبراز دورهم فيه - هذا فى أفضل الأحوال السيئة - أو الحديث عن مثالب وسلبيات ذلك العمل وتشويهه بدلا من المشاركة فى تقويم مآخذه وعيوبه.. فى أحوال أخرى.
باختصار تسير التفجرات الاحتجاجية الشعبية فى اتجاه بينما تسير الممارسات اللاحقة لهؤلاء السياسيين المعارضين – مجموعات وأفراد- فى اتجاه آخر ومن ثم يضعف العمل المشترك أو يضمحل أو يتوقف .

وعلى ضوء ما سبق يمكن تفسير ذلك الموقف " المشترك " بأنه موقف شكلى لا توفر له قوى دفعه الذاتية أن يقطع مسافة نحو الهدف المشترك أبعد مما تصل إليه الحناجر، وهذا ما يفسر الطريقة التى تتم بها قراءة تلك النخب للجزء الأعظم من التفجرات الشعبية الاحتجاجية فى السنوات الأخيرة وواجبهم نحوها ودورهم العملى فى ترشيدها وتطويرها ، ويفسر أكثر.. ردود الفعل المبالغ فيها من جانبهم لحظة تفجرها ، والمنحنى الهابط الذى تتخذه ردود أفعالهم فيما بعد إذا ما استمرت تلك الاحتجاجات فترة أطول من الزمن.
هذا على صعيد ابتعاد تلك النخب والهيئات تماما عن أية صلات مشبوهة بالسلطة الحاكمة.

أما لو كانت تلك الشبهات قائمة أو تتجاوز ذلك كما هو الحال فى بعض أفراد وقيادات بعض النخب والهيئات ( استنادا إلى التاريخ السياسى أو المنطلقات الفكرية أو الممارسة العملية) فإن واقع الحال آنذاك يتخذ أبعادا درامية تصل إلى حد شيوع الفوضى والتخبط والإحباط فى نفوس ليس الجمهور السياسى فحسب بل وفى صفوف بقية النخب الشريفة.. لا لشئ إلا لأنها
• لم تقرأ تلك الاحتجاجات جيدا .
• ولم تحدد واجبها إزاءها بروح عملية.
• ولم تسع لتقويم سلبياتها ودفعها نحو هدفها بدأب المكافحين.
• فضلا عن تغاضيها أو عدم تنبهها لضرورة وضع التخوم مع من يفصح تاريخهم السياسى أو منابعهم الفكرية أو ممارساتهم العملية عن غايات أخرى تضعهم فى خندق آخر تماما.



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم.. الدولة هى التى تقود وتنفذ عمليات طرد الفلاحين المصريين ...
- ليست الأرض فقط بل والبيوت كذلك..منح خديوى مصر الأرض الزراعية ...
- هل يبدع المصريون أساليب جديدة للكفاح ؟! أم ستظل ريما على عاد ...
- على هامش الثلاثاء الحزين 17/6/2008 لعزبة محرم :دعم ا لفلاحين ...
- فى ذكرى استشهاد صلاح حسين .. يوم الفلاح المصرى 30 إبريل - رج ...
- التنظيمات الفلاحية فى مصر: بين هزال الوعى.. وافتقاد القدوة - ...
- الفلاحون فى مصر.. بين أوهام الحلول القانونية.. وطريق المقاوم ...
- مسار جماعة الإخوان المسلمين .. بين واقع الحال .. وإسقاطات ال ...
- من لجنة التضامن مع فلاحى الإصلاح الزراعي – مصر .. أوقفوا عمل ...
- الحالة المعرفية للفلاحين في قريتين مصريتين .. خطة بحث
- بقرية سمادون .. وفى وضح النهار: محاولات السطو .. على أراضى ف ...
- جماعة الهكسوس ربيبة النظام المصرى الحاكم .. وتوأمه في الفساد ...
- الماى: قرية مصرية أدمنت إسقاط الحزب الوطنى ثارت ضد نائبها ال ...
- ما أشبه الليلة بالبارحة.. من نجد إلى أرض الكنانة.. محمد رشيد ...
- عن الإخوان وأمريكا.. والسعودية وإسرائيل: أسمع كلامك أصدقك.. ...
- قراءة فى أوراق التطبيع السعودى الإسرائيلى: ( 6 )
- جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى فى مصر وجهان لعملة واحد ...
- بعد 40 عاما من إنشاء شبكات الصرف: وزارة الري المصرية تحصل ال ...
- تعدد الملاك .. والظلم واحدُ وتعددت الجنسيات .. والقهر واحد : ...
- عن جماعة الإخوان المسلمين .. والإقطاع ... وصلاح حسين*


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - بشير صقر - عن التفجرات الاحتجاجية فى مصر: النخب السياسية المعارضة.. والعمل المشترك.. وخلط الأوراق