أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرآل بروردا - النزف الأخير ...














المزيد.....

النزف الأخير ...


ميرآل بروردا

الحوار المتمدن-العدد: 2530 - 2009 / 1 / 18 - 05:34
المحور: الادب والفن
    



هاجس اللقاء العاجل المؤجل يهتك بكارة الحلم المستحيل، يخترق أروقة الذاكرة كزمنٍ متلاشٍ
سأنهي المشهد اللامكتمل للفجوة القصيرة الأمد ما بين ظلمتين نوراً وامضاً...
لأجمعن صكوك إرثي الدائن لي على نفسي، ولن أتحمل نزف داخلي المتهتك كبكارة عذراء ولأسكبن دخان حرائقي المضرمة مذ ثلاثة عقود إلى بياضين اثنين
بياض الورقة حيث أقران لغتي التي لم تحمل شيئاً كما حملت ذكورتي التي لم يتسنى لها تحديد مكنونها الألم القائم على خدمتي، والحب الأشهى من الحبر...
داخلي النازف حد التقيح بحراً يلبسني كثوبٍ كورديٍّ ضيقٍ وفضفاضِ...
دعوني أعتمر قبعة حزني وأمضي في الإنشاد لحناً للفراشة والزهر...
وهبوني طريدة النسر الهائم قمم زاردشت لأحاكي السماء نجوماً حيث وحي الله مرتعي...
يا الله كم اغتصبت حروفي حرفي ، وكم من الحزن كان الورق يبكي...
في الورق أخلف طفلي الذي لم يأتي، منكباً، منهكاً بتفسيري أحجيةً مولدها أنثاي و أرقي، يتلوني آياتٍ وآيات....ويعلم أنني في النزف الأخير قلدته وسام مذبحي...
سأزيح عن كاهل الورق شجني الجريح وحكاياتي الباكية ليغفو على السطر أبداً قلمي...
وأعانق المختبئ ما بين أسطر الليلك المنثور كما الهباء فيكون حاصل الجمع ما بين الحرب والسلم: طفولةٌ تبكي وسبايا يرقصن فرحاً بموتي...
على الطريق الممتدة عقوداً سارر حبري بياضك أيتها الورقة، فكان التاريخ وكان الشعر والنثر وكان التيه نهاية انتحاري على مكيدةٍ من نسجِ حلماتِ امرأتي...
الورق يسرد الخطيئة كظلٍّ للحقيقة والمكان الذي يعلن عناقهما هو الكمال...
أما أنت أيها الموت فستار هذه المسرحية
سأسدل الستار و أوقع بالنزف الأخير المشهد الملتحف باليقين المشتعل كالحبر السري في أقلام الموتى...
اقرأوني إذاً...
واقرأوا السور والآيات البيضاء منها والسوداء , يوم أسكب دخان حرائقي إلى بياض كفني
لأموتن في البهو المفضي إلى هاوية العتمة الدائمة، جليداً راشقاً زمني وأهوي من الأجرام المكتظة أفق السماء المطبق على كفني...
سأمضي لاهثاً مخلفاً أنثاي وحزني لجرش الأقحوان مُشيَّعاً من البياض إلى البياض..
ومن البياض إلى ظلمتي...
حيث قبري وشاهدةٌ أُرِخَت بتاريخٍ مضى وسيأتي مراتٍ ومرات دون أن يأتي...
أما نعوتي...فحيرة اليقين في الحرف تصف حماقتي...
أيكتبون بالحرف اللا مصاغ بعد..!؟
أم أنهم سيصرون على الأقلام بأسنانهم على أمل يائس بمرجعي..
أم أنهم سيشعلون اليقين في سراج النكبة الحمقاء ...نكبتي...
حسبك أيها الموت..!؟
حسبك يا موتي من ضجري وضحكتي، هازئاً بقدومك الصامت وجلجلة اللقاء...!؟
حسبك أيها الموت من أرقي وراحتي، قويا كلجامٍ مشدوقٍ إلى معصمي...
حسبك يا شريكي من كليَّ وحسب كليَّ منك أيها الموت...
هكذا أودعكم..هكذا أودعكم مصافحاً..
بيد من حبرٍ و من ورق، أعتزال الزهر للعطر وقطيعةً مستديمةً مع الضياء..
هكذا أودعكم...
لقاءً أمام موازين الجحيم والفردوس، يقينا صرفا ما بين الجحيم والجحيم عبوراً كَرَفةٍ للفردوس...
دمتم بشغفي إلى الكمال الدائم باخضراري...
دمتم بلوعة الليلك تزهو به صحراء قدري...
دمتم خارج حدود جحيم ٍ اختارني ثم اخترته...
دمتم ودام لكم فردوسكم المزعوم...
و
د
ا
ع
اً .....

دمشق
13/1/2008



#ميرآل_بروردا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميرآل بروردا - النزف الأخير ...