غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 07:15
المحور:
كتابات ساخرة
قرأت ذات مرة حكاية، لا أذكر اين! ولست متأكدا من صحتها، تقول الحكاية: كانت هناك فتاة فرنسية في العشرين من عمرها، تعرضت الى حادث مروري، افقدها الذاكرة، وبعد فترة ما ،عادت ذاكرتها اليها، لكنها فقدت امكانية التحدث بلغتها الام الفرنسية، وبدل عنها تحدثت الانجليزية، وبطلاقة أدهشت العلماء، الذين درسوا حالتها العجيبة الغريبة وبدأ اصحاب العقول بالبحث والدراسة، عسى ان يجدوا تفسيرا منطقيا لحالة تلك الفرنسية، التي اصبحت انجليزية لسانا، سألوا والديها: هل كنتما تتحدثان امامها بهذه اللغة؟ نفيا ذلك، واكدا بأن هذا الشيء لم يحدث اطلاقا، ولم يرسلاها الى مدرسة انجليزية وليس لهم اقارب او اصدقاء انجليز!
واكدت الوالدة كرهها الشديد لهؤلاء القوم، باردو الاعصاب عديمو الرحمة، لانها كانت تعمل في احدى شركاتهم الموجودة في باريس، فترة حملها لابنتها الوحيدة، صاحبة الحالة التي حيرت العلماء، ولم تعطها الشركة حينها اجازة امومة، وأضطرت الى ترك العمل رغما عن حاجتها الماسة له، بعد الولادة مباشرة.
وهنا ربط احد العلماء الافذاذ، واكد بدراسة مطولة بان الفتاة تعلمت الانجليزية في فترة حمل امها!!
وانطلاقا من هذه الحكاية استطيع القول بان الحوامل يمكنهن ان يصبحن مخلصات للعراق، بعد جيل او جيلين او ثلاث، إن كانت حكاية تلك الفتاة العجيبة الغريبة صحيحة، وذلك بان يصدر مجلس النواب - بالطبع بعد ان يختار رئيسا له يخلف المشهداني- قرارا يلزم الحوامل بالاستماع الى مبادئ حقوق الانسان، واسس الديمقراطية الصحيحة، وخطب وشعارات تؤكد على حسن الجوار وعدم هضم حقوق الاقليات، وعدم ضرب القوانين التي لا تتوافق وراي اصحاب اقصى اليمين بـ(القوندرة) او الروؤساء الضيوف!.
حينها سيظهر لنا اجيال تؤمن بالسلام ، والديمقراطية، والفيدرالية، ولن نشهد حينها مجموعة من المغامرين يسقطون القصر الجمهوري ببضع دبابات ويعلنون عن البيان رقم واحد.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟