أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - عالم لا يخجل من عاره !















المزيد.....

عالم لا يخجل من عاره !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2528 - 2009 / 1 / 16 - 03:09
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يبدو ان ثلاثة اسابيع من القتل والتدمير البربري كافيين لاسرائيل وامريكا ومن يحالفهم من الروم والعرب لتحقيق كامل الاهداف المرجوة من العدوان الشامل على غزة ، رغم انهم يتعجلون التكثيف والحسم السريع لانهاء مقاومة القطاع المشروعة للاوضاع الشاذة التي يعيشها منذ ان فرض عليه الحصار الشامل وحتى الان ، وهو الذي لا يقوى على الحياة دون المساعدات الاغاثية التي تاتيه من خارج الحدود ، فالاطالة الاسرائيلية في امد العدوان الاجتثاثي على غزة يشكل فضيحة قد تعود بنتائج عكسية فيه احراج لجميع الاطراف المستفيدة منه !

لم يبقى هناك شيء في غزة لم يتعرض للقصف والعدوان والتهديم برا وبحرا وجوا ، كل شيء في غزة يشكل هدف عسكري للجيش الاسرائيلي الجبان ـ على حد تعبير الرئيس الفنزولي شافيز ـ لا حصانة لاحد في غزة اطفالا ونساءا وشيوخا ، الجميع تحت طائلة العدوان وتحت المرمى بالصواريخ والمدفعية والقنابل المحملة باطنان من الخراب ، لا حصانة للجرحى ولسيارات الاسعاف والمستشفيات ، لا حصانة لممثليات الانوروا ووسائل الاعلام ، ولا ملاذ للمدنيين ، لم يستثنوا شيئا في غزة حتى مقرات ومدارس المنظمات الدولية تقصف ، المعابر تقصف ، المساجد تقصف ، الجامعات تقصف والمنازل تقصف ، وبحقد دفين يمعنون كالمجانين بالقصف المضاعف والمكرر للهدف الواحد مرات ومرات !
الجرحى يموتون على الطرقات فسيارات الاسعاف قد لا تصل وان وصلت فهي الاخرى تقصف ، وان وصل الجرحى للمستشفى الرئيسي والوحيد العامل في مدينة غزة ـ مستشفى الشفاء ـ فان الفوضى داخله تعكس الحالة المزرية والغير قادرة على استيعاب الاعداد الهائلة من القتلى والجرحى فثلاجات الموتى ممتلئة ، اعداد الشهداء تجاوز الالف ، واسرة العلاج لا تكفي فهناك 5000 جريح والاعداد بتزايد ، يموت الجرحى والطواقم الطبية القليلة محاصرة وهي عاجزة عن اداء دورها على الوجه الاكمل فالادوية تنفذ والمستلزمات الطبية لا تكفي ، ناهيك عن ضيق المكان فالعلاج على الارض والعمليات بلا مخدر ، والخروج الى ابنية اخرى قد يكلف الطبيب حياته ، عمل جبار يقوم به اطباء غزة ومساعديهم مع رجال الاسعاف ، ولكن الحالة اكبر من قدراتهم ، عمل كبير يقوم به بعض الاطباء المتضامنون من البلاد العربية والاوروبية !
منظمات الصليب والهلال الاحمر العربية والاسلامية والدولية واطباء بلا حدود ترسل ما امكنها من مساعدات مع اطباء متطوعين اجانب ، لكن دخولهم مرهون بمعبر رفح الذي لا تفتحه مصر الا اذا ارتفعت الاصوات عليها ، ادخل بعضهم ، وادخلت بعض المساعدات ، لكن وصولهم لمدينة غزة امر ليس باليسير في ظروف كهذه ، اخرج بعض الجرحى ـ حوالي عشرات منهم ـ الى رفح المصرية ولكن الامر لا تسعفه هذه الشحة في وضع مرشح لان يرتفع فيه اعداد القتلى والجرحى الى ارقام غير مسبوقة !
يقول ممثل الانوروا لشؤون الاغاثة في مدينة غزة انه ومنذ بداية العدوان لم تدخل المدينة حبة قمح واحدة علما ان حوالي 250 الف فلسطيني يعيشون على مساعداتها ، معنى هذا ان كل ما هو معلن عن شاحنات مواد الاغاثة والمساعدات الغذاية التي تتبرع بها هذه الدولة وتلك مازالت اما عالقة على المعابر او داخل القطاع دون ان تصل لاصحابها بسبب الحالة الامنية الكارثية وغير المتقطعة !
هربت مجاميع من النساء والاطفال بعد ان تهدمت دورهم الى مدرسة الفاخورة التابعة للانوروا ، فجاءتهم حوامات الموت واندمج الدم المسكوب بفعل قصف جوي او قذائف مدافع الدبابات الامر سيان فالنتيجة ستكون حتما واحدة ، لقد قتل 43 طفل وامرة !
ان نصف الاعداد الكلية للجرحى والقتلى هم من الاطفال والنساء ، فاي وازع يحرك هؤلاء الاوباش ، لقد وصف اردوغان رئيس الوزراء التركي الحالة بانها وصمة عار في جبين اسرائيل وستلاحقها لعنات الانسانية على جرائمها مدى الزمن !
المفارقة هنا ان يحاول ثعلب اسرائيل العجوز شمعون بيرز الدفاع عن موقف جيشه امام وفد الترويكة الاوروبية قائلا : نعم اطفالهم يقتلون ، ولكننا نعرف كيف نحمي اطفالنا !
امراض السادية والجبن والنقص وغرور القوة كلها تجتمع في هذا المنطق النازي ، وفعلا كان طلب برلمانيين ونشطاء نرويجيين بسحب جائزة نوبل للسلام من هذا السفاح ، قاتل الاطفال ، هو رد معنوي يناسب لغتة المتحدية وبتعجرف بهيمي للمشاعر الانسانية وبمعزل عن اي شيء اخر !
ان الاحتجاجات والتظاهرات المليونية والتي ذكرتنا بايام حرب امريكا على العراق واتساع نطاقها لتشمل معظم عواصم ومدن العرب والمسلمين ومعظم دول العالم بالضد من العدوان الاسرائيلي المجرم يعكس مدى وعي الرأي العام العالمي لخطورة السياسات الاسرائيلية المدعومة امريكيا والتي لا تحترم حقوق الشعوب الاخرى المجسدة بالشرعية الدولية ، حتى اصبح اسم اسرائيل يذكر العالم بالجرائم ضد الانسانية ، كان الملفت ايضا في هذه الاحتجاجات هو الادانة والاشمئزاز من الموقف الرسمي العربي عموما والموقف المصري خصوصا ، هذا الموقف المتهادن والامسؤول ، فكان قطع العلاقات مع اسرائيل هو اقل اجراء ضاغط لدول تحترم نفسها وتحترم مشاعر شعوبها ، ثم عقد قمة عربية يجري بها اتخاذ موقف مساند لشعب غزة مصحوب بفتح معبر رفح المصري امام المساعدات الانسانية ، موقف يقول للامريكان بان الانظمة العربية لها خيارات اخرى اذا لم تحترم خياراتها !
القمة العربية وجريمة غزة :
من الواضح ان مصر والسعودية كانتا ضد عقد قمة عربية تساهم بالضغط باتجاه وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة ، ومن الواضح ايضا ان هناك تنسيقا مع الموقف الامريكي لجعل الامر متروكا لمجلس الامن ، اي وحسب حسبة محاور الصراع في المنطقة فان الامريكان والاسرائيليين ومعهم دول الاعتدال العربي يجب ان لا يسمحوا للمحور المعاكس ـ ايران ، سوريا ، حزب الله ، وحماس ، ومن والاهم ـ من استثمار مناخ ومضاعفات العدوان الاسرائيلي ويجعلوه سببا لزيادة نفوذهم وممانعتهم ، وعليه بقي الموقف الرسمي العربي مفككا وباهتا ، بل وفي حقيقته غير المعلنة متواطئا ، وهذا التحديد يشمل حتى اجنحة متنفذة في السلطة الفلسطينية في رام الله ، فلا المعبر المصري الغزاوي قد فتح بشكل منتظم رغم اقتراح حماس وعلى لسان خالد مشعل والذي يمثل حلا وسطا امام الحكومة المصرية لانه اقترح وضع المعبر تحت رعاية مصرية اوروبية مع ممثلين عن السلطة الفلسطينية وحماس ، وحتى الان لم يجري الرد عليه ، ربما ينتظر بعض القادة العرب استسلام حماس وعودة السلطة الفلسطينية لادارة شؤون غزة وينتهي الامر بحيث يستريح كل المتضايقين من وضع غزة الخارج عن منهج التلجيم السائد في مصر والاردن واراضي السلطة أي ليستريح باراك ومبارك وعباس ومن يتبع طريقهم !
ازاء هذا الوضع يصبح من الترف مجرد المطالبة بقطع العلاقات مع اسرائيل ناهيك عن المطالبة بتغيير النهج الامريكي المتحيز ودون حرك لاسرائيل ومواقفها !
مع هذا كله يحاول النظام الرسمي العربي انقاذ موقفه خشية من المضاعفات والتوسعات لذلك نجده يطرق ابواب واشنطن متوسلا بانتزاع موقف في مجلس الامن يوقف العدوان ويوفق في التفاصيل بين المطالب الاسرائيلية والفلسطينية من دون حسم الموقف مع حماس تاركين الامر لكيفية استثمار الاضعاف البنيوي لحركة حماس على الارض من قبل الفلسطينيين انفسهم وبمساعدة من اسرائيل ومصر وامريكا ومن بعد !

ما المطلوب فلسطينيا ؟:

ان مناقشات مجلس الامن الدولي اثبتت مرة اخرى حالة تبعية وعجز الموقف العربي ، والدعم الا محدود الذي يتلقاه الموقف الاسرائيلي من قبل امريكا وبريطانيا ، وكان عمرو موسى يائسا من الحوار مع الادارة الامريكية الحالية لذلك وجدناه يذكر اعضاء مجلس الامن بان التفائل من موقف امريكي جديد مع حلول الادارة القادمة متناسيا با اوباما اشد حرصا على ود اسرائيل من سلفه البغيض !
كلمة عمرو موسى عكست الحالة بكل معانيها ومنها حالة الموقف الرسمي العربي الذي لا حول ولا قوة له وليس لديه سوى مناشدة الاعتدال في الموقف الامريكي والذي لن ياتي ابدا !
المطلوب فلسطينيا معالجة حالة التشرذم والانقسام والاتفاق على برنامج وطني ونضالي مشترك يستوعب المتغيرات ويعزز الحياة الديمقراطية الداخلية في فتح وفي منظمة التحرير وفي كل تنظيمات الفصائل بما فيها حماس والابقاء على خيار المقاومة كخيار مواز للخيارات السياسية ، واعادة الحياة لقنوات التواصل مع الشارع العربي واحزابه ومنظماته وفعالياته غير الحكومية ، ان الموقف الاني يستوجب تجاوز تبعات الازمة السابقة بين حماس والسلطة والانخراط مجددا وبالاعتماد على خيارات الشعب الفلسطيني نفسه بالعمل المشترك ، وهذا يحتم على السلطة المبادرة لتبني موقف لا يتزعزع بانهاء العدوان ورفع الحصار واعادة اعمار غزة والعمل على انهاء الاحتلال فعليا وبالطرق الملائمة !
ان فضح العدوان الاسرائيلي المجرم واهدافه البعيدة والقريبة على غزة والعمل على التصدي له وبكل الوسائل هو طريق سالك لاستعادة الوحدة الفلسطينية التي تشكل ضمانة اكيدة لتعزيز مقاومة هذا الشعب المنكوب !
الثلاثي المجرم اولمرت وباراك وليفني ، يعتبر ان النجاح في ابادة اهل غزة هو تذكرة للفوز بالانتخابات الاسرائيلية القادمة ، وقالت استطلاعات الراي الاسرائيلية ان كلما نجح باراك في عمليته العسكرية في غزة كلما ارتفع رصيده في بورصة الاسهم الانتخابية ، ويذكر ان باراك وحزبه يحصلون حاليا على دعم 40 % من الناخبين والرقم بارتفاع كلما ارتفع رقم الضحايا من الفلسطينيين في غزة !
اي غل واي مجتمع لا انساني مصطنع هذا الموجود في الكيان الصهيوني ، لقد عرف العالم كله ان من اسرائيل تبني سعادتها على حساب تعاسة الاخرين وهذا وحده يعكس الحالة الا سوية السائدة في الكيان الصهيوني المجرم !
اخر هلوسات عرابة السياسة الخارجية الاسرائيلية ليفني تقول : على العالم ان يترك اسرائيل تدافع عن نفسها !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند النازيين الجدد !
- موسيقى القنابل وشهوة القتل عند المحتلين واتباعهم !
- ابشروا لقد وصلت المواكب الى السويد !
- عراق اللطم والنذور والتوريث وفدراليات الفجور !
- تواطوء حكام الاعتدال العربي يطلق عنان العربدة الصهيونية !
- لاسلام حقيقي في الشرق الاوسط دون اندحارنهائي للصهيونية !
- جرد نوعي في حوار 2008 !
- اتفق معك يا صديقي الحراك على اهمية الدفع باتجاه البديل !
- بوش يفي بوعده !
- لا يصح الا الصحيح يا عبد العال !
- صدام الحضارات قاعدة لصناعة الارهاب النوعي !
- من الاكثر تحضرا هتلر ام بوش - المقندر- ؟
- - القنادر- العراقية في وداع الامبراطور الاخير !
- من يخلط الارهاب بالكباب في شمال العراق ؟
- الشرق الاوسط نزوع متصاعد نحو -الأمم النووية- !
- أسمه بالانتخابات وصوته مجروح !
- لا عزاء للنساء في العراق !
- غزة لا تشرب ماء البحر !
- التجربة برهان والحوار المتمدن مضمون لعنوان !
- من وسيلة انقاذ الى جسر للتبعية !


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال محمد تقي - عالم لا يخجل من عاره !