أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريدة المانيفستو الايطالية - غزة:عدوان بسبق إصرار !














المزيد.....


غزة:عدوان بسبق إصرار !


جريدة المانيفستو الايطالية

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان هجوم إسرائيل القتـّال مسبوقا بتصميم لدرجة إعلانه مسبقا أمس (السبت) من قبل صحف يومية عربية عديدة. جاءت المعلومة الأدق بالجريدة الوطنية الفلسطينية والعربية القدس العربي الصادرة بلندن. فقد كتب وليد عواد مراسلها من رام الله بالضفة الغربية أنه علم " من مصدر دبلوماسي عربي جدير بالثقة أن الجنرال عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية أعلم عواصم عربية أن إسرائيل ستشن هجوما محدودا على قطاع غزة بقصد الضغط على حركة حماس لإجبارها على قبول هدنة بلا شروط مسبقة. وأضافت تلك المصادر أن الجنرال سليمان ألح على وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني بوجوب تفادي إسقاط ضحايا من المدنيين خلال العملية العسكرية كي لا تستعمل صور أبرياء لتهييج الشارع العربي.» هذا السيناريو المتفق عليه قبلا ً هو ما جرى تنفيذه يوم صدور المقال، إذ بذريعة مألوفة، إطلاق صواريخ من غزة،هي ذاتها قصف بغاية الثأر، وهكذا دواليك، هاجم الطيران الإسرائيلي غزة بوحشية مركزا نيرانه على قوى الأمن الداخلي التابعة لحكومة حركة حماس، طبقا لطلب رئيس الاستخبارات المصري الحريص على الحد من ردة فعل الرأي العام ببلده أكثر من انشغاله بإنقاذ بشر فلسطينيين.

على هذا النحو عُرض أمام الملا التواطؤ مع إسرائيل من قبل "عرب أمريكا"، كما يسميهم " الشارع العربي"، أي الملكيات البترولية بالخليج، والملكية الأردنية، ومصر. ضبط الجنرال المصري مع وزيرة خارجية إسرائيل سيناريو المذبحة المهداة من إسرائيل للفلسطينيين في فترة الأعياد والهدايا، بينما تُحسب في واشنطن هدايا الملوك العرب إلى نظيرتها الأمريكية غوندليزا رايس: جواهر بقيمة مئات ملايين الدولار، منها قلادة بقيمة 170 ألف دولار وكذا حُلية من ياقوت وألماس بقيمة 165 ألف دولار من الملك السعودي عبد الله، وحلية من زمرد وماس بقيمة 147 ألف دولار من الملك الأردني عبد الله الثاني (اسوشيتد بريس). هدايا فاحشة و مخزية بنظر سكان البلدان المعنية بقدر ما كان أولئك الملوك يعلمون علم اليقين أن ليس بوسع غونليزا رايس أن تستفتح الهدايا سوى مدة البقاء بالوزارة وأن الجواهر، طبقا للقانون الأمريكي، ملك عام وستودع بخزنة حكومية عند متم فترة الإدارة.

إن انسكاب "عرب أمريكا" الذليل إزاء واشنطن، بينما تنال إدارة بوش أكبر نصيب من الكراهية عبر التاريخ من"الشارع العربيّ"- أي ممن لا يتمنون لجورج بوش و لفريقه الممقوت سوى صنف وحيد من الهدايا، أي رميهم بأحذية، على غرار ما فعل الصحافي العراقي منتظر الزيدي الذي أصبح بطلا وطنيا بنظرالسكان العرب برمتهم- ذلك الانسكاب يوحي بكيفية تصرفهم بعد تنصيب باراك حسين اوباما: بلا أدنى تحفظ على الأرجح.

لا يبشر تبدل الإدارة بواشنطن بتغير جوهري في السياسة الأمريكية بالشرق الأوسط كما يدل تركيب الفريق الحكومي الجديد، لكنه سيؤدي بلا شك إلى ترميم للواجهة: انتقال من الامبريالية البشعة والكارهة للإسلام إلى امبريالية بوجه إنساني، سوداء ومحبة للإسلام. ذاك معنى الخطاب الكبير الذي هيأه اوباما للعالم الإسلامي بعد تقلده الوظائف. إن الولايات المتحدة الأمريكية، التي باتت مصالحها بالشرق الأوسط مهددة بفعل رعونة إدارة بوش، بحاجة إلى تلميع صورتها بأنظار المسلمين، بقصد تعزيز سيطرتها العسكرية بهيمنة سياسية. هذا أحد أهم دواعي مساندة الرأسمال الأمريكي الكبير لأوباما بينما تعبأ الناخبون والناخبات لصالحه لأسباب أخرى مغايرة تماما.

لقد جرى اختيار توقيت العملية الإسرائيلية أخذا بالحسبان هذه الاعتبارات، فقد وجب توجيه هذه الضربة الكبيرة قبل تنصيب اوباما تفاديا لتعريض عمليته في العلاقات العامة للخطر من الوهلة الأولى. ومن شأن نجاح هذه العملية أن ييسر مستقبلا هكذا هجمات وحشية ضد عدو سيسهل إظهاره بمظهر شيطان بقدر ما سيظهر الرئيس بمظهر ملائكة.

عن جريدة إلمانفيستو الايطالية 28 ديسمبر2008

تعريب: المناضل-ة




#جريدة_المانيفستو_الايطالية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حماس تعلن مقتل 4 من مقاتليها بغارات إسرائيلية في الضفة الغرب ...
- -5 شبان يمارسون التأمل-.. مقطع فيديو قد يفك لغز حرائق كاليفو ...
- -أيها الدموي.. يا وزير الإبادة- هكذا قاطعت سيدتان خطاب أنتون ...
- سفن -أسطول الظل- تتحدى العقوبات الغربية وتحافظ على تدفق الأم ...
- عرض نتنياهو لا يُفوّت.. ما هو ثمن بقاء سموتريتش في الحكومة و ...
- زيلينسكي يزور بولندا لحل قضية استخراج رفات بولنديين قتلوا عل ...
- أردوغان يطالب إسرائيل بالانسحاب من أراض احتلتها ويتحدث عن أك ...
- فيتسو سيحضر احتفالات 80 عاما على النصر في موسكو على رأس وفد ...
- رئيس بردنيستروفيه: روسيا ستزود بلادنا بالغاز كمساعدات إنساني ...
- تقرير يتحدث عن شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جريدة المانيفستو الايطالية - غزة:عدوان بسبق إصرار !