أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد أبو صالح - كيف يأخذونا أسرى...















المزيد.....

كيف يأخذونا أسرى...


سعيد أبو صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


ان مقدار اللامبالاة والبلاده بعد خيبة الأمل هي بمقدار الحماس العاطفي الزائد والأندفاع الغير مدروس وقت الفوره والنشوه لهذا يكون أندفاعنا عاليا واصواتنا مدويه اذا حلت بنا واقعه فنتوعد ونتهدد ونريد تكسير العالم ولا نرضى الا بنصر يُلحق الهزيمه النكراء بالعدو ويغيير وجه المنطقه الى الابد أما ما يأتي بعد الفوران وانشقاق الغبار عن معاركنا فلا حاجه لذكره لأنه الحياة والذل الروتيني الذي نعيشه كل يوم تحت الاحتلال أو في أوطاننا المسلوبه نأكله مع طعامنا ونراه في وجوه أطفالنا وحسرة كبارنا , ان أشد ما نتوق أليه اليوم هو صفاء النوايا وصدق الوعود والتضحيه الحقيقيه من أجل العيشه الكريمه لنا ولمن يأتون بعدنا وليس من أجل الحوريات وأنهار العسل.
اذكر يوم هاجم صدام حسين الكويت انني كنت جالسا مع مجموعه من الاصدقاء, اذكر وقتها كيف كانت لهفة الجميع وحماستهم أن الأمة العربيه رُزقت بصلاح دين جديد, بعبد ناصر جديد, ان أيام الذل والهوان ذهبت الى غير رجعه, أذكر يومها أنني قلت لهم أن دكتاتورا بشعا كهذا الطاغيه لا يمكن له ان يكون قائدنا ومخلصنا والذي سببه لشعبه من دمار وخراب لا يُمكن ان يُغفر له, ولكنني لا أذكر كيف تحول رأيي من مستنكر الى مُتحمس لا أدري كيف تخليت عن رأيي الأول ,الذي أثبت صحته فيما بعد, وصرت ارقص وأتحمس لسماع الأخبار عن صواريخ صدام المتجهه غربا.
انهم يعرفون أعماقنا.
أذكر أنني كنت أضحك وأنا أسمع معلقي الفضائيات العربيه وهم يتحدثون عن فشل التخطيط الأمريكي وكيف فشلوا في تحليل الشخصيه العربيه اذ توقعوا أن تستقبلهم الجماهير بالورود والأهازيج بدل الرصاص والقنابل وكنت متأكدا أن هذا كله كان في مخططهم لتدمير العراق تدميرا شاملا ولكنني لا أذكر متى بدأت بتصديق هؤلاء المعلقين والاستماع الى تحليلاتهم.,
انهم يعرفون كيف يحاصروا عقولنا.
اظن أن العقل لا يمكن ان يصمد أمام تلاعبات النفس والعواطف الا اذا كان قويا كالجبل ولكن هذا من سمات العظماء فقط.
كنت اظن ان الشعوب العربيه بارعه في تحويل الفوز الى انتصار والنكسه الى مكسب, ولكنني اكتشفت لاحقا أن العدو يقرأ الشخصيه العربيه كما يقرأ الطالب قصه قصيره,يفهموننا أكثر مما نفهم أنفسنا, فهم في كل معركه وبعد أن يُكملوا مهمتهم يرمون لنا بالُفتات لنبني فوزنا عليه, فهم يبدأون دائما بتصريحات أما كل شيئ أو لا شيئ وبعدها يتنازلون قليلا عن هذه المطالب بحجة أنهم فقط يريدون توجيه ضربه موجعه ليس الا وعلى هذا نبني نصرنا, أما على أرض الواقع قيكونوا قد دمروا العمران والبنيه التحتيه وحصدوا الالاف بقنابلهم وحقدهم ولا يبالون بأدعائنا بالفوز علنا
لو كنا أحرارا فلن نفرح بفوز الا اذا حصدنا من أرواحهم أكثر ما حصدوا منا ودمرنا من عمرانهم أكثر مما دمروا عندنا وكسبنا أرضا منهم أكثر مما أخذوا منا, والا ففرحنا بهذا الفوز الناقص ما هو الا اعتراف صريح منا بأن حياة انساننا أقل قيمة من حياة انسانهم. ولكنني اليوم لا أرى الى هذا أي طريق, فقوتنا تكمن في أننا أصحاب حق, فنحن الذين احتُلت أراضيهم وهم بنظر العالم ما يزالوا المحتلون وبنظر القانون الدولي نحن أصحاب حق وهناك العديد من القرارات التي تُثبت حقنا ولكننا بعماء بصيرتنا نقع في فخهم ويجروننا دائما الى لعبتهم التي يتقنوها جيدا وهي لعبة القوه والعنف.
الانتفاضه الاولى اربكت اسرائيل اكثر من اي حرب بعدها او قبلها لأنها كانت تمثل قوتنا الحقيقيه ,التمسك بحقنا رغم قلة حيلتنا, فهزمناهم بالحجر لاننا بنينا استراتيجيتنا على صخرة منيعه, فنحن أصحاب حق ولكننا لا نملك قوة السلاح لدحر الأحتلال فدحرناه بالرمز وأنحنينا لنمسك بشيئ لنرمي به الدبابه فلم نجد غير الحجر, الحجر الذي يضاهي بقوته كل الكاتيوشا والقسام والشهاب .
أما بعد أن دخلنا عالم المهاترات والوعود الفارغه أصبحنا أمام العالم أرهابيين وأصبح ارهاب اسرائيل يوازي ارهابنا وأصبحنا نشن الحروب بعد أن كنا ننتفض بالحجر وصارت الصوره سلاح مقابل سلاح, رغم الفرق الشاسع بين هذا وذاك, وهذه هي نقطة ضعفنا, الان قد طغت قوة السلاح على الارهاب الحقيقي والحق الذي لا جدل عليه.
الحُر يجب ان ينبذ الارهاب , فكل قتل للمدنيين هو ارهاب, وذلك ليس من أجلهم انما من أجل أنسانيتنا من اجل أن لا يموت فينا الايمان بأننا أصحاب حق, من أجل أن نستنكر ارهابهم بكل جوارحنا, من أجل أطفالنا الذين لا نستطيع أن نشرح لهم كيف يكون قتل الطفل مرة محرما ومرة مسموحا , من أجل ديننا وأنبيائنا الذين حرموا قتل الأبرياء والمدنيين والعزل .
ان لنا أن نتخذ موقفا صريحا واحدا, فأما اننا لا نريد الاعتراف باسرائيل ونوقف كل المفاوضات معها, او ان نختار طريق السلام والاعتراف المتبادل ونذهب بهذا الطريق الى النهايه وبدون مواربه أما الذين يتخذون المواقف الزئبقيه ويريدون اللعب على الحبلين فيضرون اكثر مما ينفعون لأن الموقف الغير محدد الذي نتخذه الان لا يخدم الا العنف الذي هو سلاحهم الامثل ولا يجلب لنا الا الشرذمه والتشتت ويخدم الطفيليين الذين يلعبون بمشاعرنا ويستغلون الامنا وجراحنا لخدمة مخططاتهم فنبقى اسرى بين من يتحكم بمصيرنا وبين من يدغدغ أحلامنا,وهؤلاء ربما يكونون أخطر فهم يلتفون على افكارنا وامالنا ويغيبون عقولنا بكل الطرق والوسائل, يأخذوننا أسرى بالأحلام عندما يتوعدون ويتهددون بالقضاء على العدو وكيف أن المعركه القادمه ستكون مفصليه ,يأخذوننا أسرى بالتهديد والوعيد اذ أن كل من تسول له نفسه انتقادهم ما هو الا عميل وجاسوس, يأخذوننا أسرى بالنفي والعزله حين لا نريد ان نمشي مع القطيع, يأخذوننا أسرى بالتكفير لو سولت لنا أنفسنا أن نعترض على ما هو أمر ألهي بنظرهم, يأخذوننا أسرى بالتهشيم والتقزيم عندما يشعرون أن افكارنا يُمكن ان تهز كراسيهم, يأخذوننا أسرى بعجلهم الذهبي عندما نريد أن نترك لهم الدنيا وما فيها لنبحث عن حقيقة أنفسنا
فالمشكله والحل يكمنان في الاراده, خلاصنا بقوة ارادتنا وأيماننا بعدالة قضيتنا ولن يأتينا الخلاص الا من داخلنا على مستوى الفرد والوطن ومن يبحث في مكان اخر فقد ضل السبيل



#سعيد_أبو_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف ...
- مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي ...
- الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز ...
- استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
- كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به ...
- الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي ...
- -التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
- أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
- سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ ...
- منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد أبو صالح - كيف يأخذونا أسرى...