أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدلية الدولة والقبيلة














المزيد.....


جدلية الدولة والقبيلة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 08:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل يمكن الحديث عن دولة ناقصة التكوين تهمل جميع مكونات الدولة من حيث العقد الاجتماعي والحياة الدستورية والقانونية واحترام حقوق الانسان، وتؤكد على وحدة هلامية وهدف طوباوي مستحيل التحقق؟
وحينما يتعذر تطبيق هذا الهدف المستحيل يلقى ب(اللائمة) على الاقليات والمعارضة والقوى الخارجية وتتدخل الحكومة او الحزب (القائد) من واجباتهم ويتعرض معارضو الدكتاتورية للتنكيل والتعذيب والموت على انهم ضد الوحدة الوهمية والتي تعشعش في رؤوسهم على الرغم من ان افكارهم لا تتجاوز اطار العشيرة والقبيلة او الطائفة، اي انهم ما زالوا يدورون في فلك مصادر التكوين الاولى للدولة ويحلمون بامبراطورية تمتد من البحر الى النهر!

وبذلك فان نوازعهم وميولهم لا تصلح الا في خيمة القبيلة هذا ان قبلت بهم العشيرة.

ومن المثير للسخرية ان يحمل لواء الوحدة العربية اشخاص قضوا الشطر الاعظم من حياتهم في القرية ومنظارهم للحياة من خلال القرية مثل العسكري الذي ينظر الى الحياة من خلال الثكنة العسكرية ولو اجتمع الاثنان في اية دولة تنقصها مؤسسات المجتمع المدني لكان مصيرها الخراب
.
ولو تناولنا مفاهيم مثل الوحدة العربية لرأينا ان ثمة طريقين لتحقيق هذا الهدف اذا افترضنا امكانية تحقيقه وهما اما عن طريق الديمقراطية وهذا الامر تكون فيه الحرية هي القاعدة التي تبنى عليها الوحدة.
واما عن طريق القوة والغزو وفي هذه الحالة يجب ان يكون الكل مع هذا الهدف ومن يخالفه يكون متآمرا وعميلا للقوى الاستعمارية وهو اقصر طريق لسفك الدماء فمن اجل وحدة الامة العربية المزعومة ووحدة الحزب تم تشريع جميع الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين من عرب وكرد واقليات اخرى.

واصبحت العلاقة بالوطن على اساس الدم وهي نظرية شوفينية وعنصرية من مخلفات النازية والتي اصبحت جزءا من تكوين البعث الفاشي.
ومن معالم حياته السياسية السرية والتي هي العنصر الكبير في وجوده وتكوينه القائم على القتل وسفك الدماء وتصفية جميع المعارضين له.
ان تلازم نظرية (المؤامرة والعدو الازلي) في ادبياته السياسية يعود الى عدم شرعيته وان الاستقرار سوف يخلق بالضرورة الحرية والتعددية وهذا الامر لا يزيحهم من السلطة فحسب بل قد يقدمهم الى المحاكمة ولذا عليهم ان يقفوا بوجه السلام والحرية وان تكون قاعدتهم الشاذة الحروب الطويلة الامد والدائمة.

اما مفهوم الحرية في ادبيات البعث الفاشي، فهي واقعة بين هدفين وهميين هما الوحدة والاشتراكية، والحرية لا تعيش في ظل حكومات شمولية وانظمة دكتاتورية بل تنمو في اجواء المجتمع المدني حيث تعدد السلطات والبرلمان والدستور
.
ومثل هذه المؤسسات لا تسمح للمثالات الاجتماعية ان تتسرب الى اجهزة الحكم وتدمير شؤون الدولة حيث كل في مكانه المناسب.

والحرية تدعو الى التعايش والحوار وعلاقات المواطنة قائمة على المكان لا الزمان التاريخي او الدم والحريات من مترادفات الدولة فلا يمكن ان ينمو العقل الكلي الذي هو الدولة بدون حريات العقل العام المتمثل بافراد المجتمع ومن خلال هذه الجدلية تنمو الدولة وتتطور وتزدهر لان العقل والحرية هما التاريخ الذي يصنع الاحداث بمسارها الطبيعي.
والحرية هنا تنفي الاشتراكية لان الحرية قائمة على احترام طبائع الاشياء وسنن الطبيعة من تنوع وتعدد وتلون واحترام الملكية الشخصية وتؤكد نسبية الحقيقة من خلال تعددها.
في حين ان الاشتراكية تؤكد على امتلاكها الحق المطلق الذي يعطيها السلطة في فرض افكارها على الاخرين وهو طريق التسلط والاستبداد والقسوة.

ولقد دفعت شعوب العالم المزيد من الدماء بسبب هذه الافكار المتعالية عن الواقع والتي لا يمكن تحقيقها ومن سخريات القدر ان الكثير ما زال يدافع عن مثل هذه الافكار حتى بعد ان اثبتت التجارب فشلها وعقمها، والمشكلة العويصة هي ان الكثير يعتقد ان النصوص الفكرية والسياسية سليمة وان العيب في الانسان ومن هنا انطلقت الاصوات السلفية في اعادة قراءة النصوص لا الواقع او الوقائع والتي هي الفيصل في معرفة الحقائق النسبية.






#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أموال العراق السائبة.. وفرص العمران الغائبة
- الاغتيال المعنوي يهدر دم الآخر
- التعايش مع الازمات
- الدولة بين الأخلاق والميكافللية
- لكن وأخواتها
- العراق في مفترق طرق
- الانتقال من العدو الى الذات
- الاصلاح في الشرق الاوسط... والخوف من الحرية
- الأحزاب السياسية ومستقبل الديمقراطية في العراق
- الإرهاب و غسيل الواقع
- الإمارة الطالبانية ومنع طائرات الأطفال الورقية!
- المرأة في البرلمان
- استثمار الاجساد المفخخة
- منظمات المجتمع المدني.. قوة توازن بين الدولة والمجتمع
- الدولة و المنظمة السرية
- مجتمع مدني أكثر و دولة أكثر
- الطفولة المسلحة في عهد الدكتاتورية
- تأهيل الثقافة القانونية في منظومة التربية
- الدكتاتور.. الصورة والأصل
- صراع جهلة.. صراع حضارات


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم الحسن - جدلية الدولة والقبيلة