صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2527 - 2009 / 1 / 15 - 06:09
المحور:
الادب والفن
21
.... .... ... .... .. ...
كم من السِّنينِ سنعيشُ
على لغةٍ متشظيّةٍ
من دكنةِ الوهمِ؟
كم ليلةٍ قمراء
بقي من العمرِ
كي نعلِّقَ عليها تسويفاً فاقعاً
كفانا يا صديقي
نفرشُ جمرةَ الزَّمنِ
فوقَ خصوبةِ البدنِ
كفانا نعومُ
بينَ لجينِ الوهمِ
خرافةُ التَّسويفِ
أشبهُ ما تكونُ بحيرةً
من الأوجاعِ
خشونةٌ حارقةٌ
فوقَ حدائقِ الحلمِ
أريدُ يا صديقي أن أمسحَ
عقوداً من الآهاتِ
تخشَّبَتْ من تفاقماتِ الورمِ
لم يبقَ من العمرِ
فسحةُ أملٍ
كي نزرعَ في تضاريسِهِ
بصماتِ وردٍ دامغةٍ
كدمغةِ الوشمِ
ضاعَ العمرُ
بين تعاريجِ الانتظارِ
بين خشونةِ الحوارِ
لماذا يا قلبي لا تضعْ حدّاً
لعذاباتِ الحلمِ؟
وجعٌ مفلطحُ الأضلاعِ
على مساحاتِ خصوبةِ القلمِ
كفانا يا قلبي سذاجةً
كفانا نشتعلُ
بين لظى الانتظارِ
ضجرٌ من لونِ الاختناقِ
ضجرٌ يبعجُ طراوةَ الرُّوحِ
ضجرٌ كثيفُ الحموضةِ
أكثرَ اصفراراً
من الزَّعفرانِ!
كم من الرِّماحِ
عبرَتْ دونِ رحمةٍ
بهجةَ الرُّوحِ!
كم من الآهاتِ ارتصّتْ
فوقَ برازخِ العمرِ!
جراحٌ أعمق
من قاعِ البحارِ
جراحٌ أثخن
من أوجاعِ اللَّيلِ والنَّهارِ
آهٍ .. يا راية الحرفِ
يا راية الرَّاياتِ
.... ..... .... ....!
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟