سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 07:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت ليس من الشخصيات السياسية ذات الوزن الثقيل، كما أن مكانته الحالية فى ماكينة الحكم الإسرائيلى مزعزعة بعد تقرير فينوجراد الذى وجه انتقادات شديدة لأدائه الضعيف أثناء عدوان "تموز" على لبنان والذى تلقت فيه إسرائيل لطمات موجعة من المقاومة اللبنانية.
فضلاًَ عن اتهامات أخرى وجهتها له جهات رقابية تتعلق بذمته المالية – ونتيجة لهذه الانتقادات الحادة فقد أولمرت زعامة حزب "أكاديما"، وحلت محله وزيرة الخارجية تسيبى ليفنى التى تتلمظ لكى تكون "جولدا مائير" ثانية، لكن أكثر يمينية وأكثر تطرفاً.
ومع أن أولمرت يعانى من هذا الوضع غير المريح والمكانة المتراجعة والصورة السياسية الباهتة فإنه شاء أن ينهى حياته السياسية بقيادة العدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، والإمعان فى قتل الأطفال والنساء واستهداف المدنيين الفلسطينيين وتحويل غزة إلى "محرقة" أفظع من الهولوكوست اليهودى على أيدى النازية.
لكن المدهش أن هذا السياسى الباهت، إن لم نقل الضعيف، استطاع أن يجبر وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دولة فى العالم، أن تغير تصويتها فى مجلس الأمن.
وقد كشف، هو نفسه، النقاب عن ذلك أمس عندما قال أنه علم أن كوندوليزا رايس قد أبلغت الوزراء العرب الحاضرين فى مناقشات مجلس الأمن الأخيرة للعدوان الإسرائيلى على غزة، بأنها ستوافق على مشروع القرار المعروض على المجلس.
وكان هذا قبيل التصويت على مشروع القرار بوقت محدود جداً.
فما كان منه إلا أن اتصل تليفونيا بالرئيس الأمريكى جورج بوش، فأبلغه مساعدوه بأن الرئيس مشغول ولا يستطيع الرد عليه لأنه يلقى خطابا فى فيلادلفيا.
لكنه ألح على ضرورة الحديث معه.
وكان له ما أراد.. وبعد حديث قصير بين الأثنين اتصل بوش بوزيرة خارجيته على الفور وأصدر إليها أوامره بأن تغير موقفها من مشروع القرار من التأييد إلى الاقتتاع عن التصويت.
وهو ما حدث بالفعل.
ومفهوم بطبيعة الحال خصوصية العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، التى لا تضاهيها علاقة أخرى، لكن الواقعة التى كشف عنها النقاب إيهود أولمرت تقود بصورة تلقائية إلى مقارنة ذلك بالمطالبات العربية لوزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى بالتراجع عن شن العدوان الهمجى على غزة، وكيف صنعت ليفنى أذناً من طين وأخرى من عجين وكأنها لم تسمع شيئاً!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟