أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كفاح محمود كريم - دكتاتورية الهزائم














المزيد.....

دكتاتورية الهزائم


كفاح محمود كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


منذ أن وضعت الحرب أوزارها في عام 1948م والمخازي تتوالى وتتعاقب مع الهزائم التي أنتجتها الأنظمة العربية الدكتاتورية على أيدي قادتها وأبطالها المصنوعين في دوائر إعلام القادة المنافقين والانتهازيين وملمعي الجوخات* من التدليسيين عبر أكثر من قرن من الزمان يوم تولوا قيادة هذه الشعوب والبلدان وعاثوا في الأرض والناس فسادا وعدوان.
ولعلنا نتذكر واحدة من تلك المخازي حينما أشاعت أجهزة الاستخبارات ووسائل الأعلام الساذجة آنذاك بان مجموعة من جنود الجيش العراقي سلقت جنديا إسرائيليا قرب تل أبيب، ليتم أكله فيما بعد (!) أثناء حرب 1948م التي التهمت فلسطين وكشفت عورات الأنظمة العربية التي تدق طبول الحرب والجهاد منذ ستين عاما وتنتصر في كل حرب لتكرس رؤساء منقذين للأمة يتناوبون على هزائمها كل حقبة من الزمان.
تلك الهزيمة التي أنتجت جمهوريات الانقلابات وولدت دكتاتوريات الهزائم التي مازالت تتوالد حتى يومنا هذا لتفرخ أحدث هزيمة في غزة الذبيحة تحت شعارات كاذبة ومجاميع من السياسيين المسعورين بدكتاتورية الكراسي وإمارات العشائر والأحزاب القائدة.
ومن ثم لتحيل فلسطين من بلد واحد ابتلعته الخباثة البريطانية واللؤم الإسرائيلي والخيانة العربية إلى أكثر من عشرين بلدا داخل فلسطين وخارجها في تشتيت مقاومته وتحويلها إلى دويلات تابعة إلى الأنظمة العربية صاحبة إمبراطوريات العشائر المنتشرة على ضفاف المحيط والخليج وصاحبة المال والنعمة وقرار التحرير ونطق اللاءات الثلاث سواء من الخرطوم أو من مكان آخر؟.
إنها سلسلة من الهزائم والانكسارات تنتج بالتوالي دكتاتوريات تتولى صناعة أمجادها على مئات الآلاف من القتلى ومثلهم من المعاقين، وهزائما تحولها ماكينات الإعلام اللا أخلاقي إلى انتصارات للأمة والتاريخ، وكلنا يتذكر تلك الهزائم من ثغرة الدفرسوار إلى أم المعارك الصدامية وما أعقبها من انهيارات وتدمير كلي للعراق وقبله مصر وسوريا وبعدهم لبنان المنكوب هو الآخر بطرزانيات الخطف والمساومة لتحرير الأرض من البحر إلى النهر بأكاذيب وهرطقات لا أساس لها إلا في أذهان أولئك النرجسيون الذين يدمرون شعوبنا.
حقا إنها سلسلة من مخازي الدكتاتوريات التي أنتجت كل هزائم هذه الأمة منذ حرب 1948م وحتى ذبح غزة والمتاجرة بدماء أبنائها البررة الذين تحرقهم وتجز رؤوسهم ماكينة الحرب الإسرائيلية والتي حولتهم حماس إلى طعم رخيص وسهل لتلك الماكينة كما فعل قبلهم حسن نصر الله بشعب لبنان الأصيل وكما فعل صدام حسين ببلد الحضارات والخيرات وأحاله وشعبه إلى ارض جدباء ودمار شامل وشتات.
إنهم الكذابون عبر التاريخ منذ تولوا أمور هذه الشعوب وهم في حرب دائمة مع أعداء مفترضين وهزائم تتوالى ونياشين تعلق على صدور جنرالات من ورق وانتصارات إعلامية ومن بعدها تخاذل وانكسار وتبويس اللحى والأيادي للحفاظ على الكراسي، إلا اللهم تلك الانتصارات على شعوبهم ومكونات بلدانهم كما حصل في مجازر بيروت وحلبجة والأنفال وحماه أبان عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي.
بلدان وشعوب تدفع فاتورة تلك الحماقات والأكاذيب وتجارة الحروب على أيدي مجموعة من الدكتاتوريات منذ أكثر من ستين عاما واقتصادياتها من اضعف الاقتصاديات في المنطقة وأوضاعها الاجتماعية تتقهقر وتنتشر بين سكانها أعلى مستويات الأمية والتخلف والبطالة وهشاشة بنيانها أمام اقل أزمة أو كارثة نتيجة استهلاك معظم قواها المادية والمعنوية في حروب عشوائية لا هدف لها إلا الإبقاء على تلك الأنظمة البوليسية ورؤسائها، ولعلنا نتذكر بألم كل حروب هذه الأنظمة مع إسرائيل ومن ثم مع بعضها البعض أو مع شعوبها وجيرانها وما أنتجته من مآسي وتقهقر وتشويه لكثير من المفاهيم الوطنية بل وقتل الشعور بالمواطنة والانتماء وترك شعوبها تواجه مصيرها في حروب غير متكافئة في العدة والعلم والمدد مع عدو طاغي وظالم ومستكبر.

* مثل بغدادي يطلق على المنافقين الذين يمسحون ويلمعون أكتاف مسؤوليهم.



#كفاح_محمود_كريم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استنساخ المزايدات وذبح غزة ؟
- البحث عن بطل من ورق ؟
- الشرق والهروب من الحرية؟
- الشرف المعلق !؟
- ذيول الذيول
- الانتهازيون وتدهور القيم الاجتماعية !
- ( العراق بين الاسلاف والاخلاف )
- الحيتان تغزو العراق ...؟
- بقايا الإمبراطوريات والمثلث الملتهب!
- ( التعصب القومي والتشويه الديموغرافي في العراق )
- ( همسات تحت المطر )
- الموصل.. تاريخ مشرق وحاضر بائس!؟
- ( الموصل.. بين الحكايات وواقع الحال ؟ )
- يا بؤس من يعادي شعباً ؟
- في الموصل: تمخض الجمل فولد فأراً !؟ *
- قبلات المطر
- طالما فعلوها مع الالوسي.. فلتكشف كل الاوراق !؟
- ( وأخيراً يا كركوك !؟ )
- ( العراق وحفنة التراب !؟ )
- سنجار كركوك خانقين ؟


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كفاح محمود كريم - دكتاتورية الهزائم