خالد ديمال
الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إسرائيل الآن تشوي أجساد الأطفال بنيران القذائف،وتتركها عرضة لعدسات الصحافة الدولية،والهدف معروف، إخافة سكان غزة، وترهيبهم،بل و دفعهم باتجاه الضغط على حماس، وإجبارها بالتالي على الرضوخ والإستسلام. وهي عملية تدخل في صلب أجندة إسرائيل الإعلامية، بالقول إن" إسرائيل مرغمة على ما تقوم به، لأنها إنما ترد الصواريخ التي تطلق عليها"،.لكن ماذا كانت ردة فعل القادة العرب على هذا العدوان؟.الملك عبد الله، ملك الأردن،ظهر أمام الكاميرا في دور" المتبرع بدمه الملكي " لفائدة أبناء غزة-المسحوقين-، الرئيس المصري بموقفه المحير، يعتبر ما يقع في غزة جريمة،ويحمل مسؤولية المجزرة لحماس وإسرائيل على السواء. أما الموقف الذي يبعث على الدهشة، فهو الذي خرج به معمر القذافي- صاحب الطلعات الدونكيشوتية-،بمطالبته عدم إرسال أية مساعدات أودواء إلى الفلسطينيين، وترك مسؤولية معالجة ضحايا القصف لإسرائيل لأنها هي المسؤولة عما يحدث للفلسطينيين.
كثير من الدول العربية ترقص منتشية وهي ترى "حماس" وقد تحولت إلى هدف لإسرائيل، فتوجس الأنظمة العربية من " حماس" يأتي من كون هذه الأنظمة تحتضن حركات تشبه"حماس" إلى حد كبير، لكن المشكلة أن التواطؤ مع إسرائيل لاجتثات "حماس"، لن يؤدي سوى إلى الباب المسدود، وسيزيد في أعمال التقتيل والإبادة في حق أبناء الشعب الفلسطيني.
الآن بدأت الدبلوماسية تفتح أبوابها، القرارات تتخذ في الكواليس، ولذلك فالنهاية لن تكون معروفة. والأكيد أن تأجيل الكلام لن يفضي إلى نتيجة، وسيموت ما يكفي من الفلسطينيين، ويراق دم غزير، وتدخل الجثث مختبرات من دون كهرباء تتحلل فيها، وسيطرح السؤال " مصر، البلد الذي أعطى الكثير لفلسطين، ما الداعي لهذا التحول الخطير في المواقف؟، بل و إلى عدو يجلد أكثر بصمته وتواطئه؟،هل هي لحظة التباس، أم محطة للتأمل فقط؟، هل هي السياسة التي تتجاوز العواطف؟،
الزعماء العرب، وهم يملكون أقوى سلاح في العالم – النفط -، لماذا لا يشهرونه؟ لماذا لا يحركونه في وجه عنجهية إسرائيل ومعها أمريكا؟، وهم في حصار غزة، وتقتيل أبنائها ، لم يجدوا سوى بعض من قطرات دمهم الممزوج بالإستبداد، وقهر شعوبهم،لكي يجعلوه وسيلة تضامنهم الباهتة.
القذافي مثلا لم يستعمل سلاح النفط إلا عندما تعلق الأمر بابنه حنيبعل الذي اعتقلته السلطات السويسرية على خلفية تورطه في تعذيب خادمه المغربي وخادمته التونسية.
ما يحدث اليوم، يشبه كل السيناريوهات التي حدثت بالأمس القريب، خطب وشعارات، ومسيرات للتنديد والشجب، لكن الأكيد أننا ما زلنا نواصل تجرع عصارات الهزائم المتوالية التي لن تغيرها الخطب الحماسية.
#خالد_ديمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟