أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....














المزيد.....

شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:23
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


جاء فهد إلى الناصرية في ثلاثينيات القرن الماضي من البصرة بناء على دعوة من آل طوبيا وهي عائلة مسيحية سكنة الناصرية منذ أوائل القرن الماضي ليُركب أول ماكينة حديثة للثلج في المدينة ، ويبدو أنه وجد في المدينة مناخاً صالحاً للاستقرار ونشر أول الأفكار الشيوعية المنظمة ، وبالفعل نجح في أقامت الخلايا الأولى في المدينة والتي كانت ترتبط ارتباطاً مباشراً بخلايا البصرة وأغلبها من طبقة مثقفة من مسلمين ويهود ومسيحيين ، وكل هذا يمتلك سرداً تاريخياً في أدبيات الحزب والسيرة الذاتية للأوائل من مؤسسي التنظيمات الأولى ، وقد استمعت شخصياً إلى شهادات كثيرة من أخلاق فهد وطباعه من المرحوم حميد كسار الذي كان من الأوائل الذين انتموا للحزب وكان موظفاً في دائرة البريد. وكان يصفه بدماثة خلق كبير وكتمان لا مثيل له وطباع هادئة وحزم في تطبيق الخطوات التي بدأ فيها فهد تأسيس الخلايا الشيوعية الأولى ، وحتماً النهاية المأساوية التي انتهت بصانع الحلم الشيوعي العراقي هي ما كان يتوقعه ويذكر به دائما كما اخبرني المرحوم حميد كسار عندما ذكر انه ذات مساء وكان بيته ومازال قريباً من ماكينة ثلج طوبيا والواقعة على بعد 8متار من ضفاف نهر الفرات الخالد الذي يشطر مدينة الناصرية إلى شطرين. أن فهد كان دائما يتوقع نهايته كهذه وكان يقول :هكذا هو طريق الشرفاء خادمي الشعب.
تذكرت عبارة ( خادمو الشعب ) وأنا أرى فوران الحملات الانتخابية للمجالس المحلية ، وتمنيت أن يعود الناس إلى ذاكرة التاريخ ليقراوا السير الذاتية لأولئك الذين صنعوا بقاء أحزابهم مهما اختلفت اجنداتهم وثقافاتهم وتوجهاتهم. وحتما الحزب الشيوعي العراقي يمتلك الكثير من بياض تاريخ ذلك الرجل العصامي الذي ظل يعيش مع الشغف والعمل وفي ذات الوقت يؤسس لواحد من التنظيمات الوطنية التي عاشت المخاض العراقي في اكثر من موقف وتاريخ تأرجح وثبات وعانى وعاش بعض عصور الهدوء ثم نفيَّ وهُجر وطُردَ واليوم يعود إلى الساحة وبقوائم تحمل صفات النزاهة والفقر والثقافة وهو ما نحتاجه اليوم كثيرا بعد مرحلة من فساد أداري جعل منظمة الشفافية العالمية تعطينا سبق الفوز الثاني فيه بعد الصومال.
هذا الرجل الذي صنع بأسمه المستعار تأريخاً مشرفاً لليسار العراقي. حرياً بالحزب ليفكر كيف يؤسس له متحفاً أسوة بما تفعله الأمم مع عظماءها وساستها ومبدعيها من اللذين يشاركون في دفع عجلة الحياة إلى الأمام وتطوير شعوبهم ، وبالتالي فهي تبحث عن ابسط مقتنيات ذلك العظيم حتى الإبرة التي كان يخيط فيها ثيابه لتضعها في صندوق زجاجي في متحفه الخاص. فمثلا في متحف بوشكين توجد كل الأقلام التي كان الشاعر يكتب فيها قصائده.وفي متحف ماو تسي تونغ هناك حتى الورق المعطر بالزنبق الذي كان ماو يستخدمه في عطاسه.
وعليه فعلى الحزب أن يفكر جديا في تأسيس متحف لمؤسسه وامينه العام الأول وأتمنى أن يكون في ماكينة ثلج طوبيا التي هي بعض من تراث المدينة وتلتصق على جدرانها ذكريات أجيال المدينة أيام القيظ والزحام على الثلج أو عندما كانت تطحن للفقراء الدقيق. ولكنها الآن تحولت إلى ورش للنجارة ولا ادري لمن تكون عائديتها الآن وهل ما زالت لعائلة طوبيا التي لم يبق منهم سوى عالة واحدة على ما أظن .وإذا كانت لم تزل لها ملكية البناء فربما لن تمانع في تأسيس هكذا مشروع وطني.
إنها دعوة ، لتأسيس نواة صناعة المتاحف للذين صنعوا تاريخ العراق واثروا فيه أي كانت انتماءاتهم ومشاربهم ، ومنهم ملوك العراق ورؤساءه في العصر الحديث ، وشعراءه وكتابه وفنانيه الكبار كالسياب والجواهري والبياتي وغائب طعمه فرمان وناظم الغزالي والقائمة تطول.
هؤلاء هم صناع حلم وحرية فلنحتفي بهم في خلودهم الأرضي من خلال متحف بحجم المنجز ، فالأجيال لكي تعرف عنهم عليها أن ترى ما تركوا من اثر ومقتنيات وتراث. .



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
- البارسوكوليجي 2009
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...
- فلفل أحمر .. وكحل تحت عيون نادية لطفي ...
- خذ من عينيَّ قصيدتكَ .. وأشعلْ قمراً في البابِ الشرقي...


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - نعيم عبد مهلهل - شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....