|
فلسطين بين ثقافة العنف والسلام- في حوارية قطع ووصل -
أبو الحسن سلام
الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 00:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
أخي الكريم المعلم : أولا : أحييك للمرة الثانية لطول النفس التحاوري مؤكدا احترامي لحقك في اتخاذ الكنية التي ترتاح لها وترضاها ، ومعذرة إن كنت قد أحسست بنبرة من تهكم حول تعليقي علي ما لقبت به نفسك !! حاشاني أن يكون ذلك مقصودا مني . ثانيا: تعلم حفظك الله أن نفرا من العرب في بني أمية ، قد استوطنوا أسبانيا في العصور الوسطي ، بقيادة عبد الرحمن الداخل ، وأسسوا مستعمرة كانت حاضرة الدنيا في تلك العصور الوسيطة وظلوا مستعمرين لها علي مدي ثمانمائة عام بكاملها . وتعلم متعك الله بقوة الذاكرة التاريخية أنهم صنعوا حضارة لا يعلي عليها ، وقدم علمائهم من مسلمين ونصارى ويهود ذخائر المنجزات العلمية ، التي أفاد منها الغرب وما يزال العالم يفيد منها ، إذ كانت بمثابة فتوحات بحثية وشكلت منطلقات التقدم العلمي والحضاري التي بني عليها العقل الأوروبي معارفه . فهل منع طول بقائهم أو منجزاتهم هبة الشعب الأسباني والبرتغالي من النضال والحروب لاسترجاع وطنهم ؟! أم كان نضالهم خطأ تاريخيا ؟! ثالثا: هنا نتوقف عند الواقع علي الأرض فنتساءل مرة أخري : هل لليهود حق تاريخي علي هذه الأرض؟! ونتجاوز ذلك ، لأن السياسة هي فن التعامل مع الواقع ، والواقع هو سيطرة اليهود علي الأرض وعلي البشر وعلي الماء والهواء .. هذا واقع .. ولا قدرة لنظام ما من بين الأنظمة العربية الآن وربما لعصر أو عصور قادمة علي نفي ذلك الواقع من علي تلك الأرض . إذن لا مناص عن السلام . غير أن السلام لا يتحقق بطرف واحد ؛ بل بتوافق بين طرفي النزاع . هذا مفهوم بين سياستين واقعيتين تقدر كل منهما قدراتها الفعلية ، بما في ذلك قدرتها علي الحشد الإعلامي للرأي العالمي ، فضلا عن مؤزرات خارجية داعمة لوجهة نظرها – بصرف النظر عن المصالح المشتركة سياسيا واقتصاديا – وخلاصة ذلك تتمثل في أن التفاوض من أجل سلام دائم بين طرفي النزاع هو أمر لا مناص عنه . وقد وقعت اتفاقيات سلام بين إسرائيل الدولة ودولة المصرية ، وبعدها المملكة الأردنية ، ثم لحقت بهما منظمة التحرير أو السلطة الفلسطينية. والسؤال : من الذي يخرق الاتفاقات منذ توقيعها؟! هل هي مصر؟! لا أظن و لعلك مثلي أن واقعة واحدة تشير إلي ذلك . رابعا: هل تري يا سيدي الكريم أن تدمير المنازل علي المدنيين ، أو تقتيل قيادات حماس أو الجهاد أو الجبهة يؤدي إلي تثبيت إتفاقية السلام التي لا ترض عنها تلك الفصائل بشكل كلي سيحقق السلام ؟! وهل إذا تخلصت إسرائيل من كل القيادات المتطرفة ، أو المتشددة سيتحقق السلام ؟! هل أطفال اليوم الذين يروعون ليل نهار ويشردون وأهلهم إن ظل أهلوهم أحياء يقاسون ظلام بيوتهم وبرودتها لانقطاع الكهرباء ونقص الطعام والدواء ستنمحي من ذاكرتهم البريئة صور ما حدث وما يحدث أمام أعينهم لآبائهم وأمهاتهم علي أيدي دولة التجييش؟! خامسا: هل تري موقف الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية موقفا فيه شيء من التوازن ولا أقول الاتزان !! مع أن الاتفاقيات مع إسرائيل بغض النظر عما يشوبها من عوار وانتقاص نظرا لضعف الأنظمة العربية الموقعة عليها كانت تحت رعايتها وضماناتها . هل للغرب كلمة ؟! وأقول معك ربما إن السياسة هي فن التعامل مع الواقع وإن قدرتك علي فرض شروطك التفاوضية نابعة من قدرتك الفعلية علي فرض تلك الشروط أو التوصل إليها في مواجهة الطرف الذي تفاوضه. سدسا: إذا كانت توجهات الفصائل الفلسطينية أو الإسلاموية الداعمة لها من خارج فلسطين علي نحو ما نري ونسمع من مطارحات إعلامية ، مما يكشف عن تضحية حماس وغيرها بآلاف الفلسطسنيين قتلي وجرحي ، مع سعار إعلامي يقذف الأنظمة غير القادرة علي مواصلة رحلة العذاب والدمار تلك بلا طائل أو نتيجة ملموسة علي أرض الواقع نتيجة لتخلفها إقتصاديا وعلميا وعسكريا وفكريا، فهل يترك الشعب الفلسطيني لتعمل فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية التذبيح والتقتيل اليومي ، برضا تام من حماس بدعم إيراني أو حزباللاتي وملاليها ؟! أنت تطلب السلام حلا جذريا للقضية المستعصية علي الحل وتري ما رآه ( بيريز) من فتح البلاد العربية أسواقا للتكنولوجيا والبضائع الإسرائيلية ، ما هو بعد التطبيع الإقتصادي للعرب جميعا مع إسرائيل . ألا تري أنك تتفق مع دعوة الداعية الإسلامي الراحل ( الشعراوي ) الذي قال: " لقد سخر الله لنا الغرب ينتج لنا ما نحتاجه" !! أنجلس متكئين علي الأسرة طاعمين خبز الغرب متدثرين بدثاره مرفهين بماينتج من أجهزة ومنجزات تكنولوجية ونكف عن إنتاج المعرفة إن كانت لدينا إرادة في إنتاجها مع فيض العلماء المبعثرين في أرجاء العالم بفعل التسلط الفردي والعسكرتاري لحكامنا شرقا وغربا ، بعد أن سلمونا وسلموا أنفسهم ودولهم قيان في خدمة بوش الصغير ومخططات معهد بروكنجز ؟! هل هذا هو مفهوم السلام ؟ّ صدقني يا أخى إن قلت لك إن لا حل لهذه القضية بالقوة مهما يطول الزمن . الحل في نبذ الطرفين المتصارعين لفكرة الدولة الدينية إن الدول تكهل وتشيخ وتتلاشي وتموت شأن كل كائن حي – كما رأي الفيلسوف شبلنجر – وفناؤها هو التبعة الأساسية لحملها بما لا تقدر علي حمله ، ولمكيالها للأمور بأكثر من مكيال ، وراجع تاريخ الأمم . أنت تقول ماذا يصنع بضعة ملايين من اليهود 14 مليون يهودي إذا تجمعوا في دولة إسرائيل !! والإجابة بسيطة سيطردون الفلسطينيين أو ينفوا منهم ما ينفون تهجيرا أو تقتيلا ، راجع تاريخ الأوروبيين المنفيين من أوروبا في القرن السادس عشر ، ومن رحل مع كولمبس إلي ما عرف بعد الا ستيطان بالأمريكيتين ، ألم يكونا عشرات من المغامرين ، ما لبثوا أن أصبحوا آلافا وليس ملايين ، ألم يفنوا جنس الهنود الحمر؟! . إسرائيل دولة بلا حدود مثلها مثل الولايات المتحدة في تأسيسها لقد ظلت الولايات المتحدة لمائة عام لم تقنن حدودها بل تركتها مفتوحة لمزيد من الاستحواذ علي الأرض . التاريخ عبر – بتعبير ابن خلدون - ألا تراجع تركيبة الألوان في العلم الإسرائيلي : شريطان أزرقان بينهما شريط أبض عليها نجمة داود ، وهو ما يرمز لحدودها المقترحة من زعمائها المؤسسين ( من النيل إلي الفرات) ألا تذكر الشعار نفسه مكتوبا بالعبرية في برلمانها ؟! هل هذا مجرد حبر علي الورق ؟! وهل خبرت إسرائيل تطرح الشعار لمجرد الطرح الديماجوجي كما يفعل حكام الأنظمة العربية ، وهل تفعل أمريكا ذلك أم أنها تلقي بالشعار كدراسة جدوى سياسية لتكوين رأي عام عالمي يمهد لفعلها الآتي فور تحققها من تكوين رأي عام حول ما طرحته من شعارات؟! أطلت عليك فمعذرة .. إذ حملتك وحملت من قرأئى بهمومي كمواطن لا أشعر بانتماء الأنظمة لنا أو انتمائها لشيء غير سلامة كراسي الحكم . وختاما لك مني السلام والسلامة .b
#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فلسطين بين ثقافة العنف والسلام
-
السكتة الكوميدية في الكتابة المسرحية
-
التباس الكتابة المسرحية بين المسرح السياسي ومسرح التسييس
-
أوركسترا عناكب الثقافة العنصرية ومعزوفة النشاز العصرية
-
معزوفة التواصل الحضاري
-
المتدفقون - عرض مسرحي -
-
هوية الصورة في فن فاروق حسني
-
سيميولوجيا الفرجة الشعبية في المسرح
-
المرأة في مسرح صلاح عبد الصبور
-
معزوفة التواصل الثقافي الحضاري
-
اتركوا النار لنا
-
المونودراما وفنون مابعد الحداثة
-
نظريات المسرح
-
ليس ثمة من وطن .. حيثما الدين وطن
-
سفر الخروج من (طما ) مونودراما الممثل الواحد
-
الماركسية في الحضور وفي الغياب
-
التجريب بين حلم شكسبير وحلم كولن باول
-
الوصايا السبع للمسرح التجريبي
-
جواز (فاطمة) من (يوسف) باطل
-
المقامة التنظيرية الأردشية والصدمات المسرحية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|