أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد العالي الحراك - مشاركة ام مقاطعة















المزيد.....

مشاركة ام مقاطعة


عبد العالي الحراك

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:23
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


المشاركة في العملية السياسية بالنسبة لليسارالعراقي كانت مشاركة خاطئة,ليس لانها تمت تحت الاحتلال فقط, وانما لطائفيتها وقوميتها وعشائريتها,ولسيطرة هذه القوى عليها بشكل كبير, ولضعف القوة اليسارية الوحيدة المشاركة فيها ,التي ابدت كثير من التنازل والابتعاد عن المفاهيم والمباديء اليسارية الاساسية في العمل السياسي الذاتي والتحالفي. ولا مجال للكلام عن مقاطعة اطراف اخرى للعملية السياسية, فقد استثنيت منها بعضها و(العملية السياسية) ذاتها موجهة بالأساس ضد الاخرى. مرت ستة سنوات ولابد ان تتحرك المواقف ولو قليلا,لان الاحوال والظروف تتغير,ولان الزمن يتقدم ,والمأساة العراقية مازالت دون اقتراب من حل او نهاية..ان طبخة الانتخابات المستعجلة السابقة جاءت بالقوى السياسية التي طبختها,وهو امر حتمي ومسلم به,وهي قوى طائفية وقومية وعشائرية,أي انها اتحاد قوي للتخلف والظلام. لقدعاش العراق تحت ظل هذه العملية السياسية السنوات الخمسة الماضية معاناة كبيرة وما زالت مستمرة.. وترتفع الان اصوات بعض العراقيين بعدم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات التي على الابواب ,بحجة ان الاشخاص الذين انتخبوهم في المرة السابقة لم يقدموا لهم شيئا. لكن جربوا وانتخبوا غيرهم.. فالاجواء الامنية قد تغيرت وهناك بعض الامل في التغيير بالاتجاه الافضل.
اصحاب المنطق الايديولوجي المجرد الذين رفضوا العملية السياسية,لانها تمت تحت الاحتلال,يرفضون ايضا المشاركة في الانتخابات الان,ويدعون الى مقاطعتها لانها تتم تحت الاحتلال .وهذا منطق نظري مقبول اذا نظر اليه بصورة تقليدية مجردة ومعزولة عن تغيرالاحوال وتطورالاحداث ومتابعتها.. لكنه يصبح خاطئا اذا بقي جامدا معزولا تنتاب اطرافه ورموزه الصراعات الشخصية والمصالح الذاتية التي تفقدهم المصداقية والقبول الشعبي. ان الموقف من العملية السياسية ليس حكرا عليهم بل هو منطق من رفض العملية السياسية وما زال يرفض ,لأنه يبحث عن مخرج وعن فعل في سبيل الخروج من المأزق,لا قولا مجردا في احتدام الصراع. ان عدم المشاركة اولا في العملية السياسية ثم مقاطعة الانتخابات ثانيا دون فعل مؤثر في الاحداث امرلا طائل فيه. لو كانت المشاركة نشطة بعض الشيء رغم خطئها لأنتجت شيئا ايجابيا ,ولن تكن مقاطعة الانتخابات ايجابية باي شكل من الاشكال,لانها ستقوي مواقع اصحاب الطائفية والقومية والتخلف.
عموما اني مقتنع جدا بضرورة المشاركة الشعبية الواسعة في انتخابات مجالس المحافظات القادمة,مهما سيكون فيها من مساوئ وعليها من انتقادات,لان الغرض من المشاركة هو اعطاء فرصة لقوى التقدم والديمقراطية,كي تنافس قوى الطائفية والظلام ,وهو جانب من جوانب المقاومة السلمية الصحيحة المتطورة حسب المراحل ومجرى الاحداث.. فلو كنت في العراق لأعطيت صوتي الى شيوعي اعرفه في مدينتي المنكوبة البصرة ولطالبته بمزيد من العمل والنشاط,رغم اختلافي معه في الرؤى والمواقف الاجمالية وخاصة تحالفاته الحالية ومستقبلها.
باب ابداء المرونة والاعتدال في الطرح والخطاب وتجريب امكانيات الاخرين واستعدادهم للعمل والعطاء المتجدد دون البقاء المتجمد على الماضي ضروري جدا,لتحريك الاجواء وعدم الانغلاق على الذات. فلا يمكن الاعتماد على المنطق النظري فقطو بل الحركة الاجتماعية بين الناس تنتج اكثر مما ينتج المنطق النظري المجرد .توجد في العراق الآن حركة وطنية ديمقراطية وتوجه انتخابي فيه من الوعي ما يحتاج الى دعم وتشجيع,فلنكن مع تلك الحركة وليس مع السكون. المشاركة في الانتخابات ضرورية لتحديد تحرك الطائفيين وتحجيم تأثيرهم على بسطاء الناس,ولأعطاء امل لظهور قوى التقدم والديمقراطية.
ان عدم مشاركة بعض القوى السياسية اليسارية في الانتخابات ودعوتهم لمقاطعتها يتفق ومنطقهم الرافض لمبدأ الديمقراطية,بحجة انها تجري تحت الاحتلال..لكن يجب ان لا ينسوا بانهم يقفون مع قوى سياسية قومية واسلامية سلفية لا تؤمن اصلا بالديمقراطية بل تعمل لعودة النظام السابق تحت مسميات (المقاومة الوطنية) واخواتها وهم لا يقلوا تأثيرا سلبيا على حياة الشعب كما هي العملية السياسية الطائفية. ليس عذرا التشبث بوجود الاحتلال,بل يجب تجاوزه بفعل ديمقراطي حضاري متمدن يؤمن بالديمقراطية ,ويعتبرها خيمة عامة لجميع المواطنين تكفل فيها حقوقهم وتحدد واجباتهم وتقف بوجه الممارسات الطائفية الضارة. عدم المشاركة في الانتخابات يعني اضاعة فرصة للعمل بين الناس والحوارمن اجل توعيتهم في السياسة والاعيب الطائفيين والقوميين الانتهازيين.
الموقف من الحزب الشيوعي العراقي يجب ان يستمر ويتجدد ,من خلال النقد السلمي وتبيان المواقف الخاطئة القريبة والحالية وعدم الخوض في الماضي حتى لا تضيع حبال الوطن وتقتل المودة بين الناس الطيبين. يجب بلورة الموقف الصحيح وعدم مجاملة الكوادر الجيدة فيه ,بل وضعها امام مسؤؤلياتها . المشاركة في الانتخابات لا تعني السيرعلى اخطاء الحزب, بل محاولة طيبة لتصحيحها وتقويمها ,فقد تكون المشاركة في الانتخابات لجميع اطراف اليسار فرصة جديدة لبلورة طريق جديد يخرج الشعب من ازمته التي اوجدتها العملية السياسية الفاشلة ..وهذا يتطلب الانتقال من النطاق الضيق في التفكير والعمل لقوى اليسارالى النطاق الواسع الذي يستخدم اسلوب المحاورة والحجة الواقعية ..عدم وجود الحوار وفقدان الاتصال دليل على ضيق الافق (الحوصلة صغيرة) وعدم استيعاب المسؤؤلية الكبيرة,كما ان استغلال السياسة للامور الشخصية امر خطير.
ان اصرار الحزب الشيوعي على مواقفه السلبية ازاء بقية اطراف اليسار, يعطيها الحق في توجيه النقد المستمر له واختزان النوايا غيرالسليمة للبعض ضد البعض الاخر.. نأمل ان تكون وحدة الموقف من المشاركة في الانتخابات فرصة للحوار وفاتحة لعمل يساري جديد.
ادعو الناس ان يصوتوا للقوى الوطنية والديمقراطية واليسارية وبالخصوص لمن هو اوفر حظا في تحقيق نتيجة ايجابية(الحزب الشيوعي العراقي) , دون ضياع في الاصوات لمرشحين غير معروفين ولتنظيمات جديدة غير متحالفة مع الاخرى..الدعوة بالمشاركة موجهة للمثقفين والكوادر الواعية الملتزمة بقضايا الوطن وليس لأصحاب المواقف الايديولوجية الجامدة.. فلهؤلاء مواقفهم المجردة عن الفعل في الواقع ,معروفة ولا يمكن ان تغيرها دعوات من هنا او هناك... كما ان موقف الحياد موقف غير مسؤؤل ولا يخدم الا اعداء الوطن والشعب .فتوجهوا الى الانتخابات يا ابناء الشعب العراقي واكسروا شوكة الطائفية ..كي تعجلوا اخراج المحتلين جميعهم.



#عبد_العالي_الحراك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعي المسؤولية حوار مع الاخ جمال محمد علي
- الاضرار بالوحدة الوطنية مهمة مشتركة للطائفية والقومية الانعز ...
- لماذا لا تتحرك جمهورية ابران الاسلامية لدعم ( امارة غزة الاس ...
- حسن العلوي يهلوس كمحمد حسنين هيكل
- تهنئة للشعب العراقي بالعام الميلادي الجديد...ونسأل الرياسات ...
- حول الاعلان عن مشروع لجنة تنسيق القوى الشيوعية واليسارية الم ...
- مع الاخ حامد حمودي عباس
- مع الاخ جمال محمد تقي
- حول البديل اليسياسي الوطني الديمقراطي للطائفية السياسية والق ...
- لا تعلقوا فشلكم على شماعة البعث
- ايران تطالب العراق بتعويضات حرب بائسة
- الاخوان سلام عبود وجمال محمد تقي..ليس النقد لذاته..انما نحتا ...
- استخدام الحذاء تعبير عن.....وليس ثقافة
- القوى السياسية الثلاث(الاربعة) ودورها ومسؤؤليتها
- تعالوا نتحاور في سبيل الشعب والوطن وتحية للاستاذ ضياء الشكرج ...
- لا لن يتفكك العراق
- المرأة العراقية تحت ضغط حجابين
- تعليق صور السيد السيستاني لأغراض سياسية وانتخابية
- تهنئة للحوار المتمدن
- اذا كان ولا بد من نظام حكم فيدرالي في العراق.. فليكن وطني دي ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد العالي الحراك - مشاركة ام مقاطعة