|
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة،الفصل الخامس – الحلقة الرابعة
جابر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:19
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
امارة البوناصر في اقليم عربستان – الاهواز-
سبق و ان تحدثنا في الحلقة الثانية من الفصل الخامس بشكل مختصرعن شيخ سلمان الكعبي ( 1837 - 1767 ) و الدور الكبير الذي لعبته امارة البوناصر في عهد ه وكيف استطاع تأمين سلامة النقل البحري في مياه شط العرب و الخليج و عن فرضه للضرائب على جميع السفن التجارية التي كانت تبحر في مياهه بدءا من ميناء عبادان ،الى سواحل مدينة بوشهر وحتى بالقرب من سواحل عمان الشمالية ، كما قلنا ان عصر الشيخ سلمان كان يعد بمثابة العصر الذهبي بالنسبة للكعبين ، وفي هذه الحلقة والحلقة التي تليها سنواصل الحديث بشيء من الايجاز ايضا، عن هذا الامير الشجاع ومشاريعه وعن الظروف الموضوعية و الذاتية التي ادت الى انهيار امارة البوناصر في مدينتي الدورق والقبان و ظهور امارة كعب البوكاسب في مدينة المحمرة . لقد تنامت قوة الشيخ سلمان الكعبي في معظم مياه الخليج العربي ووصلت الى درجة بحيث انه اخذ يفرض الضرائب على البواخر البريطانية وغيرها التي كانت تبحر في مياه الخليج وشط العرب ، وقد تسنى له ذلك بعد ان تحالف مع بقية الامارات العربية التي كانت قائمة انذاك على امتداد الساحل الخليجي وجزره ،ومنها امارة الشيخ مهنا ، الامر الذي دفع شركة الهند الشرقية ان تتخذ قرارا بالقضاء على الشيخ سلمان وانهاء سلطة اماراته على اقليم عربستان بشتى السبل ، فحاولت في بداية الامر ان تؤلب عليه الحكام الايرانيين ، وذلك من خلال دفع كريم خان الزند والاستفادة من امكانياته للقضاء عليه وتخليص البريطانيين من هجماته المستمرة على سفنهم . و على هذه الخلفيات حصل في عام 1640 تقارب بين العثمانيين و البريطانيين ، ومن نتائجه ان حصلت شركة الهند الشرقية البريطانية ، من العثمانيين على رخصة لتأسيس مقرا لها في مدينة البصرة حيث التقت مصالح كل الدولتين على وجوب انهاء امارة كعب في عربستان والقضاء على الشيخ سلمان عبر شتى الاساليب والطرق . وفي آواخر الستينات من القرن السابع الميلادي هاجم العثمانيين و بدعم من البوارج الحربية البريطانية ، امارة كعب وبعد العبورمن شط العرب و التغلب عليها ، استقروا في منطقة كارون السفلى ، وعلى اثرها ادرك كريم خان الزند ان التهديد الذي يسببه الشيخ سلمان للدولة المركزية هو اقل بكثير من التهديد التي تتعرض له بلاده بفعل التدخلات البريطانية و العثمانية ، من هنا طلب من كل الدولتين الانسحاب الى الجهة الاخرى من شط العرب ، لانه كان يعتبر ان امارة كعب و الاراضي التابعة لها هي اراض ايرانية . لقد خشى البريطانيين فيما اذا استمروا بسياستهم هذه لربما سوف يؤدي ذلك الى تكرار نفس الاحداث التي وقعت في عهد امارة الشيخ مهنا وحلفاءه من بني كعب ولربما ولاعتبارات سياسية وغيرها سوف يحصل تقارب بين الكعبيين سواء اولئك المتواجديين منهم في اقليم عربستان او القاطنين منهم في جزر الخليج وسواحله الاخرى وبين و الزنديين الذين اتخذوا شيراز عاصمة لهم . لقد كانت توقعات البريطانيين في محلها فلم تمر الا فترة وجيزة على مهاجمة امارة البو ناصر من قبل العثمانيين حتى نشأ في عهد الشيخ بركات امير كعب البو ناصر تحالف ضم كريم خان و رؤساء امارة البوناصر بالاضافة الى عرب بوشهر بقيادة الشيخ ناصر آل مذخور وقد تمكن هذا التحالف من الهجوم على ميناء البصرة ومن ثم احتلاله وتعين صادق خان شقيق كريم خان الزند حاكما عليه . لقد ادى احتلا ل ميناء البصرة من قبل التحالف الانف الذكر عام 1776 م الى توجيه ضربة كبرى لا تحتمل الى الامبراطورية العثمانية، الامر الذي دفعها ان تشحد كل ما لديها من قوة لاستعادة هذا الميناء الاستراتيجي الهام وتخليصه من التحالف الزندي الكعبي ، ولهذا الغرض جهز والي البصرة جيشا يتكون من مئات الجنود " الانكشاريين " تساندهم بعض العشائر العربية العراقية ، منهم عشييرة المنتفق بقيادة الشيخ عبد الله ، والشيخ ثامر وذلك من اجل تحرير البصرة ، الا ان هجماتهم هذه ورغم قوتها قد صدت يفعل خبرة الكعبين ودرايتهم البحرية و بفعل صمودهم بقيادة الشيخ بركات رغم ان هذه الحرب تسبب في تدمير الكثير من القرى الساحلية العربية ، بالاضافة الى تدمير البصرة نفسها . لقد ادي سقوط البصرة بيد التحالف الكعبي - الزندي الى توجيه ضربات مهلكة للتواجد البريطاني والعثماني في هذه المدينة وعلى اثره اضطرت شركة الهند الشرقية الى اغلاق ممثليتها التجارية في البصرة ومن ثم نقلها الى ميناء بوشهر الذي اصبح فيما بعد مركزا هاما لنشاطهم السياسي والتجاري في الخليج العربي . وفي الوقت نفسه اخذو يخططون لكيفية ايقاف النفوذ العربي الاهوازي و الايراني في الخليج . ولهذا الغرض حاولوا الاتصال بكريم خان الزند واستمالته الى جانبهم ، الا ان كريم خان قد وافاه الاجل عام 1776 . لقد تسبب موت كريم خان الزند و ازدياد حدة الصراع على السلطة من بعده الى اطلاق يد امراء امارة البوناصر لبسط المزيد من سيطرتها ونفوذها لا على منطقة عربستان التاريخية وحسب بل على عموم الساحل الخليجي ، وفي تلك الفترة تمكن الشيخ بركات بن عثمان من فرض الضرائب والاتاوات على الغالبية العظمى من السفن المبحرة في مياه الخليج بدءا من مدينة البصرة مرورا بميناء بوشهر الى بحر عمان . وبعد وفاة الشيخ بركات تولى زمام امارة البو ناصر من بعده ولده الشيخ غضبان ( 1197-1782 ) وفي عهده قام والي بغداد سليمان باشا مسنودا بشيوخ قبيلة المنتفك العراقية بشن حرب على الكعبيين ، الا انهم فشلوا و الحقت بهم هزيمة نكراء ، وبعد هذه الهزيمة حاول الشيخ ثويني شيخ قبيلة المتفك مسنودا ببعض المواطنين العرب من البصرة وعدن و ساير مناطق الخليج الاخرى مهاجمة الكعبيين ، الا ان محاولتهم هذه المرة كسابقاتها منيت بالفشل وتراجعوا دون تحقيق اي نتيجة تذكر . وقد شهد اقليم عربستان ابان حكم الشيخ غضبان ، بالاضافة الى صد هجمات قبائل المنتفك المسنودة من قبل العثمانيين الى توسيع رقعة الامارة و تنمية ازدهارها العمراني . وبعد وفاة الشيخ غضبان تسلم المشيخة من بعده ولده الشيخ مبادر ، الا انه عزل من قبل الكعبيين عام 1209 هجرية وانتخبوا من بعده الشيخ فارس بن داوود حاكما عليهم ، الا انهم بعد فترة عزلوه ايضا وعينوا الشيخ علوان ( 1795-1801 ) م محله الذي تولى الحكم من بعده وذلك سنة 1216 هجرية وبعد فترة اي في عام 1216 استلم شؤون الامارة من بعده الشيخ محمد بن بركات. ومقارنة مع ذلك اي في عام 1225 زار الميجر كينز مساعد البريطاني سر جان ملكم اقليم عربستان وكتب عن انطباعته التي وردت في كتابه " تاريخ الجغرافية الايرانية " فيما يخص العلاقة بين امارة كعب البو ناصر والحكومة الايرانية " قائلا " ان حاكم البوناصر الشيخ محمد لم يكن تابعا للحكومة القاجارية ولم يدفع لها اي ضرائب " . وبعد وفاة الشيخ محمد في محرم من عام 1277 تولى من بعده شؤون الامارة الشيخ غضبان " 1244-1227" وهو ايضا واستمرارا لنهج الامراء الذين سبقوه من البوناصر، لم يكن على ود مع الحكومة القاجارية ، وفي خضم هذه الاوضاع نشبت الحرب العثمانية الايرانية من اجل السيطرة على امارة كعب البو ناصر في عربستان - الاهواز . هذا الحرب و مانتج عنها من امور سوف نعالجها في الحلقلة الخامسة من هذا العرض . تأليف : موسى سيادة عرض وترجمة : جابر احمد بعض مصادر هذه الحلقة : موسى ، سيادة ، مقالة بالفارسية تحت عنوان ، مير مهنا دلاور دريا جنوب " اي مير مهنا بطل البحر الجنوبي . تاريخ الخليج العربي المعاصر والحديث ، مصدر سابق ميجر كنز ، تاريخ جغرافيائي ايران ، الدكتور علي الوردي ، وعاظ السلاطين . استيفن همسلي لونجريت ، اربعة قرون من تاريخ العراق الحديث . بارون دوبد ، سفرنامه ، عربستان ولرستان . احمد كسروي ، تاريخ بانصد ساله عربستان ، مصدر سابق .
#جابر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن
...
-
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن
...
-
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن
...
-
تاريخ الأهواز – عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن
...
-
تاريخ الأهواز -عربستان- منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة
...
-
تاريخ الأهواز - عربستان - منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهن
...
-
تاريخ الأهواز عربستان؛ منذ عهد الأفشار حتى المرحلة الراهنة
...
-
صفحات منسية من تاريخ مناضلي الشعب العربي الاهوازي ،الموجز في
...
-
بيان جبهة المشاركة الانتخابي يتجاهل معاناة الشعب العربي الاه
...
-
الاستيطان في اقليم الاهواز مشروع قومي ام لغرض تغيير النسيج ا
...
-
اجتماع هام في بيت متواضع تضامنا مع عمادالدين باقي
-
محنة المفكر الاهوازي الاستاذ يوسف عزيزي ام محنة الحرية في اي
...
-
معمموا النظام الايراني وافنديته وجهان لعملة واحدة
-
استمرار سياسة التطهير العرقي في اقليم الاهواز
-
اقليم الاهواز كثرة الخيرات وكثرة المعاناة
-
مجزرة الأربعاء السوداء الدامية 28 عاما ونضال الشعب العربي ال
...
-
بمناسبة اليوم العالمي للطفولة النظام الايراني يستعد لتنفيذ ح
...
-
النظام الايراني ، تبريد المناطق الساخنة لصالح الشيطان الاكبر
...
-
العواقب الوخيمة لتلوث البيئة في اقليم الاهواز
-
نجاح الاهوازيين وخيبة امل الوفد الايراني *
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|