|
عذرا إخواننا في غزة ...
عبدالله حافيظي السباعي
الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 00:35
المحور:
القضية الفلسطينية
مند بداية القصف الجوي الهمجي الصهيوني على غزة نهاية شهر دجنبر 2008 ونحن نتابع بواسطة وسائل الإعلام المرئية وخاصة قناة الجزيرة تطورات الأحداث المؤلمة في كل أطراف غزة التي يتعرض سكانها إلى أبشع عملية تصفية جماعية بواسطة ترسانة حربية متطورة استعملت فيها طائرات ف16 والاباتشي والطائرات المروحية حيث تم قتل مات الفلسطينيين وجرح أزيد من 3000 جريح والعدد يتضاعف ساعة بعد ساعة ... وتهديم المساجد والمستشفيات والمدارس ومساكن المواطنين ومنازل قادة حركة حماس، وإحراق الشجر والنسل ... انه هجوم وحشي لم تشهد له فلسطين مثيلا مند اجتياح 1948 وحرب ستة أيام سنة 1967 ومجازر شبرا وشلتيلا وأيلول الأسود ... لقد ترك العالم برمته الفلسطينيين في غزة يتعرضون إلى حرب إبادة ممنهجة ، حرب غير متكافئة لا عددا ولا عدة ، نقلت وسائل الإعلام صورا مؤثرة للآلاف الغزاويين المقتولين والمجروحين ومات العجائز وهن يبكين ويستنجدن بالمجهول... ورجال يصبون جام غضبهم على العرب والمسلمين أينما كانوا لأنهم وقفوا مكتوفي الأيدي ولم يسارعوا إلى نجدة إخوانهم وهم في أمس الحاجة إلى من يساعدهم ماديا ومنويا ، عكس الحكام العرب الذين تباينت تصريحاتهم بين شاجب ومهادن ومنافق وساكت ... فان الشعوب العربية والإسلامية في كل أنحاء العالم خرجت إلى الشارع عن بكرة أبيها منددة بالهجمة الشرسة على سكان غزة كما قاموا بإحراق العلم الصهيوني ومحاولة اقتحام السفارات الصهيونية في بعض الدول العربية وبلغ الاحتقان حد سب المواطنين لحكامهم علانية ... الموقف الوحيد الذي اثر في نفوس كل العرب والمسلمين هو موقف حكام مصر الذين امتنعوا على فتح معبر رفح لإيصال المئونة والدواء ونجدة إخوانهم في غزة ، وقد تأثر الجميع لتصريح الرئيس حسني مبارك الذي لم يستحيى عندما قال بان معبر رفح لا يمكن فتحه إلا بموافقة الدولة المستعمرة اسرئيل ، والعذر هنا اكبر من الزلة ... ونفس الشيء يقال عن الموقف المحتشم لحكام الأردن وسوريا ولبنان وخاصة حزب الله الذي سكت أمينه العام حسن نصر الله سكوتا لازال غير مفهوم ...؟ راجيا أن لا يخيب آمالنا فيه ,,,؟ الجميع يتمنى إن تمادت اسرائيل في غيها أن تعمد جماهير دول الطوق إلى نقل مظاهراتها إلى حدود فلسطين لتحطيم الحدود وغزو اسرائل بشريا ونجدة إخوانها في غزة بالنفس والنفيس قولا وفعلا ... أما حكام العرب الآخرين فكلهم شجبوا العدوان شفويا ، منهم من أرسل معونات بعضها عن طريق البحر تم إرجاعها من طرف الاسرائئليين قبل اقترابها من ميناء غزة ، والبعض الآخر أرسل مساعدات عن طريف مطار العريش ولا زل حكام مصر يترددون في السماح لها بالعبور إلى أهالي غزة وهي جاثمة في انتظار الإقفال النهائي للمعبر بعد بداية الهجوم البري... أمريكا عودتنا دائما على خذلاننا والتآمر على كلما هو عربي ومسلم ، فلا يرجى منها خير في الدنيا والآخرة ...الرد المطلوب من عموم العرب والمسلمين أينما كانوا هو مقاطعة السلع الأمريكية إلى أن تعرف هذه الأخيرة أن للعرب والمسلمين موقفا حاسما ورد فعل يعرفون متى يتخذونه ... أما الذب الروسي الذي قزمته أمريكا وأرجعته ذئبا ، فلو بقي ضعيفا مهابا كما كان في القرن الماضي لكان أحسن له من الرفاهية مع المذلة ... لو بقي مهابا لما غزت أمريكا العراق ولما تجرأت إسرائيل على قصف غزة واقتحامها في واضحة النهار وما ستفعله اكبر إذا لم يوقفها المقاومون الحقيقيون عند حدها كما فعل معها حزب الله في جنوب لبنان ... حكام العرب اجتمعوا في جامعتهم العربية وشجبوا العدوان وذهب كل واحد إلى حال سبيله ... أما مجلس الأمن فكل القرارات ستواجه بفيتو أمريكي كالعادة ... لا وجود لحاكم عربي واحد باستطاعته أن يقول للكيان الصهيوني كفى غطرسة ، يل إن حكام مصر يمدون هذا الكيان بما يحتاج إليه من نفط ، وعدة دول عربية لازالت تحتفظ بعلاقات دبلوماسية مع هذا الكيان الصهيوني الغاشم في العلن كالأردن ومصر وقطر وموريتانيا... وفي السر عشرات الدول العربية لا فائدة إلى ذكر أسمائها ... لو قامت هذه الدول بتجميد علاقاتها مع هذا الكيان الصهيوتي ، وهددت دول الطوق بفتح جبهاتها لدخول المقاومين العرب إلى غزة ، أو هددوا باستعمال سلاح النفط ولو لمدة محدودة لتوقفت آلة الحرب الهمجية ورجعت اسرائيل إلى رشدها صاغرة واسترجع الغرب والمسلمين عزتهم وكرامتهم ... أما الحكام الفلسطينيين في الضفة الغربية فقد رضوا من الغنيمة بالإياب وقفوا يتفرجون على إبادة إخوانهم وكأنهم يتشفون فيهم فبعد لأنهم لا يقاسمونهم نفس القناعات ....بعد عشرة أيام من القصف الهمجي والهجوم البري يعلن الرئيس عباس انه سيسافر إلى نيويورك لاستصدار قرار بوقف الهجوم على غزة ، فمتى سيتصدر عباس قراره هذا ؟ اضن أن صالونات وفنادق مدينة نيويورك أريح للرئيس عباس من منطقة الضفة التي تسمع منها طلقات وأهازيج الطائرات النفاثة التي تحمل الفناء لأشقاء عباس فليهنأ الرئيس عباس بإقامة مريحة بالولايات المتحدة الأمريكية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ... أما أنت يا هنيهة ، وشلح ، والزهار وغيركم من قادة الفصائل الفلسطينية ، الذين سكتوا عن الكلام المباج كما سكتت شهرزاد التي أذركها الصباح ... فادخلوا مخابئ آمنة إلى أن ينقشع الضباب لتعدوا قيادة حماس تتكلمون باسم شهدائها وتفوضون بفضل دمائها الزكية .... أما انتم يا أبطال كتائب القسام وألوية حماس وكل المقاتلين الفلسطينيين الأشاوس فنحن نقدر ظروفكم وعتادكم المتواضع ولو تم إمدادكم بالسلاح اللازم للقنتم العدو الغاشم اكبر الدروس في الشجاعة والشهامة والتضحية ، ومع ذلك فانتم مرابطون على خط النار بقطاع غزة الجريح بأسلحتكم المتواضعة، فلكم من الجميع اكبر تقدير وإكبار لأنكم تكتبون تاريخ امتنا العربية والإسلامية بدمائكم وأرواحكم ، فهنيئا لمن بقي على قيد الحياة ، وطوبى لمن استشهد ليبقى عند ربه حيا يرزق في انتظار جنة الفردوس... أما سكان الضفة فعليهم أن يضاعفوا من احتجاجاتهم لشغل العدو وإرباك تحركاته وذلك اضعف الإيمان ... فثوروا في وجه العدو الغاشم ولقنوه دروسا في الشجاعة والتضحية كما يفعل إخوانكم في غزة ، فرسالة جميع الفلسطينيين والعرب والمسلمين أجمعين أن يحاربوا إلى أن تحرر فلسطين السليبة من نير الاستعمار الصهيوني الغاشم ، ويا سكان الضفة لا يخدعكم عباس ومن معه فهم يفاوضون عدوا لا إيمان له وما اخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة ، فمناصب الرئاسة والوزارة لا تكون إلا في دولة محررة لها حدود معلومة معروفة ، وما غير ذلك فما هو إلا ضحك على الذقون ... مساء أمس السبت 3 يناير 2009 بدأ العدو الصهيوني هجومه البري المعزز بالقصف الجوي كان الله في عون سكان غزة المغلوبين على أمرهم وكان الله في عون المجاهدين من كل الفصائل الفلسطينية التي تقاتل عدوة مدجج بكل الأسلحة بأسلحة بدائية ... أما انتم يا حكام العرب العاربة والمستعربة فاذهبوا إلى أروقة الأمم المتحدة لاستصدار قرار لإيقاف النار في انتظار إبادة إخوانكم في غزة فإبادتهم هي السبيل الوحيد لعيشكم مع العدو الصهيوني جنبا لجنب في ذل وهوان ... لا شماتة لكم الله يا إخواننا في غزة فكل المعبر مغلقة في وجوهكم يحرسها جنود من أبناء جلدتكم يمنعون دخول حتى الدواء أما المنافذ الأخرى بما فيها البحر فلا تأتي منها إلا القنابل العنقودية والنبالم تصدونها بصدوركم وأجسادكم فلكم الله يا سكان غزة أما حكام بلدانكم العربية والإسلامية فقد خذلوكم وفضلوا الهروب والسكوت والخذلان والتواطؤ أما الشعوب العربية والإسلامية إنما كانت فلا تملك إلا التظاهر والصراخ وقد قامت به على أحسن وجه وابهر موقفها الغرب وعرفوا أن الشعوب العربية والإسلامية لابد ستأخذ الثأر حتى من حكامها لتعود للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها والله سيحقق الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ... أما انتم يا حكام صهيون بقضكم وقضيضكم بترساناتكم الهمجية وأسلحتكم الفتاكة وبمؤازرتكم من القوى العظمى في العالم ، لن تقتلوا في اغلب الأحيان إلا ألفا أو ألفين من سكان غزة ومن المقاومين الفلسطينيين .. ماذا ستفعلون بالملايين التي ستبقى صامدة همهما الوحيد هو الانتقام منكم مستقبلا ، والى متى ستبقون في منطقة الهجوم والترقب ؟ من الأحسن لكم أن تجنحوا إلى السلم فليس هناك شعب قهره المستعمر بالقوة ولكم فيما عاشه الأمريكيين أولياء نعمتكم من ذل وهوان في الفيتنام وما يعيشونه الآن في العراق وافغانستان اكبر عبرة لمن يريد أن يعتبر ... يجب أن تتيقنوا انه لا يمكن أن تفرضوا أنفسكم على بيئة ترفضكم وفي محيط جغرافي لا يمكنكم الاستقرار فيه إلا برضا سكان الأرض الأصليين وجيرانكم الذين ليسوا سوى الشعوب العربية والإسلامية ، أما حكامها المتواطئين معكم فسيلفظهم التاريخ لا محالة ... فعودوا إلى رشدكم يا حكام صهيون واجنحوا إلى السلم ولن تجدوا من إخوانكم العرب والمسلمين الساميين إلا الاحترام والتقدير لان الإسلام الحقيقي مبني على التسامح والحبة والجدال بالتي هي أحسن ... ألا قد بلغت اللهم فاشهد ...
وحرر بمدينة ورززات يوم الأحد 4 يناير 2009
#عبدالله_حافيظي_السباعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
-
مقتل نحو 30 شخصا بحادث -مروع- بين حافلة ركاب وشاحنة في البرا
...
-
السفارة الروسية في البرتغال: السفارة البرتغالية في كييف تضرر
...
-
النرويج تشدد الإجراءات الأمنية بعد هجوم ماغديبورغ
-
مصر.. السيسي يكشف حجم الأموال التي تحتاج الدولة في السنة إلى
...
-
رئيس الوزراء الإسباني يجدد دعوته للاعتراف بدولة فلسطين
-
-كتائب القسام- تنشر فيديو يجمع هنية والسنوار والعاروري
-
السلطات في شرق ليبيا تدعو لإخلاء المنازل القريبة من مجاري ال
...
-
علامة غير عادية لأمراض القلب والأوعية الدموية
-
دراسة جديدة تظهر قدرة الحليب الخام على نقل فيروسات الإنفلونز
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|