أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ذو الفقار سويرجو - 10 أيام هزَّت قطاع غزة.














المزيد.....

10 أيام هزَّت قطاع غزة.


ذو الفقار سويرجو

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 05:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أكثر من ثلاثة عشر يوماً، تقوم الآلة العسكرية الصهيونية بهجمة شرسة ضد قطاع غزة، هذه الهجمة قسَّمتها إلى عدة مراحل:

المرحلة الأولى هي مرحلة الصدمة، والتي وجهت فيها ضربةً مفاجئةً للعديد من مراكز الشرطة، والمؤسسات المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية، بهدف ايقاع عدد كبير من الضحايا؛ لإحداث صدمة تشلُّ قدرة المقاومة على الرد، أو الاستعداد للرد، وتشكِّل ضغطاً سياسياً على قيادة المقاومة لطلب تدخل أطراف خارجية لحمايتها، أو للمساعدة في توقيع هدنة جديدة حتى ولو كانت بشروط إسرائيلية. ولكنَّ كلَّ ذلك باء بالفشل؛ لأن المقاومة استطاعت امتصاص الضربة بشكلٍ سريع، واستطاعت إطلاق عشرات الصواريخ على البلدات الصهيونية المحاذية للقطاع، حتى وصلت هذه الصواريخ إلى مناطق في عسقلان، وبعد عسقلان، وبئر السبع.. وهي مناطق بعيدة نسبياً.

وانتقلت العملية العسكرية فيما بعد إلى المرحلة الثانية، والتي هدفت إلى تقطيع قطاع غزة إلى عدة مناطق من خلال قصف الطرق الرئيسية الفاصلة بين مناطق القطاع، ومحاولة اجتياح القطاع من ثلاثة محاور: محور بيت لاهيا- محور نيتساريم- محور كوسوفيم، وفي نفس الوقت احتلال الشريط الحدودي في منطقة بيت حانون- بيت لاهيا، وشريط فيلادلفيا، والحدود الشرقية لمدينة غزة، واستطاعت الدبابات الوصول لهذه المناطق وسط إطلاق نار كثيف وقصف طيران متواصل، طوال الأيام السابقة، لكنها واجهت مقاومة عنيفة في كافة المحاور، والتي أعاقت هذا التقدم، وأوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف الجيش، مما اضطرها للتراجع في العديد من المحاور إلى نقطة البدء، وفي محاولة يائسة منها، وبهدف الضغط على المقاومة والقيادة السياسية في غزة، قامت القوة الغازية بقصف منازل المواطنين والتجمعات السكانية والمدارس وسيارات الاسعاف وسيارات وكالة الغوث، ووضع الحواجز الترابية على الطرق لمنع وصول الاسعافات وسيارات الدفاع المدني للمناطق المنكوبة، وتركت الجثث في الشوارع لتنهشها الكلاب، وفي نفس الوقت أوعزت لدول الجوار بطرح مبادرة سياسية مختصرها المفيد إعلان هزيمة المقاومة والقبول بتدويل المناطق التي احتلتها في المرحلة الثانية، وتدويل المعابر، وفي نفس الوقت إنقاذ نفسها من التورط في المرحلة الثالثة.

أما المرحلة الثالثة، فهي المرحلة التي قد تشهد محاولةً جدية للدخول إلى المناطق المأهولة بالسكان، للاشتباك المباشر مع رجال المقاومة، بسبب فشل المرحلة الثانية لاستدراج هؤلاء إلى المناطق المفتوحة في المحاور التي تمت السيطرة عليها جزئياً، وهذا يعني المخاطرة بالمستقبل السياسي للقيادة السياسية في إسرائيل نتيجةً للتورط الحقيقي في مستنقع غزة، ووقوع عدد كبير من القتلى والاصابات في صفوف الجيش، الأمر الذي لا تحتمله القيادة السياسية في دولة الكيان.
رغم أن الجيش جرَّب حظه الليلة الماضية، وحاول الدخول من منطقة القرارة، وحاول التقدم من محور كسوفيم باتجاه خان يونس في محاولة لفصل الاخيرة عن منطقة دير البلح، ودارت معارك شرسة مع المقاومة، والتي أفشلت بدورها هذه المحاولات في كافة المحاور، مما أجبر قيادة الجيش للعودة للمرحلة الأولى وقصف عشرات المواقع التي تم قصفها من قبل، والاعلان على أن المرحلة الثالثة لم تبدأ بعد، وأنه بصدد أخذ قرار بذلك وهذا يعني أن قيادة الجيش تعاني من حالة تخبط غير مسبوقة قد تضطره لتغير جوهري في مسار الخطة بأكملها.
أما من الجهة الأخرى، فقيادة المقاومة موضوعة الآن أمام خيارين:
- إما مذبحة سياسية تتم من خلالها خسارة كل الانجازات التي راكمتها المقاومة منذ سنوات،
- وإما مذبحة عسكرية قد تؤدي إلى وقوع مجازر كبيرة، وتصل في النهاية لنفس نتيجة المذبحة السياسية بتصفية المقاومة والقضية برمتها،
وهما خياران أحلاهما مر.

وبما أننا لم يعد لدينا شيء لنخسره سوى الذل والهوان والتشرد، فخيارنا يجب أن يكون واحداً: هو الصمود في وجه هذه الهجمة، والقتال حتى النهاية، وحتى يصل الجيش الغازي إلى قناعة مفادها أنه لا يوجد هناك حل عسكري، والحل الوحيد هو وقف العدوان ورفع الحصار.

أما خيار الوحدة، فهو خيار فلسطيني ومطلب مُلحّ، للحفاظ على المقاومة والحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وليس التوحُّد من أجل إعلان هزيمة الشعب الفلسطيني أمام الهجمة الصهيونية.

إذن يبدو أن القيادة السياسية في دولة الكيان، لم تتعلم الدرس من حرب جنوب لبنان، خاصةً وأنها نفس القيادة التي فشلت في تركيع المقاومة اللبنانية، وها هي تخاطر مرةً أخرى في محاولتها لتركيع المقاومة الفلسطينية، بدليل أن الصواريخ الفلسطينية لا زالت تسقط ودون توقف على البلدات الصهيونية، وأن المقاومة لم تتأثر حتى بالحد الأدنى من هذا الهجوم، ولا زالت تمتلك القدرة على المناورة والكر والفر، وها هي تجبر الجيش للدخول في المرحلة الثالثة، وهي الاصطدام المباشر مع المقاومة في المناطق غير المكشوفة، وهذا يعني تمديد زمن الهجوم لعدة أسابيع، وقد يكون أشهر، والدخول في حرب عصابات ضروس، ستكلف الجيش الكثير الكثير، خاصة وأن المقاومة لم تُخرج كل ما في جعبتها من مفاجآت. هذه المقاومة، التي لا تراها في الشوراع، ولا الأزقة، وتعلمت كافة الإبداعات التي مارسها حزب الله في معارك 2006 في الجنوب اللبناني، في مجال الاتصالات والكمائن والمباغتة والضرب والاختفاء، مما سيفقد هذا الجيش صوابه، لينتقم بقصف التجمعات السكانية كما حصل في قانا، ومدرسة بحر البقر المصرية، ومدرسة الفاخورة في جباليا، والتذرع بوجود المقاومة وسط هذه التجمُّعات.

في الختام.. نقول إنها حرب فُرضت علينا، وتآمر الجميع، عرباً وعجماً، على إنهاء هذا الملف المزعج لكل هؤلاء، والإصرار على عدم الاعتراف بحقوقنا الثابتة، وحقنا في العيش بسلام في دولة مستقلة كاملة السيادة، أما شكل هذه الدولة فهي مسألة فلسطينية بحتة، وصاحب القرار فيها هو الشعب الفلسطيني وحده.

* رئيس مجلس إدارة إذاعة صوت الشعب - غزة.




#ذو_الفقار_سويرجو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد أحرقت حماس كل السفن ...!!!


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ذو الفقار سويرجو - 10 أيام هزَّت قطاع غزة.