مايكل تشوسودفسكي
الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:13
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إن الغزو العسكري الإسرائيلي لغزة له علاقة مباشرة بالرغبة في السيطرة على الإحتياطات البحرية من الغاز الطبيعي و تملكها.
إنها حرب غزو إستعمارية.في سنة 2000 تم إكتشاف إحتياطات هامة من الغاز الطبيعي على شواطي غزة.
إن المجموعة الغاز البريطانية وشركائها,"كنسوليدايت كونتراكتور أنتارنشيونال كومباني" التي يوجد مقرها بأثينا والمملوكة من طرف عائلتي خوري و الصباغ اللبنانيتين,قد حصلت على حق إستكشاف الغاز من خلال إتفاق لمدة 25 سنة تم إمضائه مع السلطة الفلسطينية في نوفمبر 1999.
إن حقوق ملكية حقول الغاز البحرية مقسمة على النحوو التالي: 60 بالمائة لمجموعة الغاز البريطانية.30 بالمائة للشركة المملوكة للعائلتين اللبنانيتين و10 بالمائة لصندوق الإستثمار المملوك للسلطة الفلسطينية.(هريتز 21 أكتوبر 2007).
إن الإتفاق بين الأطراف الثلاثة السابق ذكرها يشمل تنمية الحقل و بناء خط أنابين غاز.( ميدل إيست إكونوميك ديجيست, 5 جانفي 2001).
إن ترخيص مجموعة الغز البريطانية يشمل كل شواطيء غزة الملاصقة للعديد من منشآت الغاز البحرية الإسرائيلية(الخريطة في التحت).و ما يجب ملاحظته هو أن 60 بالمائة من أحتياطات الغاز على طول شواطئ غزة-إسرائيل تعود ملكيتها الى فلسطين.
و في سنة 2000 قامت مجموعة الغز البريطاني بحفر حقلين : غزة مارين 1 وغزة مارين 2.وتقدر نفس المجموعة الإحتياطات من الغز بـ1.4 ترليون متر مكعب تقدر قيمتها بـ4 بليون دولار.تلك هي المعطيات الي قدمتها المجموعة الغاز البريطانية للعموم.و يمكن لإحتياطات الغاز الفلسطينية أن تكون أكبر من ذلك.
من يملك حقول الغاز
إن قضية السيادة على حقول غاز غزة هي مسالة حيوية.ومن وجهة نظر قانونية هي ملك لفلسطين.
إن موت ياسر عرفات وإنتخاب حكومة حماس وإنهيار السلطة الفلسطينية كل ذلك سمح لإسرائيل أن تفرض هيمنة أمر واقع على إحتياطات غزة من الغاز الطبعي البحرية.
و أصبحت مجموعة الغز البريطانية تتعامل مع حكومة تل أبيب.و في المقابل تم تجاوز حكومة حماس في ما يتعلق بحقوق الإستكشاف و تنمية حقول الغاز.
لقد كان إنتخاب رئيس الوزراء أرييل شارون في 2001 نقطة مفصلية. وقد تم تحدي السيادة الفلسطينية على حقول الغاز في المحكمة العليا الإسرائيلية.وقد صرح شارون "إسرائيل لن تشري أبدا الغاز من فلسطين" عانيا بذلك أن حقول غاز غزة تعود ملكيتها الى إسرائيل.
و في سنة 2003 عارض شارون إتفاقا كان يمكن أن يسمح لـبريتش غاز بتوفير الغاز الطبيعي لإسرائيل من حقول غاز غزة البحرية.(الأنتبندنت 19 أوت 2003).
و كان من نتائج الإنتصار الإنتخابي لحماس في 2006 إضعاف السطلة الفلسطينية التي أصبحت مقتصرت على الضفة الغربية برئاسة النظام الكرزائي لمحمود عباس.
و في 2006 كانت بريتش غاز "قريبة جدا من إمضاء إتفاق ضخ الغاز الى مصر".(تايمز, 23 ماي 2007)وحسب تقارير تدخل رئيس الوزراء البريطاني توني بلار بالنيابة عن إسرائيل بهدف منع الإتفاق مع مصر.
و في العام الموالي,في ماي 2007,وافقت الحكومة الإسرائيلية على إقتراح من رئيس الوزراء إهود ألمرت بـ"شراء الغاز من السلطة الفلسطينية".و كان العقد المقترح بقيمة 4 بليون دولار بارباح قيمتها 2 بليوم دولار منها بليون دولار كانت ستعود الى الفلسطينيين.
لكن تل أبيب لم يكن في نيتها تقاسم الأرباح مع فلسطين.وقد شكلت الحكومة الإسرائلية فريق تفاوض لإنجاز إتفاق مع بريتش غاز متجاوزة كلا من حكومة حماس والسلطة الفلسطينية:
"سلطة الدفاع الإسرائيلية تريد التدفع للفلسطينين في شكل سلع وخدمات وأكدت على أنه لا يجب أن تصل أي أموال الى الحكومة المسيطر عليها من قبل حماس".(نفس المرجع السابق)
وكان الهدف هو إلغاء الإتفاق الممضى سنة 1999 بين بريتش غاز و السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.
وحسب إتفاق 2007 المقترح مع بريتش غاز فان الغاز الفلسطيني من حقول غزة البحرية كان سيتم نقله بواسطة خط أنبيب بحري الى الميناء الإسرائيلي في عسقلان ومن هو ما يحول مراقبة بيع الغاز الطبيعي الى إسرائيل.
فشل الإتفاق و تم تعليق المفاوضات :
"مائير دغان عارض الإتفاق لدواعي أمينة ذلك أن العملية يمكن أن تمول الإرهاب".(عضو الكنسيت جلعات إردان خاطب الكنسيت حول تفكير رئيس الوزراء إهود ألمرت في شراء الغاز من الفلسطينيين في حين أن الأموال مدفوعة لهم ستستفيد منها حماس 1 مارس 2006 ذكره الليتنون جنرال موشي يعلون,هل إمكانية شراء بريتش غاز من شواطئ غزة يهدد الأمن الإسرائيلي, مركز القدس الشؤون العامة,أكتوبر 2007).
كانت نية إسرائيل إبعاد إمكانية أن تدفع الأموال للفلسطينيين.وفي ديسمبر 2007 إنسحبت بريتش غاز من المفاوضات مع إسرائيل وفي جانفي 2008 أغلقت مكتبها في إسرائيل.(موقع بيجي على النات).
مخطط الغزو على الطاولة
إن مخطط غزو غزة تحت إسم "الرصاص المسكوب" كان موضع بحث منذ جوان2008 حسب مصادر عسكرية إسرائيلية :
"مصادر في المؤسسة العسكرية قالت أن وزير الدفاع إهود براك أمر قوات الدفاع بتحضير العملية منذ 6 أشهر(جوان أو قبل جوان),رغم أن إسرائيل كانت بصدد بداية مفاوضات من أجل وقف إطلاق النار مع حماس"(براك دفيد,عملية الرصاص المسكوب:الهجومات الجوية الإسرائيلية جاءت بعد أشهر من التخطيط, هاريتز, 27 ديسمبر 2008)
في نفس الشهر إتصلت السلطات الإسرائيلية ببريتش غاز بهدف معاودة مفاوضات هامة بهدف شراء غاز غزة الطبيعي :
"كلا من وزير المالية الجنرال ياروم أرياف ووزير البنى التحتية الجنرال هازي كوغلر وافقا على إعلام بريتش غاز برغبة إسرائيل بتجديد المحادثات.
وأضافت المصادر أن بريتش غاز لم ترد الى حد الأن على الطلب الإسرائلي,لكن من الممكن لموظفي الشركة أن ياتوا الى إسرائيل خلال أسابيع من التباحث مع ممثلين رسميين للحكومة".(غلوبز أونلاين- 20 جوان 2008)
قرار تسريع المفاوضات مع بريتش غاز تصادف من حيث التوقيت مع التخطيط لغزو غزة الذي بدأ في جوان.ويمكن أن يظهر أن إسرائيل كانت قلقلة بصدد الوضول الى إتفاق مع البريتش غاز قبل بداية الغزو الذي كان قد بلغ مرحلة متقدمة من التخطيط له.
أكثر من كانت المفاوضات مع بريتش غاز جارية بقيادة إهود ألمرت مع معرفة أن غزوا عسكريا كان على طاولة التخطيط.و من شبه المؤكد أن إعادة تخطيط مجالي سياسي ما بعد حربي لغزة كان يتم التفكير فيه من طرف الحكومحة الإسرائيلية.
و بالفعل كانت المفاوضات بين بريتش غاز الرسميين الإسرائليين جارية في أكتوبر 2008 ,2-3 أشهر قبل بداية قصف الطيران الحربي في 27 ديسمبر.
وفي نوفمبر 2008 قام وزير المالية ووزير البنى التحية باعطاء أوامرهما لشركة الكهرباء الإسرائيلية بالدخول في مفاوضات مع بريتش غاز من أجل شراء الغاز الطبيعي من بي جي المستخرج من شواطئ غزة.(غلوبز, 13 نوفمبر 2008)
"وزير المالية الجنرال أرون أرياف ووزير البنى التحتية الجنرال هازي كوغلر كتبا حديثا الى مدير شركة كهرباء إسرائيل عاموس لاسكر لأعلامه بقرار الحكومة بالسماح بالتقدم في المفاوضات بالتوافق مع برنامج العمل الذي وافقت عليه في بداية السنة.
وافق فريق عمل شركة الكهرباء الإسرائيلية الذي كان على رأسه الرئيس موتي فريدمان على مبايءالتفاوض منذ أسابيع قليلة.وسوف تبدأ المفاوضات عندما تتوفر أسس صلبة لها".(غلوبز, 13 نوفبر 2008)
غزة والجغرافيا السياسية للطاقة
إن الإحتلال العسكري لغزة يهدف الى تحويل السيادة على حقول غاز غزة الى إسرائيل وهو ما يشكل إنتهاكا للقانون الدولي.
ماذا سوف يحدث بعد الغزو؟
ما هي نوايا إسرائيل في علاقة بإحتياطات فلسطين من الغاز؟
إعادة هيكلة مجالية مع وجود قوات إسرائلية و/أو "قوات حفظ سلام"؟
عسكرة كامل شواطئ غزة,وهي الشواطئ الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل؟
المصادرة غير القانونية لحقول الغاز الفلسطينية و الإعلان من جانب واحد لسيادة إسرائيل على المياه الإقليمية لغزة؟
إذا كان ذلك هو ما سيحصل فان حقول غزة سوف تلحق بالمنشآت الإسرائيلية و هي الملاصقة لمنشأت قطاع غزة(الخريطة رقم 1 في الأعلى).
إن هذه المنشآت البحرية المتنوعة ترتبط كذلك بالشبكة الإسرائيلية لنقل الطاقة التي تمتد من ميناء إيلات,وهونهاية خط أنبيب لتقل النفط على البحر الأحمر,الى ميناء عسقلان وهو ذلك نهاية خطط أنابيب لنقل النفط,ثم الى الشمال باتجاه حيفا و من الممكن الى ميناء سيهان التركي من خلال خطط أنابيب تركي-إسرائيلي مقترح.
سيهان هو نهاية لخطط أنابيب باكو-تبليسي- سيهان العابر لبحر قوزين."ما هو مخطط له هو ربط خط أنبيب بحر قزوين مع الخط العابر لإسرائيل خط أنابيب إيلات-عسقلان المعروف كذلك باسم إسرائيل تايبلاين"( أنظر مايكل تشوسودفسكي, الحرب على لبنان والمعركة من أجل النفط,غلوبال ريسرتش, 23 جويلية 2006).
http://www.globalresearch.ca/index.php?context=va&aid=11680
ترجمة : محمد البلطي
#مايكل_تشوسودفسكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟