|
عامان على إعدام الطاغية
دلور ميقري
الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور:
حقوق الانسان
1 سيحلّ إذاً عام 2007 ، الجديد ، بدون صدّام حسين . سيكون عاماً أفضل بدونه ، ولا شك . العجب ، فعلاً ، أنّ هذا الطاغية قد بقي كل هذه المدة بعيداً عن حبل المشنقة ، بعدما هوى صنمه في التاسع من نيسان ، الأغر ، لعام 2003 ؛ الحبل نفسه ، الذي يُقال أنه تمّ الإحتفاظ به ـ كذكرى من عهده ، الميمون . لطالما إرتفعت هامات أحرار العراق ، وأفضل أبنائه ، على مشانق هذا العفلقيّ ، الغاشم : الآن ، سيكون هؤلاء هناك ، شهوداً على نهايته المخزية .
2 غداً عيدُ . سيصحو أطفالُ بغداد ، وغيرها من مدن الرافدين ، على تهليلة مختلفة نوعاً ؛ تهليلة المظلومين على الأرض ، المتصاعدة إلى عنان السماء : " الله أكبر الله أكبر الله ، أكبر .. لا إله إلا الله " ؛ تهليلة المستضعفين ، المُبَشرين بملك الأرض . لأول مرة ، عيدٌ بلا طاغية ، في تلك الأرض . بلا ثقفيّ ولا عثمانيّ ولا بعثيّ !
3 غداً مأتمُ ، أيضاً . ستصحو العقولُ الغفلة ، بين المحيط والخليج ، بلا صدّاماً . بلا سيفَ العرب ! منذ البارحة ، صدحَتْ المناحة في " جزيرة " الأعراب ؛ المناحة المكررة ، المستنسخة عزاء الزرقاوي ، المجاهد الشهيد ! فضائيتنا هذه ، المجاهدة في جيرتها للقاعدة الأمريكية ، الكبرى ، إستنفرتْ مراسليها في مختلف العواصم العربية ، ليستقرئوا آراءَ " طيور الظلام " التي على شاكلتهم : " صدّام قائد الأمة ! .. السيّد الرئيس سيصبح شهيداً مخلداً في ضمائرنا ! " ، يزعقُ هذا وذاك في الشوارع العربية ، الثكلى .
4 غداً عيدُ ، رغم كل شيء . من بعد ، لن يقدر كائناً من كان ، أن يسرق فرحة أطفال الرافدين عرباً وكرداً وتركماناً وآشوريين وكلداناً وشيعة وسنة ونصارى ويهوداً وصابئة وإيزديين . ليسَ ثمة مخابرات برزان ، كيما تسوقهم من عمق غفوتهم وأحلامهم إلى كابوس محكمة عواد البندر : عواد !! لكأنما إسمُ هذا الشقيّ صفة ً لمهنته تلك ، القديمة ، في رفع أعواد المشانق ؟ .. من بعد ، ليسَ هناك طلائع بعث ، ولا شبيبته ، كيما تسوق أولئك الأطفال ـ كقطيع طائع ـ نحوَ منصّة " أبي عديّ " ، المنصوبة تحت قوس النصر ، والمكللة بمجد زائف وبندقية برنو : لأنه في المكان ذاته ، ربما ؛ هناك ، سيكون طاغيتنا الظالم منتصباً أمام الأطفال ، الأبرياء ، على منصة الإعدام ، وبكامل قامته الذليلة .
* جواب الكاتب عن سؤال لصحيفة " إيلاف " ، يتعلق بتنفيذ حكم الإعدام بصدّام ، في نهاية العام 2006
#دلور_ميقري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بشارة !
-
طفل طهران وأطفال فلسطين
-
سماحة السيّد وسيّده
-
النصّ والدراما : إنحدارُ المسلسلات السوريّة
-
ثمرَة الشرّ : القِبلة ، القلب
-
السّهلة ، المُمتنع 4
-
السّهلة ، المُمتنع 3
-
السّهلة ، المُمتنع 2
-
ثمرَة الشرّ : السَّهلة ، المُمتنع
-
جَمرة المتعَة والألم 5
-
جَمرة المتعَة والألم 4
-
جَمرة المتعَة والألم 3
-
جَمرة المتعَة والألم 2
-
ثمرَة الشرّ : جَمرة المتعَة والألم
-
جادّة الدِعَة والدّم 4
-
جادّة الدِعَة والدّم 3
-
مَراكش ؛ واحَة المسرّة
-
جادّة الدِعَة والدّم 2
-
مَراكش ؛ ساحَة الحُبّ
-
نزار قباني ؛ نموذج لزيف الدراما الرمضانية
المزيد.....
-
وزير الاقتصاد: القطاع الخاص الفلسطيني ركيزة أساسية في تنفيذ
...
-
فيديو.. أسرى محررون يروون ثلاثية -التعذيب والتجويع الإذلال-
...
-
المغرب.. اعتقال منفذي عملية اختطاف سيدة بطريقة -هوليودية-
-
سوريا.. إلقاء القبض على مسئول أمني سابق ارتكب جرائم قتل وتعذ
...
-
معاناة الأسرى المفرج عنهم بسبب التعذيب والتنكيل داخل سجون ال
...
-
الجزيرة نت تفتح ملف المعتقلين السوريين في سجن رومية اللبناني
...
-
المرسوم الرئاسي وملف الأسرى
-
عدالة القضية الكردية وتطلعاتها المشروعة
-
صمود المقاومة أركع العدو الصهيوني الأميركي مجددا في صفقة الأ
...
-
وكالة الاونروا: 40 ألف فلسطيني اجبروا على مغادرة منازلهم بال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|