أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزاق عبود - غزة اسبارطة العرب














المزيد.....

غزة اسبارطة العرب


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تذكرنا الاتهامات الموجهة للمقاومة الفلسطينية بابطال المقاومة الاغريق. وقتها كانت اليونان ممالك موزعة على المدن كما هو حال العرب اليوم. وعندما اراد الامبراطور الفارسي ان يحتلها بجيوش جرارة، واكبر اسطول حربي عرفه العالم القديم، وبأله عسكرية جبارة. بعد ان بسطت هذه الجيوش سيطرتها على الشرق القديم، واتجهت الى بلاد الاغريق. افزعت المدن الاغريقية قوة تلك الجحافل الجرارة، وباسم الواقعية، وانقاذ ما يمكن انقاذه، وانه لا يمكن مواجهة هذه القوة الغاشمة...الخ من حجج المتخاذلين القدم والجدد. كانت اسبارطة هي المدينة الوحيدة التي يحكمها ملك مقيد بدستور وبرلمان ارادته فوق ارادة الحاكم. لكن معظم النواب فكروا بامتياراتهم، وعروض الغازي الفارسي المغرية، ورفضوا الاستجابة لدعوى ملكهم الشجاع ليدنيوس بالخروج ومقاومة الغزو. تبعه مقاتلين من مدن اخرى تخلوا عنه بعد رؤيتهم حجم القوة الغازية. لكن المجموعة التي كانت معه وتدربت معه على فنون القتال وكانوا يعتبرون من القوات الخاصة بالمفهوم العصري. لكن اهم ما كان يجمعهم ثقتهم المطلقة باخلاص، وشجاعة ملكهم، واعتقادهم الراسخ بان ما يقومون به هو الدفاع عن مملكتهم الديموقراطية.300 رجل من الفولاذ البشري حاولوا اي يصدوا اكبر جيش عرفه العصر القديم. زوجه الملك حاولت اقناع مجلس النواب بارسال الجيوش لدعم زوجها وفشلت لان الملك خرج عن سلطة البرلمان وكانوا يعدون العدة لمحاكمته اذا عاد حيا. لكن انكشاف الخونة، ووصول واحد من الجرحى الباقين من هؤلاء الثلاثمائة مقاتل وهو يصف كيف قاتلوا، وصمدوا، ولم يستسلموا رغم كل الاغراءات والعروض التي قدمت. وان الملك الحر لم يفكر بسلطته، ولا عرشه، بل بكرامة مملكته، ومصير نسائها واطفالها المهددين بالعبودية. لما سمع سكان المدن الاغريقية الاخرى، وعرفوا الحقيقة توحدوا تحت قيادة المقاتل العائد بجيش جرار وهزموا الجيش الذي لم يهزم. وعاد الامبراطور الذي اعلن نفسه الاها، خائبا هاربا. واليوم توجه نفس الاتهامات للمناضلين الصامدين بوجه اغشم قوة عسكرية عرفها التاريخ، ويقفون بوجه الجيش الذي اعلنوه لا يهزم. بالامس خذل العرب المقاومة اللبنانية بنفس الحجج التافهة، ونفس الاصوات الخائنة، والادعاءات المريضة. لكن المقاتلين الفلسطينيين صامدين، ومن يسقط، او يموت، وما يتهدم، ويحرق، ويدمر فيجب توجيه اللوم للقتلة الغزاة لا للمقاومين الصادمين الابطال. قد يفنى المقاتلين عن بكرة ابيهم. لكنهم سيعودون وسيعرف العرب والعالم ان من ضيع فلسطين في العالم 1948 هم انفسهم من يفرطوا اليوم بالشعب الفلسطيني ومقاومته مرة اخرى، وهم انفسهم الذين خذلوا اللبنانيين.لقد خلد التاريخ ال300 بطل الذين دافعوا عن كرامة اسبارطة وسيخلد اسماء المدافعين عن غزة وكرامتها.

انا لا اؤمن بالاية القرآنية القائلة: "وكم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة باذن الله" لانه لو كان الله موجودا، لما، سمح بهذه الجرائم الفظيعة، وهذا العدد الهائل من الخونة، وعرابي الخيانة تحت مختلف الحجج، والذرائع، والاسماء. ولكني اؤمن ان المقاومة انتصرت في كل مكان وانه لن يضيع حق ورائه مطالب، وان العراقيين هزموا الانكليز باسلحة بدائية بسيطة، وكانت ذات الاصوات التي ترتفع اليوم هي التي اخمدت الثورة وليس قوة الانكليز. وان الجزائريين انتصروا على فرنسا، وكذلك فعل الفيتناميون، والليبيون، والاثيوبيون على ايطاليا. ولان الغزاة الصليبيين بقوا مئات السنين ثم انهزموا ورحلوا. ولان السجين مانديلا صار رئيسا للدولة التي سجنته، ولان السلطات الكندية، والامريكية، والاسترالية، والنيوزلندية اعترفت وادانت جرائمها بحق الشعوب الاصلية، وسياتي اليوم الذي تكنس فيه الشعوب العربية كل الخونة و تكنس معها كل العصابات الصهيونية من ارض فلسطين المناضلة. لقد استخف بعض الجنارالات الروس،سرا، بقدرة فيتنام وزعيمها "هو شي من" والقائد الاسطورة "جياب" لكنهم سلحوهم ليقفوا بوجه الغزو الامريكي. ويهزموا اليانكي شر هزيمة. لكن "جنرالات" مبارك، يسخرون من حماس وصمود اهل غزة في الفضائيات ويدعوهم الى الاستسلام، والتحول مثلهم الى بيادق في ايدي العدو الصهيوني. لكن شعب مصر وجيش مصر، سينتقما لكرامتهم، وكرامة غزة الصامدة كما صمد وتحدى العدوان الثلاثي الغاشم. وكما هزم الجيش الصهيوني في لبنان المقاومة سيهزم في غزة الصادمة.



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم كله يدين اسرائيل وثوري الامس يدافعون عنها
- اسرائيل تحرق غزة وعباس يخنق الضفة
- مبارك وباراك وعباس يحولون غزة الى مجزرة بشرية
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- اقليم البصرة لعبة جديدة للاحزاب الاسلامية للتخلص من مسؤولية ...
- كلام مفيد للنائب مفيد
- الفيدرالية مخطط لتقسيم العراق (1)
- امريكا بحاجة الى العراق وليس العكس
- الغاء المادة خمسين ايعاز بابادة المسيحيين
- الامريكيون الشرفاء والعراقيون الحقراء!
- اعداء العراق يقتلون اصل العراق
- لماذا مسابقة علم ونشيد ولدينا اجمل علم واحلى نشيد يا مفيد؟!
- الانهيار المالي للامبريالية هل يعيد توازن البعض؟!
- غول المحاصصة يلتهم سكان العراق الاصليين
- يانبي العصر كارل ماركس انهض فقد صدقت جل نبوئاتك
- ليس ضروريا ان نستبدل ايران باسرائيل ايها الصديق طارق حربي
- شكرا جاسم المطير عذرا عزيز الحاج
- الفلاح خروتشوف كان سينجح افضل من البيروقراطي غورباتشوف
- ارهاصات الغربة
- يتظاهرون ضد صور محمد ويغتصبون بنات محمد


المزيد.....




- من الصين إلى تشيلي والمكسيك.. بعض البلدان تعاني حرارة شديدة ...
- مقتل إسرائيلي بالرصاص بالضفة الغربية والجيش يعلن فتح تحقيق
- -اليونيفيل-: استهداف المواقع الأممية في لبنان أمر مرفوض 
- باتروشيف: مسؤولو الغرب يروّجون الأكاذيب حول روسيا للبقاء في ...
- هجوم محتمل للحوثيين في اليمن يستهدف سفينة في خليج عدن
- مقتل إسرائيلي في إطلاق نار في قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة ...
- كشف سبب الموت الجماعي للفقمات في مقاطعة مورمانسك
- دعوة روسية للحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي مع إيران
- عالم سياسة أميركي: حماس تنتصر وإستراتيجية إسرائيل فاشلة
- فيديو يرصد الحادثة.. السلطات الأردنية توضح طبيعة -انفجار عمّ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رزاق عبود - غزة اسبارطة العرب