أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - بورصة وحمير رسالة إلى رفيق في قضاء (طويريج )














المزيد.....

بورصة وحمير رسالة إلى رفيق في قضاء (طويريج )


ضياء حميو

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:51
المحور: كتابات ساخرة
    


رفيقي العزيز..!

تحية محبة وسلام ،كيف انتم في " طويريج " ،أتمنى أن تكون أنت وجميع الأحبة بخير
أما بعد، كنت قد كلفتني في إحدى رسائلك عن الإجابة عن سؤالك حول " البورصة، وأزمة العقارات، والانهيار الذي حصل..الخ
وأقول : والله يارفيقي العزيز ومالك علي يمين ،إن معلوماتي الاقتصادية بسيطة جدا،ولذا توجهت طالبا العون من منظرينا الاقتصاديين المحترمين ،برسالة مفتوحة مع ملاحظة أن تُكتب بلغة بسيطة ، كي نفهمها..!
وكما يقول المثل: أذن من طين، وأذن من عجين
حين نقول لهم : لماذا لاتكتبون مانفهم ؟ يجيبون : لماذا لاتفهمون مانكتب..!
المهم عن أزمة البورصة والعقارات، وجدت مثالين بقصتين ظريفتين، أتمنى أن تُجيب عن بعض تساؤلاتكم، القصة الأولى من هولندا عن بورصة الزهور، والثانية عن بورصة الحمير لك أن تختار لها بلدا، مع احترامي الشديد الصدق لهذا الكائن الصبور الذي ابتلى بالإنسان.

بورصة الزهور " زهرة التوليب "

التوليب جنس من النباتات الزهرية التابعة لفصيلة السوسن
تعاظمت شعبية التوليب في هولندا، بعد أن تعرفت عليه أوروبا عن طريق الإمبراطورية العثمانية في منتصف القرن 16، انطلق الأثرياء في تنافس محموم لامتلاك أكثر الأبصال ندرة، و تعاظمت المنافسة حتى وصلت الأسعار حدوداً عالية،و سرعان ما تحولت الزهرة إلى موضوع تفاخر و رمز للرفعة. أصناف محددة من النبتة حملت أسماءً خاصة مميزة اشتق بعضها من أدميرالات البحرية الهولندية. و قد ظهرت أكثرها روعة بما حملته من ألوان حية، و خطوط، بدت كألسنة اللهب، و ذلك بعد أن تعرضت بعض أنواعها لعدوى فيروس خاص بأبصال التوليب.
لو رغبت بشراء نوع محدد من أبصال التوليب في عام 1623 ، أو بالأحرى بصلة واحدة منها، فذلك سيكلفك نحو ألف فلورينة، و هي العملة المستخدمة آنذاك في المنطقة، و لتقدر ذلك يكفي أن تعرف أن متوسط الدخل السنوي للفرد آنذاك كان يعادل 150 فلورينة. لم يقتصر تداول التوليب على النقود، بل تمت مقايضتها بالأراضي والمواشي والبيوت. و يُزعم بأن المتداول الجيد كان يحقق أرباحاً تصل إلى 60 ألف فلورينة في الشهر الواحد.. و للمقارنة نذكر بأن طناً من الزبدة لا يكلف سوى 100 فلورينة، ، و سُجل رقم قياسي ببيع بصلة شهيرة باسم "سمبر أوغسطين" مقابل 6.000 فلورينة.
مع حلول عام 1636 دخلت الأبصال السوق المالي في كثير من بلدات هولندا ليتم تداولها هناك، مما شجع كافة فئات المجتمع على الدخول بأموالهم أو بممتلكاتهم للمضاربة عليها. و حقق بعض المضاربين أرباحاً ضخمة. و آخرون خسروا كل أو ما يزيد على ما كانوا يملكونه. لقد قام البعض ببيع أبصال التوليب التي زرعوها للتو، و باع آخرون أبصال التوليب التي ينوون زراعتها!! فيما يشبه تداول العقود الآجلة، و قد وصفت هذه الظاهرة بأنها (قبض ريح) أو "تداول الهواء".
في شباط/فبراير من عام 1637 لم يعد متداولوا البصل يحصلون على عروض شراء أعلى مقابل البصل، و بدأوا البيع. لقد انفجرت الفقاعة. و أخذ الشك يراود الناس بأن الطلب على بصل التوليب سيختفي، و هذا ولد ذعراً عارماً. أصحاب العقود الآجلة باتوا يحملون عقوداً لا يساوي سعرها الحالي عُشر ما نصت عليه العقود، و كثيرون آخرون ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم يحملون أبصالاً لا تساوي قيمتها جزءاً صغيراً من السعر الذي دفعوه للحصول عليها. و حسب ما زعم، فإن آلاف الهولنديين، بمن فيهم رجال الأعمال و أصحاب المناصب، انهاروا مالياً.
بُذلت محاولات لتصحيح الوضع بما فيه مصلحة كل الأطراف لكنها باءت بالفشل. بعض الأفراد تورطوا بالأبصال بعد أن حصل الانهيار، و ما من محكمة ستجبر أحداً على تسديد قيمة العقود الآجلة، فالقضاة اعتبروها عقود مقامرة، لا تحظى بحماية القانون.
نسخ مشابه من جنون التوليب اجتاحت باقي مناطق أوروبا، لكنها لم تبلغ ما بلغته الأمور في هولندا. ففي إنكلترة عام 1800 كان من الشائع أن يشتري المرء بصلة توليب واحدة بمبلغ يكفي عاملاً وعائلته حاجتهم من الطعام و الشراب و الملبس طوال 6 أشهر.
بورصة الحمير
يحكى إن رجلا ذهب إلى قرية نائية، عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات ، فباع قسم كبير منهم حميرهم، بعدها رفع الرجل السعر إلى 15 دولارا للحمار،فباع آخرون حميرهم، فرفع الرجل سعر الحمار إلى 30 دولارا فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى نفذت الحمير من القرية. عندها قال الرجل لهم أشتري منكم الحمار بـ50 دولار ثم ذهب إلى استراحته لتمضية أجازة نهاية الأسبوع . في هذا التوقيت جاء مساعده إلى القرية وعرض على أهلها أن يبيعهم حميرهم السابقة بـ 40 دولار للحمار الواحد. فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير للرجل الذي عرض الشراء منهم بـ 50 دولار للحمار، لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم بل و استدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج كل السيولة الاحتياطية لديه، كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسب سريع. ولكن للأسف بعد أن اشتروا كل حميرهم السابقة بسعر 40 دولارا للحمار لم يروا الشاري الذي عرض الشراء بـ 50 دولار ولا مساعده الذي باع لهم. وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس وأصبح لديهم حميرا لاتساوي حتى خُمس قيمة الديون،بمعنى آخر أصبح في القرية ديون وحمير.
رفيقكم
ضياء حميو
[email protected]


هامش
معلومات الحكاية الأولى من " ويكيبيديا " ، أما الثانية فمن مدونه على الانترنت ،مجهولة المصدر.



#ضياء_حميو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - كالوا الشمعة تريد -
- تجارب دنماركية 7... أسلحة الدمار الشامل العراقية في الدنمارك
- لاتنتخبوا الشيوعيين العراقيين ! لعشرين سبب:
- تجارب دنماركية 6 معوق في الدنمارك
- راقصة الستربتيز وكارل ماركس
- تجارب دنماركية 5 استبداد ديمقراطي
- تجارب دنماركية 4 حين صار جيبي منفضة سجائر
- تجارب دنماركية (3) مكتبات الشعب
- تجارب دنماركية 2 - 1.5 مليون جندي دنماركي -
- تجارب دنماركية (1) زلزال في مدرسة دنماركية
- ستُ تنهيدات
- نداء عاجل إلى كل الكتاب، والمحللين، والمنظرين..المحترمين .!
- رسالة من - عبد الزهرة - الكربلائي الى السيد .........
- ساقية ٌ في الرأس
- عِناد يساري
- فائض القيمة للأطفال دون سن العاشرة
- يومَ اغتالوا - جبران -
- رسالة اعتذار لسيدتين مسيحيتين
- أغنية للرفيق جيفارا
- العام التاسع


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ضياء حميو - بورصة وحمير رسالة إلى رفيق في قضاء (طويريج )