|
هل كتب علينا ان يحكمنا هؤلاء
ايليا الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المراقب والمتابع للحملات الانتخابية الجارية الان سواء اكانت المقروءة ام المسموعة ام المرئية يصيبه الذهول والاستغراب بل والسخرية من بعضها ، ويكتشف ان هناك ثقافة وتحولا جديدا بدء بالبروز في الساحة العراقية لا يبشر بالخير وليس بالظاهرة الصحية ومع الاسف يمكن القول ان اغلبها من الضحك على الذقون وعملية خداع وتسطيح وتسلق ممقوت وكذب مفضوح .... فانتخابات مجالس المحافظات التي يعد ويحضر لها ستجري في عموم العراق كما هو معلن ، الا اننا سنتحدث عن وسط وجنوب العراق لان شمال العراق محسوم امره قهرا واجبارا الى الحزبين الكرديين بدعاية انتخابية او بدونها فاوراق التصويت ستملئ للحزبين الكرديين وقلة قليلة حفاظا على ماء الديمقراطية ستكون لاخرين وهذا الامر سيبقى هكذا مادامت الدكتاتورية هي الحاكمة في الشمال منذ سنوات قبل الاحتلال وبعده . واما وسط وجنوب العراق فيشهد حراكا شديدا وصل الى التصفيات الجسدية بعد ان كانت التصفيات المعنوية هي الابرز من تشويه وتسقيط وافتعال ازمات للمعارضين او من يسمون الكتل الصغيرة . وتقريبا يمكننا القول ان الصراع يتركز على الاغلبية الصامتة الفاعلة الغير منتمية لاية جهة والتي اسميناها فاعلة لان بيدها هي فقط ترجيح اية كفة . والمتابع يلحظ حدة وسرعة وقساوة وووو في الحملات الانتخابية وكأن الامر ليس لانتخابات مجالس المحافظات وانما لانتخابات رئاسية او برلمانية وما ذا الا لان الجميع يعلم ان مصير الكثير من المخططات تعتمد على هذه الانتخابات وان زوال وبقاء بعض الكتل والافراد تعتمد على هذه الانتخابات فالكل سيعرف حجمه الحقيقي في هذه الانتخابات ، فالمعركة معركة مصير واثبات وجود ومن لا ينجح فيها فمصيره الاقصاء والزوال لاحقا . والجميع الوطنيون وغيرهم من العملاء يفهمون الامر جيدا لذا نرى حرارة الحملات الانتخابية قد ارتفعت بصورة لم نعهدها حتى خارجا . فالماكينات الاعلامية للاحزاب والكتل تعمل ليل نهار دون هوادة صدقت في مدعاها ام كذبت واصبح التمييز متعسرا نتيجة ترافق ذلك مع حملات التشويه على الاخر . ولو عرضنا بعض شعارات المرشحين ثم الكتل سنجد خطورة توجه ما بدء يظهر الى العلن في المجتمع العراقي يصح وصفه بالكذب والخداع والشراهة الغير محدودة فلا يعقل ان الجميع هم من الوطنيين الشرفاء الذين همهم خدمة الوطن والمواطن وطبعا لايعقل الا يوجد الشريف الوطني الا اننا الان نشخص الظواهر السلبية التي ظهرت الى العلن والتي ستمثل ظاهرة اجتماعية يحسن لعلماء الاجتماع دراستها ومعرفة اسبابها ومنها التكالب على المناصب باية طريقة. وهذا الامر يشمل الاحزاب والكيانات الاسلامية منها وغير الاسلامية فالاغلب عنده الغاية تبرر الوسيلة فالمهم الوصول الى المنصب الذي وضعه نصب عينه ولايهم بعد ذلك ان يكذب او يشوه او يخدع . ويدل على ذلك كثرة عدد المرشحين بالقياس الى عدد مناصب مجالس المحافظات . والاغرب من كل هذا ان الكل ومنها الاحزاب الحاكمة تطالب بحقوق المواطن من توفير فرص العمل الى الخدمات والرفاهية ولا اعلم معنى هذا وقد حكمونا طوال هذه السنين فالاكراد والحزب الاسلامي والدعوة والمجلس الاعلى هم المهيمنون على المقدرات والمناصب الاساسية والرئيسية فاين هم من وعودهم هذه ولم لم يحققوها سابقا ! المهم ان على المختصين من علماء الاجتماع ان يدرسوا التحول العجيب الحاصل الان في الذهنية العراقية نحو الانتخابات وهناك اسئلة تحتاج الى بحث وتقصي وتتبع منها : 1- سبب كثرة المرشحين 2- الشعارات الرنانة والمتنوعة والخيالية احيانا 3- ردود افعال المجتمع وخصوصا من لم ينظم الى اية جهة 4- دوافع التقاتل والتكالب على المناصب 5- تاثير الدعايات الانتخابية سلبا وايجابا وغير ذلك من الاسئلة التي يكتشفها الباحث ، فمجتمع العراق يمر الان بحالة اضطراب وعدم اتزان واضحة للعيان حتى وصل الحال ان تمرر عليه الاكاذيب من نفس الجهة ويصدقها ، وهذا يحتاج الى دراسة لاسباب ذلك مع ملاحظة تميز الشعب العراقي بعدة مميزات تخالف مايجري الان .... ولدينا امثلة احب نقلها اليكم وبعضكم سمع بها او قراءها او سمع وقراء غيرها من شعارات وافعال لبعض المرشحين والكتل والاحزاب ، وحقيقة اضحكني بعضها وابكاني من الداخل فاصابني هوس تتبع هكذا شعارات اينما سافرت وكنت اجول بفكري متحيرا منها ومن الذي كتبها وتبناها ... منها : ان احد المرشحين يكتب في لافتة مع صورة له ( المسكن وفرصة العمل بالامس كانت حلمي واليوم هدفي وغدا معكم سنحققها ) واخر : يقول ان اقل منصب يناسبه هو اما محافظا او نائب محافظ ولم يكتف بالفوز فقط واخر: هو عضو في مجلس محافظة يطمح الى تجديد ذلك فيقول : اني لا اعدكم بقطعة ارض لكل مواطن وانما اتعهد لكم بمفتاح دار سكن لكل مواطن واخر : ينتهز حفلة زواج لم يدعى لها ليمسك المايك ويطلب من الحضور انتخابه واخر: اشتهر بالقتل والسرقات يقول في شعار تحت صورته التي ملئت حيزا كبيرا مؤشرا بيده وتحته العبارة التالية ( كافي حرامية) واخر الى الان هو عضو في مجلس محافظة ويطمح الى انتخابه فيقول : قادمون للتغيير لنصرة الفقير ورعاية اليتيم واخر يقول يحتاج الامر الى ( شدة حيل ووكفة زلم ) هذا حال بعض المرشحين وشعاراتهم واما الكتل وشعاراتها او افعالها فتتمثل بعدة صور لا تقل غرابة عن التي ذكرناها فمثلا قائمة مايسمى بشهيد المحراب اعلنت الاستنفار التام نتيجة شعورها بانكشاف امرها وزيفها وشعاراتها السابقة وظهور المنافس الاخر لها المتمثل بحزب الدعوة وهما عمودا ماسمي بالشمعة سابقا وخدعوا الناس فانفصل الدعوة بذكاء وجعل اللوم يقع على المجلس الاعلى الذي حاول ويحاول ترقيع صورته فهرول قياديوه الى المحافظات مرددين معا شعار ( معكم معكم ) وجالوا في القرى والارياف وتمسكوا بعباءة المرجعية وولائهم لها واستغلوا فترة محرم الحرام ايما استغلال فلطموا وطبخوا وووو فراينا السيد عبدالعزيز الحكيم وهو يقوم بعملية الطبخ للهريس يرافقه عبدالمهدي والعامري وجميعهم يتشحون بالسواد والاخضر بل ويلطمون احيانا ويرددون معكم معكم . وصغيرهم جلال جال في البصرة فسبق خطيب منبر بدقائق في البصرة مستغلا الحشود بوقاحة ليدعو لقائمته فما كان من الحضور الا ان رشقوه بسيل من ( القنادر) اضطر بعدها للتوقف ثلاث مرات ثم الهروب ذليلا . وحاول مرة اخرى في جامعة البصرة فنال ما نال من الاحذية فتدخل حراسه واطلقوا العيارات النارية لتفريق الطلاب وتم التكتم على الخبر رغم ان الجيش العراقي قد تدخل في الامر وهذا حال الصغير اينما حل وارتحل ، واما المدلل عمار فقد ظهر بمظهر القارئ للمقتل الحسيني مقلدا عمه في حركات مصطنعة لن تفيده بشيء الا ابتعاد الناس عنهم بعد ان كشف زيفهم وخداعهم . بل انه يقول في خطاب له اننا لن ننزل صور المرجعية لانها تمثل الانتماء لنا لا مجرد دعاية انتخابية كما هي لدى الاخرين ! ومفوضية الا نتخابات عاجزة عن توجيه اي انذار لهذه الكتل لانه ببساطة رئيسها قاسم العبودي هو مرشح المجلس الاعلى الذي لم يرشح الا بعد ان وقع على الولاء . واما قائمة دولة القانون فهي ابعد مايكون عن القانون ويكفي انها تسخر الجيش لدعايتها والترويج لها ولا اعرف كيف ستكون الانتخابات نزيهة مع هكذا حال . والملفت ان وزراء الدعوة هم الاشهر فسادا واذكر ثلاثة منهم : 1- وزير التربية خضير 2- وزير التجارة فلاح 3- وزير النفط الشهرستاني مؤتلف مع الدعوة وحال الحزب الاسلامي لايقل سوءا فهو حصان طراودة الذي مرر من خلاله الدستور والاتفاقية الامنية والمحاصصة . وقريبا ستلاقي كركوك لا سامح الله ماخطط له في الشمال ان استمر الحال على ماهو عليه وبقي الحزب الاسلامي مهيمنا على المشهد الغربي للعراق . وختاما لا اتهم الجميع ولا انكر وجود المخلصين واتمنى ان يفضح الله تعالى الفاسدين ويرفع من شان المخلصين ولكن البوادر الى الان لا تبشر بالخير فالقانون على الضعيف فقط يطبق واما القوي فهو القانون وانا لله وانا اليه راجعون [email protected]
#ايليا_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الوزير الشهرسستاني + عقد شركة شل + محمد رضا السيستاني = سرقة
...
المزيد.....
-
رجل يتسبب في انهيار جليدي ويدفن شقيقه تحت الثلوج.. شاهد ما ح
...
-
تحليل: كيف يمكن للتضليل الإعلامي الذي يمارسه الكرملين أن يخف
...
-
-راديو الأشباح-... إذاعة عسكرية روسية من عهد الحرب الباردة ت
...
-
رئيس وزراء العراق: بشار الأسد لم يطلب من بغداد التدخل العسكر
...
-
الحرب على غزة: الجيش الإسرائيلي يحرق مستشفى كمال عدوان ويسته
...
-
وزارة الداخلية السورية: بدء استقبال طلبات المنشقين عن النظام
...
-
صحيفة: إسرائيل تواصلت مع نظام الأسد عبر رسائل -واتساب- ووسطا
...
-
إحالة21 عسكريا أوكرانيا إلى المحكمة بتهمة -ارتكاب عمل إرهابي
...
-
باكو: دلائل تشير إلى تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم خارجي
-
تصاعد دخان كثيف بعد حرق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان (
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|