لو كنت أعلم

مسعود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:04
المحور: القضية الفلسطينية
    

قال أمين عام حزب الله الأربعاء السابع من يناير 2009 في خطاب بذكرى عاشوراء " ان تجربتي حرب تموز في لبنان و العدوان على غزه حسمتا النقاش حول أي استراتيجية دفاعية معتبرا أن الاستراتيجية الأمثل في مواجهة اسرائيل تقوم على المقاومة الشعبية المسلحة . "
استيقظ اللبنانيون صباح الثامن من يناير 2009 على ترجمة مباشره لهذا الكلام بعدة صواريخ مجهولة المصدر على اسرائيل أطلقت من جنوب لبنان .
أقول لكل المثقفين العرب ان شعار لا صوت يعلو فوق صوت العركه قد أدى الى خسارة فلسطين و كل الأراضي العربية المحتله بما فيها الجولان و مزارع شبعا دون أن يصدر أي صوت معترض رغم هزلية المواجهة و شبه خسارة الأرض دون معركه ، و بالتالي علينا ان نتعلم من تجاربنا السابقة و نرفع صوتنا فوق زعيق الصواريخ الكرتونية التي كانت نتيجتها المباشرة حتى لحظة كتابة هذا المقال 692 شهيدا ثلثهم من الأطفال اضافة الى نحو 45 امرأة و آلاف الجرحى حالة الكثير منهم حرجه بالاضافة الى دمار و خراب يقدر بمئات ملايين الدولارات في غزه .
من هنا يبدأ النقاش دون أن نقبل بأي مزايدات أو عنتريات حتى لا يأتينا كل يوم شخص ليقول لنا بمشهد مسرحي كربلائي لو كنت أعلم !!!
فليعلم القاصي و الداني أن هدف اسرائيل الأولي و الأخير التخلص من الكتله البشرية الفلسطينية بأي ثمن و كما يقول المثل خذوا أسرارهم من أولادهم كتب جون بولتون المعروف بولائه لاسرائيل في صحيفة واشنطن بوسط يقول ( فلتذهب غزه الى مصر و لتذهب الضفة الغربية الى الأردن ... ) حين مارس العرب غوغائيتهم على مصر و رفضوا الاستماع الى الرئيس السادات رحمه الله خسرنا فرصة تاريخيه بانشاء الدولة الفسطينية على كامل أراضي الضفة و القطاع و عاصمتها القدس الشرقية و اليوم ان استمر العرب بالسير وراء الغوغاء الجديد الذي لا مانع لديه من خسارة آلاف الشهداء و الجرحى و تدمير الحجر على رؤوس ساكنه ليقول بعد ذلك ببساطه لو كنت أعلم دون أن يرف له جفن و تكون لديه على الأقل فروسية القائد الذي حين يهزم في أرض المعركه يترجل من على ظهر جواده بكرامة و يستقيل من القياده فسنخسر حتى حتى الحلم بمشروع دوله على شبر من أرض فلسطين و سنعيش نكبه أقسى من نكبة ال 48 .
من هنا حماس أمام مسؤوليه تاريخية تحتم عليها الحفاظ على أمل قيام الدوله الفلسطينيه و يبدأ ذلك أولا بفك ارتباطها بالمشروع الصفوي و التراجع عن الانقلاب و اعادة غزه السليبة الى قلب فلسطين و الانخراط بحوار وطني شامل يؤدي الى اعادة الروح الى السلطة الوطنية الفلسطينية و تفويت الفرصة على من يلعبون بمقدرات الشعب الفلسطيني و يسعون من أجل تكريس الانقسام الفلسطيني القائم فيما بين غزة و القطاع ، على حماس أن تقرأ المرحلة جيدا فاسرائيل اختارت هذا الوقت بالذات لتنفيذ عدوانها على قطاع غزة لأنها أرادت أن تستغل الفترة المتبقية لادارة بوش المعروفة بتأييدها المطلق لاسرائيل و ذلك من قبل مجيء الادارة القادمة التي لا يمكن التكهن بكيفية تعاملها مع الأمر .
حتى لا يخرج علينا من حماس يقول لو كنت أعلم على قياداتها الاتعاظ من أردغان الذي كرر مواقف السلطان عبد الحميد بعدم المسومة على فلسطين و شعبها و دمها منتصرا للجغرافيا و التاريخ و الانتماء و الدين .
في يوم من الأيام تمنى رابين أن يستيقظ و يغد غزة و قد ابتلعها اليم فذهب هو و بقيت غزه و اليوم مرة أخرى رغم الغوغاء و استراتيجياتهم الدفاعية الغوغائية ستكون غزه منطلق توحيد الشعب الفلسطيني بدوله فلسطينيه عاصمتها القدس .

#مسعود_محمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات