|
أبو سرحان في ذاكرة الزمن
حسين جهيد الحافظ
الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 10:59
المحور:
الادب والفن
أبو سرحان هو كنية الشاعر الشعبي الشـــــيوعي المغيب في الربوع اللبنانية قي ثمانينيات القرن العشرين ( ذياب گزار سالم ) . ولد شاعرنا الراحل أبو ســــــرحان في محافظ البصرة عام 1946 من أبوين عراقيين الأصل والنسب والانتماء من مواليد محافظة ذي قار قضاء الشطرة قرية ( آل جار الله ) رحلا إلى البصرة طلباً للعيش واِستوطنا هناك . نبغ ذكاء أبي سرحان في المرحلة الابتدائية وعــرف عنه انه نهمً في القراءة شغوفً بها منذ سني عمره الأولى . تعلم اللغة الاِنكليزية وأتقن اللغة العربية في ســــجن ( نگرة السلمان ) معقل البطولة ومدرسة العقيدة للحزب الشيوعي العراقي الخالد حيث كان معه في نفس الســــجن العديد من المبدعين أمثال الفريد سمعان و مظفر النواب وهاشم الطعان وغيرهم من عباقرة الأدب وأعلام الثقافة في العراق . قاد الفيلسوف المعروف – جان رســل- والمفكر – جورج مارشيه – أكبر حملة إعلامية في العالم آنذاك لإطلاق سراحه من السجن وذلك لصغر سنه حيث وجدا بعد زيارتهما لذلك السجن الغاص بالنخبة الخيرة من الشيوعيين البررة الشرفاء أبناء العراق الأبي الصابر بعد ردة شباط السوداء 1963 إن عمر شاعرنا أبو سرحان لا يتناسب والسجن لأن عمره كان ستة عشر عاماً آنذاك وهو أصغر من في السجن لا بل أصغر سجين في العالم أجمع حسب ما أكدته بيانات الحملة . كتب أبو ســرحان الشعر الشعبي مبكراً وأبدع فيه أيما إبداع كما وكتب الأغنية العاطفـــية والسياســية وتعامل مـع أفضل الفنانين مــن ملحنين ومطربين في فترة السبعينيات من القرن المنصرم أمثال المطرب الكبير حسين نعمه والمطرب الدكتور فاضل عواد والمطربة الكبيرة مــائدة نزهت ومطــرب الشعب فـــؤاد سالم وعمودي الإبداع اللحني الرائع في الأغنية السبعينية كوكب حمزه وطالب غالي وغيرهم من المطربين و الملحنين والفرق والمجاميع الغنائية والمسرحية على الساحة البصرية والعراقية . اِشتهرت كلمات الأغاني التي كتبها أبو سرحان بالرمزيـــة الوطنية والسياسية المعروفة في تلك الفترة مما حدى بالنظام ألصدامي المقـبــور المتسلط على رقـــاب الشعب العراقي الأبي إلى منــــع معظم تلك الأغاني مــن الإذاعة والتلفزيون لكنها كانت تذاع في العديد مـن الإذاعات الخارجية الأخرى وخاصـــة الإذاعات المعارضة للنظام ومـن هــذه الأغاني على سبـــيـل المثال لا الحصر ( ابنادم – الگنطرة اِبعيدة - شوگ الحمام و – و- وغيرها ) . إضافة إلى كتابة أبي سرحان للأغنية فانه يعـــد من الأوائل في كتابة الأوبريت الغنائي في العراق حيث ( بيادر خير والمطرقة ) وغيرهما . نشرت معظم قصائـــــد شاعرنا المبدع أبي سرحان في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية وخاصــــــة الخليجية منها . عمل أبو سرحان في العديد من الصحف والمجلات الصــــــادرة في وقته كـما عمل في الإذاعة والتلفزيون لكنه فصل منها بسبب ميـــوله السياسيـــــة وانتمائه للحزب الشــــيوعي العراقي مما اضطره إلى مغادرة الوطن على مضض هـرباً من سطـــوة وبطش النظام ألبعثي الجــائر أواخــر السبعينيات و الالتحاق في صفـــوف المقاومــة الفلسطينية والعمل في وسائل إعلامها المختلفة لكنه غيب أثر الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982 ولا زال مصيره مجهولاً بين شهيد وسجين . أصدر أبو سرحان ديوانه الوحيد – حلم وتراب - في بداية السبعينيات ، وزعت معظم نسخه سراً بواسطة رفاقه وأصدقائه كما شارك أبو ســرحان في المجموعة الشعرية الخالدة( أغاني .. للوطن .. والناس ) والتي صدرت عــن دار الرواد في 31 /آذار / 1974بمناسبة العيد الأربعين للحزب الشيوعي العراقي مع مجموعـة من الشعراء الشيوعيين وأصدقـــائهم منهـم الشاعــر المبـدع عريــان سيــــد خلف والشاعر والمرحوم كاظم ألركابي - عبد الأمير العضاض ورحيم ألغالبي ، فاضل ألسعيدي وعبد الله الرجب –إسماعيل محمد إسماعيل وكامل ألركابي من الناصرية إضافة إلى الشعراء شاكر السـماوي وكريم العراقي، كاظم غيلان، ريسان الخزعلي والشاعر الشهيد فالح الطائي وأبـو وليـــد ، الشاعر الشهيد أبو سميح والمرحوم كاظم الرويعي ، عبد السادة العلي وفالح حسون الدراجي ورياض النعماني وغيرهم كتب مقدمة هذا الديوان الشاعر الشيوعي المغترب سعدي يوسف ومــن روائع الشاعر أبو سرحان المغناة قصيدة الخالدة ( الگنطرة بعيدة ) والتي يقــول فيها له المجد والخلود :- حـــدر التراچي بـــرد والگنطره اِبعيده أمشي وأگول أوصلت والگنطره اِبعيده ***** حلمانه برد الصبح رجف خلاخلهه يا دفو... چمل دفو يا گمر ضويلهه يا ذهب خيـــــط الشمس والدغش ماريده أمشي وأگول أوصلت والگنطره اِبعيده ***** لا ..لا .. يبـــــرد الصبح ما تحمل اِچفوفهه اِزغيره وچواهه العشگ واِتوسد اِزلوفهه هيــــــمه وجحيل الوكت ما لمني نفنوفهه لوذي اِعله باجي البعـد يا روحي حدر ايده أمشي وأگول أوصلت والگنطره اِبعيده
#حسين_جهيد_الحافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى كزار حنتوش
-
الغربة نار
-
رسائل الحافظ -الرسالة الثالثة/شوگ و وسفة
-
رسائل الحافظ الرسالة الثانية / اِشطوط الصبر
-
رسائل الحافظ الرسالة الأولى/ سنين اِجفاك
-
6 حروف
-
خواطر لعيد
-
سفرة وهم
-
ومضات
-
عشر سنوات
-
بيان أول
-
الى مسلول
-
تعال وتمني
-
خواطر ممزقة
-
المالكي نجم للشعر وفارس للمنصة
-
مساجلة ساخنة في الأبوذية
-
أحله ورده
-
فلاح المحبة
-
تحيات الى عامل اِسمه آيار
-
أغنية للناصرية
المزيد.....
-
دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في
...
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|