كلية طب الحجامة – جامعة بعيركو

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:07
المحور: كتابات ساخرة
    

الطلاب يأتون من دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الي كندا – كما لأمريكا ودول أوربا - لدراسة الطب الحديث بجامعاتها . ويعودوا حاملين معهم طرق العلاج العصري بالليزر وخلافه ..
انا شخصيا تعالجت بالليزر في الاسكندرية بمصر . عام 2004 . – بمستشفي للعيون . في دقيقة واحدة . بدون حراجة بدون دماء بدون الم . بل بمجرد النظر الي ضؤ من فتحة صغيرة من خلال عدسة امامي . ثم قال لي الدكتور : خلاص انهض . فظننت أن محاولة العلاج فشلت . أو اي شيء آخر . حيث لم يكمل دقيقة ! . فنظرت اليه مندهشا لاساله عما حدث ولماذا لم يكمل العلاج ؟ فاذا بي لا أسأله . بل صحت مندهشا : الله .. أنا شايفك ..! . ثم وضعت يدي علي العين السليمة لاتاكد من انني أراه بالعين المصابة والتي كانت رؤيتي بها قد نزلت الي واحد بالمائة ولا اري بها الا اصبع من اصابعي كخيال فقط وعلي بعد سنتيمترات قليلة . فاذا بي بعد دقيقة واحدة من التطلع نحو أشعة الليزر أري الدكتور بهذه العين كما العين القوية السليمة تماما ...

انه علم الطب الحديث .. تعلمه الاطباء . بجامعات الغرب . وجاءوا بالأجهزة الحديثة تلك معهم من الغرب . وهذا العلم اشتركت فيه جهود عقول عصرية من كل مكان درست وابتكرت وطورت بجامعات الغرب – لا باس- .. ولكن :

هل يحوز في المقابل أن يهاجر أطباء من عندنا لتلك البلاد . وبعد أن يكملوا دراساتهم بمعادلة في الطب الحديث وكيفية استخدام أجهزته في العلاج .. فاذا بهم بعدما أخذوا الجنسية والمواطنة يقومون باعادة العلاج البدائي الذي كان موجودا ببلاد الصحراء والقحط والبداوة ..! بدلا من الطب الحديث . بغرض احياء سنة نبوية لرمز مقدس . لأجله يتم تطويع العصر ولوي ذراعه وثني رقبة علم الطب الحديث لغرض احياء سنة رمز ديني مقدس جاء به صاحبه من بلاده بالشرق الاوسط .. ؟؟؟!!!

فليتخيل أحدكم انه مثلي . قد عولج بالاسكندرية بمصر أو بدمشق أو بالسعودية بالليزر .. ثم جاء كندا فيقرأ اعلانا لطبيبة تعالج بالحجامة .. وتبشر المرضي بذاك العلاج ...!!

هذا ما لم أصدقه عندما قرأت اعلانه للمرة الاولي باحدي صحف مونتريال ..
ولكن للمرة الثانية نشر الاعلان الذي يقول : العلاج بالحجامة .. الدكتورة ( ..... ) طبيبة بشرية متخصصة في الحجامة ( لاحظوا كلمة متخصصة ) . احياء لسنة الرسول صلي الله عليه وسلم . الحجامة تعالج الكثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث عن علاجها . مثل الصداع النصفي وعرق النسا . ورائحة الفم الكؤيهة ... – للاستعلام . الرجا الاتصال علي الرقم ( ....... ) .
ملحوظة : الاعلان منشور بجريدة " فينيسيا " بالعدد 252 . الصادر يوم 12-12- 2008 . بالصفحة رقم 15 . حيث تجدون اسم الطبيبة ورقم تليفونها .
--
وما نريد أن نعرفه : هل الحجامة . قد دخل تدريسها بكليات الطب- وكتخصص أيضا ! - . وببلد مثل كندا – علما بأن نظام الحياة ككل في كندا لا يختلف عن امريكا . الي حد كبير - ؟ والي درجة أن طبيبة بشرية تعلن بوضوع أنها تعالج بالحجامة ؟؟!
هل نتعلم الطب الحديث ، ونعالج به في بلادنا ، ثم نهاجر لبلاد الناس الذين علمونا الطب الحديث ونعيش بها لابتلائهم بطب جهلنا ، وبدائيتنا ، مكافاة لهم علي ما قدموه لنا من علم واجهزة علمية نستخدمها في العلاج ببلادنا ؟؟!!
وهل كلية الطب التي اجازت الطبيبة الفاضلة صاحبة الاعلان ، كانت قد درست لها الحجامة ، واجازت العلاج بها ؟ وهل نقابة الأطباء الكندية – فرع مونتريال – تجيز لائحتها للاطباء اعضاء النقابة العلاج بالحجامة ؟ أم انها لا تعترف بالحجامة كطريقة غير علمية للعلاج ولكن النقابة تجيز لأطبائها احياء سنن أنبيائهم .. ولو علي حساب علم الطب وصحة المرضي ؟
وأخيرا : هل المهاجرون الذين رتبوا انفسهم علي أنهم يحيون في وطنهم الثاني كبلد متحضر ، هم واولادهم – وربما وأحفادهم ايضا – راضون علي خروج مثل تلك الظواهر والادعاءات التي من شانها تهديد وافساد الحضارة بوطنهم الجديد ، بنقل شتلات الخزعبلات وبذور بدائيات العالم الثالث الي العالم الأول لاحداث ردة حضارية به ؟؟!!
تلك اسئلة جديرة بأن يوجهها لتلك الجهات. كل مواطن متحضر وحريص علي بقاء الحضارة ويعنيه الوقوف بالمرصاد لمحاولات احداث الردة الحضارية .

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات