قرار الحرب في غزة ...بيد من؟

أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 06:46
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

فشلت المفاوضات و الوساطات العربية في تهدئة الموقف بين حماس و فتح...و قررت السلطة الحمساوية أن تأخذ المبادرة في يدها و تبدأ في تحرير الأراضي الفلسطينية معتمدة علي ما لديها من صواريخ و عتاد و جنود و تدريبات مستغنية عن التنسيق مع حركة فتح بإعتبار إن فلسطينيو فتح خونه و عملاء للكيان الصهيوني...فإتخذت حماس قرار الحرب ...قرار الحرب قرار إنفرادي...لم تأخذ به حماس إذنا من الشعب الفلسطيني في غزة...فحماس حكم دكتاتوري كبقية الأنظمة العربية لا يعبأ برأي الشعب...و لم تستشر حماس و تنسق مع مصر دولة الجوار...و هل تقبل مصر مد غزة بالمساعدة في حالة قيام الحرب و ما هو نوع و حجم المساعدات التي ستقدمها الحكومة المصرية لغزة...بل أخذت حماس القرار إنفراديا و قررت الهجوم علي إسرائيل لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة و إلقاء اليهود في البحر...أو إرسالهم من حيث أتوا مذلولين مدحورين...
و لا شك إن قادة حماس بما لديهم من الخبرة و التكتيكات العسكرية قد حسبوا مقدار و حجم القوات الإسرائيلية و تسليحها و إستراتيجياتها و وعوا و فهموا جيدا حجم العدو الذي يواجهوه...و لا بد أنهم أيقنوا إن لديهم مخطط لمجابهة هذا العدو و إن لديهم عدد كاف من الأطباء و المستشفيات لإسعاف و معالجة الجرحي...و لابد أيضا إن حماس قد أعدت تدريبات دفاعية للمدنيين و مخابئ يلجأون إليها للإحتماء من الغارات الجوية الإسرائيلية...و لا بد إن حماس تملك من المدافع المضاده للطائرات و صواريخ أرض جو ما يحميها من الطيران الإسرائيلي...لابد أن حماس تملك مخططا لإجتياح الأراضي الفلسطينية المحتلة لتحريرها بعد أن تمطرها بوابل من الصواريخ و المدفعية...قبل أن تدفع حماس بآلياتها المجنزرة و أسراب دباباتها لتجتاح الأرض المحتلة...
لا شك إن حماس أيضا تشاورت مع حزب الله علي الجبهة البنانية و مع حكومة لبنان لدعم حرب التحرير التي ستشنها حماس علي إسرائيل لتحرير فلسطين...و لا شك إن السيد حسن نصر الله قد أعد خطة شاملة لإجتياح إسرائيل من خطوط المواجهة اللبنانية ...و إن الشعب اللبناني قد وافق علي أن يستخدم السيد حسن نصر الله أراضيه في الهجوم علي إسرائيل و خاصة إن إنتصاره السابق علي اليهود قد كبد لبنان أكثر من ألف قتيل و بضعة بلايين من الدولارات و تحطيم البنية التحتية في الجنوب اللبناني..
لاشك إن حماس لديها من المدرعات و الطائرات المقاتلة ما ستواجه به آلة الحرب الإسرائيلية...و لا شك أن حماس قد دربت جيشها علي إجتياح الأراضي الإسرائيلية حينما تأتي مرحلة التقدم لإحتلال تل أبيب ...
لا شك إن حماس دبرت خطوط الإمداد و التموين و إحتياطي المؤن و الذخيرة ....لا شك إن حماس إتخذت إجراءآت و قائية لتفادي أو تقليل وقوع خسائر بين المدنيين...
و المختصر لابد إن حماس قد خططت لهذه الحرب ...و شاورت جيرانها و حلفائها...و أخذت منهم الضوء الأخضر...و لا شك إن مصر علي قمة هذا التشاور و التفاهم الإستراتيجي...
إلا إن الواقع يقول إن حماس تلقت تحذيرات من القاهرة ألا تندفع في مغامرات لا تحمد عاقبتها...لم تتفق حماس مع مصر علي فتح المعابر ...و لم تتفق مع مصر علي أي تعضيد من الحكومة المصرية...لا معنوي و لا بلوماسي ولا عسكري و لا حتي طبي أو تمويني...و إن حماس ليس لديها دبابات و لا طائرات و لا مدافع ولا يحزنون...لا شئ غير بضع صواريخ لا تصلح حتي في هيصة فرح العمده...
فإذا بدأت حماس الجهاد بمفردها و قراراها المنفرد حتي بدون رأي شعب غزة ...فلماذا تبكي الآن و تصرخ إلحقونا...إن أي رجل شارع عادي كان يمكن أن يحذر حماس من النتائج الرهيبة إذا إندفعت إلي هذه المخاطرة دون تخطيط أو تعضيد من شركائها و جيرانها...
و شعب غزة هو ضحية محرقة حمساوية... لإبادته عن آخره فلماذا لا يتحرك الشعب الفلسطيني في الضفة و يتظاهر ضد حماس و يلقي بنيرها عن كاهل غزة...
و هل علي مصر أن تتحمل أفعال حماس الطائشة....إذا كانت مصر لا تتحكم في حماس و لا تشارك في قراراتها فلماذا يجب علي مصر أن تتحمل تبعيات أفعال حماس الطائشة...
هل يوجد سبب واحد لفتح المعابر حتي لقبول جرحي أو إرسال مؤن و إمدادات بدون وجود أي إتفاقات مسبقة بين القاهرة و حماس...وخاصة إن ما يحدث ليس هجوم مفاجئ أو عدوان غادر من إسرائيل علي غزة...فهل تسعي حماس إلي تهجير الفلسطينيين إلي سيناء ...و هل هذا هو مخطط حمساوي أم مؤآمرة صهيونية حمساوية....
و سؤآل بسيط...إذا لم تتشاور حماس مع القاهرة و تصل معها إلي إتفاقيات محددة بشأن المساعدات المصرية لحماس و لغزة...فهل نعتبر هذا مؤشرا إلي أن حماس قد إستشارت الحكومة الإسرائيلية قبل أن ترشقها بهذه الصواريخ الصبيانية...
مصر يجب أن تنآي عن هذا العبث و تحتفظ بكامل سيادتها علي أراضيها...و من الجانب الآخر فأنا أهيب بجميع قطاعات الشعب المصري أن تخرج في مظاهرات للتعاطف مع غزة و مع أهل فلسطين و نطالب إسرائيل أن تتحمل شوية الطوب اللي حماس بتحدفهم به و يطولوا بالهم علي حماس الغلبانه...شوية عيال ما يقصدوش ...خليك إنت الكبير يا أولمرت...
السيد حسن نصر الله يطالب مصر بفتح المعابر حتي يمكن إرسال الدواء و الماء و الغذاء و السلاح أيضا من مصر إلي غزة...فهل توجد إتفاقية بين حماس و مصر بهذا الشأن...و سنفرض موقفا عكسيا...إن إسرائيل هي المحاصرة و أن هناك إمداد بحري لها بالطعام و السلاح فهل ستقف مصر عاجزة أم ستضرب هذه المعابر البحرية...و هذا أقل ما يتوقعه أي إستراتيجي عسكري يفهم في أصول الحرب ...فهل يتوقع السيد نصر الله أن تسكت إسرائيل علي مد مصر لغزة بالسلاح...هل يسعي السيد نصر الله لدخول مصر في مواجهة عسكرية مع إسرائيل...إذا ما حدث ذلك فإن إسرائيل و أمريكا و أوروبا و حتي روسيا سيخربون مصر في دقائق...فهل يجهل السيد نصر الله ذلك...و إذا كان لا يجهله فالمصيبة أعظم. و السؤآل سيكون...لحساب من يعمل السيد حسن نصر الله؟....السيد نصر الله يريد من مصر أن تفتح الحدود للأحياء من شعب غزة...فهل يريد أن يجعل من سيناء مخيم آخر للاجئين؟...يطالب السيد نصر الله مصر بعدم الضغط علي حماس لقبول الشروط الإسرائيلية لوقف الحرب و التهدئة...و أنا أقول له...التهدئة كانت قائمة و كانت هناك فرصة أمام حماس لسماع صوت القاهرة...و إختارت حماس الحرب رغما عن إرادة القاهرة فلماذا تعضدها القاهرة؟....و بغض النظر عن تحريض السيد نصر الله للشعب و للجيش للتدخل لحماية حماس فسأوجه إليه سؤآلا صريحا...هل تقبل حماس أن تسلم الأمر إلي الجيش المصري و إلي الشعب المصري و تتحول هي إلي مجرد حزب سياسي تابع للوطن المصري الأم ...أم إن مصر هي مجرد حذاء في أرجل العرب يلبسوه متي أرادوا و يخلعوه إلي القمامة متي أرادوا...يا سيد نصر الله إن كل قطرة من دم شهداء غزة المدنيين سيطلبها من يدك إلاهك الذي تعبده...إن كان لدي هذا الإله ذرة من العدل أو من العقل.
أما المهرجين و الشاتمين الذين يريدون إخضاع مصرلإرادة حماس فأقول لهم ...في المشمش

#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات