أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - وثبة ... التي اعرفها ! *














المزيد.....

وثبة ... التي اعرفها ! *


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 05:19
المحور: الادب والفن
    


في ذكرى وثبة كانون المجيدة

1
حين قابلتها أول مرة كانت تطفو على خجل بصري ، جعل أصابعها الخالية من طلاء الأظافر لا تفارق ذؤابة ضفيرتها . لم تتجاوز حينها ربيعها العشرين . جنوبية اللسان والملامح ، وجهها مستدير كرغيف خبز ناضج وعيناها عميقتان بلون شط العرب أيام الربيع .
ــ من أسماك ِ وثبة ؟
تفتح عينيها على سعتهما ، تمتد شواطئ شط العرب بعيدا ، تلوح لي بساتين أبو الخصيب ... السيبة ... حمدان ... كوت الزين ، مكتظة تضج بالدهشة والحياة .
ــ أبى !
وتبتسم بأعتزاز . أسأل وكأني منقاد للاجابة :
ــ ماذا يعمل أبوك ؟
وبدون تردد اسمعها :
ــ عامل في مسفن الداكير !
وحين المح عناق الأصابع والضفيرة المتواتر ، اسأل بترو ، بطريقة تبدو محايدة :
ــ لماذا اسماك وثبة ؟
بتؤدة وبسمة زايلها الاضطراب ، وبشيء من الثقة وكأنها تقرأ في صفحة كتاب ، تجيب :
ــ صادف ميلادي ذكرى وثبة كانون !
2
لم تحفظ لنا الأيام صورة لــ (بهيجة) ــ فتاة الجسر، لم تحمل لنا أوصافها، ملامحها ، حملت لنا وبكل بهاء صورة موقفها البطولي يوم واقعة الجسر، أيام وثبة كانون 1948 المجيدة ، يوم تقدمت الصفوف وحسمت لحظة تردد تاريخية .
لكني أعرف بهيجة !
اعرف تفاصيل وجهها، لون عينيها ، كيف تحزن وتبتسم، كيف ترف رموشها حين تزعل، كيف تعبث بضفيرتها إذ ترتبك ، كيف يكتسي صوتها بالدفء وهي تروي شعرا ، وبالغصب حين تناقش في حقوقها ، كيف تحرك أصابعها برشاقة تطرز ورودا وحمامات بيضاء ، كيف تتثنى وهي ترقص " الهيوا "، كيف تأكل و ... بل أكلت من بين يديها وزرت بيتهم وتعرفت إلى أبيها ، الذي فاجأني بأنه ذاكرة حية لنضالات عمال مسافن البصرة .
3
كيف حصل هذا التطابق ، هذا التداعي ، سموه ما شئتم ، لكني ومذ أن تعرفت إلى ذات الضفيرة ، وكلما جرى ، الحديث عن وثبة كانون، ويصل إلى بهيجة، تلوح لي "وثبة " بقامتها الرهيفة ، بوجهها القمحي، وعينيها البنيتين، متجددة العطاء كنخلة عراقية ، واشعر أن ليس غيرها من تصلح لان تكون ملامحها هي ذات ملامح بهيجة !
وسأظل ... ، وعلى الدوام ، كلما تلوح "وثبة " في الأفق ، تلبط ضفيرتها في روحي، فأحلق في فضاءات الانتماء ، وأحط في كف الأغنية سعفة مترعة بالخضرة :
" دم ... والهتاف انجمع ، تسبيح أجه لتسبيح
يا يمه جن الشعب ... طاح السمه وما يطيح "
كانون الثاني 1988
كوردستان ـ مقر الانصار في " مه راني "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* النص عن كتاب " تضاريس الايام في دفاتر نصير". يوسف ابو الفوز. دار المدى للثقافة والنشر والتوزيع . دمشق 2002



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السخرية في رواية كريم كطافة الجديدة *
- فنانة فنلندية تتمنى ان تعرض افلامها في بغداد
- العراقيون يعرفون جيدا الفائز بجائزة نوبل للسلام
- صرخة باول بويمر !
- الاديب فلك الدين كاكائي.......... انا وزير ثقافة لاسباب سياس ...
- التسامح والمحبة في حكايات نبيل يونس دمان التراثية
- كامل شياع ... انهم يعرفون كيف يوجعون قلوبنا !
- حوار مع الرفيق تاج السر عثمان عضو اللجنة المركزية في الحزب ا ...
- صحافة الحزب الشيوعي العراقي ميدان للنضال من اجل حقوق الجماهي ...
- بهاء 14 تموز والأنصار الشيوعيون
- ينابيع الأمل
- حلقات دراسية في فنلندا من اجل حل الازمة السياسية في العراق
- القاص القروي !
- فيلم -رامبو 4 - الجديد يؤكد حاجة امريكا لهورمونات منشطة لتحس ...
- هناك ... شرق - كاني كه - ! (1)
- قصتي مع السيد ماتريكس والأرهاب !
- كتاب باللغة الفنلندية :يروي قصة مناضل شيوعي في سجن -ابو غريب ...
- لقاء مع الرفيق احمد زكي عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والا ...
- لقاء مع الامين العام للحزب الشيوعي اللبناني الرفيق خالد حداد ...
- للعراقيين فقط : طاسة -روبة- لأجل هذا المبدع الأمبراطور!!


المزيد.....




- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام
- جامعة الموصل تحتفل بعيد تأسيسها الـ58 والفرقة الوطنية للفنون ...
- لقطات توثق لحظة وصول الفنان دريد لحام إلى مطار دمشق وسط جدل ...
- -حرب إسرائيل على المعالم الأثرية- محاولة لإبادة هوية غزة الث ...
- سحب فيلم بطلته مجندة إسرائيلية من دور السينما الكويتية
- نجوم مصريون يوجهون رسائل للمستشار تركي آل الشيخ بعد إحصائية ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف ابو الفوز - وثبة ... التي اعرفها ! *