|
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة ( 2 )
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 09:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما يكون الوطن في مازق بشكل عام و من كافة النواحي و في مقدمتها السياسية ، و يعيش الشعب حائرا في دوامة لما عليه الوضع العام ، و ما موجود في الواقع من الكيانات هي التي تضلله و ما تمزق وحدته و تنشر افكار وتفرض عليه ان تستخدم العنف ضد الاخر بينما هي تغتني و تستغل موقعها على حساب الشعب ، و تعتمد على الافكار و الايديولوجيات التي تفتت مكونات الشعب باسم العرق و الدين و المذهب ، و هذه هي افة العصر بعد التحرير من قبضة الدكتاتورية . و هذا ما يفرض علينا ان نفكر في ما يحتاجه العراق و هو التخطيط و العمل و الوقوف بحزم ضد من ينقضون العهود و ينكثون الوعود و يحنثون القسم بكافة السبل الديموقراطية السلمية و اتخاذ المواقف الرادعة استنادا الى القوانين المتبعة و هو للصالح العام و مستقبل الدولة . و هنا تتطلب الحال الى العزم على التغيير و و تسليم المهام لمن يجيد اداء الواجب الوطني بعقلية منفتحة و تقدمية ، و هو ما يفرض ان يكون ملما بما يؤمٌن المستلزمات الضرورية لضمان العيش الرغيد لابناء الشعب و هذا ما يقع على عاتق المواطن المخلص التقدمي العلماني الحر ، و ليس من يتسلل من وراء الحدود و يقضي حاجاته لاغراض سياسية مصلحية و يستغل الثغرات الموجودة في مسار العملية السياسية و الفجوات الموجودة بين السلطة و الشعب و لا يهمه غير ما جاء من اجله و هو متولد من رحم امة اخرى . و على العكس من هؤلاء ، هناك من المخلصين المناسبين لتسنم المناصب المهمة و هو قادر على راب الصدع الكبير في صفوف المجتمع ، و هو من يمكنه حث الخطى اللازمة و اثارة و ترشيد العراقيين على التراصف و رص الصفوف، و لكنه مستقل و يربا بنفسه الترويج لاي طرف متنفذ فيبقى متهَمَشا على الرغم من ايمانه العميق بوطنه و شعبه و قدرته العالية و امكانياته و كفائته و تحصيله العلمي الاكاديمي و خبرته و اجادته العلمية الفكرية الدقيقة لاختصاصه ، و ثقافته العامة التي يشهد له الجميع و يعتمد على سياسة التغيير كفلسفة لتقدم المجتمع في كافة المجالات . ان كان الوضع بهذا الشكل ، فان التغيير و التقدم يحتاج الى التركيز على عملية الاصلاح و ايجاد الوسائل الهامة لتنفيذ المشاريع الاصلاحية ، و هو ما يحتاج الى القائد و المسؤول و الحزب و الكتلة و التيار، الحيويين، الذين يعتمدون على المؤسساتية في العمل و يعترفون بالحقاءق الواضحة على الساحة ، و عليهم ان ينعكفوا على ايجاد الحلول المناسبة للمآزق و المشاكل و المسائل العالقة بكل السبل المتاحة، و طرح ما يقدرون على طرحه و توسيع الطريق و ايجاد او توفير العوامل و الاسباب الضرورية لنجاحه. و عند النظر الى الواقع السياسي و ما تفرضه الاطراف العديدة ، يمكن ان ان نخلص الى القول بان الصراع القائم المحتدم على الساحة السياسية بين الكتل و الاحزاب و التيارات ، يمكن ان يصنف الى اتجاهين متقابلين مختلفين بشكل جذري و نظرتين متفاوتتين بين جميع الاطراف الى الحكم و طريقة او كيفية اداء الحكومة و ما يجب ان تكون عليه ، فهما ، اما تكون مستندة على اسس قديمة مبتذلة مضى عليها الزمن و هو باشكال و جواهر مختلفة، او بالعكس تماما حديثة معاصرة معتمدة على الحداثة و التقدمية و السبل العصرية لاداء الواجب في الحكم ، و هو في خدمة الشعب و يتلائم مع هذه المرحلة و موفرة و مجسدة للحريات العامة ، و من يمكنه ان يؤدي هذا الواجب وهو بعيد عن السرقة و القتل و التهجير و التزوير و الكذب و اشاعة الجهل و اذلال مكونات الشعب و اضطهاد المراة ، و هو الضامن للحرية العامة و حرية الصحافة و النشر و محارب لنشر الرعب و الفزع و محافظ على ثروات الشعب و مانع لنهبها . و هذا ما يحتاج حقا الى الجهد المضني و التعاون و الوحدة من اجل تغيير العقليات السائدة المسيطرة على زمام الامور لمدة ليست بقليلة ، و يجب ان يكون التغيير بوسائل ديموقراطية سلمية ، و هو الحل الجذري الناجع لما هو عليه الحال ، لان المنبع و المصدر الرئيسي و الصانع الوحيد للحالة السلبية التي يعيش فيه الشعب ، لا يمكن تغييرها الا بتغيير المنبع او تبديله لان المسبب الرئيسي للداء لا يمكن ان يكون دواءا او علاجا . و هذا ما يفرض علينا الاصرار على انبثاق خطة طريق او مشروع اصلاحي متعدد الجوانب لتغيير الوضع ودفعه نحو التقدم و التنمية من اجل الشعب و مستقبله .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق بحاجة الى بلورة خارطة طريق معتمدة لحل المسائل العالقة
-
ترحيل اللاجئين قسرا خرق لحقوقهم الانسانية
-
كيف و لمن نصوت في الانتخابات العراقية المقبلة
-
القيم الجديدة و مدى تقاطعها مع العقائد السائدة
-
المشاريع الاصلاحية في اقليم كوردستان تعبر عن عقلية اصحابها و
...
-
عواقب عشوائية تطبيق السياسة الاقتصادية في العراق
-
العراق بحاجة الى قراءة جديدة للوضع الراهن من اجل تقدمه
-
كثرة العوائق امام مسيرة الشباب في اقليم كوردستان
-
هل تنجح امريكا في ابراز قوى معارضة في اقليم كوردستان كما تحا
...
-
تعديل الدستور عملية معقدة و تسيطر عليها المصالح الحزبية و ال
...
-
الاصرار على المركزية صفة غريزية للمتنفذين في السلطة العراقية
-
تحولات في الصراع الامريكي الايراني على ارض العراق في ظل الاد
...
-
ماذا تضم لنا السنة الجديدة سياسيا في العراق و المنطقة
-
في ليلة حالكة من ثمانينات القرن الماضي
-
مواقف المثقفين و مسار تقدم الشعب العراقي في الوقت الراهن
-
مهنية الصحافة و معتقدات الصحفي
-
هل بامكان روسيا الجديدة قيادة التيار اليساري العالمي؟
-
البحوث و الدراسات العلمية اولى الوسائل الهامة لارتقاء المجتم
...
-
ازالة الطابع الاسطوري الشرعي عن البنية الايديولوجية الراسمال
...
-
نهاية ال(نهاية التاريخ)
المزيد.....
-
نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
-
-غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب
...
-
أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
-
مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
-
من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات
...
-
حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا
...
-
بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ
...
-
هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
-
الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
-
-نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|