أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - غياث المدهون - الاستشراق والفكر الإمبريالي















المزيد.....



الاستشراق والفكر الإمبريالي


غياث المدهون

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 04:56
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كتب "أرفينغ كريستول" وهو من منظري اليمين الأمريكي في القرن الماضي، كتب في ال(وول ستريت) ما يلي: إن الأمم التافهة كالأشخاص التافهين حيث يمكنها سريعاً أن تنتشي بأوهام الأهمية، ومن هنا تأتي أهمية حاملات الطائرات الحربية.
لن أتحدث عن الإمبريالية، فهو عدا عن كونه مصطلحاً مطاطياً، فهو معلوك لدرجة أن هذه الكلمة أخرجت من سياقها ووضعت ضمن قائمة الكلمات المكرورة في أي خطاب شوفيني جاهز لأن يُصرخ به من على المنابر، لكنني سأتحدث عن القناع الذي تسترت خلفه الإمبريالية لعدة قرون خلت، ألا وهو علوم الاستشراق، فالإمبريالية عادة ما تكون نتيجة لعدة عوامل بعضها لا إرادي راجع إلى تضخم الإمبراطورية واتساعها وسيطرة المركز على الهوامش تلقائياً، وبعضها الآخر (وهو ما يهمنا) إرادي مع سبق الإصرار اعتنت به المؤسسات الاستعمارية ورسخته وحاولت تعميمه كحقيقة ثابتة غير قابلة للجدل من خلال عدة قرون من العمل الاستشراقي المتواصل.
لقد اعتمدت الإمبريالية على علوم الاستشراق لتبرير احتلال الآخر المختلف، بل الغارق في الاختلاف الدوني، هذا العمل الاستشراقي المنحاز والمتمركز حول ذاته والذي (نمط) الشرق، ثم اعتمد على هذا التنميط كحقيقة ثابتة، وربما تكمن المشكلة الأكبر التي واجهها المفكرون وعلى رأسهم "إدوارد سعيد" في المجتمع الغربي هي التمسك بهذه الصورة المختلقة ورفض التخلي عنها وتغييرها.
إن الناظر بعين الحياد يعرف أن المؤسسات الاستشراقية سارت تماماً جنباً إلى جنب مع زمن التوسع الاستعماري الأوروبي منذ بداية القرن السابع عشر حيث سيطرت أوروبا على 80% من مساحة العالم، وليس من قبيل المصادفة أن يكون الحيز الذي تتحدث عنه علوم الاستشراق في نهاية الحرب العالمية الأولى هو نفس الحيز الذي تمتد به حدود الإمبراطوريات الفرنسية والبريطانية.
إن المعرفة لم تعد بريئة، ففي محاضرة ألقاها "آرثر جيمس بلفور" عام 1910 أمام مجلس العموم البريطاني، تحدث فيها عن (المشاكل التي ينبغي أن نعالجها في مصر) كان يبرر "ضرورة احتلال مصر" بسبب "معرفتنا لمصر"، وينتقد إدوارد سعيد هذه النظرية شكلاً ومضموناً، فهي تسوغ لدول فرض السلطة على أخرى لمجرد معرفتها، والأهم أنها تحول نظرية المعرفة من الدراسات الأنثروبولوجية إلى الاستعمارية.
و"سعيد" يتحدث عن الاستشراق على أنه اختراع غربي وغايته أن يمثل الشرق ويعبر عنه بما يخدم المصالح الاستعمارية الغربية وأن جميع المعارف الاستشراقية اعتمدت في الأساس على (الإنشاء) والتخيل دون تصوير الواقع الحقيقي، فالشرق الذي صوره المستشرقون ليس واقعياً إنما جاء كما أريد له أن يكون، لذلك أحدث تطبيق هذا التصور المتخيل أزمة أدت إلى الشعور بالتفوق الغربي ويؤكد أن الاستشراق ليس إلا إسقاطا غربيا على الشرق وأنه على علاقة مشبوهة مع الأنظمة الكولنيالية والنظريات العرقية العنصرية التي قسمت العالم إلى شرق وغرب افتراضيين ويرى أن للاستشراق ثلاثة ظواهر: الأولى هي إطلاق التسميات الجاهزة والتي ما زالت تستعمل حتى الآن في التحدث عن الشرق، وثانيها هي طريقة التفكير المبنية على التقسيم الأنطولوجي، وثالثها استخدام التدريس عن الشرق للهيمنة عليه.
فالعمل الاستشراقي واكب صعود الإمبرياليات منذ اجتياح نابليون لمصر وهو منهجية فكرية تقوم على التفريق والتمييز المعرفي/الأبستمولوجي، والمستشرقون قسموا العالم إلى غرب وشرق وأن لكل منهما خصائص ثابتة، واعتبروا أن الشرق غير قادر على التطور كما أن الغرب لا يمكن أن يتخلف.
ويرى "سعيد" أن الغرب أطر الشرق في أربعة مكونات: بدءاً من كونه غير عقلاني، وعقليته عقلية البازار "السوق" الذي لا تسوده الثقة، وأنه نرجسي لا يقدر الآخر المتحضر، وأنه يعتمد لغة غير واقعية أقرب إلى التصوف، ويعكس "سعيد" هذه المكونات الأربعة ويرى أنها إنما تنطبق على الغرب نفسه، ويدلل على ذلك بأن اللاعقلانية تنطبق على كتابات "صموئيل بيكت" و" يوجين يونسكو" والسرياليين، وأن عقلية البازار تبدو جلية في بورصة نيويورك، أما بالنسبة للنرجسية وعدم تقدير الآخر فيرى أن خير من يمثلها "بيركلي" وفلسفة "جان جاك روسو"، في حين أن اللامادية والتصوف والهروب من الواقع موجودة منذ أن كتب الشاعر "أوفيد" (مسخ الكائنات).
إذا فهذا الشرق المأخوذ من صور الرسامين وكتابات الرحالة ليس إلا شرقاً افتراضياً غير موجود إلا في خيالات المؤسسة الإمبريالية فالاستشراق ليس مرآة تعكس الشرق كما يدعون بل على العكس هو يظهر الغرب على حقيقته كقوة استعمارية تستغل الآخر وتحتقره.
- الأدب والعلوم الإنسانية
رفض "سعيد" النظر إلى العلوم الإنسانية على أنها معرفة غير منحازة، فهو يرى أن النظرة الاستشراقية غير بريئة، وأن الأدباء والمثقفين وحتى العلماء تحكمهم ضوابط الحكومات التي تنفق عليهم، وأن الأماكن التي يظهر فيها فعل الاستشراق جلياً إنما يكون مرتبطاً بحجم الفعل السياسي الغربي فنحن لا نستطيع قراءة العلوم والثقافات بطريقة جديدة إلا بمعرفة "القوة الدافعة" وهو يكشف أيضاً عن خفايا الخطاب المعرفي الذي لا ينفصل عن السياق التاريخي، لذلك يدعو إلى نمط من القراءة الخاضعة لـ(السياق التاريخي).
وقد حاول "سعيد" أن يظهر العقل الباطن في الإنتاج الأدبي والسردي الغربي بدءاً من رواية (قلب الظلام) ل"جوزيف كونراد" ومروراً بلامارتين وفلوبير ورسكين وبلزاك وكونراد وغيرهم الكثير، معتمدا على تحليل النصوص الأدبية، ولن يتردد أحد بالاعتراف أن أبطال الثقافة التحررية أمثال "رسين" و"ديكنز" و"جون ستيوارت مل" وغيرهم كانوا أصحاب آراء محددة في الامبريالية والعرقية، فإليوت مثلاً يرى أن العقل الغربي متفوق وأن الإبداع من الخصائص الثابتة في العقل الغربي والتي يحتاجها الشرق ليصبح راقياً، فهو يبرر استعمار الشرق لتطويره، أما "ألبير كامو" فقد صمت تجاه ما جرى في الجزائر من أعمال إبادة جماعية ..إلخ أما المستشرقون الحقيقيون فلم ينظر إليهم إلا على أنهم قاموا بجهد "غير علمي" لترسيخ صورة الشرق المفترضة.
أما الجانب الآخر للأدب والمعرفة فهو يتجلى في مصادرة الأدب، ففي مقدمة روائع العالم التي صدرت عن دار "نورتون" الأمريكية عام 1956 وردت هذه الجملة (إن روائع العلم مختارات من الأدب الغربي)، فهو يرى أن الثقافة الغربية صادرت الأدب واقتصرت على فئات عرقية إثنية امتدت من الأدب العبري القديم فالأدب الأوروبي الوسيط فالأدب الغربي الحديث ورغم الكثير من الخصال الشرقية في الأدب اليوناني فقد تمت مصادرته وجعله غربياً بحتاً.
- صورة الشرق
إن صورة الشرق التي حاولت أن تفرضها الإمبريالية من خلال علوم الاستشراق، ما هي إلا صورة مخترعة لتسهيل عملية احتلال الآخر والسيطرة عليه، فرسمته كعالم مليء بالاضطراب والقلق، أهله كسالى ساذجون، قساة على الحيوانات، كاذبون ويكرهون الآخر، عدا عن التنميط والنماذج الجاهزة: عبيد وخصيان، حريم وجواري، أمراء وراقصات وغلمان، ولا يخلو الأمر من مقارنات تعسفية بين شرق متخلف وغرب متحضر يراد منها إنتاج نماذج راكدة للشرق، يقول "إرنست رينان" 1892-1823 (إن العقل السامي – من السامية- لا يستطيع أن ينتج علماً أو فلسفةً وأنه غير قادر على إنتاج الشعر مع استثناء للعبرية)، أما اللورد "كرومر" فيقول في كتابه "مصر الحديثة": (الشرقيون غافلون، محرومون من الحيوية والقدرة على المبادرة، فوضويون، يعجزون عن إدراك أن الطرقات شقت وبنيت لكي يُمشى عليها وهم عريقون في الكذب، كسالى وسيئو الظن وهم في كل شيء على طرف نقيض من العرق الأنجلوساكسوني في وضوحه ومباشرته ونبله)، ويرى الغرب أن (حس الغربيين بالمنطق والتفوق الطبيعي في الذكاء) هو استنتاج طبيعي في حين أن التفكير الشرقي يفتقر إلى التناسق مثله مثل شوارع الشرق، و"إرنست رينان" يرى أن عدم المساواة بين الشعوب وضرورة سيطرة أقلية منها أمر بديهي لأنه قانون من قوانين الطبيعة والمجتمع.
-تغطية الإسلام
كشف "إدوارد سعيد" العديد من الأساليب التي تستعمل في الحديث عن الإسلام والتي أصبحت محفوظة عن ظهر قلب، فعادة ما يستعمل الغربيون كلمات وعبارات توحي بالحياد والصدقية العلمية والتوازن، وعادة ما يصلون إلى نتيجة واحدة مفادها أن الإسلام ضد الديمقراطية والتقدم والحداثة وهو دين متخلف، وأن المسلمين يكرهون الآخر ويعادونه، ويرى أن الشركات الكبرى تقف خلف سياسة الاستعمار التي "تغطي" الإسلام - فهو يستخدم مصطلح "تغطية الإسلام" بدلاً من التغطية الإعلامية- وذلك عن طريق تقديم صورة سطحية عنه وإبراز الجوانب التي تستثير المؤسسات الغربية في مواجهته، ويضرب "سعيد" مثلاً على التحيز الغربي، فعندما يتبرع شخص أو مؤسسة من السعودية لجامعة أمريكية تتعالى الأصوات للتنديد بالتدخل الإسلامي في التعليم الغربي، لكن عندما تتبرع دولة كألمانيا مثلاً لنفس الشأن يكون الرد بالامتنان، هذا عدا عن ربط "الإسلام" أو "القضية الفلسطينية" بالإرهاب، والأخيرة تحتاج إلى بحث آخر مستقل للاستفاضة عنها.
وليس من الغريب أن نجد في القواميس الغربية مصطلحات عدائية كالخطر الأخضر Green threat، أو الرعب من الإسلام Islamic fhobia.
وبالنضر إلى الحجم الكبير من الموروث الاستشراقي المتحدث عن الإسلام بنظرة افتراضية متخيلة، فإن هناك أزمة تواصل تحوطها انطباعات مسبقة وتسميات جاهزة، ف"برنارد لويس" يرى أن (الإسلام لا يتطور وأن المسلمين يجب أن يوضعوا دائماً تحت الرقابة)، و"توماس كارليل"يرى أن القرآن عبارة عن (غباء فارغ لا يطاق)، أما "أدير بليو" فيقسم التاريخ إلى مقدس يمثله المسيحيون واليهود، ودنس يمثله المسلمون، ويرى الكاردينال المعاصر"بول بوبارد" أن الإسلام يشكل تحدياً مرعباً بالنسبة للغرب ويشكل خطراً بالنسبة للأمل المسيحي، أما "دانتي" فقد وضع نبي الإسلام في مرحلة متقدمة من الجحيم، و"فون غرونبام" ينكر أن ينتمي الإسلام لأي دين أو حضارة، ويرى "لورنس براون" أن المسلمين إذا اتحدوا في إمبراطورية واحدة فإنهم يصبحون لعنة على العالم، أما "هيجل" فيعتقد أن الإسلام متخلي عن كل محسوس.
-صدام الحضارات
رغم أن الحضارات لا تتصارع أو تتصادم بل تتفاعل، إلا أن ما يجري اليوم يدخلنا في جدل حول أطروحة (صدام الحضارات) للكاتب " صموئيل هنتنغتون" والتي يصفها "سعيد" بالعرقية والجهل وأنها بنت نفسها على تقارير صحافية ودعائية، وما أفكار "هنتنغتون" سوى أفكار مستقاة من أطروحات المستشرق المحافظ "بيرنارد لويس"، وما الذي يجري اليوم سوى نتيجة لعدة قرون من علوم الاستشراق التي خلقت عدواً افتراضياً في الشرق، ولا بد في النهاية من الإشارة إلى بعض الآراء المعاصرة للذين يملكون زمام السلطة في الغرب، ليغدو هذا الإرث الاستشراقي ظاهراً مع نتائجه للعيان دون كثير عناء، يقول "أيوجين روستو" رئيس قسم التخطيط في وزارة الخارجية الأمريكية ومساعد وزير الخارجية الأمريكي ومستشار الرئيس جونسون لشؤون الشرق الوسط حتى العام 1967: (يجب أن ندرك أن الخلافات القائمة بيننا وبين الشعوب العربية ليست خلافات بين دول وشعوب بل هي خلافات بين الحضارة المسيحية والحضارة الإسلامية)، أما الرئيس الأمريكي الأسبق "ريتشارد نيكسون" فيقول: (للعمل داخل العالم الإسلامي فإن على صناع السياسة الأمريكية المناورة داخل وكر أفعى)، في حين يقول "كيسنجر" الغني عن التعريف: (إننا ما زلنا خارج الثورة النيوترونية وأننا عاجزون عن الدخول إليها وأن ثرواتنا الطبيعية هي من الأهمية بحيث إنه يجب أن تنزع من أيدينا، لتوضع بأيد أخرى أكثر استحقاقاً لها).
إن الكشف عن التجاوزات التي قامت بها المؤسسات الاستشراقية وتعرية الاستشراق على حقيقته وفضح رموزه من الأدباء والرحالة والسياسيين، ودوره في تحقيق ومساندة المصالح الإمبريالية، يجري على قدم وساق في العالم الغربي نفسه، لكن المشكلة الحقيقية تكمن في تمسك الكثير من المؤسسات والسياسيين والأدباء والأفراد بهذه النظرة ورفضهم تبديلها، حتى بعد أن علموا زيفها وخيالاتها.
Orientalism and the Imperialist Thought-
Irving Kristol, who was a right-wing theoretician in the previous century, wrote once in the Wall Street Journal newspaper that “dull nations can quickly get intoxicated with the illusions of importance, and that is why aircraft carriers are important”.
I am not going to talk about imperialism because apart from its ambiguity, this term is chewed to the degree that this word is used outside its context. I will talk about the mask behind which imperialism hid for a number of centuries; this mask is the sciences of orientalism. Usually, imperialism results from a number of factors some of them are involuntary and derived from the expansion of the empire and the spontaneous control of the center over the margins, while some other factors are voluntary, sponsored and deepened and generalized by the colonial institutions as a fixed and undisputed truth through a number of centuries of continuous oriental work.
Imperialism depended on the sciences of orientalism to justify the occupation of the different other. This oriental work, which is biased and egocentric, stereotyped the East and depended on this as a fixed truth. So the biggest problem faced by Arab intellectuals, and especially Edward Said, in the Western society, is clinging to this fabricated image and refusing to give it up.
He, who looks with a neutral eye, knows that the oriental institutions accompanied the time of the European colonial expansion since the 17th century when Europe occupied 80% of the world. It is not a coincidence that the space about which the sciences of orientalism talk at the end of World War II is the same space that the borders of the French and British empires covered.
Knowledge is no longer innocent. In a lecture delivered by Arthur James Belfor in 1910, before the British House of Commons, he talked about the “problems that we should tackle in Egypt”. He justified the occupation of Egypt “due to our knowledge of Egypt”. Edward Said criticized this theory saying it justifies for some states imposing their power on other states just because they know them. What is more important is that these states transfer the theory of knowledge from anthropological studies to colonial studies.
Said argues that orientalism is a Western invention that aims at representing the East and expressing it in a way that serves the Western colonial interests and that all the orientalists’ insights depended on fancy and imagining without portraying the real reality. The East, as portrayed by orientalists, is not real but it came as they wanted it to be. Consequently, applying this imagined conception created a crisis that led to the feeling of the European superiority. He added that orientalism is a Western projection of the East and has a suspicious relation to the colonial system and the racial theories that divided the world into virtual West and East. Said thinks that there are three phenomena in orientalism: the first is using ready-made names, which are still used until now. The second is the way of thinking, which is based on the ontological division, and the third is using teaching about the East to control it.
The orientalists’ work accompanied the rise of imperialism since Napoleon’s invasion of Egypt. It is an intellectual methodology based on epistemological discrimination. The orientalists divided the world into East and West endowing each of them with fixed characteristics, considering the East unable to develop and the West unable to go backwards.
Said argued that the West framed the East in four components: it is irrational, and its mentality is the market’s mentality that does not know trust, and that it is narcissistic and does not appreciate the civilized other and adopts a mystical language. Said reverses these four components and discovers that they can frame the West itself, pointing out that irrationality applies to the writings of Samuel Becket, Eugene Unesco and the Surrealists. The market mentality is manifested in the New York stock market. Narcissism and despising the other can be found in Berkeley and the philosophy of Jan Jacques Russo, while mysticism and escaping reality are existent since Ovid wrote Transformations.
This East, which is derived from the paintings of painters and travel writings, is a virtual East that only exists in the imagination of the imperialist institution. So orientalism is not a mirror that reflects the East as they claim. On the contrary, it reveals the reality of the West as a colonial power that exploits the other and despises him.
Literature and Human Sciences
Edward Said refused to consider human sciences as unbiased knowledge. He argues that the orientalists’ look is not innocent and that writers and intellectuals and scientists are governed by the disciplines of the governments that spend on them. The place in which the oriental action appears clearly is where it is linked to the size of the Western political action. We can not read sciences and cultures in a new way except through knowing the motivational power. He also unveils the secrets of the epistemological system which is not separated from the historical context. Therefore, he calls for a type of reading which clings to historical context.
Edward Said tried to reveal the inner mind in the Western literature and narrative starting off from Joseph Conrad’s novel the Heart of Darkness, the works of Lamartine, Flaubert, Ruskin, Balzac, Dickens and John Stuart Mill and others who expressed specific opinions about imperialism and racism. For example, Eliot believes that the Western mind is superior and creativity is a fixed characteristic in the Western mind and the East needs it to become civilized. He justifies occupying the East in order to develop it. As for Albert Camus, he kept silent concerning genocides in Algeria. But the real orientalists, as Said indicated, exerted unscientific efforts to lay the foundation of the virtual image of the East.
The other side of literature is manifested in the classification of literature. For example, in the introduction to the masterpieces published by Norton publishing House in 1956 there is the following sentence: “World masterpieces are selections from Western literature”. Edward Said thinks that the Western culture excluded the literature of the other and limited it to racial and ethnic groups that extended from the old Hebraic literature to the European literature in the middle Ages until the modern European literature despite many Eastern characteristics in the Greek literature, which was considered pure Western.
The Image of the East
The image of the East that imperialism tried to market through the sciences of orientalism is an invented image that facilitates the process of occupying the other and controlling him. For this reason imperialism drew the East as a world full of tumult and anxiety, its people are lazy and silly, cruel to animals, liars and hate others. It also used stereotypes and ready models: slaves castrated, harem, princes, dancers and servants. There are also exaggerated comparisons between a backward East and a civilized West which aim at producing stagnant examples for the East. Ernest Renan says that the Semitic mind, with exception of the Hebrews, is unable to produce a science or a philosophy or poets; Lord Cromer says in his book Modern Egypt that the Easterners are ignorant, deprived of vitality and the ability to take the initiative. They are anarchists, and unable to comprehend that the roads are built for walking and they are masters in lying and mistrust everything, contrary to the Anglo-Saxon race, which is clear, direct and noble. The West believes that the Westerners’ sense of logic and the natural superiority of their wit is a natural trait while the Eastern thinking lacks harmony like the streets of the East. As for Ernest Renan, he believes in inequality among peoples and the necessity of one minority’s control is axiomatic because it is one of the laws of nature and society.
Covering Islam
Edward Said revealed a number of methods used in talking about Islam, which are memorized by heart. Usually, the Westerners use words and phrases that suggest neutrality, scientific honesty and balance. They usually reach a conclusion which is that Islam is against democracy, progress and modernity, and that it is a backward religion, and that Muslims hate the other. Edward Said argues that the big corporations stand behind the colonial policy that covers Islam (He uses the term “Covering Islam”, instead of the press coverage of Islam) through providing an artificial image about it and revealing the aspects that instigates the Western institutions to confront it. He offers an example on this Western bias saying that when a Saudi person or an institution donates money for an American university, voices move to condemn the Islamic intervention in Western education, but when a state like Germany donates for the same purpose, the answer will be gratitude. This is apart from linking Islam or the Palestinian cause to terrorism, which needs further extensive research.
It is not strange to find in Western dictionaries aggressive terms like Green threat or Islamic phobia.
Putting into consideration the big size of the oriental heritage that defines Islam through a virtual imagined look, we can say that there is a crisis of communication surrounded with preconceived impressions and ready names. Bernard Lewis, for example, believes that Islam does not develop and Muslims should be always under control. Thomas Carlyle believes that the Koran is an empty, unbearable stupidity. Adair Belio divides history into two parts: one is holy, represented by Jews and Christians, and the other is impurity represented by Muslims. The contemporary Cardinal Paul Bobard says Islam represents a horrible challenge to the West and endangers the Christian hope. Dante put prophet Mohamed in an advanced stage in hell while Von Graunbaum denies that Islam belongs to any religion or civilization; Lawrence Brown said if Muslims unite in one empire they will become a curse on the world while Hegel believed that Islam gives up any sensible thing.
Clash of Civilizations
Civilizations do not clash, they interact, but what happens today imposes on us the debate on Samuel Huntington’s thesis on the clash of civilizations that Edward Said described as racist and ignorant and based on propaganda and press reports. Huntington’s ideas are derived from the ideas of the conservative orientalist Bernard Lewis and what happens today is a result of a number of centuries of the sciences of orientalism which created a virtual enemy in the East.
Finally, we should refer to some of the modern ideas of those who seize power in the West in order to understand this oriental heritage and expose it. Head of the department of planning in the US department of state and president Johnson’s adviser for Middle Eastern affairs until 1967 said: “ We should be aware the our disputes with Arab people are not disputes among states and peoples, but between the Christian civilization and the Islamic civilization”. The former US president Richard Nixon said: “In order to work in the Islamic world, the decision makers should maneuver inside the snake’s den.” Richard Nixon said the Arabs are still outside the neutron revolution and unable to enter it and their natural resources are important and should be extracted from them to be given to those who deserve them.
Criticizing the mistakes of the oriental institutions and exposing orientalism and its nature and symbols, including the writers, travelers and politicians and their role in serving the interests of imperialism take place in the West itself, but the real problem lies in the clinging of many institutions, politicians, writers and individuals to this look and their rejection to replace it even after they knew its falsity and fantasies.







#غياث_المدهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر الفلسطيني والسياسة/ كيف خربوا قصائدنا


المزيد.....




- في روما.. يختبر السيّاح تجربة جديدة أمام نافورة -تريفي-
- لغز مرض تسمم الحمل الذي حير العلماء
- -بايدن قد يدعو إلى إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء ولايته- - ...
- قلق على مصير الكاتب صنصال إثر -اختفائه- بالجزائر بظروف غامضة ...
- هل نحن وحدنا في الكون؟ ماذا يقول الكونغرس؟
- مشاهد لآثار سقوط صواريخ لبنانية في مستوطنة كريات أتا (صور + ...
- -حزب الله-: إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح
- مشاهد لـRT من موقع الضربة الإسرائيلية لمنطقة البسطة الفوقا ف ...
- مجموعة السبع ستناقش مذكرات التوقيف الصادرة عن الجنائية الدول ...
- لماذا يضاف الفلورايد لمياه الصنبور وما الكمية الآمنة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - غياث المدهون - الاستشراق والفكر الإمبريالي