مديح الصادق
الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 05:16
المحور:
الادب والفن
كتبتها سنة 1998 ولم يدر في خلدي أبدا أن هولاكو هو الذي
سيسقط هولاكو
اللوحة الأولى
ينعى شاة بداء العصر ماتت
داء الحصار
مررت براع أبحث عن أنثى
تكمل نصف الدين
حدق بي ... وبخني
عن ماذا تبحث ؟ عن دين ؟
الدين يصادر هولاكو
شيخ الدجالين
ريحا , تخلع بابا , تهتك سترا
مآذن , أجراسا , أعشاش طيور ,
وبذور ...
حرقوا الحرث , حصيدا , وجذور
زرعوا الإيدز , داء العقم ,
ألا تدري ؟ أطفالنا شاخوا
ولم يحبوا , بعد
أ نبئك , الضمائر ماتت , كلها
فاقرأ عليها السلام , وأين السلام ؟
صنعوه , وعلبوه , تجارة
للآتين من الأوغاد
وماذا يأكل الأوغاد , غير السلام
فكل شيء لديهم مباح
ذبح الأطفال , دفن الأحياء,
تقطيع الموتى , تسميم الهواء
هراء ...,
كل هذا هراء
دعني أدفن شاتي , أبحث عن ذاتي
عن أمي , بلا مأتم ماتت أمي
أخوتي , تاهوا في الطرقات
وبئري جفت , جففها التنين
وتبحث عن دين , وا دين
... طفلي فارقني , جوعا , يحلم
لا يعلم ساعة مات
أن القاتلين دعاة حضارات
فتبا لها , تبا لها , ولتسقط
أتلك حضارات ؟ ؟ ..
اللوحة الثانية
معه , لم أهتف , لن أهتف
فالهتافون رعاع , والطبالون خواء
هولاكو , لن تسقطه الفوضى ,
لا صرخة ثكلى , لادعوات جياع
فارفع رأسك , وافتح صدرك
وادبغ جرحك
بالملح ورمل الصحراء , وغن
غن , غن , ارفع صوتك , غن
{ دنياك هالفاينة لاأقبلها , ولا أحبها
من حيث لن الظلم , والجور لاحبها
أم العلا دنكت للنذل , والنذل لاحبها
صبح غضنفر , وراسه للثريا وصل
لابس من الماهود , ستة وسبعة وصل
والله لو كطعوني بشفرات الهنادي وصل
ما أدنك على إيد النذل , لا والله , ولا أحبها }
غن , غن , غن ,
تكتظ الصحراء
حفاة , عراة , مساكين , جياع
تقوم الساعة , تنهض أشلاء الشهداء
سيلا يجرف
ريحا تعصف
تسقط هولاكو
تنتصب الحضارات
هوامش : 1 - أبيات الزهيري مقتبسة من الموروث الشعبي
وقصتها معروفة لدى المهتمين
2 - الماهود : صنف فاخر من القماش
#مديح_الصادق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟