كاظم الشاهري
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:52
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في كل عام ومع بداية السنة الهجرية يجلد المسلمون الشعية في كل اقطار العالم . يجلدون اجسادهم وارواحهم . يلطمون الصدور يشقوون الرؤوس ويذرفون الدموع ويرددون لو كنا معكم لفزنا فوزا عظيما .
ويتحدث الخطباء من على كل منبر عن سجايا الثورة الحسينية .
وهي ثورة كان من ورائها اعادة المجد الى الاسلام كما في اسلام عمر او اسلام علي بن ابي طالب .
والاول كان عروبيا متعصبا والثاني كان محمديا متقشفا .
ولنفترض ان الحسين انتصر ومسك زمام الخلافة الاسلامية . فانه سوف لايعدو خطوة عن عمر او ابيه علي .
سوف نجده معا عمر وعلي.
عروبية وتقشف .
وسوف يكون العالم الاسلامي ليس اكثر من جوقة يرددون الايات القرآنية . يلبسون الاسمال ويأكلون القد والطرق .
وهذا هو فهم علي للاسلام .
اوحق العرب في الاستيلاء على كل شي .
حقهم في السيادة وحقهم في الاستيلاء على العرض والمال ايضا .
وهذا هو فهم عمر للاسلام .
وبانتصار الحسين سوف تكون
النساء محجبات مخدرات يقرن ّ في بيوتهنّ.
فلا عجر يهز ولاكتف يرجف ولاصوت مغنية يصدح ولا عود يطقطق ولا قدح يرفع
خسر الحسين المعركة في اقل من ساعات في مدينة ( قرب الله ) العراقية والتي تسمى الان كربلاء .
وانفض عنه العراقيون حتى قبل بدء المعركة الا من مجموعة من الشيوخ الهرمين .
قتل الحسين وعيوني عليه مدرارا.
بيد ان انتصار يزيد المذوم . كان له اثارا تاريخية .
لانه جعل من دولة العرب الاموية دولة عصرية .
ففيها رفعت اصوات الاعواد والدفوف وغنى المغنون ورقصت الراقصات وضجت الانخاب بالخمر
وفيها بنيت الجوامع والقصور من الحجر وزينت بالزخارف . وفيها عاد للشعر تهتكه .
لقد كان يزيد رجلا عصريا بكل معنى الكلمة .
وكان رجلا مذموما بكل معنى الكلمة .
وكان رجلا ادخل الحضارة الى بوابات العرب المغلقة .
في هذه الايام من استعادة ذكرى الحادثة .
اذرف الدموع لهما .
اذرف دمعة ليزيد .
واذرف دمعة على الحسين الشهيد ....................
#كاظم_الشاهري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟