سعيد موسى
الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 01:54
المحور:
القضية الفلسطينية
((مابين السطور))
يبدوا اننا فقدنا البوصلة في تحديد اتجاهات عاصفة المؤامرة الدولية الحلزونية,ويبدوا ان الشعوب المناضلة والمضحية بكل ما تملك من اجل استعادة حقوقها المغنصبة, ويبدوا ان ارتال المحللين والمراقبين والخبراء السياسيين والعسكريين, يسيرون في اتجاه ولاعبي شطرنج الارواح البشرية من خلف كواليس صناعة المشهد الشرق اوسطي الجديد يسيرون في اتجاه معاكس تماما ,كما وبعد المذابح الجماعية لمليون ونصف غزي,اعتقد ويعتقد الكثيرون انهم العقدة في منشار الصناعة الاوسطية الغربية والاوروبية والاقليمية على حد سواء, وفي ظل الصمت الذي يتلوه شبهات واسئلة تتجاوز اسباب الجريمة بل الجرائم المتلاحقة على غزة, ويبدو ان لعبة صناعة الشرعيات ولعبة الكراسي السلطوية الخبيثة تسير في نفس سياق المؤامرة الهادفة,كما يبدوا في ظل وضوح المشهد السياسي, وسقوط ركائز البعد الاسلامي الفعلي بعد سقوط الركائز العربية إلا من بعض التصريحات في ادناها الحكمة وفي اعلاها العنترية المفرطة, فيبدو ان الحل للمشهد الصغير في غزة, وفي سياق المشهد الشامل للمسرحية الشرق اوسطية الكبرى, يبدوا ان الحل ليس في حوزة البعد العربي ولا حتى البعد الاسلامي, بل يبدوا ان لم يكن مؤكد ان هذين البعدين هما جزء من المشكلة المتمثلة او المختزلة في غزة الضحية وليس جزء من الحل, لذا وبعد الاختبار الاكبر ووضع قدرات الجميع حكماء وعناترة على المحك العملي قد ثبت جاهزية الارضية الخصبة ,لزراعة شرق اوسطية نواتها في غزة الثائرة على مدار اكثر من نصف قرن كالابن المتمرد على ابوية بالتبني, ويلهث من نعتقد كمغفلين ان لديهم الحل , كي يحجزون لانفسهم كرسي على العربة الاوسطية التي يتم رفعها الى قضبان السكة الشرق اوسطية, والثمن ارواح مليون ونصف فلسطيني قربان لطموح واحلام الابعاد العربية والاسلامية, والصمت بل الحكمة والعنترية الجرداء هي مجرد عربون او مقدمة لحجز ذلك الكرسي اللعين على قاطرة الرحلة الشرق اوسطية لفضاء عالم الاقتصاد الجديد, جل فصيلة وثقافة بشريته لعبة تقاسم الباطل, واسقاط تقليد الثوابت والحقوق, فالحق في عرف العالم الاوسطي الجديد, هو الايمان المطلق بان مالك الملك السياسي في عدالة الباطل الدجال, هي للكبار رموز الهيمنة الشيطانية وربيبتهم الكبرى الدولة الصهيونية المسخ.
هل نحن في حلم ام هذا الواقع القميء المقيت اصبح علما, نغني وننشد الثورة والحق ليل نهار, نتعرض لابشع المجازر البشرية في وضح النهار, ونخرج فنسب ونشتم ونلعن الصمت العربي الاسلامي, ويبدوا اننا لانريد تصديق البداية الغير بشرية والغير ادمية, بان من نلعنهم ونلعن اسيادهم الغرب الاوروبيون, لا يتاثرون بهذه اللغة التي اصبحت من ارث الماضي السحيق,فمن الحق ومن الباطل؟, يسموننا بالحالمون, ويسمون انفسهم بالبرجماتيون"الواقعيون", فهل نحن في زماننا؟ ام كاهل الكهف في زمان امة تعهر عملاتنا النضالية الجهادية وثقافتنا؟, هل علينا العودة لكهفنا لنكمل ما يقولون انه موتنا؟, غريب هذا العالم وكانه ليس عالمنا, انحن الحق ام الباطل؟,لماذا يتنكر لنا من بُحت حناجرنا واريقت دماء اطفالنا ونهتف هذا من اجل كرامتكم ومقدساتكم؟, ياهلترى هل يفهمون رطننا ولغتنا؟, ام اننا نخاطب بشرية تم استئصال ضميرها ونخوتها وتم انتزاع وعيها؟, ليتفرجون على ذبحنا كفلم سينمائي من العصور الوسطى او الحجرية او الطباشيرية او الدينصورية, ما هذا ياقوم المناضلون؟ , ماهذا ياقوم المجاهدون؟, ما هذا يا قوم المحللون؟, ماهذا ياقوم الخبراء في زمن نعمة الجهل ولعنة المعرفة؟, ربنا الله ربنا الله ولا الاه غيره, ولانعبد سواه في زمن الديانة الشرق اوسطية ووثنها الدجال الغربي الاوروبي وملته العربية الاسلامية المخدرة بجنون التخاذل والصمت.
فيبدوا اننا في مطابخ الكواليس الاوسطية وامرائها وسلاطينها وملوكها ورؤسائها خلية عاملة مخلصة لملوك الغرب الاوروبي, يبدوا اننا في غزة الذبيحة وجبة لبشر اوسطي يعشق تذوق الدماء الحارة للثوار, فنهتف باعلى صوتنا شهداء بالملايين للاقصى رايحين, نهتف تموت وتحيا فلسطين, نهتف باحدى الحسنيين الشهادة او النصر, نهتف بفخر إما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيض العدا, وكأن هذا العالم البشري الحديث يستمتع بصراخ واستغاثة الرجال بعد الاطفال والنساء, هل نحن نحرك ساكنا؟, ام نصرخ في صحراء العدم؟, اسمع هناك ياغزة صوت هادر من بلاد الاسلام حسب علمنا او اعتقادنا يقول هنا ستكون مقبرة الصهاينة, يبدوا انهم يقصدون نحن بالصهاينة!! فالايمان فعل لاقول,الايمان ماوقر في القلب وصدقه العمل, فسمعنا القول فاين العمل؟, واسمع هناك من بلاد العرب صوت حقير يقول للصهاينة احرقوهم بالمواد بالكيماوية!! لاغرابة, واسمع ضجيج كثير يقول اعلفوهم سمنوهم اطعموهم, في اي عالم نحن يارب العالم الذي لانعبد سواه؟!, في اي عالم نحن يا محمد يابن عبد الله؟"صلى الله عليك وسلم" ,ان الامة العربية والاسلامية والاعجمية تتكالب علينا, كما تتكالب الاكلة على قصعتها, رحماك ربي برجال رفضت الذل, رحماك ربي برجال كشفت ابجديات مؤامرة شاملة سوداء, لاندري من معنا ومن علينا من هذه الامة الصماء البكماء؟, هل نستمر بطلاسم هتافاتنا وتقديم قرابين كرامة ومقدسات هذه الامة الافتراضية؟؟؟؟؟؟, ام نصمت ونتقدم بطلب جماعي لاستئصال الكرامة والارادة والمروؤة والضمير؟؟؟, فنفهم بعدها لغتهم السوداوية, في اي كون نحن, في اي عالم نحن؟, افي عالم بشر ام في غابة وحوش؟, في عالم عرب ومسلمون ام اعراب ومتأسلمون؟ وقد خدعونا بسخاء شعاراتهم, وفي المحصلة ونحن اسيادهم يتعاملون معنا كجوعى ومتسولون, ماهذا ايها المتخصصون؟ ماهذا ايها المحللون؟, ماهذا ولا اسياد للمقاومة غير هنا في غزة وفلسطين؟, ماهذا ولا مغيث لنا في زمن الحكمة والعنترية الا رب العالمين.
يبدوا ان الحلول هناك, في ادراج كبار العهر السياسي وخدامهم من امة عربية اسلامية ضحكت من تبعيتها وصمتها الامم, ان لم تكن امتنا والتي لم نيأس من ايقاضها من سكرات موتها,ان لم تكن لديهم ارادة الصحوة والنهضة فالحل اذن سيفرض من رؤوس الهيمنة, سيفرض بالاف القنابل العنقودية المشرعة دوليا, والتي تلقى على رؤوس اطفالنا واهلنا في غزة الحبيبة, والعالم يتفرج على هذه الابادة الجماعية, وكانها القنابل العنقودية العاب نارية لراس السنة الميلادية, بل يتفرج علينا امتنا العربية والاسلامية والقنابل العنقودية تحرق سماء غزة قبل ان تحرق شجرها وبشرها وحجرها, وكانها العاب نارية احتفاء براس السنة الهجرية, ماهذا يا امة تستحق ان نتقبل بها العزاء؟, او تستحق ان نتبرا منها الى السماء, هل طربتم لصراخ اطفال المجزرة؟, هل استأنستم بعويل حرائرنا الثكالا؟ , لابارك الله فيكم, هل هو زمن الرويبضة حقا؟, كيف لامتنا ان تصمت وهي امة المليار كغثاء السيل؟؟؟, اعزيزة هي الكراسي الملكية والرئاسية الى درجة فقدان خاصة الادمية والشهامة والمروؤة؟, ام كل هذه الاوصاف تدعو للتندر في خروج عن نص المسرحية الدرامية؟, ام اوصال لحوم اطفالنا تتخيلونها كدعاية لالعوبة همجية؟ في استراحة تلك المسرحية الاممية؟ الظالمة, قاتلكم الله واذلكم فوق هذا الذل الذي تعتقدونه حكمة وعزة وبرجماتية.
اذن الحل لدى اهل العقد والحل في عصر الظلم, سيكون تركيع غزة وانسانها, فهل تركعين غزة, اذن الحل في استقدام اباء وحكام في زمن الردة الاوسطية ليسوا من اصلابها, فهل المقصود بعد المذابح الجماعية, والقتل الاجرامي المشهود, تدويل غزة, ام ربما الطبخة اكبر من ذلك هو تدويل فلسطين, بعد ان دولوا امتنا وثرواتنا العربية والاسلامية, اسمع غزة كطائر الفينيق تنبثق من وسط الرماد, اسمع غزة كالمارد المتوحش بفجر قمقمه, صارخا, لا ورب العزة, لا ورب الكعبة, لن نسلم بالجراحة المميتة لامتنا وسننقذها, لن نسلم بجراحة التدويل وسنسقطها, تقول غزة حجرا وشجرا وبشرا,انا بداية تاريخ العزة ياعرب, وانا نهاية تاريخ العبودية يامسلمين, انا غزة العزة, مهما تاجر المتاجرين, ومهما زايد المزايدين, فرحماكم يا امتنا بغزة, فهي عرين العروبة والاسلام, هي الحافظ الامين على الكرامة والعزة, لا لتدويل غزة, واعتقد ان الحل الحقيقي لدينا في فلسطين, بوحدة صفنا,الذي طالما تكسرت واستعصت عليه كل مؤامرات التركيع, وفي انقسامنا يلوح شبح التدويل والضياع, الا تعقلون؟
اللهم انا نشهدك على صمتهم وتخاذلهم فتولى امرهم
#سعيد_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟