|
إسماعيل فهد إسماعيل : الرواية العربية عالمية متجاوزة .. مشكلتها اللغة
كريم الهزاع
الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:14
المحور:
الادب والفن
تبدو شخوص روايات إسماعيل فهد إسماعيل قلقة تعاني الأرق والاختناق كما في روايته " البقعة الداكنة " تحاول ان تبحث عن حلمها الخاص كما في روايتي " كانت السماء الزرقاء " و" المستنقعات الضوئية " وفي رواية " الحبل " رأينا كيفية التفاف الحبل حول العنق محملة بالدلالات بين محاولة إيهام الآخر لحظة الموت ، عوالم إسماعيل فهد إسماعيل مزدحمة بالأمكنة : الشارع ، السجن ، المقهى ، البيت، البحر، النهر، ترصد كثيرا من الأحداث التي مر بها عالمنا العربي ، التي من خلالها استطاع ان يترك بصمته على ساحة القصة والرواية العربية ، بلغت اعماله ما يقارب الثلاثين عملا ، بين رواية ومجموعة قصصية ومسرحية ودراسة نقدية وسيناريوهات لبعض الاعمال الفنية ، في حقيقة الأمر إنها جزء لا يتجزأ من باقة الاعمال المهمة التي ميزت عالم الرواية والقصة العربية في النصف الأخير من القرن العشرين ، فمنذ مجموعته القصصية الأولى " البقعة الداكنة " التي صدرت عام 1965 وهو يضع بين أيدينا وثائق تاريخية مهمة يتحتم علينا مراجعتها ، وتذكرها بين حين وآخر، وهذا ما يعطي أعماله اهمية خاصة من حيث واقعيتها ومادتها التاريخية.
لم يتوقف إسماعيل فهد إسماعيل في كتابة اعماله على نسق سردي ، بل انه في كل عمل من اعماله يحاول ان يقدم جديدا ، فما وجدناه في اعماله الابداعية من حالة اشتباك وتنوع ، وجدناه في منزله المفعم بالمحبة ، وفوق جدرانه التي تزينها لوحات تشكيلية لمجموعة من الفنانين العرب ، وارفف مكتبته الغنية بكتبها في انواع المعرفة المتنوعة ، هناك شاكسنا الروائي والناقد إسماعيل فهد إسماعيل لنعرف ما الذي يدور في العزلة التي اختارها لنفسه ، ونستعرض معه بعض هواجس الثقافة ، فكان لنا معه هذا الحوار:
- لقد كتبت روايتك « احداثيات زمن العزلة » ، فهل اتخذت العزلة منهجا ، إذ لا تكاد تظهر في المشهد الثقافي الكويتي ؟ • لا اعتبرها عزلة بمعناها التام ، لأنني مازلت التقي أصدقائي من الوسط الثقافي ، لكن ما حدث هو تقسيم للوقت بين المسؤوليات المختلفة على الصعيد الفردي والاجتماعي والعمل وغيره. هذه العزلة الجزئية خصصتها للتركيز على كتابة قراءات عدة في الرواية والمسرحية ، وكتبت مجموعة قصصية قد انشرها يوما ما. وكتابا في نقد المسرح ، وآخر في نقد الرواية ونصا مسرحيا من ثلاثة فصول عن شخصية الشاعر الاندلسي « ابن زيدون » ، عدا ذلك ، عملت كثيرا في الكتابة للتلفزيون ، وهي الكتابة التي تحتاج إلى كثير من الوقت والجهد والتركيز، منها عمل بالاشتراك مع الفنان سليمان الياسين، عن تاريخ الكويت في الخمسينات والستينات وما بعد الاستقلال ، كتبها أحمد الجارالله من ثلاثين حلقة ، وآخر اسمه « دنيا » اعتقد انه يلامس هموم الانسان الكويتي . فضلا عن عمل بالاشتراك مع احدى المحطات قائم على الشعر والفنون الأخرى ... قد يعتقد الكثير من الأصدقاء أنني اهدر وقتي في الأعمال التلفزيونية ، لكنني في الواقع عدت للعمل الدرامي الذي مارسته في السبعينات والثمانينات، لأن الدراما تتسع لما لا تتسع له الرواية ، بمعنى ان آفاق التلفزيون والفضائيات أرحب ، وتأثيرها أكبر، على أمل ان تلقى التجربة استحسانا ، وثمة عمل يمثل حالة اشتباك بعنوان « حينما يكون رأسك في طريق واسمك في طريق أخرى » وهو نص درامي يشاركني العمل فيه الشاعر البحريني قاسم حداد ، وان كنت لست براض عنه ، ما جعلني أحاول اعادة كتابته ، لأنني اراه غير مؤهل حاليا لإعادة بناء ، فهو يحتاج إلى جهد كثير، وخصوصا ان لغته صوفية أكثر مما هي سردية .
المشهد الثقافي
- كيف ترى المشهد الثقافي الكويتي ؟ • يبدو لي ان المشهد الثقافي مترد ، وغير براق في شكله العام ، ولكن اذا ألقينا نظرة فاحصة سنجد الشبان الأدباء قد احدثوا فيه مفارقة ، منهم بثينة العيسى في مجال الرواية ، ومنى كريم بديوانيها الصادرين عن قرطاس وشرقيات ، وسعد الجوير وحمود الشايجي ومحمد المغربي وآخرون قد لا تحضرني أسماؤهم الآن ، كما أننا سنجد المسرح أكثر نشاطا وحيوية عن السنوات السابقة ، إذ برزت أصوات شبابية جديدة بدا حضورها واضحا في المهرجانات وغيرها ، مثل : حسين المسلم الذي حصل على جائزة أفضل نص في مهرجان الخرافي . حتى في الفن التشكيلي ظهر كثير من الدماء الجديدة. لكن تبقى الحركة النقدية متأخرة لأنها تحتاج الى وقت للحاق بالآداب والفنون ، وأستطيع أن أقول: « إن النقد شبه غائب في الكويت ». أما على مستوى الدولة فمطلوب من الجهات الحكومية إلى جانب اصداراتها العالمية المختصة الاهتمام بالاصدارات الكويتية والخليجية فالعربية ، كأن تقوم باصدار كتب جيدة الطباعة ومتقنة لتوزع بأسعار رمزية ، ومن ثم تكون الرعاية الرسمية قد وفرت دعما للمشهد الثقافي الكويتي . لكننا يجب ان ننبه على ان الرعاية الرسمية قد تقتل الاديب اذا زادت على حدها .
جيل الرواية
- نرى بوادر جيل كويتي مهووس بفن الرواية ، هل ترى المشهد الكويتي يمثل تربة خصبة لهذا الجيل وأحلامه ؟ • التربة الخصبة تكمن في عمق المبدع ذاته ، وفي قراءاته وتطلعاته وثقافته ، وعلاقته وطموحه وجهده الشخصي . فكل انسان يبدأ من الصفر، ولا يوجد شخص يعتلي القمة منذ البداية ، بل لا توجد قمة أصلا . ويبقى السبق وحده بيد الطموح الذي يحافظ على تفوقه بين أبناء جيله ، بتجويد فنه وابداعه وسعيه إلى تحسينه. فبقدر ما يكون الجهد حقيقيا ومخلصا وموجها ، يصبح المنتج أو المبدع أكثرأهلية للانطلاق والتعبير بحرية .
الرواية العربية
- باعتبارك روائيا ، ما رأيك في وضع الرواية العربية الحالية مقارنة مع الفنون الأخرى ؟ • الرواية العربية كما أرى ، رواية عالمية ، لا تقل عن غيرها من الروايات من حيث الكم أو الطرح ، وتسلحها بالمعارف والفنون الأخرى . فهى رواية متجاوزة حدودها الضيقة ، وصلت إلى العالمية ، ليس لأن نجيب محفوظ حصل على نوبل ، وهو يستحقها ، بل لأن هناك روائيين بدأوا من حيث انتهى محفوظ ، وواصلوا الطريق . لكن يبقى ، اننا نعيش عصر سيادة اللغة الانجليزية ، ومن هنا تأتي أهمية الترجمة التي تحمل في داخلها عوامل الشهرة الاعلامية . لذا نحن مكبلون في خانة اللغة العربية التي لايجيدها الآخر، وأشياء اخرى . أما اذا اردنا مقارنة الرواية بغيرها من الفنون ، فأجد الشعر اكثر تطورا منها ، على سبيل المثال « سريرالغريبة » لمحمود درويش و « قصائد ساذجة » لسعدي يوسف ، اجدها وصلت إلى العالمية لأنها قصائد تحوي الكثير من الجماليات فعلا . ومن ثم يجب ان نضع في اعتبارنا ان من الطبيعي ان يصل الشعر إلى مرحلة كهذه بحكم عمره الطويل ، بينما الرواية حديثة الولادة ، وبرغم ذلك فإن وصولها الى هذه المرحلة من التقدم يدعو الى التأمل ، وهذا يعني انها حققت انتشارا اكثر مما نتوقع ، بالتالي نرى الناشر يهتم بالرواية خصوصا لأنه يلاحظ اهتمام القراء بها ايضا.
الثقافة النسوية
- ماذا عن الثقافة النسوية ؟ ، وهل استطاعت المرأة العربية المثقفة أو المبدعة تسليط الضوء على معاناتها ، وسبر غور البيئة والمجتمع في ظل قمع ذكوري؟ وكيف تقرأ الحالة الكويتية ؟ • أؤمن بان تاء التأنيث لا وجود لها ، فالمبدع مبدع سواء كان ذكرا أو انثى ، لكنه امر لا يمكننا تجاهله ان كنا في مجتمع متخلف أو عالم ثالث ، فحتى في بيوت المثقفين تجد الامر مختلفا عن معتقدات المثقف ذاته ، واحيانا تجد المرأة ترفض الحرية ، ففي الستينات كانت حرية المرأة أوسع مساحة ومضمونا ، وقد كنا نعتقد أن الامور ستتطور نحو الأفضل ، لكنها تتراجع ، وتشهد انكسارا كبيرا للمرأة . آنذاك كانت هناك حركات نسائية أقوى وأكثرجوهرية على خلاف ما يحصل في وقتنا الحالي . إذ تجد في دولنا تجريدا واضحا للمرأة من حقوقها ومن ثم علينا الاعتراف بحقوق نصف المجتمع ، لأن انكارها نفي له ، وبالتالي قتل للمجتمع . هنا يكون للتربية والتعليم دور كبير في خلق المرأة الحقيقية . فالمرأة تعاني معاناة مزدوجة من المجتمع ، ومن الرجل ، ما يكبل طاقتها الابداعية ، شئنا أم أبينا ، حتى في ابسط التفاصيل الشخصية ، لذا نجد المرأة التي تعرضت للمصادرة تحول هذا الكبت إلى نصوص أدبية فيها كثير من كسر المحظورات والتابوهات في الجانب الجنسي ، كرد فعل على ما عانته من محاولات للتحكم في كل تفاصيل حياتها الشخصية . بينما معاناة الرجل اقل ، فهو قادر على امتلاك حياة خاصة ، وعشيقة وزوجة وحرية السفر الخ ... من دون ان يتعرض للعار والعزل الاجتماعي أو القتل بداعي الشرف ، بينما المرأة ينتهي وجودها حتى بيد ابنها أو أخيها من دون تردد . أخيرا يجب ان نؤكد أهمية منح المرأة حقوقها ، فأنت حتى الآن تجد بعض الديموقراطيين في مجلس الأمة يرفضون منحها حقها السياسي ، وغير السياسي .
الثقافة الاستهلاكية
- يرى بعض المثقفين ان القوى الاقتصادية تفرض ثقافتها الخاصة متجاهلة كل الثقافات الاخرى ، فهل انت من مؤيدي هذه المقولة ؟ • من المعروف دائما عبر كل العصور، ان الطبقة المسيطرة على الاقتصاد هي المهيمنة على سدة الحكم ، لذا تفرض طبيعة ثقافتها ومفاهيمها وقوانينها ، وطبيعة سلوكها وعاداتها وتقاليدها وكل ما يرتبط بذلك ، تفرضها بكل اساليبها سواء من خلال الممارسة اليومية أو بالترغيب والترهيب من خلال القوانين الوضعية ، بالاغراء أو بالعنف ، وهذا امر لامفر منه . وعصرنا الحالي لا يختلف عن العصور السابقة ، عدا- ربما - ميزة واحدة ، هي الديموقراطية الغربية بمفهومها الحالي ، انما حتى لو تعاملنا مع هذه الديموقراطية بمفهومها الحالي ، التي تقوم على حرية الفرد ، لرأينا ايضا هيمنة من خلال الاقتصاد ، ومن ثم على أنظمة الحكم ، وهناك هيمنة على اجهزة الاعلام الرسمية أوالتجارية والعالمية كمحطات التلفزة والفضائيات ، فتجد كل فنها وقوانينها وثقافتها ومفاهيمها هي السائدة . لو ألقيت نظرة على الدراما بشكل عام أو السينما ، لوجدت ان الرؤية الأميركية هي المهيمنة تلتهم المساحة الأكثر من زمن الفضائيات. الامر الآخر لكل عصر حضارة تتبعها كل الأمم ، والآن نتبع حضارة الغرب ولذا تسود لغتهم الانكليزية في كل مكان، والأدب الغربي هو السائد وهو الذي تقارن به الآداب الأخرى . لا يمكن وجود ظاهرة بلا طرف صراع آخر، ولربما يتسم عصرنا بان صراعنا ليس قائما على التصفية بالشكل الذي كان عليه ، بل قائم على صراع يهدف إلى هيمنة المال والقدرة والأجهزة المرتبطة بجهات معينة . منذ الثورة الصناعية ، كان التطور الحضاري بطيئا لكنه أصبح أكثر سرعة حتى اصبح من الصعب ملاحقة التطور الحادث ، ما يؤكد فكرة هيمنة السائد القائم على الحضارة الرأسمالية، لكن في الوقت نفسه ثمة تحولات داخل المنظومة السائدة ذاتها ما يؤدي إلى التجديد والتواؤم مع متطلبات العصر، ومفتاح الحل ان نبني جيلا لديه مناهج دائمة التغيير بشكل مبدع بدلا من حشو عقول الطلاب بمعلومات جامدة.
كيانات ثقافية
- هل يوجد في الوطن العربي كيانات بامكانها ايجاد حالة تواصل بين المثقفين والمبدعين العرب من أجل تفعيل المشهد الثقافي العربي؟ • الكيانات موجودة في اماكن عدة كسورية ، ومحاولات اخرى هنا وهناك . لكن دائما ارتباط المؤسسات الثقافية بالأنظمة وأيديولوجيتها يعزل كل هذه المنظمات ويحد من أهمية أفعالها . حتى اليوم لا يزال المثقف العربي غير مستقل ، بالتالي لا يمكن ان يعيش ويستمر ويبدع . إلا اذاتغير هذا الوضع الذي لا اعلم ان كان سيتغير أم لا ، لكن يمكننا ان نحلم . إلا أنني أعتقد ان كل الدول حتى فرنسا وأميركا لا يوجد فيها رابطة تجمع كل ألوان الثقافة في البلد، فهناك منظمات تعتمد على ايديولوجيات وأفكار مختلفة . وفي الوقت ذاته هناك صيغة عامة تجمع المبدعين ، كالاكاديمية الفرنسية في فرنسا التي تعمل على توجيه التيار العام نحو ما هو ايجابي . وهذا ما يريده المثقف العربي ، منظمات منفصلة عن الأنظمة ، وهذا صعب التحقق لأن هناك من الكتاب من يعيش واقعا اتكاليا وجبريا باعتبار المثقف انسانا يريد ان يعيش.
الحرية وفاعلية الإنسان
- ما مفهومك لحرية العمل الأدبي ، وهل تعتقد ان جرأة كالتي في رواية « الخبز الحافي » مقبولة ؟ • لا اعتقد انها منافية للأخلاق ، لكنها رواية جريئة ذات لغة يراها البعض مخالفة أو اباحية ، لكن ما فيها هو مجرد ادوات سردية مساندة ، المتزمت اخلاقيا فقط هو من يرى انها رواية منافية للأخلاق ، وهو بذلك يريد ان يحجب الرؤية عن الناس ، بحجة منع الفساد ، لكن الحقيقة هي العكس ، فالانسان يجب ان يطلع على كل شيء ، ليعرف الخطأ كي يتجنبه . لقد أسعدني اطلاق الكتب وتحريرها من الرقابة ابان تولي د. سليمان العسكري منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ، وهذا ما يجب ان يكون لانه يمكننا من قراءة ما يتهمه البعض بأنه ادب منحل اخلاقيا وبالتالي نتمكن من الرد عليه ، ذات مرة سحب احدهم روايتي من يد فتاة ، وألقاها بعيدا قائلاً : « انها رواية مفسدة » ، وحين سألته ان كان قرأ أي رواية لي أجاب : « انه لن يخرب عقله بيده » . مما يعني انه غير قادر على حماية نفسه من الاطلاع على الكتب ، انه فاقد لثقته بذاته ، ومن ثم ارى ان بناء الانسان يجب ان يقوم على حرية الاطلاع حتى على ما هو مخالف لفكره . " الخبز الحافي " حين صدرت لم تمنع ، ووصلت الى كثير من المكتبات في دول كثيرة لسنوات عدة ، حتى أثار احدهم ضجة حولها ومنع تدريسها في الجامعة الأميركية في القاهرة ، والسؤال : لماذا اذن لم تمنع طوال الفترة السابقة ؟ وكيف يحاول مسؤول منع رواية في جامعة تتصف بالاكاديمية ؟. روايات عدة لي منعت في الكويت برغم انها نشرت ، وطبعت من قبل ، ووصلت الى القارئ في الكويت . وهذا يدل على تراجعنا وتراجع مساحات الحرية عندنا ، ولكن ما زال الوضع في الكويت أفضل من حيث انه لم يمنع تدريس روايتي - الممنوعة - في الجامعة الكويتية ، لكنني ارى ان زمن المنع لن يدوم لأن الانسان الذي يحب الاطلاع يعرف طريقه الى ما يريد . فعلى سبيل المثال حيازة الكتب الممنوعة في العراق خلال الستينات كانت تؤدي الى اعتقالك ، لكن برغم ذلك كنا نسافر لنقرأ هذه الكتب ، لدرجة انه حين كنا نعثر على نسخة واحدة منها نعيد كتابتها بخط اليد لنتداولها بيننا ، فكل ممنوع مرغوب ، وكلما منعت شيئا ازدادت الرغبة فيه ، لذا نجد الكتب الممنوعة توزع أكثر .
- كيف ترى الحرية في مجتمعاتنا العربية ؟ • الحرية مفهوم نسبي ، ولذا تجده مختلفا خارج العالم الثالث ، ففي هذا العالم قد تطرق السلطة بابك وتأخذك من دون ان يعلم احد عنك شيئا ، فطبيعة الأنظمة وما تأسست عليه ، بمعنى أن جملة القيم التي تقوم الأنظمة بتبنيها ، هي التي تحدد هذا المفهوم ، ولو القينا نظرة على هذه القيم بشكل دقيق لوجدناها متناقضة مع متطلبات الانسان المعاصر فهي اما سلفية او قبلية ، ببساطة هي قيم متخلفة ، لذا نجد الحرية المكفولة في الدساتير غير مطبقة في واقع المجتمع ، فقد عجز القانون عن انصاف المرأة تماما ، بضغط من سلطة الرجل ، والأمان لا يتحقق الا بالحرية .
- في رأيك ما المخرج؟ • بناء الانسان ذاته هو الرهان ، فأنت لا يمكنك ان تحدث تغييرا اذا لم تصنع جيلا تتابع خطواته من الروضة إلى الابتدائية وكل مراحل التعليم ، المفتاح السحري بناء الانسان ، ومراجعة النظم التعليمية والتربوية باستمرار، لو عدت إلى نظام التعليم في الستينات والسبعينات في الكويت لوجدت انه كان يهتم ببناء الانسان وتأهيله للاندماج في نسيج المجتمع ، الآن مع كل الاسف أفرغت المناهج التربوية من محتواها ، وخلت من خطة لتغيير الفرد واطلاق قدراته العقلية والفكرية على أسس صحيحة ، ولم تعد قادرة على كشف ومضات الابداع لدى هذه العقول. فقد اصبح هم التربويين حشو عقول الطلاب بمعلومات فاقدة القيمة، واصبح المدرس اشبه بالآلة يأخذ بالشكليات ، من تحضير الدروس والدفاتر والواجبات والعناية بساعات الدروس بشكل لا يستطيع فيه الخروج على هذا المألوف ، حتى الوزارة كان اسمها وزارة المعارف ، ثم تحولت الى وزارة التعليم ، ثم وزارة التربية والتعليم ، والآن افرغت تماما من معنى هذا الاسم ، لا معارف ، لا تربية ، لا تعليم ، ولهذا السبب قل عدد الفاعلين في حركة المجتمع ، واصبح هناك حالة كمونية بسبب عدم وجود رؤى معارضة ، أو مختلفة ، أو ابداع ، أو خطط فاعلة تثير حراكا .
#كريم_الهزاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إلى متى سنظل خارج التاريخ؟
-
نوافذ القلب الموتور - نصف دزينة من القصائد
-
أشلاء أوروفيوس
-
جدل الحجاب
-
مفهوم النص بين الالتباس والإزاحة
-
قصيدة التفاصيل - قراءة في ديوان - مظاهرة شخصية - ل : صلاح دب
...
-
فلينزع الحجاب
-
القراءة بعين واحدة
-
الكويت والعالم في عطلة عيد الأضحى
-
بورصة الملف النووي الإيراني
-
هل سيكتب الكتاب الإليكتروني مرثية الرقيب؟
-
هل سيتّبع أوباما سياسة تجويع الوحش؟
-
جاري يا حمودة
-
تربية الذباب
-
أزمة الاقتصاد العالمي ونمط التفكير الديني
-
أشجار قليلة عند المنحنى.. لن تموت
-
نبوءة الانهيار العالمي مابين غرينسبان ولاروش
-
خزّان العنف.. إلى أين؟
-
لوكليزيو: في هذا العالم لم أعد كائناً عقلياً
-
نبش الذاكرة وتلويحات أخرى
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|