احسان بركة
الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 03:57
المحور:
الادب والفن
ايها السادة :
اليوم امام حضارتكم وبحضرتكم
غزة تحتضر
فافرحوا وزغردوا
ولاتزعجوا ملك الملوك
ووكلاء الله على الارض
فشرم الشيخ ليس ببعيد
وقد يسمعون الخبر
يقولون مجزرة
فلا تختلفوا على الموت
ان كان جوعا ,مقصلة او مجزرة
سمًوه ماشئتم
انتحار مثلا
على كلٍ
انتم لكم تسمياتكم
والتاريخ له مسمياته
منذ ستون عاما
اطعمتنا الانظمة وهم الانتصار
وحب الانتظار الى يوم القيامة
ان قامت
واليوم انتم حضاريو القرن الواحد والعشرين :
تريدون اطعامي
بالشوكة والسكين
من صحونكم الفارغة
ولن تمتلئ
منذ ايام ليست بالبعيدة
اعترضتم على الحذاء البغدادي
واليوم تبًين
انه اطهر من اطهركم
اليوم غزة
تعيش عرسها الابدي
ُتزف وحيدة
تحمل جراحها
وما تبقى من الاشلاء لترحل
تبحث عن وطن
بلا انظمة وهمية
ولا احزاب وكلاب بشرية
بلا نازيون جدد وحضارينهم الجدد
فمن البحر
الطريق قصيرة الى السماء
او مابعد السماء
اليوم غزة في السماء
أو ما بعد السماء
تحاول تضميد الجراح
المتناثرة المتكاثرة
تحاول احتضان
بما تبقى لها من جسد
لتغطي بقايا الولد
لقد شاع الخبر
مولاي وسيدي :
يقولون ان غزة في خطر ؟
اذاً
لا تستعجلوا الخبر
جهزوا لها اوراق السفر
صاح حجاب القصر :
غزة انتظري
فاخوة الارض والعرض والعروبة والدين قادمون اليك
ايام وسيعود مولاي وسيدي ,لقد سمع الخبر
غزة اسمعينا
لقد تكفل سيدي ومولاي
ملك الملوك بزفافك الكبير
فهيئي نفسك لعرسك الاخير
ولا تتحيري واطلبي الكثير
ولا تنسي ان تشكريه
يوم الحساب
فكرمه من الله
فموتي وما عليك
ان الله يحب المحسنين
آمين
ملاحظة :
عادة وفي مثل تلك الحالات
هدايا القصر جاهزة
فتوابيته مرصعة بذهبه الاسود
بولونيا
#احسان_بركة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟