أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل حبه - قميص عثمان يفرخ قميص غزة














المزيد.....

قميص عثمان يفرخ قميص غزة


عادل حبه

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 03:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تجارة وبزنس التلاعب بالأحداث وقلبها رأساً على عقب هي ظاهرة ليست بالجديدة على المجتمعات البشرية. ففي السنوات الأولى من ظهور الإسلام، تم الغدر بثالث الخلفاء الراشدين الخليفة عثمان بن عفان على يد المتاجرين بالدين ومثيري الفتن بإسمه. ولكي تكتمل الصورة وتربح هذه التجارة المريبة، راح البعض يطالب بدم عثمان لدوافع الابتزاز ملقياً اللوم على رابع الخلفاء علي بن أبي طالب، وتحميله وزر ما حل بالخليفة المغدور رافعين قميص عثمان المدمى. ودارت المناوشات والحروب متخذين من "قميص عثمان" ذريعة لكل هذا التدمير الذاتي للمسلمين. وأصبح "قميص عثمان" مثلاً يضرب به على كل من يحاول المتاجرة بإسم الضحايا وتصفية الحسابات السياسية ولأهداف لا علاقة لها بالضحية ولا بإدانة مرتكبي الجريمة.
وتتكرر في تاريخنا الأمثلة تلو الأمثلة على الرياء والانتهازية السياسية. ولعل خير من يمثل هذا الرياء اليوم هم حكام التطرف الديني في إيران. فهم ينتهزون أية فرصة كي يوجهوا رماحهم ضد من يخالفهم في الرأي مستخدمين حتى إسلوب التصفيات الجسدية، وبنفس ذريعة قميص عثمان. ولا مجال هنا لتعداد هذه "المآثر" لكثرتها.

شيرين عبادي
وأخيراً، ومع أولى بوادر الهجوم البربري للمتطرفين الإسرائيليين على أهالي غزة، وما رافقه من سفك الدماء والدمار المريع، شمّر هؤلاء عن سواعدهم وشرعوا بالهجوم على من يتضايقون من نشاطهم على الساحة الإيرانية، ولا نتحدث عن من يضايقهم على النطاق الإقليمي، مستغلين العدوان البربري على الشعب الفلسطيني.
ففي يوم الأثنين الفاتح من رأس السنة الجديدة 2009، قامت زمرة مكونة من 150 شخصاً بمهاجمة منزل السيدة شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام ورئيس لجنة المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، رافعين شعار"عبادي حمايت مى كند، اسراييل جنايت مى كند"، أي إسرائيل ترتكب الجرائم وعبادي تتولى حمايتها"!!!. ويأتي هذا الهجوم بعد دقائق من إصدار لجنة الدفاع عن حقوق الإنسان الإيرانية بياناً تدين فيه الممارسات الوحشية التي ترتكبها السلطات الإسرائيلية في غزة، مطالبة الرأي العام الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان ووقف العدوان على الشعب الفلسطيني. ومن المعلوم إن السيدة شيرين عبادي وعدد من المسؤولين في اللجنة قد أدانوا في مناسبات عديدة عمليات القتل الجماعي ضد الفلسطينيين وطالبوا باحترام كرامة الشعب الفلسطيني. وقد سبق ذلك قبل أيام اقتحام مركز اللجنة من قبل موظفين رسميين، وتم مصادرة عدد من الكومبيوترات وبعض المبالغ البسيطة العائدة إلى منكتب اللجنة.
ولم يقتصر سلوك الحكام المتطرفين في طهران على ذلك، فقد تشبثوا بـ"قميص غزة" لشن الهجوم على الصحافة والصحفيين أيضاً. ففي يوم 31 كامون الأول، وهو آخر يوم من أيام السنة الماضية، أصدر المعاون الصحفي لوزارة الإرشاد الإيرانية قراراً بحظر صدور صحيفة "كاركزاران" الإصلاحية التي نشرت بياناً للتنظيم الطلابي لـ"مكتب تعزيز الوحدة"، أدان فيه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني كما أدان التصرفات غير المسؤولة لحماس والتي أججت العدوان. وقد جاء في البيان "إننا ندين بشدة جرائم إسرائيل، ولكننا ندين بنفس القدر لجوء المنظمات الإرهابية إلى دور الحضانة والمستشفيات واستخدامها كمتاريس للهجوم المضاد، الأمر الذي أودى بحياة الأطفال والمدنيين". واستغلت وزارة الإرشاد هذه المقالة لمنع الصحيفة من الصدور باعتبار أنها وجّهت إهانة إلى طرف أجنبي!!!، وهي سابقة لم تحدث في إيران، حيث لم يوجّه مثل هذا الاتهام ضد الصحافة الإيرانية بذريعة إهانتها لأطراف أجنبية. كما تلقى العاملون في الجريدة تهديدات بترك العمل فيها حفاظاً على أرواحهم.
وهكذا تتوالى ذرائع البطش والفتن والاستبداد ليتحول قميص عثمان إلى قميص غزة، تماماً كما حدث عندنا في العراق على سبيل المثال عندما أغلقت صحيفة "العصبة" لسان حال عصبة مكافحة الصهيونية التي أسسها الشيوعيون العراقيون اليهود، ثم عُلّق لاحقاً قادة الحزب الشيوعي العراقي على أعواد المشانق في شوارع يغداد في عام 1949 بحجة حماية مؤخرة الجيش العراق والدفاع عن فلسطين. كما شهد العالم العربي سلسلة من الانقلابات العسكرية والأحكام العرفية القائمة حتى الآن وفتح أبواب السجون وبنفس الذريعة أي قميص فلسطين، فلسطين التي أرتكبت بإسمها الآثام تلو الآثام في عالمنا العربي.



#عادل_حبه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيهات منا الذلة-
- لنعمل على بناء الدولة العراقية الديمقراطية الحديثة المستقرة
- رئيس بلدية نموذجي!!! للكاتب التركي الساخر عزيز نسين
- هل أن السيد طارق الهاشمي جاد في دعوته لنبذ الطائفية ومحاصصته ...
- القبلة لإنطون پاڤلوڤيچ چيخوف
- حكاية وزير مزور
- على هامش طرح مسودة الاتفاقية العراقية-الامريكية
- كيف ستجرى الانتخابات في ظل عدم وجود قانون للأحزاب؟
- تغييرات في القاعدة الاجتماعية للحكم في إيران
- أية اتفاقية يريدها العراقيون مع الولايات المتحدة؟
- الأزمة المالية العالمية وآفاقها
- الطائفية داء اجتماعي مدمر يحتاج إلى علاج جذري
- لن يستطيعوا اغتيال ما تحمله من نور في قلبك ومن حبنا لك ياكام ...
- بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وضوعه العطر -رحبانيات-
- اليوبيل الذهبي لثورة 14 تموز عام 1958
- إنقذوا حياة أبو بشار
- جذور الاستبداد وبذور الديمقراطية وآفاقها في العراق
- نحو انتخابات نزيهة لمجالس المحافظات وقانون ديمقراطي للنشاط ا ...
- نحو إقامة مركز وثائقي للحزب الشيوعي العراقي
- لنأخذ العبر والدروس من مأساة الشعب اللبناني الشقيق


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عادل حبه - قميص عثمان يفرخ قميص غزة