أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عصام خوري - تقرير: سفاح القربى في سوريا














المزيد.....

تقرير: سفاح القربى في سوريا


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 03:56
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


رغم كبر سن سعاد إلا إنها واحدة من أجرئ الفتيات اللواتي صرحن بمشكلتهن دون خوف أو قلق.
حيث أعلمتنا عن تحرش والدها بها منذ فترة سابقة لبلوغها، حيث كان يداعب قدميها ويلمس منطقة صدرها بطريقة محببة، حتى أنه وفي كثير من الليالي كان يسعى لترك غرفة نومه والنوم بقرب ابنته البكر سعاد.
لم تنكر سعاد فرحها بقرب والدها منها، إلا أنه ما لبث وان داعب عضوها الأنثوي، لينتهي الأمر بصيغ شبه دائمة من العلاقة السرية، وبتكتم كبير من سعاد ووالدها.
طبعا أعلمتنا سعاد عن خوفها العارم من مشاهدة الدم الناجم من شرخ غشاء البكارة لديها، رغم تطمينات والدها لها، وتكراره حديثة في هذا الأمر أكثر من مرة، وكم فوجئت بكلام والدتها لها عن ضرورة حفظ الشرف والعادة السرية والدورة الشهرية، مما جعلها تنهار بكاء لمدة ساعات، لتسر بعد ذلك لوالدتها عن ممارسة والدها لها.
قصة سعاد التي سنستكملها لاحقا هي واحدة من أبسط القصص التي بينت ظاهرة سفاح القربى في سوريا، وبصورة شديدة الوضوح، فمن يرصد المحاكم في سوريا سيرى كم قضايا الطلاق القائمة على حالات تعدي الآباء على أولادهم، سواء أكانوا إناثاً أم ذكوراً.
فيخبرنا المحامي نبيل //من مدينة حلب، وهو معروف بنجاحه الدائم مع هكذا أنواع من القضايا//: انه يتلقى يوميا ما يتجاوز الثلاث قضايا، ويجد هذا النوع من القضايا واحد من أكسب القضايا ماديا وأسرعها نفاذا في مكتبه، فغالبية القضاة متعاونون مع رأيه السديد، كما أن المتدربين في مكتبه نالوا درجة الأستذة لكنهم لم يتخلوا عن مكاتبه لقناعتهم بالجدوى المادية المستمرة في عملهم إلى جواره. حتى أن السيد نبيل وخلال لقاؤه معنا في إحدى المصايف أثناء عطلته القضائية كان يتلقى عدة دعاوى من قبل متصلين مستنجدين بخبرته.
ومع سؤالنا له عن أتعابه في هكذا قضايا؟
كان جوابه مقتضب، ومرتكز على حالة كل قضية، ومدى السرعة التي يرغبها المدعي في نفاذ قضيته، وطبعا أشار لمزاجية القضاة وكيفية تداولهم مع القضايا، بغياب معايير واضحة.
لكننا عرفنا انه استطاع تنفيذ طلاق أم سعاد من والدها، خلال فترة قياسية ومدتها شهر واحد، بعد أن عانت ام سعاد مع عدة محامين مدة سبع سنوات متواصلة. أم سعاد أعلمتنا أن أجور المحامي كانت بالإضافة للأتعاب الأخرى الهادفة نحو تسريع المعاملة تتجاوز "الربع مليون ليرة سورية" وذلك في تسعينيات القرن الماضي.

بينما أخبرنا السيد أبو جهاد عن ألمه الكبير لفراق ابنه الأوسط حنا الذي هاجر نحو السويد بعد أن هرب من ضرب والده المبرح، جراء مشاهده أبو جهاد له يضاجع اخته التي كانت بعمر 15عاما، بينما كان هو بعمر 16 سنة.
وبعد عدة محاولات متكررة استطعنا التماس رأي أخت حنا بعلاقتها مع أخوها، فأعلمتنا بالتالي: عودونا أهلنا التكتم الدائم في طرح الأمور الجنسية، رغم تعليمنا إياها، لكن رغم كل ذلك كان هناك شيء خفي كنا نريد معرفته مثل "الرعشة"، أو مفهوم اللذة كما كنا نرى في الأفلام. حنا أخي شخصية بسيطة جدا، حتى أن كثير من أبناء جيله في المدرسة كانوا يسخرون منه، خاصة وانه قليل الخبرة في قضايا الجنس، وجسمه نحيل جدا. وكنت أنا أيضا اشعر بهذا الشعور أمام صديقاتي الفتيات اللواتي لطالما تفاخرن بإعجاب الفتيان بهم، أنا لست جميلة الشكل، وأدرك إنني عاجزة في حينها عن جذب أي من الفتيان ليكون حتى صديق في مدرستنا.
من هذا الواقع قمنا أنا وحنا بعلاقتنا، والحقيقة حتى اليوم أنا أحب أخي لأبعد حد يمكن تصوره، وهو حب اخوي، بعيد عن الجنس، وما فعلناه ونحن صغار كان بمثابة إثبات الذات، حتى أنني اذكر إصراره على عدم الاقتراب من المنطقة الحساسة لدي كي لا يؤذيني مستقبلا. الآن مضى على هذه العلاقة مدة احد عشر عاما، وللأسف أخبار حنا بعيدة عنا حتى هذا اليوم.

واللافت في أسرة السيد أبو جهاد نقمة أم جهاد المتواصلة على ابنها حتى هذا اليوم، حيث نكرت اسم حنا كواحد من أبنائها، ولم تخفي ام جهاد اصرارها الدائم بعد حادثة حنا على ترك منطقة الجزيرة السورية والاستقرار في مدينة حلب "المنطقة التي تم لقاؤنا بها عام: 2006".

إن كلا الحالتين المعروضتين تبينان وبوضوح الدور السلبي للمجتمع، وللمؤسسة التربوية في رصد واحتضان المؤسسة الأسرية بصيغ تؤمن خصوصية الفرد وتكامله ضمن نطاق الأسرة "التي هي الخلية الأصغر من المجتمع". فالقضاء السوري وسلك المحاماة في زهوة فسادهما يصارعان لاستنزاف المواطنين بأقصى طاقاتهم المادية، بدل أن يسعيا لاحتضان مشاكلهم ومعايرتها بصيغ قانونية ناظمة لحياة كريمة في المجتمع.
إن سفاح القربى هو محصلة لسفاح الطبقة الثرية للمواطنين الفقراء في لقمة عيشهم، وهذه الظاهرة لم نستطع رصدها سوى بين أبناء الطبقة المقهورة في سوريا، وبحالات شاذة عن بعض ابناء الطبقة الوسطى.

جميع الآراء موثقة ومسجلة عند المركز، بإمكانكم الحصول على باقي التقرير بعد فترة، لإضافة أي آراء حول مسودة المشروع في جزئه الأول، يرجى مراسلتنا على البريد الالكتروني:
[email protected]
وبدوره المركز مسؤول عن خصوصية المرسل وأسئلته وإضافاته.



#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاعدة في فلسطين
- أسياد الشرق الوسط
- تقرير: نازحين بحاجة لهوية
- ثقافة السوق الاجتماعية السورية الرشيدة
- ملف: الإعلام الرشيد وحكومة العطري
- الحركات الاسلامية في لبنان
- تقرير: حزب الله وتنسيقه الخارجي
- الاقتصاد الأميركي ينهش اقتصادياتنا رغم انكماشه
- العشاريين الجدد -حكومة عطري-
- تقرير: النفط في سوريا
- قمم للفقراء وقمة واحدة للأغنياء
- من داكار إلى دمشق
- الأرز أهم من أولمرت
- الجوع في سوريا
- لمن نكتب!!
- لبنان أولا... إنه الشرق الأوسط الكبير
- القذافي ينزعج من الدكتاتورية
- اللاذقية تدخل التاريخ
- صحافة بلا هوية
- القمار في سوريا


المزيد.....




- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...
- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - عصام خوري - تقرير: سفاح القربى في سوريا