|
العدوان الاسرائيلى على غزة
فاضل عباس
(Fadhel Abbas Mahdi)
الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 03:55
المحور:
القضية الفلسطينية
في تقديرنا أن اللحظة التي تشن فيها إسرائيل عدواناً على الشعب الفلسطيني في غزة المحاصرة، ليست هي اللحظة المناسبة لكي تطرح فيها قيادات فتح وحماس خلافاتها على شاشات التلفزيون أو نشر الغسيل في هذا التوقيت، بل إن العمل الصحيح هو التضامن بين فتح وحماس وكافة الفصائل الفلسطينية لمواجهة العدوان، ثم بعد نهاية العدوان وفشله يتم العمل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، لذلك فإن بعض المناقشات بين قيادات فتح وحماس على شاشات التلفزيون لم تكن موفقة على الإطلاق. ومهما كانت وجهة نظر قيادات فتح وحماس إلا أن التاريخ النضالي الطويل للحركتين لا يمكن أن يقبل بأن تسيطر أي حركة على قطاع غزة من فوق الدبابة الإسرائيلية أو تحت حمايتها، والحركات اللبنانية التي تعاونت مع الاحتلال الاسرائيلي كان مصيرها الخزي والعار في الداخل والخارج ولذلك فإن هناك فرقا بين أن يكون صراع أو خلاف فلسطيني ينتج عنه سيطرة فصيل على غزة وبين أن يسيطر فصيل آخر على غزة بواسطة الدبابة الإسرائيلية، فالحالة الأولى حدثت وسوف تحدث على طول مسار النضال الفلسطيني ويمكن تسوية الخلافات عن طريق الحوار، ولكن الحالة الثانية خيانة لمبادئ النضال الوطني الفلسطيني الطويل. لذلك فإن حالة التضامن بين فتح وحماس، هي الطريق الصحيح لمواجهة العدوان على غزة، ومن هنا فإن حالات التبرع بالدم والمظاهرات التي قادتها فتح في الضفة الغربية هي الطريق الصحيح لمساعدة أخوانهم في غزة، بل الأمر يتطلب أكثر من ذلك في تحرك فصائل فتح العسكرية لصد هذا العدوان على غزة، الذي لا يعرف عندما يقتل الفلسطينيين إن كان هذا الطفل والشيخ من فتح أو حماس أو أي فصيل فلسطيني آخر، ومن هنا فإن بعض القنوات الفضائية عليها عدم اللعب على وتيرة الخلاف الفلسطيني في هذا التوقيت، وليس مطلوباً من فتح أو حماس التراجع عن مواقفهما السابقة أو حل المشكلة الآن، بل المطلوب أن تسود لغة النضال المشترك حتى توقف هذه الهجمة الإسرائيلية على غزة.ولم تكن إسرائيل لترتكب هذا العدوان لو إنها تشعر أن هناك نظاما عربيا قادرا على مواجهتا، بل على العكس فإن النظام العربي الرسمي يعيش حالة من الترهل لم يعشها سابقاً، وهو غير قادر على تحديد خياراته تجاه القضية الفلسطينية، فالعرب لا يرغبون بالحرب ولا يستعدون لها ويعترفون بعدم قدرتهم على الحرب مع إسرائيل كنظام رسمي عربي، أي الجيوش النظامية، وفي المقابل فإن عملية السلام متوقفة وخرجت عن مسار مدريد السابق وتحول التنسيق المشترك السابق بين الأردن وسوريا ولبنان والفلسطينيين إلى مسارات منفصلة بعد مؤتمر مدريد، واستفردت إسرائيل بكل قطر عربي على حدة، وحتى المبادرة العربية للسلام التي أعلنت في قمة بيروت العربية رفضتها إسرائيل رسمياً وما زال العرب يصرون عليها وإسرائيل في نهاية المطاف تطرح على بعض الأنظمة العربية رفض عودة القدس بل تحاول عودة أحياء صغيرة منها فقط لحفظ ماء وجه العرب، وترفض العودة إلى أراضي فلسطين ٨٤، بل تطرح العودة إلى الضفة والقطاع فقط، فالسلام كما يتضح في طريق مسدود بهذه العنجهية الإسرائيلية، فما هو الحل؟ والرئيس الفلسطيني محمود عباس وكل الشعب الفلسطيني لا يلام، فهو يقرر علناً أن المفاوضات في طريق مسدود ولم تحقق نتائج، ولو قرر العرب الحرب على إسرائيل لكانت كل الفصائل الفلسطينية هي أول المقاتلين في فلسطين، وعليه فإن النظام العربي الرسمي عليه مسؤولية هذه الحالة من الفوضى في الشارع الفلسطيني وهو ما يجب أن يحسم فإما إن يكون هناك سلام على قاعدة قرارات الأمم المتحدة وعودة القدس واللاجئين الفلسطينيين وقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أو أن يكون هناك خيار آخر للعرب وهو ما قاله الزعيم جمال عبدالناصر »ما أخد بالقوة لا يسترد إلا بالقوة« وهي الحرب. فالحالة الحالية تخدم إسرائيل فهي تستفرد بكل قطر عربي على حدة وتعمل على زيادة الاستيطان حتى إذا استفاق النظام العربي الرسمي تكون القدس الشرقية في مهب الريح على ارض الواقع من حيث تغيير الهوية وتهويدها وهو عمل لا يوحي بأن إسرائيل مستعدة للسلام في هذا التوقيت فلا توجد ضغوط عسكرية أو سياسية من العرب عليها فلماذا تقدم التنازلات للعرب وتعطى الأرض المحتلة؟ وهى سياسة فهمها جيداً الرئيس الشهيد ياسر عرفات بعد الاتفاق المذل الذي عرض عليه ورفضه وعاد من واشنطن ليعتكف ويناضل من مقره محاصراً في رام الله بينما كانت المقاومة الفلسطينية تعمل على الأرض، وهو ما يجب أن يفهمه النظام الرسمي العربي بعد هذه الرحلة الطويلة من المفاوضات غير المجدية كما يعترف العرب.
#فاضل_عباس (هاشتاغ)
Fadhel_Abbas_Mahdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدين الشكلى ... الحجاب نموذجاً
-
حماس ... الفتنة الكبرى
-
أحلام العرب وواقعية أوباما
-
ثورة اكتوبر وافاق التحول الاشتراكى
-
التكفير عند الاخوان المسلمين
-
مذهب التوحيد
-
مصارحة العقيد القذافى
-
صفحات من تاريخ الاخوان المسلمين
-
خداع الاخوان المسلسمين
-
مزايدات الاخوان المسلمين حول فلسطين
-
فسادالاخوان المسلمين فى التعليم
-
مزاج الرئيس
-
ثقافة الكراهية 00 البعد الاخر
-
الكذب السياسى
-
تصحيح أخطأ حماس أولاً
-
بوش ليس المشكلة
-
مقاومة حماس للبيع !!
-
بيان رابطة العقلانيين العرب
-
الوطن للجميع
-
الحوار المتمدن .. رمز الحرية والفكر الجديد
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|