أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - لما تهاونَت مصر...














المزيد.....


لما تهاونَت مصر...


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 03:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألغَت حماس الهدنةَ وأطلقت صواريخَها علي اسرائيل، ردَت اسرائيل الصاعَ بمائة مثلِه، ولولَت حماس وناحَت عن الخيانة المصرية وعمالةِ نظامِ حكمِها. المظاهراتُ في الدول العربيةِ، بما فيها اليمن وقطر، تهاجمُ مصر وتقتحمُ سفاراتِها وقنصلياتِها، اختزلوا كارثة غزة في مصر وأدوارِهم في التهجمِ علي شعبِها ونظامِها.
مصر أصبَحَت الحائطَ المائلَ لكلِ نكبةٍ ومصيبةٍ ووكسةٍ، لا غرابةَ بعد أن فرطَ حاكموها في كرامةِ شعبِها، معاملةُ المصريين المهينةُ في دولِ النفطِ قوبلَت بلا مبالاةِ، رُفِعَت لافتةُ الشقيقةِ الكبري للتغاضي عن المعاملةِ بالمثلِ، للمحاسبةِ علي انتهاكِ حقوقِ المصريين وكرامتِهم، عَبارتين من السعوديةِ مقابل الطبيبين المصريين الذين نالا من الجلدِ ألف وخمسمائة ومن سنوات السجن عشرين، بلا محاكمةٍ حقيقيةٍ. انتهاكُ كرامةِ مصر جري عادةً، بدأت بالمواطنين العاديين الذين سافروا سعياً وراءَ لقمةِ عيشٍ، وطالَت النظامَ، مهمةٌ سهلةٌ بطولِ الممارسةِ واعتيادِها.
اسرائيل تردُ بما يجعلُ تجاهلَ ردِ فعلِها غباءً وتغفيلاً، من المؤكدِ أن حماس وقعَت فيه، كما سبقَها حزب الله، نفسُ الأخطاءِ، نفسُ الانغماسِ في الذاتِ، نفسُ تصورِ المقدرةِ، نفسُ انكارِها في الآخرين، طبعاً فهم كفارٌ لا قدرةَ لهم ولا عقلَ. احتكارُ الحقيقةِ والفعلِ والصوابِ، مأساةُ العقليةِ المتدثرةِ بشعاراتٍ قشريةٍ، تُرَدِدُها حركاتُ حماس، وقبلُها حزب الله وطالبان، للسيطرةِ علي الشعوبِ واخضاعِها، لم تفكرْ في طلبِ العلمِ ولا في حقوقِ الانسانِ في الفكرِ والعقيدةِ والحريةِ، غرقَت في فخاخٍ نصبَتها لنفسِها، حاربِت طواحينَ الهواءِ، جوبِهَت بواقعٍ يفوقُ قدرتِها، بدلاً من الوقفةِ مع الذاتِ بحثَت عن شماعةٍ، عن كبشِ فداءٍ، لا يوجَدُ إلا مصر.
مصر في نظرِِ الآخرين، نظامٌ بلا جماهيريةِ، شعبٌ بلا كرامةٍ، صورةٌ خلقَها النظامُ بإهدارِه حقوقِ شعبِه في الداخلِ والخارجِ، وأكدَها الشعبُ بتهافُتِه وراءَ المالِ، بالغشِ في المعاملاتِ، بالكذبِ واعتيادِه، الغني والفقير مُتساوين في المساوئ. الفضائياتُ العربيةُ تهاجمُ مصر علي أرضِها بمرتزقةٍ مصريين، تافهين، سطحيين، مُشخصين، كاذبين، مُخادعين، كله من أجلِ المالِ، ولو ادعوا أنهم إعلاميون، ولو افتعلوا المحاوراتِ والسبقَ والشجاعةَ. كيف تَفتحُ فضائيةٌ سعوديةٌ علي أرضِ مصر بابَها لمدعِ فكرٍ من أفاقي هذا الزمن كي يُهاجمُ وزيرَ الخارجيةِ المصري لأنه أخذ بيدِ وزيرةِ خارجيةِ اسرائيل؟! تساءلَ بانفعالٍ كيف سيقابلُ زوجتَه وماذا سيقولُ لها؟! أماراتُ الهيافةِ، نموذجُ لتفاهةِ العرضِ والتناولِ والأولوياتِ والفهمِ. من الطبيعي أن تُهاجمَ مصر علي أرضِها وخارجِها، بعربٍ ومصريين، كلُهم يرتزقون، كلُهم مُغيبون، كلُهم مُخربون.
ٍالخطايا والمخازي العربيةِ لا تري إلا ما يحدثُ في مصر، تُحملُها فوقَ طاقتِها، نظامُها مسئولٌ ومعارضوه، وكذلك شعبُها؛ يزايدون بعضهُم علي بعضٍ، يحتكرون الوطنيةَ وكذلك الحلولَ، منهم من يُدافعُ عن حماس باعتبارِها امتدادٌ لهم، نموذجٌ لما يخططون ويدبرون، يروقُهم قولُ اسماعيل هنية ألا استسلام حتي لو أُبيدَت غزة، طبعاً، حماس هي غزة، الشعبُ وقودُهم، لا إرادةَ له.
مصرُ ملطشةُ من لا ملطشةَ له، شماعةُ من لا شماعةَ له، المظاهراتُ ضدُها وكذلك الشتائمُ، ستستمرُ، الهزائمُ والنكباتُ العربيةُ، ستتواصلُ، باعتيادِ الكذبِ والشعاراتِ وخداعِ الذاتِ، بتصورِ جهلِ الآخرين وقلةِ حيلتِهم.
هاجَموا مصر وسَبوها، ثم ماذا؟! هل شَفوا عجزَهم وبؤسَ حالِهم؟! مرضٌ لن يكون البراءُ منه إلا إذا أحبَ المصريون مصر، نظامٌ، معارضون، شعبٌ،،

مدونتي: ع البحري
http://albahary.blogspot.com





#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تراجع حتي لو أبادوا غزة...
- بوش انضرب.. وماله
- روز اليوسف ليست ظاهرة ..
- الشريعة السعودية..
- هيا نبلطج.. هيا نتحرش
- نصرة قوية يا أوباما..
- وكأنه حقيقي وبصحيح وبجد...
- الجمعةُ الغرقانةُ!!
- تصويتٌ علي نشرِ صورةِ سوزان تميم مقتولةً!!
- أنا أفتي.. إذاً أنا موجود
- في الجامعاتِ الأجيالُ لا تتواصلُ..
- في تشكيلِ اللجانِ العلميةِ للترقياتِ
- شعبٌ شامتٌ
- الحكومةُ الإلكترونيةُ
- الكذبُ والإدارةُ
- المالُ والسلطةُ .. والطبقةُ المتوسطةُ
- الكراسي عنوانُ النظامِ
- أخفض رأسك يا ...
- مصر في بكين..
- الجامعات..بين الغضب والأسف


المزيد.....




- لا تقللوا من شأنهم أبدا.. ماذا نعلم عن جنود كوريا الشمالية ف ...
- أكبر جبل جليدي في العالم يتحرك مجددًا.. ما القصة؟
- روسيا تعتقل شخصا بقضية اغتيال جنرالها المسؤول عن الحماية الإ ...
- تحديد مواقعها وعدد الضحايا.. مدير المنظمة السورية للطوارئ يك ...
- -العقيد- و100 يوم من الإبادة الجماعية!
- محامي بدرية طلبة يعلق على مزاعم تورطها في قتل زوجها
- زيلينسكي: ليس لدينا لا القوة ولا القدرة على استرجاع دونباس و ...
- في اليوم العالمي للغة العربية.. ما علاقة لغة الضاد بالذكاء ا ...
- النرويجي غير بيدرسون.. المبعوث الأممي إلى سوريا
- الرئيس الكوري الجنوبي المعزول يتخلف عن المثول أمام القضاء


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمي - لما تهاونَت مصر...