أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راغب الركابي - السلام بين العرب واسرائيل














المزيد.....

السلام بين العرب واسرائيل


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يجب ان لا يغرب عن البال إن هذه الحرب الدائرة في غزة ، ما كان يجب ان تكون لولا ذهنية وطبيعة الحسابات السياسية الضيقة التي أعتمد عليها قادة حماس في تفكيك الهدنة بينهم وبين اسرائيل ، وهي ما كانت لتكون لولا تلك العقلية التي كان قياسها باطل حين ساوت في نظرتها للميدان وفي الواقع بين لبنان وغزة .


ونحن هنا لسنا في صدد ولا في حال نريد منه ان نلوم طرف ونترك الآخر يقتل ويدمر في معادلة خاطئة ووقتاً خاطئ ، بل نريد التذكير بحجم المعانات والألم الذي يهز كل كيان ، ونريد كذلك التأكيد هنا على إن مايجري في غزة هو إستخدام غير مبرر للقوة كما قال - يان كي مون - ، وهذا الوصف لواقع الحال إن أخذناه في سياقه العام وفي تعريفه وفي حجمه وفقاً لحسابات الحروب تجاه الشعب المسكين الأعزل .




ونحن حين نتحدث عن ذلك لابد لنا من تسمية الأشياء بمسمياتها ، فنقول : قد أخطأت حماس في حساباتها وفي نظرتها للواقع وفي تحليلها للمتغير السياسي ، ونقول كذلك إن هذا الخطأ إنما جاء وفق حسابات إقليمية فرضت أجندتها على أصحاب القرار في غزة ، ليكون لها القرار وهي تفاوض حول مسائل متعددة مع تغيير مفترض في أداء الرئاسة الجديدة في أمريكا ، وكلنا يعلم الكيفية التي تمت بها حركة الحرب الجديدة هذه ، و نعلم كذلك إن اسرائيل تختار دائماً حروبها بعناية ، رأينا ذلك في الكيفية التي تمت بها محاصرة الراحل ياسر عرفات .




حماس في هذا تتخبط خبط عشواء في مواقفها بين منهجي - السلطة والثورة - فهي في الداخل تنافس فتح حصرياً على السلطة وتعمل بكل الوسائل لتقزيم حركة فتح ووضع العراقيل في مشروعها ، لكن حماس لا تتحرك وفق منطق وقوانين السلطة وهي تخاطب العالم لأنها تعتمد في ذلك - منطق الثورة - وهذه الأزدواجية في الخطاب السياسي والإعلامي يجعل التعامل معها أو الموقف منها مربك إلى حدود كبيرة ولايؤدي إلى نتائج حاسمة يمكنها خدمة قضايا الشعب في تحقيق هدفه في قيام دولته الحرة المستقلة .




الهدنة كانت هي الممكن الوحيد الذي يخرجها من هذه الأزدواجية ، وهي الممكن المفترض ان يتطور إلى حركة سلام فيما لو إعتمدت حماس الواقعية السياسية والشفافية في التعامل مع مصالح شعب فلسطين ، وليس وفقاً لمصالحها الذاتية كمنظمة ولا كذلك وفقاً لطبيعة الصراع مع حركة فتح ، طبعاً لا يفوتنا التذكير بطبيعة الدعم المالي والإعلامي من دول أقليمية !! لا تريد للقضية الفلسطينة ان تحط رحالها على أرض الواقع أو ان يقر لها قرار ،

فتغذي هذا الجنون وهذا العبث المدفوع لتظل قضية الشعب الفلسطيني رهينة لتقلبات مصالح الآخرين ومزاجهم السياسي .




نتذكر جيداً إن العرب قد تبنوا في مؤتمر بيروت مبادرة للسلام ، كانت مقبولة في ذلك الوقت ضمن شروطها الموضوعية التي صيغت فيها ، وكان يمكن ان تكون هي القاعدة التي يؤسس عليها في مجال تحديد قواعد وأطر السلام ، والمبادرة لم تأتي من فراغ بل جاءت في وقت كان فيه الزعيم الفلسطيني الراحل محاصراً أي في ظروف مشابهة للظروف الحالية ، وقد قبلها الجميع لولا فوضى القرار وعدم الجدية من البعض في التعاطي مع منطق السلام ، وعدم إعتبار ذلك المنطق هو الحل والهدف النهائي للأطراف كافة .




ونعلم إن منطق السلام هو الذي يجب ان يبشر به العرب ويعملون عليه ومن أجله لأنه الممكن الذي على ضوئه يتم بناء الدولة الفلسطينية المرتقبة ، وهذا الشرط اللازم يفرض على العرب تخليص سلطة القرار الفلسطيني من مثيري الفتن ممن ، يحاولون خلق الإثارات هنا أو هناك في طريق وحدة الهدف ، أو من خلال الأدعاء بالقول إننا شركاء في تقرير مصير المنطقة أو الدعوى بالقول إننا قادرين ان نكون معكم .




يضاف إلى هذا جملة الأخطاء التي أرتكبها البيت الأبيض في السنوات الماضية تشتييت الرؤية تجاه منطق السلام ، من خلال تفتييت التوجهات والحرب على الأرهاب بطريقة دمجت التجييش والدعوة للفوضى في سلوك خلق هذه البؤر الهزازة والمتحركة في منطقتنا والعالم ، كما إن إختيار العراق ليكون نقطة التغيير المفترضة كان سوءة غير محمودة ولا محسوبة النتائج في ظل التوالي اللاحقة لهذا الأختيار .




فكان لهذا التقدير أثره الواضح في العجز السياسي والإعلامي لدى صانعي القرار ، وكذا الهدر المبرمج للوقت والهدر للجهد ، مما زاد في سعة ورقعة ونفوذ خطاب التوجه الراديكالي الديني ، ومن ثم الزيادة الملحوظة في فكر التطرف وعمله ونفوذه ، مما جعل كل المبادرات خالية من مضمونها حتى خارطة الطريق ومؤتمر أنابوليس وشرم الشيخ وغيرها ، ويجب الأعتراف بان اسرائيل هي الأخرى تبحث عن السلام ، وتطالب به وفق شروط كان يجب على الجميع التحاور معها فيه ، فقضية الأمن والسلام ثنائية ثابتة في حوار الأمن والسلام .




واليوم وفي ظل هذا الواقع المؤلم بكل تبعاته وسواءاته يلزمنا الدعوة للطرفين اسرائيل والفلسطينيين والعرب لوضع حد لهذا الفلتان ،والأعتراف بالحقوق المتبادلة فتلك هي البداية الصحيحة التي يجب ان يعمل لأجلها في هذه المرحلة وهي الممكن الوحيد الذي يبعد شبح الحرب أو التلويح بها أو ممارستها مرةً أخرى ، كما يجب ان نساعد الرئيس الأمريكي الجديد ليكون واضحاً في قراراته ودقيقاً في رؤيته للواقع ، من غير ضغوط أو أملاآءات من أي طرف ، حتى يمكنه وضع المنهج والموضوع الذي على اساسه يكون الرجل الموعود للحل الشامل والسلام العادل ..



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية مفهوم ليبرالي
- الدستور والعبث السياسي
- المحكمة الدستورية والمسؤولية الوطنية
- تداعيات مابعد الإتفاق
- زمن التغيير
- الدين ... بين السياسة ورجاله
- الليبرالية والدين
- الأمن ومستقبل المنطقة
- الإتفاقية الأمنية والمرجعية الدينية
- صور الارهاب - القرضاوي نموذجاً
- الفرقة الناجية – إشكالية المفهوم والدلالة -
- إعادة النظر في مباني التفكير الديني
- شهر رمضان
- أوباما وخيار التغيير
- كركوك ومفهوم المبادلة
- وحدة الليبراليين في العراق
- لماذا تغيب ملك الأردن ؟
- مأزق الديمقراطية في العراق
- فرض القانون .. بشائر السلام
- قانون الشرايع لدى فلاسفة اللاهوت


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - راغب الركابي - السلام بين العرب واسرائيل