|
هل يسقط الصمود الفلسطيني... الجنرالات والقيادات الاسرائيلية ؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 05:14
المحور:
القضية الفلسطينية
......الجميع يعرف أن فشل الحرب العدوانية التي شنتها اسرائيل على حزب الله والمقاومة اللبنانية في تموز/2006،قاد الى الإطاحة بقيادات عسكرية اسرائيلية عليا وقف على رأسها وزير الدفاع الاسرائيلي"عمير بيرتس" ورئيس هيئة أركانه وقائد المنطقة الشمالية،حتى رئيس الوزراء الحالي المستقيل"أولمرت" جزء من أسباب استقالته عدا فضائحه المالية،هو متعلق بتقرير لجنة"فينوغراد" الرسمية والتي حملته هو وحكومته جزء كبير من عملية الفشل والاخفاق في تك الحرب العدوانية التي دامت ثلاثة وثلاثين يوماً. واليوم والحرب العدوانية على شعبنا الفلسطيني تدخل يومها الثامن،يبدو واضحاً رغم حجم الدمار الهائل والخسائر الفادحة بشرياً ومادياً،أن حالة من التملل والخلافات بدأت تندلع بين أطراف القيادات الاسرائيلية السياسية والعسكرية،والتي أقرت وقادت هذه الحرب العدوانية،من أجل مصالح حزبية وانتخابية،متوهمة أن الرقص على وثمن الدم الفلسطيني سيكون غير مكلف ورخيص،وأن هذه الحرب العدوانية ستكون سريعة وخاطفة،ولكن ما ثبت بالملموس على أرض الواقع،كان مغايراً لكل هذه التوقعات،حيث أن المقاومة الفلسطينية وجماهير شعبنا الفلسطيني في القطاع المحاصر والمتآمر عليه عربياً ودولياً،سطر صموداً منقطع النظير،بل وأن المقاومة بصواريخها والتي كان البعض يصفها بالعبثية والضارة أستطاعت أن تضع عشر سكان اسرائيل تحت مرماها، وان تثبت للعدو أن عصر الحروب الخاطفة ونقل المعركة الى أرض الخصم قد ولى إلى غير رجعة. وهذا الصمود البطولي والتلاحم المقاوم والنضالي بين كل فصائل شعبنا الفلسطيني،جعل العدو يتراجع حتى اللحظة عن شن حرب برية على القطاع،متوجساً ومتخوفاً من نتائج هذه الحرب والخسائر الفادحة التي قد يتكبدها نتيجة هذه الحرب البرية،والتي بدلاً من أن تعيد هيبة الردع لهذا الجيش المسمى بالجيش الذي لا يقهر،والذي استطاع حفنة من مقاتلي حزب الله في تموز /2006 ،أن يمرغو أنف جنوده في الوحل،ويثبتوا أن هذا الجيش هو نمر من ورق،رغم كل ما يملكه من أحدث الأسلحة والتكنولوجيا والترسانة العسكرية،اذا ما قوبل بقيادة تمتلك الإرادة،وتبني وتؤسس نفسها على خيار ونهج وثقافة المقاومة،وملتحمة ومنصهرة مع هموم شعبها،ومستعدة للتضحية ودفع استحقاقات النضال والمواجهة،وليس سلطة أفرغت المناضلين من محتواهم النضالي والوطني،وحولت شعبنا إلى جيش من المتسولين والمرتزقة همهم الأول والأساس الراتب والترقيات والمناصب،ولم تكتفي بذلك بل خصت خيار المقاومة والنضال وأسقطته من حساباتها،وبنت استراتيجيتها على خيار مفاوضات عبثية وعقيمة،حتى في ذروة ما يرتكبه العدو بحق شعبنا من مجازر وحشية وجرائم حرب،كان سقفها الأعلى تعليق هذه المفاوضات لفترة معينة،مع أن هذه الحرب العدوانية وفرت لها فرصة ذهبية للتحلل والتنصل والتخلي عن هذه المفاوضات ومراجعتها بشكل شامل كخيار ونهج،وهي تعلم أن العدو وقيادته الحالية والقادمة،لن تقدم أي تنازلات جدية له علاقة بالحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية،وما تريده هي وأمريكا وأوروبا الغربية،هو ذبح وتصفية المقاومة في القطاع،تمهيداً لفرض شروطها واملاءتها على الشعب الفلسطيني،وبما يضمن تصفية مرتكزات البرنامج الوطني الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة. ان ما نحن متيقنين منه،ان هذه الحرب العدوانية قد فشلت في تحقيق أهدافها في فرض الاستسلام على شعبنا،وان المقاومة كما قال اسماعيل هنية ستخرج سليمة ومنتصرة من هذه المعركة،وستؤسس لنهج مقاوم على المستوى العربي،رغم ادراكنا أنه بعد انتهاء هذه الحرب العدوانية والمجرمة،سنجد هنا في الساحة الفلسطينية،كما حصل في لبنان ،من يشكك في جدوى وأهداف هذه الحرب والمواجهة،وأن ما نتج عنها من دمار وخسائربشرية ومادية ليس بالنصر والصمود،وأنها جاءت لخدمة أجندات غير فلسطينية،وكما جاءت تقارير لجان التحقيق والاستقالات في قمة الهرمين السياسي والعسكري الاسرائيلي،لكي تثبت صحة ما قاله حزب الله من تحقيقه لنصر استراتيجي وتاريخي على رابع قوة عسكرية في العالم،فإن الكثير من المحللين العسكريين الاسرائيليين،يقولون قبل أن تنتهي تلك الحرب العدوانية،بأن حماس وقوى المقاومة قد استوعبت الصدمة ومجرد صمودها رغم قلة وضعف امكانياتها وامداداتها العسكرية والمالية والتسليحية وما تخضع له من حصار،هو بحد ذاته انجاز ونصر يسجل للمقاومة الفلسطينية. ولقد أثبتت حرب تموز/2006 وحرب غزة كانون أول /2008 أن هناك عاملان مهمان في كسب هذه المعركة والصمود رغم الفرق الهائل في الامكانيات وموازين القوى،ألا وهما اردادة صلبة ومقاومة وقيادة تؤمن وتبني وتؤسس لخيار ونهج المقاومة ولديها وضوح في الرؤيا والأهداف. لم يعرف التاريخ البشري الحديث حرباً اكثر جبناً من الحرب التي تشن فيها اسرائيل،بكل ترسانتها العسكرية وأحدث طائراتها هجوماً بربرياً ووحشياً على أهداف مدنية بحتة من مدارس ودور عبادة ومشافي ومساكن مدنية غي قطاع محاصر أشبه بالسجن،والجنرالات والقيادات الاسرائيلية التي شنت هذه الحرب،تقول بأنها لن توقفها ما لم تحقق أهدافها،وأهدافها معروفة ومكشوفة،ألا وهي تقويض قوة حماس والمقاومة ومنعها من تشكيل ميزان رعب يفرض على اسرائيل اشتراطات في أي تهدئة أو هدنة أو تسوية قادمة،ووقفها بدون تحقيق هذه الأهداف معناه،وهذا ما هو وارد حصوله،ان الدم الفلسطيني المستباح بمشاركة وغطاء من بعض أطراف النظام الرسمي،لن يزيد من شعبية أحزاب"كاديما والعمل" لا في الحكومة ولا في البرلمان،بل أن مثل هذا الإخفاق سيقود الى الإطاحة برؤوس قياداتها السياسيين والعسكريين،وبالتالي من سيخلف هذه الأحزاب المتراجعة والمتآكلة شعبيتها،هو الأحزاب الأكثر يمينية من "الليكود واسرائيل بيتنا" وغيرها. وبانتظار وقف وانتهاء العدوان الوحشي والهمجي على شعبنا الصامد ومقاومتنا البطلة في القطاع،فإن تداعيات هذا العدوان وربما قبل بلوغ نهايته،ستكون شبيهة بنتائج حرب تموز العدوانية/2006 على لبنان،حيث أطاحت برأس الكثير من القيادات العسكرية الإسرائيلية،وخرج حزب الله اللبناني أكثر قوة منها،وأصبح قوة يحسب لها العدو الإسرائيلي ألف حساب،ومقاومتنا الفلسطينية التي نرى أنها ستخرج منتصرة من هذه المعركة، ستساهم هي الأخرى في فرض معادلات جديدة في التسوية مع العدو الاسرائيلي،وستشد من عضد قوى المقاومة العربية،وسيصبح حملة ودعاة نهج وخيار المقاومة أكثر قوة وصلابة وشعبية وحضوراً،وسيشهد نهج ما يسمى بالاعتدال والواقعية حالة من التراجع والتدهور والإنهيار. وبإنتظار حسم نتائج هذه المعركة،فإنه لا خيار امام شعبنا سوى الصمود والمقاومة،ولا خيار أمام كل القوى المؤمنة بهذا الخيار سوى التوحد،واذا كان قادة الارهاب في العالم قالوا،من ليس معنا فهو ضدنا،ففي هذه المرحلة من ليس مع المقاومة فهو ضدها والتاريخ والتراث لا يشفعان لأحد.
راسم عبيدات القدس- فلسطين 2/1/2009 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن مخازي النظام الرسمي العربي...وسلطة الصليب الأحمر ...وصمود
...
-
القادة الثوريون....سعدات نموذجاً ..
-
الأسرى الفلسطينيون ....قمع واهمال طبي واستشهاد ..
-
التهدئة ... والانتخابات الاسرائيلية ..
-
مقارنة بين الأسير المناضل صلاح الحموري والجندي المأسور - جلع
...
-
عن انتخابات الليكود .....وعن القرار الوزاري الأوروبي ......و
...
-
الجبهة الشعبية بين غياب المؤسس واعتقال الأمين العام ..؟؟
-
عن العيد والأسرى ... وعن غزة والحصار ......وعن سعّار المستوط
...
-
سعّار المستوطنين من عكا حتى الخليل ..؟؟!!
-
ما بين السجون العراقية.....وسجون الاحتلال الاسرائيلي ...؟؟
-
جبهة اليسار الفلسطيني/ أولى ضحايا اجتماع المركزي الأخير ..؟؟
-
وثيقة - الشاباك - السرية ....وتعذيب الأسرى الفلسطينيين ...؟؟
-
العرب وتقرير العالم 2025 ..؟؟
-
محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية / محاكمة لمشروعية النضال
...
-
محاكمة الأمين العام للجبهة الشعبية / محاكمة لمشروعية النضال
...
-
وأخيراً حكومة المالكي تشرعن الاحتلال ...؟؟!!
-
حوارات نيويورك حوارات أديان أم ماذا ..؟؟
-
هل حقاً انتصرت القدس لأهلها في الانتخابات البلدية الأخيرة ..
...
-
حوارات بلا آفاق وبلا نهايات ..؟؟!!
-
-رايس- وحوار الراحلين...؟؟؟
المزيد.....
-
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص
...
-
ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
-
مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
-
إيران متهمة بنشاط نووي سري
-
ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟
...
-
هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
-
عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط
...
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|