أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كامل كاظم العضاض - عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة














المزيد.....

عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة


كامل كاظم العضاض

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


لست معلقا سياسيا بالمعنى الصحفي، أي أني لا أحترف مهنة التعقيب والتعليق على المشاهد والأحداث السياسية، بل أنا أخص بكتاباتي، منذ أكثر من عقدين من الزمن، همومنا الوطنية والتنموية في عراقنا المكلوم، قبل وبعد الإحتلال. ولكن ما يجري اليوم من عدوان غاشم وتدمير منظم وقتل للأطفال والأبرياء في غزة، وهي جزء غالي من فلسطين ومن أرض العرب، يحفز كل الأقلام ويستدعي كل الطاقات لشجب العدوان وللوقوف ضده. ولكن بالنسبة لي، لا يتأدى الواجب من خلال الإسهام بكلمات نارية، ساخطة، لاعنة، مثيرة، مفزعة، ومولولة، فلهذا الواجب رجاله وأقلامه، وقد غصت الصحف العربية، كلها تقريبا، بسيول من هذه الخطابات والتعليقات.
نرى إن الكلمة الشافية، هي الكلمة العاقلة، المتبصّرة، والمشخّصة، والمشيرة الى مكامن الخلل، وسبل الخروج من المهالك، والتورّط في حروب غير متكافئة، يدفع ثمنها أهلنا الأبرياء، كما يحصل في غزة اليوم، تحت وضح النهار، بل وفي برودة أعصاب؛ بينما أصحاب القرارات والأساطيل ومحركو وسائل التدمير، يتداولون ويصرحون، ويرشدون الضحية، وليس القاتل الى ضبط النفس.
لقد بلغ عدد الشهداء، حتى كتابة هذه السطور أكثر من 390 شهيد، وما يزيد على 2000 جريح، بعضهم بحالة خطيرة. دعنا لا نزايد هنا بالكلام عن الفاجعة، ولا في النوح والتلويح بقصاص التأريخ، الى آخره. دعنا نقول كلمتنا الصريحة؛ نقول، عندما تكون المقدمات في صياغة أي حدث خاطئة تكون النتائج خاطئة؛ وهذه قاعدة منطقية أرسطوطاليسية معروفة منذ ماقبل الميلاد!
إذا كانت إسرائيل عدو محتّل، ولها من العدّة والعديد ما لها، ولها مصالح وغايات قامت وتقوم على أساس إحلال شعب جاء من الشتات محل آخر أصيل، وإنها من أجل هذه الغايات تسخر نفسها لتخدم غايات ومصالح دول عظمى، كالولايات المتحدة التي ترغب أن يكون لها في بلاد النفط الغزير، وهو شريان الصناعات فيها، ترغب، بوجود قوة إقليمية حليفة لها؛ وقوة، تريد لها أن تبقى في حالة تناقض وعداء وإستنفار دائم ضد ما يجاورها من دول النفط أو دول الوصول إليه، فما هي الإستراتيجية العاقلة والحصيفة والمناسبة، لمواجهة هكذا عدو قوي بعديده ودعمه، وشرس وعنيد بغاياته؟ والجواب يبدو بسيطا حدّ السذاجة، وهو بوحدة الشعب الفلسطيني كله، وبوحدة الموقف العربي كله؛ هذه الوحدة، وياللغرابة! أقوى من أعتى أسلحة الدمار، لأنها وحدها، هي التي تجعل المحتل يموت ضمئا ويموت عزلة، ويموت وحشة؛ ويظل جنوده لا يعرفون من أي صوب ستأتيهم رصاصة أو حجارة، أو أين سيقعون في لغم قاتل، وهم لا يرون أمامهم هدفا عسكريا ليدمروه!؟
هل توجد مثل هذه الإستراتيجية؟ كلا وألف كلا، لأن هناك من يريد أن يقاتل على طريقة الهنود الحمر، بل ويريد أن يقيم دولة إسلامية بمفاهيم القرون الوسطى، وهناك من يرهن قيادة لمصالح دول إقليمية، أو لتمويلها؛ وهناك من يرى، وبحق، ربما، أن يقيم الديمقراطية على أي شبر يتحرر، ثم يأخذ ومن ثم يطالب، فيستخدم أدوات السياسية، ولكن بشرط وجود شعب موحّد وراءه ليتكئ عليه. فطالما هناك مزايدون، وطالما هناك هنود حمر، وطالما هناك طائشون، وطالما هناك سلفيون يعيشون مفاهيم بالية، وطالما هناك من لا يجيدون لعبة الحروب وموازينها، فالمقدمات خاطئة؛ وهكذا ستكون النتائج خاطئة، لا بل مأساوية، لأن مئات بل ألوف الأبرياء من أشقائنا يدفعون الثمن الآن، أما القادة، فهم في حصن حصين! ثم، يا للفجيعة، سوف لا تتحقق إلا أغراض العدو وغاياته!!




#كامل_كاظم_العضاض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين النسبي و المطلق، كيف يجزم الإنسان بقناعاته
- الحذاء لا يبني وطن!
- حوارية الحوار المتمدن
- نحو استراتيجية لبناء تيار ديمقراطي علماني في العراق


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - كامل كاظم العضاض - عندما تكون المقدمات خاطئة...حالة العدوان على غزة