أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان جوزي خليفه...!















المزيد.....

الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان جوزي خليفه...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 2515 - 2009 / 1 / 3 - 00:14
المحور: الادب والفن
    


في بداية الستينات وتحديدا في مدينة الكوت الصغيرة آنذاك والغافية على نهر دجلة العملاق كان مجتمعها المتآلف والمتنوع يبحث عن الجديد والإنساني ، فقد كان الناس يرنون إلى الجمال والجديد بعيون وعقول وقلوب مفتوحة فكان الرقيب اقل سطوة ومراسا ، فلم يعد العسكر ورافعاتهم الأيدلوجية وانقلاباتهم المشئومة قد زحفت لتدخل وتحطم التفاصيل الصغيرة لبهجة الحياة ..في هذه المدينة الوديعة كانت الموسيقى وسائر الفنون تشغل الناس وتشدهم وكان لها روادها ومحبيها وتشكلت على هذا الطريق عدة فرق موسيقية ومسرحية وغنائية وكان الشعر والأدب حاضرا بقوة أيضا..لهذا سطعت أسماء ورموز ثقافية وفنية وفكرية تعتبر اليوم مدعاة فخر وسجل تاريخي رائع تحتفي وتفتخر به مدينة الكوت كمساهمة في إثراء وإغناء الحداثة والفكر العراقي ...ومن هذه السفر الجميل المتنوع لازال حاضرا في أذهان وذاكرة أبناء الكوت أيام الفرقة الجوزية التي شغلت الناس وأمتعتهم وأبهجتهم في ستينات وسبعينات القرن الماضي ، فكانت الموسيقى الحديثة والعنصر النسائي موجودا بقوة في تشكيلها وأدائها وبهذا قدمت مساهمة غنية وأصيلة بَصمَت بقوة في سجلات شرف هذه المدينة العراقية الباسلة التي واجهت محاولات تحطيم الروح الإنسانية فقد كانت تقاوم الطغاة دوما بالجمال والإبداع والحب والنزوع إلى الحرية...أترك القارئ الكريم لقراءة مذكرات احد رواد ومؤسسي هذه الفرقة المدهشة لكي يتأمل أي أمال قد خُنقت وأي ماضي كان قادما بقوة قد أُجهض..؟ لكن قراءة عميقة كفيلة أن تحرض الشباب العراقي للرجوع إلى تاريخ حافل وجميل خطه الناس بقوة وصبر واجتهاد متميز عليهم الإقتداء به لكي نضع وطننا من جديد على خطى الحداثة والتقدم والحرية....!

( الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور )
( من ذكريات الأستاذ الدكتور احسان جوزي خليفة )
في بداية ستينيات القرن الماضي وتحديداً في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وفي مدينة الصويرة عندما أفتتح الزعيم المكتبة المركزية الجديدة والمدرسة الثانوية التي كان يدرس فيها عندما كان طالبا , أنا عزفت له الموسيقى وغنى له طلاب وطالبات الكوت نشيد:
( قاسم قاسم قاسم يا عبد الكريم )
من الحان المرحوم أستاذي الرائد الأول للموسيقى في الكوت صاحب حسين الناموس اسكنه الله فسيح جنانه , وقبل هذا التأريخ بقليل كانت بداياتي الموسيقية في الكوت, إلا ان بداياتي في التمثيل كانت أقدم بكثير عندما كنت طالبا في المرحلة الابتدائية في المدرسة الغربية الابتدائية للبنين حين اختارني أستاذي المرحوم عطوف الجصاني لمسرحية كانت من تأليفه وإخراجه, وكان قد أسند لي دور طالب يفقد ساعته اليدوية ويذهب للمعلم يبكي لفقدان ذلك فيقوم المعلم بتهدئته (المعلم في المسرحية كان المرحوم عطوف الجصاني) فعند بدء دوري وظهوري على خشبة المسرح بدأت بالبكاء الحقيقي ودموعي تتساقط على خدودي فظهر المشهد رائعا جدا وعند انتهاء دوري استمريت بالبكاء إلى ان انتهت المسرحية, ثم تقدم لي المرحوم أستاذي عطوف واخذ يهدئني ويقول لي (بابا ساعتك موجودة مو ضايعه وهاي تمثيلية مو صدك). لقد مر أكثر من نصف قرن على هذه المسرحية ولا زلت اذكرها لحد الان ....
أعود مرة أخرى لفن الموسيقى كونه تاريخ ثقافي فني للموسيقى في مدينتنا الجميلة الكوت ليطلع عليه أبناؤنا الأعزاء .
موهبة الموسيقى انتقلت لي بالجينات الوراثية من المرحوم والدي - كما اثبت ذلك الباحثون الألمان أمثال: ( زيكن، وكراكر، وكول ).
كان المرحوم والدي يعزف آلة الناي وآلة (المطبج) بشكل محترف، ذلك حينما كانت الاحتفالات تقام في منطقة (سيد نور) - التي هي جزء من محلة الشرقية اليوم – إذ كان هذا المكان مجمعا لأهل الكوت في المناسبات الدينية والأعياد وغيرها, وأتذكر جيدا - في مناسبات الأعياد تحديداً - عندما يدخل والدي إلى مرقد السيد نور حاملاً في جيبه (مطبجان) أو أكثر فيلتف حوله الشباب ليشكلوا نصف دائرة انتظارا لسماع صوت المطبج وعند البدء بالعزف تأخذ النساء بإطلاق الهلاهل لتشجيع الشباب الراقصين للدبكات العربية والكوردية, إذ إن الإيقاعات كانت تصدر من قبل الراقصين وذلك بضرب أرجلهم بقوة على الأرض, ويستمر الرقص وهذا المنظر الجميل لساعات طويلة وكان صوت المطبج يصدح ويسمع حتى خارج ساحة سيد نور.
هكذا كانت الأيام جميلة في مدينتنا العزيزة الكوت قبل أكثر من نصف قرن .. اما بالنسبة لي فكانت موهبتي موجودة ولكن كيف لها ان تتفتح وتنمو ؟ وما هي الآلة التي سأختارها؟ علما باني في تلك الفترة لم أشاهد أية الة موسيقية سوى (المطبج) المشهورة آنذاك والتي كانت تباع في الشوارع في مناسبات الأعياد وأيضا الناي الهندية الخشبية التي كانت تباع في دكاكين الكوت والتي تسمى الآن (الفيفرة) , كان ابن عمي خضير يمتلكها ولا يجيد العزف عليها سوى (الطنطنة) وإزعاج من كان يجلس بالقرب منة, وكنت أسرق هذا الناي منة عندما يخرج من البيت إلى المدينة, واذهب إلى أحدى الغرف وعلى الفراش أغطي كل جسمي بـ (اللحاف) حتى لا يخرج الصوت ويسمعني الأهل فقد أعاقب على فعلتي تلك, استمر بي الحال هكذا لأيام وأنا انتظر خروج ابن عمي, لأستخدم نايه خلسة.
وبعد فترة طويلة من التمرين والعزف (تحت اللحاف) أصبحت لدي إمكانية بالعزف القليل والمحدود إلى ان شاءت الصدفة ويمسكني ابن عمي وأنا اعزف تحت اللحاف فبكيت خوفا من العقاب .. لكنة كان واقفا يسمعني وأنا اعزف أغنية:
دخل عيونك حاكينا .. لولا عيونك ماجينا .. وصلتينا النص البير واكطعتي الحبل فينا
انها أغنية جميلة ومنتشرة بين الشباب وقتذاك, فشجعني ابن عمي كثيرا وقال لي أين تعلمت العزف ومتى؟ لم اخبره بأني تعلمت العزف تحت اللحاف بسرقتي الناي يوميا بل سكتت ولم أتكلم. سمعت في المدرسة بفتح دائرة معنية بشؤون الفن وهذه الدائرة اسمها دائرة وسائل الإيضاح (الان تسمى النشاط المدرسي) تابعة إلى مديرية المعارف في لواء الكوت ( الان هي المديرية العامة للتربية في محافظة واسط ) فذهبت إلى دائرة وسائل الإيضاح التي تقع في المنطقة الشرقية بعد الساحة المعروفة بـ (الخطة الحسينية) وكان مديرها استاذي الفاضل المرحوم عبود منصور الصياح الذي يرجع له الفضل الكبير في دعم الفرقة الجوزية الموسيقية مع المرحوم الأستاذ الرائد الأول للموسيقى في الكوت صاحب حسين الناموس , تضم هذه الدائرة أقساما كثيرة منها وفي مقدمتها، قسم السينما المتطور جدا الذي كان يديره الفنان الأستاذ المرحوم يوسف حمدان وكان من المصورين السينمائيين آنذاك الشاب اللطيف والرياضي والفنان الأستاذ محمد حسون دروش (رحمة الله) فقد كان أخا وصديقاً عزيزاً، ومن الذين شجعوني كثيرا على تطوير الفرقة الجوزية وكان دائما من أوائل الحاضرين إلى حفلاتنا الموسيقية, كما وانه من اوائل اللذين انضموا إلى فريق الملاكمة في الكوت والذي سأكتب عن نشأته من البداية فقد كنت عضوا مؤسسا فيه , وقد عمل أيضا في قسم السينما الأخ الدكتور جميل سبتي وكان معلما آنذاك وكان مصورا فوتوغرافيا في الدائرة ثم تحول إلى سينمائي.
بعد لقاءي بأستاذي الفنان المرحوم صاحب حسين الناموس في الوسائل التعليمية التي كان يتجمع فيها يوميا عشرات الطلبة والطالبات من مختلف مدارس المدينة لغرض تحفيظهم بعض الأناشيد المدرسية من قبل الأستاذ المرحوم صاحب الناموس, وكنت اجلس معه واستمع إلى الأناشيد وكيفية تحفيظ هذه الأناشيد بمصاحبة آلة العود التي كان يعزف عليها, ومنذ ذلك الوقت بدأت أتمرن أكثر وأحاول أن أتعلم أكثر ثم بدأت أتمرن كثيرا في بيتي ثم علمت أخي الأصغر جليل جوزي على آلة الناي ثم أخي الأصغر جميل جوزي على آلة الإيقاع والاوكورديون واخي سعد جوزي على الكمان والذي كان عمرة سبع سنوات وكان موهوبا جدا إذ كان على الرغم من صغر سنه ينفرد بـ (صولو) على الكمان لأصعب ما كان يقدمه الموسيقار الحفناوي في أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ .. وأعتقد ان الكثيرين من أبناء مدينتي يتذكرون جيداً عزفه حيث القاعة كانت دائما تغص بالحاضرين ومن مختلف الطبقات الاجتماعية . وكان التصفيق يعصف بالقاعة في كل نهاية (صولو) لآلة الكمان, بعدها بدأت بتعليم حسام عبد الأمير الجوزي على الإيقاع والاوكورديون والدرامز ثم أختي الصغيرة إيمان جوزي على الكيتار (والان هي طبيبة وابتعدت كليا عن الفن بوقت مبكر ) وكذلك اخي عامر جوزي (الان هو طبيب وابتعد عن الفن أيضاً) وكذلك ابن عمتي رعد طاهر الجوزي ( الان عميد كلية الآداب في الكوت شاعر وناقد له كتب ودراسات في الفن والنقد والأدب، فضلا عن كتابته للدراما والنصوص المسرحية التي قدمت على خشبات المسرح وحصلت على جوائز متقدمة وما زالت علاقته مرتبطة بالفن فالمسرح والموسيقى جزء من الأدب كما قال أرسطو ), اما عن تسمية الفرقة بـ (الفرقة الجوزية الموسيقية) فكان كما يأتي : ابتداءً أسميت أنا الفرقة بـ (فرقة المنحدر) وفي أحدى الحفلات التي حضرها متصرف لواء الكوت وأقيمت في قاعة بهو نادي الموظفين التي سميت بعداك قاعة الإدارة المحلية في الكوت وكانت مبنية توا , وعندما بدأ عريف الحفل بالتعريف بأعضاء الفرقة لأول مرة في الكوت أعلن عن اسم الفرقة المنحدر وبدأ يقرأ أسماء العازفين والكل تنتهي أسماؤهم بـ (جوزي) فأخذ المرحوم عريف الحفل الأستاذ عبود منصور بالضحك والجمهور معه ولم يصدقوا بان الفرقة كلهم اخوة وقال: (أولاد جوزي كلهم الفرقة يابه شدكولون راح انسميهه بالفرقة الجوزية)، فبدأ الجمهور العزيز يصفق, ومن هنا صار الاسم الفرقة الجوزية وكان ذلك في النصف الأول من ستينيات القرن الماضي وكانت النواة الأولى لفرقة موسيقية في الكوت استمرت حتى عام 1974 . وبعد هذا التأريخ انتقلنا إلى بغداد لدخولي قسم المسرح في أكاديمية الفنون الجميلة واخي جميل في معهد الفنون الجميلة في قسم الموسيقى واخي الآخر سعد جوزي في قسم الموسيقى في معهد الفنون الجميلة ولهذا السبب تركنا المدينة مغادرين إلى بغداد.
من الأسماء اللامعة التي لا بد من ذكرها أستاذي صاحب حسين الناموس الذي كان نموذجا للأستاذ المثالي والأخ والأب والصديق المخلص وقد احتضنني وشجعني كثيرا. وأود ان أذكر هنا بان الفرقة الموسيقية لدائرة وسائل الإيضاح التي كانت ترافق الأناشيد لطلاب المدارس تتكون من الرواد الأوائل للموسيقى في الكوت وهم المرحوم الأستاذ صاحب حسين الناموس على آلة العود والأخ العزيز أستاذي رحمن جاسم على الناي والأخ العزيز والرياضي المشهور العداء محسن جابر الواسطي على الإيقاع والأخ العزيز الرياضي والفنان والشاعر المبدع ومغني المربعات وعازف الإيقاع ( الخشبة ) الماهر جدا جليل ملا إبراهيم الذي تم تهجيره إلى إيران هو وجميع أفراد عائلته , كما وأشير هنا إلى الأستاذ المبدع والصديق العزيز عازف العود المرحوم سعيد غالب الذي كان مع المرحوم صاحب الناموس من أوائل اللذين دخلوا معهد الفنون الجميلة قسم الموسيقى في خمسينيات القرن الماضي, وكان المرحوم سعيد غالب يعمل معلما لمادة النشيد والموسيقى في المدرسة الغربية الابتدائية للبنين في الكوت وكان نشطا جدا ولحن العديد من الأناشيد المدرسية وكان عازفا ماهرا لاغاني عبد الوهاب وكان متأثرا جدا به ويقلد صوته بشكل جيد جدا, وأيضا كانت له فرقته في المدرسة الغربية وكذلك نسب إلى النشاط المدرسي في الكوت كمعلم للموسيقى والنشيد .. اما أنا ففي البداية كنت اعزف على الناي مع أستاذي الفنان رحمن جاسم , وفي بداياتي عندما شاهدت الاوكورديون ولأول مرة في حياتي عندما أرسلت وزارة المعارف ( الان وزارة التربية ) آلات موسيقية إلى دائرة وسائل الإيضاح في الكوت ثم قررت الدائرة القيام بالتدريبات للنشيد والموسيقى في مدرسة الهدى الابتدائية للبنات (الحرية حاليا) الكائنة في محلة العباسية , فكنت أعزف الناي مع الفرقة ولكني كنت معجباً جدا بالة الاوكورديون التي شاهدتها لأول مرة في حياتي ثم عزفت عليها بالصدفة التي لا تصدق, فعندما أعلن الأستاذ المرحوم صاحب الناموس عن استراحة لمدة عشرين دقيقة خرج الجميع إلى الساحة وأنا معهم ثم رجعت فورا إلى القاعة لأرتدي حزام آلة الاوكورديون ولأول مرة في حياتي وعزفت بالضبط ما كان الأستاذ صاحب الناموس يدرب الطلاب على عزفه منذ أشهر وعندما سمع المرحوم صاحب صوت الاوكورديون وشخص يعزف علية بشكل مضبوط جدا ترك الساحة ودخل إلى القاعة وبدأ يضحك بصوت عالي ضحكته الجميلة فخجلت أنا لأنه غير مسموح لي اخذ الاوكورديون والعزف عليها دون إذن الأستاذ فقال لي أكمل أكمل ثم دعا الأساتذة الآخرين لسماعي وبعدها قال لي من الان أنت تعزف الاوكورديون مع الطلاب وعلمني أسماء السلم الموسيقي ثم اعتمد علي بشكل لا يصدق إذ كان يجلسني إلى جانبه إثناء الحفلات وكنت أشاركه في عزف الأناشيد المدرسية في الحفلات ثم استمريت هكذا إلى أن تكونت الفرقة الجوزية التي رفدت فرقة النشاط المدرسي بالكثير من العازفين .
من منتصف الستينيات إلى عام1974 شاركت الفرقة الجوزية بجميع الحفلات في محافظة واسط وكذلك في جميع الأقضية والنواحي التابعة لمحافظة واسط وكذلك حفلات الجيش في الكوت وبعض المدن الأخرى مثل بغداد والموصل والبصرة وغيرها وكذلك اشتركنا في المخيمات العربية الكشفية في الموصل لثلاث سنوات متتالية وفي مختلف المناسبات وفي الستينيات وعندما كان المرحوم الأستاذ القدير عبود منصور مديرا لدائرة وسائل الإيضاح في الكوت قدم لنا الكثير من العون والتشجيع بحكم كونه ذا شخصية رفيعة جدا وله تأثير كبير على المسئولين فعندما يطلب شيئا كان ينفذ له وبسرعة وكانت علاقاته متينة مع المسئولين ويعرف الكثير من الشخصيات المؤثرة على جميع المستويات.
في الستينيات زارت الفرقة القومية للفنون الشعبية العراقية مدينة الكوت لغرض تقديم عروضها الفنية وكان مديرها المرحوم الفنان العراقي القدير حقي الشبلي مع الفرقة وكان يلتقي يوميا بالسيد عبود منصور للتنسيق بشأن عروض الفرقة القومية في الكوت وتكلم المرحوم الأستاذ عبود منصور مع الفنان القدير الأستاذ حقي الشبلي حول الفرقة الجوزية في الكوت وان جميعهم اخوة فلم يصدق المرحوم حقي الشبلي وطلب مني ان احضر الفرقة بسرعة لسماعنا وفعلا ذهبت إلى البيت وأخبرت اخوتي بالأمر ثم ذهبنا جميعنا إلى وسائل الإيضاح وقدمنا معزوفات موسيقية أمام المرحوم حقي الشبلي واخبرنا بأنه سيرسل بعثة تلفزيونية لتسجيل وتصوير موسيقانا وبثها في التلفزيون وبالفعل بعد زمن ليس بطويل جاءت البعثة التلفزيونية وسجلت لنا مقطوعات موسيقية وعند الاستفسار من البعثة عن موعد بث هذا التسجيل ليتسنى لنا مشاهدة التسجيل حددوا لنا تاريخا لا أذكره عرفناه عن طريق دائرة وسائل الإيضاح وقبل موعد البث بيوم سافرت إلى بغداد ومكثت عند أقرباء لي لمشاهدة البث إذ انه كان محدودا ولا يصل إلى المحافظات ومنها الكوت, وفعلا شاهدت البث في بغداد وقدمونا على اننا جميعا اخوة من مدينة الكوت، فشكلت هذه دعما كبيرا لنا وشجعتنا على الاستمرار وتقديم المزيد من العطاء الفني. وفي بداية السبعينيات اقترحت على الأستاذ المرحوم صاحب الناموس ان تسير المدارس الثانوية للكوت والاقضية والنواحي في الاستعراض الرياضي السنوي الذي يقام على ملعب الكوت في المسيرة الاستعراضية الراجلة على أنغام الفرقة الجوزية الموسيقية بدلا من موسيقى فرقة الجيش وفعلا هيأنا أنفسنا وحفظنا الأناشيد الوطنية التي أتذكرها جيدا وهي:
نشيد نحن الشباب لنا الغد
ونشيد لاحت رؤوس الحراب
وأغاني الثورة الفلسطينية مثل حميتي حين بروكي ما في عوكي
وأغاني وأناشيد أخرى كثيرة.
والذي لا بد ان لا ينسى ان الفرقة الجوزية الموسيقية لم تنته تماما فقد جاء جيل آخر من العائلة ليكمل المسيرة الفنية، منهم الفنان صفاء الجوزي عازف الكمان والموسيقار المعروف الذي يعمل حاليا في الخليج وأوربا كذلك العازف الجميل بهاء الجوزي الذي هو الآخر يعمل حاليا في أوربا وآخرين سيعلنون عن أنفسهم حينما يتقدمون فنيا في مضمار الموسيقى.
وعن دراستي في أوربا فقد حصلت على درجة الماجستير وبدرجة امتياز في مجال التمثيل على خشبة المسرح والدكتوراه والهابيليتاتسيا (بروفيسور) بدرجة الشرف من أقدم جامعة في العالم وكنت أول من حصل على هذه الدرجة في بولندا وفي اختصاص التمثيل على خشبة المسرح وحصلت على شهادتين من الجامعة التي درست فيها ومن وزارة الثقافة والفنون البولندية كأول دكتوراه في بولندا في هذا المجال. وقد تم تعييني أستاذا في الجامعة التي حصدت فيها شهاداتي وهي الجامعة الحكومية العليا للمسرح والتي تخرج منها المخرج العالمي (يزي كروتوفسكي عام 1955) وعملت كذلك أستاذا في جامعة ياكيلونسكي التي تخرج فيها عالم الفلك كوبرنيكوس والعالمة مدام كوري التي مازالت موضوعاتها تدرس في مناهج الدراسة الإعدادية في مدارس العراق، وكانت مدة عملي في هذه الجامعات الرصينة والقديمة جدا تجاوزت الخمسة عشر عاما وللمعلومة فان جامعة ياكيلونسكي أسست عام 1346 وتعد من أقدم جامعات العالم.
في الختام لا بد لي من تقديم الشكر والامتنان لأساتذتي الأجلاء رحمن جاسم ونعيم فرحان والرحمة والغفران والجنات للذين رحلوا منهم عن عالمنا صاحب الناموس وعبود منصور وسعيد غالب. ولا بد من تقديم الشكر الجزيل لأبناء مدينتي ( الكوت ) لفضلهم الكبير في تشجيعنا على الاستمرار.
والشكر موصول إلى العزيز صاحب المبادرة العظيمة التي تستحق الثناء الأخ ابن الكوت البار محسن الجيلاوي مؤسس موقع الكوت والحريص جدا على تاريخ بلدته العزيزة فعلى الرغم من بعده عنها الا ان الكوت وأهلها في قلبه إلى الأبد.
بروفيسور هابيل دكتور
احسان جوزي خليفة
مدينة كينت – بلجيكا
[email protected]



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزيدي و ( لا ) النظيفة الغائبة عراقيا ...!
- ( لمناسبة الذكرى الرابعة لاستشهاد النصير المقدام وضاح عبد ال ...
- ( من أوراق الشهيد حميد ناصر الجيلاوي )
- قصص قصيرة جدا
- رثاء لروح الأب والعم المكافح ( أبو الشهداء ) ناصر حسين الجيل ...
- أزمة كركوك ، طبيعة وخلفيات الخطاب القومي الكردي – نظرة تحليل ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة..!-2- تحية وفاء إلى هيركي ...
- حقوق الأكراد الفيلية بين المعالجة الوطنية الحقيقية وبين محاو ...
- بعيدا عن الشيوعية، قريبا من الحياة...!
- ربع قرن على جريمة بشتآشان ، دعوة لقول الحق عاليا ، دعوة للاح ...
- قراءة في الرسالة المفتوحة للسيد فاضل ثامر إلى رئيس الجمهورية ...
- تحية إلى الوطنية ( التركمانية ) العراقية..!
- يوم الشهيد الشيوعي، عظمة الشهيد، وقبح ونفاق الطبقة السياسة ا ...
- قصة الطفلة العراقية ( زهرة ) وعار المنطقة الخضراء كما ترويها ...
- تحية لمجلة الآداب ورئيس تحريرها من الناجين من مجزرة بشتآشان ...
- القتلة يخافون الجمال – من وحي سطوع نجمة باكستان والعالم بناز ...
- عن الاحتلال الوطني، الكوت نموذجا...!
- ( هجاء لبقايا العقل الخاوي )
- القيادات الكردية أمام امتحان صعب..لا مكابرة إلا الاحتماء بال ...
- ( وصف العيش.. نصف العيش )


المزيد.....




- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محسن صابط الجيلاوي - الفرقة الجوزية الموسيقية في سطور / من ذكريات الأستاذ احسان جوزي خليفه...!