عوامل حرب غزة

عبد الكريم ابراهيم جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

عوامل عديدة ساعدت اسرائيل في توجيه ضرباتها القاسية جدا الى شعب غزة وفي مقدمة هذه العوامل الصراع الفلسطيني _ الفلسطيني الذي خيم على ايام سنة 2008 وربما يمتد للقادم من العام الجديد وبالتأكيد فأن الذي يدفع الثمن هو الشعب العربي في فلسطين بصورة عامة وفي غزة بصورة خاصة والضحايا في كل مرة هم الأبرياء الذين يدفعون ثمن كل الصراعات منذ بدىء البشرية, كتب الكثيرون عن غزة وجل الكتابات كانت حماسية اكثر مما هي واقعية وربما غابة الواقعية عن الكثير من الكتاب العرب ومن يكتب بواقعية يتهم بالخيانة الكبرى وربما تصل عقوبته لدى البعض بالاعدام والدليل على ذلك التعليقات التي سمحت بها ادارة الحوار المتمدن والتي تكشف من خلال مطالعتها اننا لا زلنا نبحث عن من يضحك علينا ويوهمنا ان هزائمنا انتصارات طالما اننا على حق. والكثير من الكتابات تحاول ان تسلط الضؤ على قساوة الضربات الاسرائيلية لغزة دون ان تحاول ان تبحث عن سر الخلاف الفلسطيني_ الفلسطيني الذي انعكس على مجمل الموقف العربي من القضية الفلسطينية فنجد ان ما يمكن تسميته بالدول المعتدلة قد سحبت نفسها بشكل أو بآخر من القضية الفلسطينة ورمت بثقلها اتجاه دعم هذه الفصائل ضد تلك الفصائل فنجد مثلا دعم سوري ل(س) من المنظمات الفلسطينية يقابله دعم مصري لـ (ص) من المنظمات ليس حبا بها ولكن كرها بدمشق وهكذا الحال بين قطر والسعودية وليبيا والجزائر والخاسر الكبير الشعب الفلسطيني وليس رؤوساء وامناء هذه المنظمات التي لا يعمل الا الله وابناء سويسرة مقدار ارصدتهم التي جمعوها من دماء القضية الفلسطينية.
ما يحصل في غزة هو نتيجة حتمية لهذا الصراع ولا يمكن لاسرائيل الا استثماره بالشكل الذي تريده فهذه الدولة اللقيطة تستغل عبثنا نحن العرب من اجل تحقيق مصالحها الاستراتيجية ووفق ما تخطط له , أما نحن العرب لا زلنا نبحث عن اسباب لهزائمنا فنجد الخطاب الاعلامي العربي يبحث هو الاخر عن اسباب كل انتكاسة وفي حرب غزة الاخيرة وجدنا من يسلط الضؤ على خديعة مصر لحماس وكانه يحاول تحميل النظام المصري الاسباب والنتائج معا وتارة نقرأ من أن الصهاينة خدعونا وضربوا غزة في عطلتهم !!! وأوهومونا انهم لن يضربوا بدليل سماحهم لمرور المساعدات!!! وهل كنا ننتظر منهم الأمان؟؟ ياللعجب .
نعم ربما كنا نتصور هذا في عدونا وهذا خطأ كبير وقعنا فيه وسنقع فيه مستقبلا , ونظرية المؤامرة لا زلنا نستخدمها ونروج لها كما روج لها كل زعماء الأمة العربية في ستينيات الى تسعينيات القرن الماضي وبداية القرن الحالي فكلما خسرنا معركة اطحنا برؤوس البعض واذا ما انتصرنا نسبنا ذلك (( لحكمة قيادتنا)) . على حكامنا ان يعدوا العدة قبل اية معركة يقررون دخولها ولا يفاجئون شعوبهم , وحماس حكومة شرعية اوصلتها صناديق الاقتراع لسدة الحكم في دولة فلسطين وبالتالي فانها كان يجب عليها من باب الحرص على الديمقراطية أن تأخذ رأي الشعب بنقض الهدنة أو الاستمرار بها لا ان تتخذ القرار منفردا وتحمل شعب فلسطين وغزة بالخصوص ما لا طاقة له به.

#عبد_الكريم_ابراهيم_جاسم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات